في جولة مفاجئة.. .وكيل تعليم الفيوم يحيل مسؤولين للتحقيق بسبب ضم فصول
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
قام الدكتور خالد خلف قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، بجولة ميدانية مفاجئة في الصباح الباكر لعدد من مدارس إدارة غرب الفيوم التعليمية، حيث اتخذ قرارات حاسمة تجاه المخالفين وكرم المتميزين.
وشملت جولة وكيل الوزارة زيارة مدرسة الشهيد مصطفى أحمد على للتعليم الأساسي، حيث رصد مخالفة تمثلت في ضم فصلين بالصف الثاني الابتدائي في فصل واحد.
تفقد وكيل الوزارة مدرسة المنشية الصباحية الابتدائية، حيث أبدى إعجابه الشديد بانضباط طابور الصباح وحرص الطلاب والمعلمين على الالتزام، تقديراً لجهودهم المتميزة، قرر وكيل الوزارة تكريم عدد من المعلمين البارزين بالمدرسة، وهم: المعلمة نادية السيد عبد الجليل محمد، مديرة المدرسة، والمعلمة هناء همام سيد عبد الرسول، وكيلة المدرسة، و منال عمر عبد العال، معلمة اللغة الإنجليزية، و منال أحمد عبد العزيز، معلمة اللغة العربية.
كما تابع وكيل تعليم الفيوم جولته بتفقد مدرسة العسيلي الابتدائية المشتركة، حيث زار الفصول الدراسية وحضر حصة للغة العربية بالصف الثالث الابتدائي، معرباعن سعادته بمستوى الطلاب وتميزهم في الإلقاء الشعري، وقرر تكريم معلمة اللغة العربية بالمدرسة، الأستاذة تريزا شفيق توكل، بالإضافة إلى ثلاثة من التلاميذ المتفوقين في الإلقاء وهم: جودى عمر هاشم، وسندس حسين فتحي، وجونير أيمن عيد.
ولم يغفل وكيل الوزارة متابعة مدرسة النقراشي الابتدائية، حيث تفقد الفصول الدراسية وحضر حصة أخرى للغة العربية بالصف الثالث الابتدائي. وخلال الزيارة، شدد على ضرورة تفعيل برنامج تنمية مهارات القراءة والكتابة بشكل مكثف للتلاميذ الضعاف بالمدرسة لضمان تحسين مستواهم اللغوي.
واختتم جولته بزيارة مدرسة الشعب الابتدائية، حيث تفقد الفصول الابتدائية وحضر حصة للغة الإنجليزية بالصف الخامس الابتدائي. ووجه بتفعيل البرنامج العلاجي الخاص بالتلاميذ الضعاف في مهارات القراءة والكتابة لضمان حصول جميع الطلاب على الدعم اللازم لتحسين مستواهم التعليمي.
وفي ختام جولته، أكد وكيل الوزارة على عدد من التعليمات الحاسمة التي يجب على جميع المدارس الالتزام بها، وعلى رأسها ضرورة انضباط دفتر الحضور والانصراف للعاملين وعدم دمج الفصول الدراسية تحت أي ظرف. كما شدد على الأهمية القصوى للتقييمات الدورية في العملية التعليمية، مؤكدًا أنها تعتبر من الركائز الأساسية التي تساهم بشكل فعال في تحسين جودة التعليم وتحقيق الأهداف المنشودة للمنظومة التعليمية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جولة مفاجئة مدير تعليم الفيوم وكيل مدرسة مشرف دور وکیل الوزارة
إقرأ أيضاً:
أم تحارب الجوع والسرطان في خيمة.. غزة تكتب فصول الموت البطيء
غزة – صباح كل يوم، تبدأ دلال أبو عاصي، وهي أم فلسطينية تبلغ من العمر 29 عاما، رحلتها الشاقة في شوارع وأزقة مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وهي تدفع بعناء كرسيا متحركا يقل طفليها المريضين، أماني (عامان) وحمزة (4 أعوام)، في رحلة بحث مرهقة ومضنية عما يسد رمقهم ويقيهم الجوع، في ظل أوضاع إنسانية لا تحتمل.
تقول دلال بصوت مرتجف وهي تحمل صغيريها تحت أشعة الشمس الحارقة: "ما عندنا لا مأوى ولا طعام، وبقينا على هذه الحال من بداية الحرب، أخرج صباحا أبحث عن طعام، وأرجع آخر النهار خالية اليدين إلا من تعب الساعات".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تعرف هذه الأم طعم الراحة، إذ تتكرر المأساة كل يوم، بين الجوع والمرض، وبين خيمتها المتهالكة ونظرات طفليها البريئة الممتلئة بالأسئلة والاحتياج.
في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي، كانت دلال تعيش مع طفليها في شقة متواضعة ضمن برج سكني في منطقة "جباليا البلد" شمال قطاع غزة. لكن صاروخا إسرائيليا أنهى كل شيء في لحظات، "كنا نايمين، وفجأة صار انفجار كبير، حسيت البيت نزل علينا. طلعنا من تحت الركام بالغبار وعيونا مش شايفة، ما ضل إلنا شي، طلعنا بس باللي لابسينه"، تقول دلال وهي تشير إلى ملابسها الرثة.
منذ ذلك اليوم، بدأت رحلة النزوح القاسية، تنقلت دلال وطفلاها 7 مرات من منطقة إلى أخرى، بين الجنوب والوسط، قبل أن ينتهي بهم المطاف في خيمة مهترئة بفناء مدرسة تحولت إلى مركز إيواء مكتظ.
"ما قدرت أعيش ببيت من وقت الحرب، وأنا مريضة وما في حدا يساعدني، كنت احمل أولادي على ظهري وأمشي، مرات أنام في الشارع أو على أرض زراعية. ما كان في مفر".
في خيمتها، لا تملك دلال شيئا تقريبا، تعتمد على بعض التبرعات من الجيران وأهل الخير، "معي فرشتين، وبطانيات خفيفة، وعلبة مياه بشرب منها أنا وأولادي"، تقول وهي تشير إلى ركن صغير في الخيمة تغطيه قطعة قماش مهترئة.
إعلانوتضيف بحرقة: "لا يوجد نظافة، ولا خصوصية، ولا أمان. كل ما يهمني اليوم أني أطعم أولادي ولو بلقمة صغيرة. والتي أصبحت الآن حلم".
دلال تؤكد أن التجويع أصبح سلاحا أقسى من القصف، وتقول: "الاحتلال بدو يقتلنا بالجوع، فلم يعد هناك تكايا ولا مطاعم خيرية. كل ما أروح مكان أطلب أكل، بيقولوا لي: ما في شي، الناس كلها جوعانة".
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تعمد الاحتلال استهداف البنية التحتية الإغاثية، فدمر 42 تكية، و57 مركز توزيع مساعدات إنسانية، إضافة إلى أكثر من 120 قافلة غذائية أو طبية. يقول إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب، إن هذه السياسة تترجم إلى "جريمة حرب متكاملة"، مضيفا أن "الحصار والعدوان ليسا فقط بالقصف، بل أيضا بمنع الغذاء والدواء عن الأطفال والنساء والشيوخ".
ويؤكد الثوابتة أن الأمور ازدادت سوءا بعد الثاني من مارس/آذار الماضي، حين أغلقت إسرائيل كل المعابر ومنعت إدخال أي مواد إغاثية، ثم زادت حدة الهجمات في منتصف الشهر.
أمراض وإهمالدلال تعاني من سرطان الثدي، لكنها لا تتلقى أي علاج "ما عندي دواء، ولا مستشفى، ولا حتى حدا يسأل عني، كنت أروح للمشفى قبل الحرب للعلاج الكيماوي، لكن اليوم مش قادرة أروح حتى للطبيب. ما ضل أدوية، والمستشفيات كلها منهارة".
أما حمزة، ابنها الأكبر، فيعاني من إعاقة في الحركة والنطق، ويحتاج إلى جلسات تأهيل منتظمة. وأماني، الطفلة الصغيرة، تعاني من مرض دماغي وتدهور في البصر، وتحتاج إلى عملية جراحية في العين.
وتقول دلال "الدكتور قال لازم عملية جراحية ضروري، لكن لا يوجد من يساعد، وأنا مش قادرة أجيب لها حتى نظارة. الحفاضات ليست متوفرة، أستخدم أكياس بلاستيك، سببت لها التهابات وأوجاع".
تختصر دلال معاناة غزة كلها بعبارة مؤلمة: "موت بطيء، ما حدا بيشوفه"، وتختم حديثها بنداء: "أناشد كل العالم، كل أم، كل إنسان عنده ضمير، يشوف حالنا، أولادي بيموتوا، وأنا بموت معهم شوي شوي".
ويأتي حديث دلال في ظل استمرار سقوط ضحايا بسبب الجوع، إذ أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة حالتين جديدتين بسبب سوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 113 ضحية، معظمهم من الأطفال.