عظمة فك غامضة تكشف عن سلالة بشرية عمرها 190 ألف سنة
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
كشفت تحاليل جزيئية حديثة أن عظمة فك سُفلي عُثر عليها قبالة سواحل تايوان تعود لما يُعرف بـ"إنسان الدينيسوفا"، وهو فرع غامض من سلالة البشر الأوائل، ولا يُعرف سوى القليل عن سماتهم التشريحية من ضمن مجموعة قليلة من المستحاثات النادرة التي عادة ما تظهر في الصقيع البارد من صحاري سيبيريا في قلب روسيا.
ويُعد هذا الكشف دليلا حاسما على وجود هؤلاء البشر في شرق آسيا، ورغم تعذّر استخراج الحمض النووي من العينة، فإن العلماء تمكنوا من تحديد نوعين من البروتينات داخل ميناء الأسنان (الطبقة الخارجية الصلبة التي تُغلف تاج السن)، وهي بروتينات سبق ربطها حصريا بالدينيسوفيين فحسب.
وأظهرت التحاليل أيضا أن العينة تعود لذكر، وذلك من خلال بروتينات مرتبطة بالكروموسوم "واي". وقد واجه الباحثون صعوبة في تحديد عمر العظمة بدقة نظرا لعدم إمكانية استخدام وسائل التأريخ التقليدية، إلا أن تحليل الأحافير الحيوانية المصاحبة يشير إلى أن عمرها قد يصل إلى 190 ألف سنة، مما يفتح المجال لاحتمال كونها أصغر أحفورة معروفة لإنسان دينيسوفا حتى اليوم.
وقد عاش الجنس الإنساني على الأرض قبل نحو مليونين و400 ألف سنة، ويعتقد العلماء أنه انتشر بشكل أساسي في جوانب قارة أفريقيا، ويضم عائلات مثل النياندرتال والدينيسوفان. وقبل نحو 500 إلى 600 ألف سنة ظهر البشر الحاليون، أو ما يسميه العلماء في هذا النطاق "الإنسان العاقل".
وتأتي أهمية هذا الكشف في كونه يوسّع النطاق الجغرافي المعروف لإنسان دينيسوفا، إذ تُعد هذه العينة رابع دليل أحفوري معروف حتى الآن، إلى جانب عينات من كهف دينيسوفا في سيبيريا، وكهف "بايشيا كيرست" في هضبة التبت، وربما كهف كوبرا في لاوس.
إعلانويمتد الفارق الجغرافي بين أقدم وأحدث هذه المواقع إلى نحو 4500 كيلومتر، مما يعكس قدرة هذه السلالة البشرية القديمة على التكيف مع بيئات متباينة تتراوح بين البرودة الجبلية في التبت والرطوبة الاستوائية في جنوب شرق آسيا.
ورغم تزايد الأدلة على انتشارهم، لا يزال إنسان دينيسوفا واحدا من أكثر فروع البشر القدماء غموضا، فقد عُثر على أول دليل لوجودهم مصادفة عام 2010 من خلال حمض نووي عُثر عليه في كهف بسيبيريا، وكانوا قد تزاوجوا مع الإنسان الحديث قبل أن يختفوا لاحقا لأسباب لا تزال غير مفهومة.
وتبقى البقايا الأحفورية المرتبطة بهذه السلالة محدودة للغاية، ومُقتصرة على شظايا من العظام والأسنان، دون أي هيكل عظمي مكتمل حتى اليوم، مما يعيق فهم شكلهم الجسدي أو أسلوب حياتهم بدقة. غير أن الدراسة الحديثة تُشير إلى أن فك الذكور لديهم كان عريضا، وأسنانهم كانت أكبر حجما من تلك الموجودة لدى الإنسان اليوم.
أما آخر أحفورة مؤرخة بالدقة العلمية فهي قطعة ضلع من كهف "بايشيا"، تعود إلى نحو 40 ألف عام، ورغم انقراضهم، فإن إرثهم الجيني لا يزال قائما وفقا لتحاليل الحمض النووي. فقد أثبتت الدراسات الوراثية أن بعض الشعوب في شرق وجنوب شرق آسيا تحمل آثارا من الحمض النووي لهم، وهو ما يُعد دليلا على تداخل الماضي السحيق في تشكيل الحاضر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أكثر عدوى وانتشارا.. بريطانيا تحذر من سلالة جديدة لـ «الأنفلونزا»
ضربت سلالة متحولة من الإنفلونزا، المملكة المتحدة، التي تعد أكثر عدوى وتؤدي إلى مرض أكثر خطورة ودخول المستشفيات مقارنة بالعام الماضي، بينما تترك الأشخاص أيضًا عرضة للإصابة بفيروسات موسمية أخرى في نفس الوقت.
الانفلونزا في بريطانياتسيطر سلالة من فيروس الإنفلونزا A (H3N2)، والمعروفة الآن أيضًا باسم «السلالة الفرعية» أو «الإنفلونزا الفائقة»، على الحالات، وحذر قادة الصحة من أن موسم الإنفلونزا بدأ مبكرًا بشكل غير عادي هذا العام.
ويعتقد المسؤولون أن ارتفاع معدلات الإصابة بالإنفلونزا يعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع حاد في حالات الإصابة بين أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا، حيث يمثل فيروس H3N2 الغالبية العظمى من الحالات، ويتضاعف عدد المرضى في المستشفيات الآن 10 أضعاف مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023.
سلالة جديدة لـ «الأنفلونزا»وتتزايد المخاوف في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية وسط عدد قياسي من الأشخاص في المستشفيات بسبب الأنفلونزا في إنجلترا في هذا الوقت من العام ومخاوف من «موجة غير مسبوقة» من العدوى، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية.
وحذر الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا السير جيم ماكي من أن البلاد قد تواجه أسوأ موسم إنفلونزا على الإطلاق، بعد أن عانت أستراليا من نفس الأمر في وقت سابق من هذا العام، ويعتقد أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تواجه ضغوطًا، ستكون في كثير من النواحي مثل فترة كورونا.
قالت البروفيسورة نيكولا لويس، مديرة مركز الإنفلونزا العالمي في معهد فرانسيس كريك: «لم نشهد فيروسًا كهذا منذ فترة، وهذه الديناميكيات غير عادية، لطالما كان فيروس H3 أكثر انتشارًا، وأكثر فتكًا، وأكثر تأثيرًا على السكان».
انتشار الفيروسات التنفسيةومن جانبها قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن الأقنعة تظل أداة مفيدة في الحد من انتشار الفيروسات التنفسية في بعض الحالات.
وأعاد المسؤولون إصدار إرشادات تفيد بأن أي شخص يشعر بالمرض يجب أن يرتدي قناعًا لأنه يمكن أن يقلل من عدد الجزيئات التي تحتوي على الفيروسات التي يتم إطلاقها من الفم والأنف، مضيفين أيضًا، إن الأقنعة يمكن أن تحمي الشخص الذي يرتديها من الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل كورونا أو الفيروس المخلوي التنفسي «RSV».
الوقاية من الفيروسات التنفسيةتم فرض قواعد إلزامية ارتداء الأقنعة خلال الأسابيع الأخيرة في أجزاء من المستشفيات في لندن ولينكولنشاير وشروبشاير وأكسفوردشاير وسط إنذار بشأن أعداد الإصابات.
تريد هيئة مستشفيات لينكولنشاير التعليمية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية من المرضى والزوار والموظفين ارتداء غطاء للوجه في المناطق عالية الخطورة في مستشفيات مقاطعة لينكولن وجرانثام وبوسطن بيلجريم ومقاطعة لوث، استجابة لارتفاع حالات الإنفلونزا وكورونا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، في أماكن أخرى، يطلب من المرضى فى المستشفيات الآن ارتداء أقنعة الوجه في أقسام الطوارئ وأجنحة السرطان ووحدات حديثي الولادة.
اقرأ أيضاًللوقاية من نزلات البرد.. خطوات ومشروبات طبيعية تحافظ بها على صحة طفلك
«خمسة لصحتك».. إزاي تحمي أولادك من الأنفلوانزا الموسمية؟
عناوين مكاتب تطعيم الإنفلونزا الموسمية في جميع محافظات الجمهورية