خالد الجندي: كل كلام سيدنا النبي فى الدين مؤيد بالوحي
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القصص التي يرويها لنا النبي محمد ﷺ عن الأمم السابقة ليست مجرد حكايات أو روايات منقولة، وإنما هي وحي من الله عز وجل، موضحًا أن هذا من دلائل صدق الرسالة النبوية وإعجاز القرآن الكريم.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "أول سؤال ممكن يتبادر للذهن، هو النبي ﷺ عرف القصص دي منين؟ الإجابة ببساطة في قول الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، وهذا هو الإطار العام الذي نحتكم إليه، لأننا نؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي في كل ما يتعلق بأمور الدين والشرع".
وأوضح أن "كل ما يقوله النبي ﷺ في شأن الدين هو وحي يوحى، أما الأمور الدنيوية فقد تكون من باب التجربة أو العادات أو الأعراف، لكن حين يتحدث في القصص القرآني، فهو ينقل عن الله سبحانه وتعالى بلا زيادة ولا نقصان".
وأضاف الجندي: "ربنا سبحانه وتعالى قال في أكثر من موضع: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك)، وقال: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، وما كنت لديهم إذ يختصمون)، يعني النبي ﷺ لم يكن حاضرًا هذه المشاهد، لكنه أُخبر بها بوحيٍ من ربه، فصار يخبرنا بها لنأخذ منها الدروس والعِبر".
وأشار إلى أن القرآن ملئ بالآيات التي تدل على أن هذه القصص جاءت من عند الله، وليست نتيجة مطالعة النبي لكتب أو مراجع بشرية، مستشهدًا بقوله تعالى: (ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا)، موضحًا أن النبي لم يقرأ كتبًا سابقة ليأتي بهذه الأخبار، وإنما كلها وحي صادق.
وتابع الجندي: "ربنا بيقول للنبي في آيات كثيرة ألم ترَ، زي: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه)، و(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، طيب النبي شاف إيه؟ الحوادث دي كانت قبل مولده أصلاً، ومع ذلك ربنا بيقول له ألم ترَ، لأن الرؤية هنا رؤية علم، وليست رؤية بصرية، علمه الله بها وعلّمنا نحن من خلالها".
وشدد على أن "قصص القرآن ليست فقط للعظة، وإنما دليل على مصدره الإلهي، وأن هذا النبي الكريم ﷺ ما كان له أن يعلم هذه التفاصيل الدقيقة لولا أن الله هو الذي أوحى إليه بها، وهذا من أعظم أوجه الإعجاز في القرآن".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي النبي محمد قصص القرآن المزيد
إقرأ أيضاً:
كيف وسع النبي مفهوم العبادة وجعل الخير في كل عمل.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدُنا رسولُ الله ﷺ حررنا من الضيق إلى السَّعة، ونقلَ مفهومَ العبادة من الاقتصار على الطقوس والشعائر، إلى شمولِ معاملةِ الناس.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الذكرَ، والأمرَ بالمعروف، والنهيَ عن المنكر صدقة، قال ﷺ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ: فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ».
وأشار الى انه جعل معاشرةَ الرجلِ لأهله صدقة، فقد قَالُوا: يا رسولَ الله، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قال: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ، أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ».
وسيدُنا النبي ﷺ ـ وهو يوسّع لنا مفهومَ الصدقة ـ يبيّن أن الله قد تصدق علينا، فلما جُعلت الصلاة في السفر ركعتين، قال ﷺ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».
فإذا فهمتَ ذلك، عرفتَ حينئذٍ قولَه ﷺ: «ما من يومٍ ولا ليلةٍ إلا ولله فيه صدقةٌ يمنُّ بها على من يشاء من عباده، وما مَنَّ الله على عبدٍ بمثل أن يُلهمه ذكره».
نعم، صدقاته ومننه سبحانه علينا لا تتناهى ولا نُحصيها، بل نعجز عن عَدِّها، كما قال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: 18]،
وعلمنا ﷺ أن نقول: «لا نُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك». فليس من صدقةٍ أعظم من أن يوفّقك الله لذكره.
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن فقراءَ المهاجرين أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: ذهب أهلُ الدثور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم.
قال: «وما ذاك؟».
قالوا: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق، ويُعتقون ولا نُعتق.
فقال ﷺ: «أفلا أُعلّمكم شيئًا تُدرِكون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟».
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: «تُسبّحون وتُكبّرون وتَحمدون دبرَ كلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة».
فرجع فقراء المهاجرين إلى النبي ﷺ وقالوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ.
فقال رسول الله ﷺ: «ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء».
دينٌ منفتحٌ على الفقراء والأغنياء، يرضى برضى الله وفعله في الأكوان، لا يعرف تفاضلًا بجنس أو لون، لا يفرّق بين حاكم ومحكوم، ولا بين عربي وأعجمي.
دينٌ دعا إلى عبادة الله، وردَّ الناس إلى الأمر الأول ، وفتح لهم مفاهيم العبادة، حتى جعل في كل خير صدقة، وفي كل خير ثوابًا.
قال ﷺ: «إنك مهما أنفقتَ على أهلكَ من نفقةٍ فإنك تؤجرُ عليها، حتى اللقمةَ ترفعها إلى فِي امرأتِك».
ويقول ﷺ: «دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينارٌ أنفقتَه في رقبة، ودينارٌ تصدّقتَ به على مسكين، ودينارٌ أنفقتَه على أهلك؛ أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك».
قال العلماء: ما أنفقتَه على أهلك، وما جعلتَه في أهلك مأجورٌ عليه ولو لم تنوِ، فإن نويتَ فلك أجران: أجرُ النية، وأجرُ الفعل.
ومن واسع فضل الله أن جعل التعليم صدقة، فقد قال ﷺ: «أفضلُ الصدقةِ أن يتعلّم المسلمُ علمًا ثم يعلّمه أخاه المسلم».
والدعاء لأخيك صدقة، وكذلك قال ﷺ: «وإماطةُ الأذى عن الطريق صدقة»، وشدُّ ساقيك لإغاثة الملهوف صدقة، وشدُّ ذراعيك لإعانة الضعيف صدقة.