لجريدة عمان:
2025-06-20@22:34:28 GMT

لم أخش هكذا على مستقبل بلدي من قبل

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

ترجمة: أحمد شافعي

كثير للغاية هو الجنون الذي يحدث كل يوم في ظل إدارة ترامب، لدرجة أن بعض الغرائب تضيع في الضجيج، وإن تكن لها دلالات كبيرة. وأحدث أمثلة ذلك هو مشهد الثامن من ابريل في المكتب البيضاوي إذ قرر رئيسنا ـ في غمار حربه التجارية المحتدمة ـ أن هذا هو الوقت المناسب لتوقيع أمر تنفيذي يعزز تعدين الفحم.

وفقا لما نقلته «رويترز»، قال الرئيس ترامب: «إننا نعيد صناعة بعد التخلي عنها» وكان محاطا بالعاملين في تعدين الفحم ذوي القبعات الصلبة المنتمين إلى قوة عمل انحدرت إلى أربعين ألفا بعد أن بلغت سبعين ألفا في العقد الماضي. وقال «إننا سنعيد عمال المناجم إلى العمل. وإضافة إلى ذلك قال ترامب عن أولئك العمال: «بوسعكم أن تعطوهم شققا في الجادة الخامسة ووظائف أخرى ولن يكونوا سعداء. فهم يريدون العمل في مناجم الفحم، فذلك عملهم الذي يحبونه».

أمر طيب أن يكرم الرئيس من يعملون بأيديهم. لكن حينما ينتقي عمال المناجم ليثني عليهم في الوقت الذي يحاول فيه أن يحذف إنشاء وظائف التكنولوجيا النظيفة من ميزانيته ـ وكانت صناعة طاقة الرياح في الولايات المتحدة توظف في عام 2023 قرابة مائة وثلاثين ألف عامل في حين توظف صناعة الطاقة الشمسية مائتين وثمانين ألفا ـ فهذا يشي بأن ترامب واقع في شرك أيديولوجية الصحوة اليمينية التي لا تعترف بأن وظائف التصنيع الأخضر وظائف «حقيقية». فكيف لهذا أن يزيدنا قوة؟

مهزلة صارخة هي إدارة ترامب الثانية هذه. لقد ترشح ترامب لولاية ثانية لا لأنه كان يمتلك أي تصور عن نقل أمريكا إلى القرن الحادي والعشرين. وإنما ترشح لينجو من السجن وليثأر ممن حاولوا ـ معتمدين على أدلة قوية ـ أن يحاسبوه بالقانون. وأستبعد أن يكون قد قضى خمس دقائق في دراسة قوة عمل المستقبل.

ثم إنه رجع إلى البيت الأبيض ولا يزال رأسه ممتلئا بأفكار من سبعينيات القرن الماضي. فشنَّ حربا تجارية لا أحلاف له فيها ولم يتهيأ لها على نحو جيد ـ ولذلك يغير رسومه الجمركية كل يوم تقريبا ـ ولم يستعد لها بفهم لطبيعة الاقتصاد العالمي الآن وكونه نظاما بيئيا معقدا يجري فيه تجميع المنتجات من مكونات تنتمي إلى بلاد عدة. ثم إنه جعل على هذه الحرب وزير تجارة يتصور أن ملايين الأمريكيين يموتون شوقا إلى الحلول محل العمال الصينيين في «تركيب المسامير الصغيرة لصنع أجهزة آيفون».

وتوشك هذه المهزلة أن تمس كل مواطن أمريكي. فمن خلال الهجوم على أقرب حلفائنا ـ أي كندا والمكسيك واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي ـ وعلى منافستنا الكبرى أي الصين، فإنه في الوقت نفسه يوضح أنه يؤثر روسيا على أوكرانيا ويؤثر صناعات الطاقة المدمرة للمناخ على مثيلاتها ذات التوجه المستقبلي، وليذهب الكوكب إلى الجحيم، وليتسبب ترامب لأمريكا في فقدان كبير لثقة العالم.

فالعالم الآن يرى أمريكا الترامبية تماما على النحو الذي تتحول إليه: أي بوصفها دولة مارقة يقودها طاغية أهوج منفصل عن سيادة القانون وغيرها من المبادئ الدستورية والقيم الأمريكية.

وهل تعلمون ما الذي يفعله حلفاؤكم مع الدول المارقة؟ تعالوا نصل بين بعض النقاط.

أولا: لا يشترون سندات الخزانة بقدر ما كانوا يفعلون. فيتعين على أمريكا أن تعرض عليها أسعار فائدة أعلى لتجذبهم إلى ذلك، وهو ما سيتفاقم أثره في اقتصادنا كله، من أقساط السيارات إلى قروض الرهن العقاري إلى تكلفة خدمة الدين الوطني على حساب كل شيء آخر.

في افتتاحيتها يوم الأحد الماضي بعنوان «هل هناك علاوة مخاطرة أمريكية جديدة؟» تساءلت صحيفة وول ستريت جورنال: «هل تتسبب سياسة صنع القرار الترامبية الهوجاء وضرائبه الحدودية في تنفير مستثمري العالم من الدولار وسندات الخزانة الأمريكية؟». من السابق لأوانه القطع بجواب، ولكن ليس من السابق كثيرا لأوانه أن يطرح السؤال مع استمرار ارتفاع عائدات السندات وتراجع قيمة الدولار وهي مؤشرات كلاسيكية لفقدان الثقة الذي لا ينبغي أن يكون ضخما لكي يحدث أثرا ضخما على اقتصادنا كله.

الأمر الثاني هو أن حلفاءنا فقدوا الثقة في مؤسساتنا. فقد أوردت صحيفة فايننشال تايمز يوم الاثنين أن مفوضية الاتحاد الأوروبي الحاكمة توفر أجهزة محمول وحاسوب للعاملين فيها المقيمين في الولايات المتحدة تجنبا للتعرض للتجسس، وكان ذلك الإجراء مخصصا للعاملين في رحلاتهم إلى الصين. فالاتحاد الأوروبي لم يعد يثق بسيادة القانون في أمريكا.

الأمر الثالث الذي يقوله الناس في الخارج لأنفسهم ولأبنائهم ـ وقد سمعت هذا بنفسي مرارا في الصين قبل أسابيع قليلة ـ إن الدراسة في أمريكا ربما لم تعد فكرة جيدة. والسبب هو أنهم لا يعرفون متى قد يتعرض أبناؤهم للاعتقال العشوائي، ومتى قد يتعرض أفراد أسرهم للترحيل إلى سجون في السلفادور.

هل يمكن تغيير هذا؟ كل ما أعرفه يقينا هو أنه في مكان ما، وبينما تقرؤون هذه السطور، ثمة شخص ما مثل والد ستيف جوبز السوري الذي جاء إلى سواحلنا في خمسينيات القرن الماضي للحصول على الدكتوراه من جامعة ويسكونسن، ثمة إذن شخص مثله كان يخطط للدراسة في أمريكا لكنه الآن يفكر في كندا أو أوروبا بدلا منها.

وإنك تقلص هذا كله، تقلص قدرتنا على اجتذاب أكثر مهاجري العالم طاقة وريادة أعمال، بما سمح لنا أن نكون مركز الابتكار في العالم، وتقلص قدرتنا على اجتذاب نصيب غير متناسب من مدخرات العالم، بما أتاح لنا أن نعيش فوق حدود قدراتنا على مدى عقود، وتقلص سمعتنا في التمسك بسيادة القانون، وبمرور الزمن سوف تنتهي بأمريكا إلى أن تكون أقل رخاء وأقل احتراما وأكثر انعزالا.

مهلا، مهلا في ما تقول، أليست الصين أيضا مستمرة في استخراج الفحم؟ نعم، هي كذلك لكن في ظل خطة بعيدة المدى لإيقافها وباستخدام روبوتات في القيام بالمهام الخطرة المستنزفة لصحة عمال المناجم.

وهذا هو المغزى. ففي حين يصنع ترامب ما يسميه «النسيج»، مثرثرا عن أي شيء يبدو له أنه سياسة صالحة، فإن الصين تنسج خططا بعيدة المدى.

في عام 2015، قبل سنة من تولي ترامب الرئاسة، كان لي كيكيانج رئيس الوزراء الصيني آنذاك قد كشف النقاب عن خطة نمو مستقبلي باسم «صنع في الصين 2025». بدأت بسؤال: ما الذي سيكون محركا للنمو في القرن الحادي والعشرين؟ ثم قامت الصين باستثمارات ضخمة في عناصر من مكونات ذلك المحرك لكي يتسنى للشركات الصينية أن تسيطر عليها محليا وخارجيا. والكلام هنا عن الطاقة النظيفة والبطاريات والسيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة والروبوتات والخامات الجديدة والأدوات الآلية والطائرات المسيرة والحاسبات الكمومية والذكاء الاصطناعي.

ويتبين من أحدث تقارير «مؤشر نيتشر» أن الصين أصبحت «البلد الرائد عالميا في الإنتاج البحثي في قاعدة بيانات الكيمياء وعلوم التربة والبيئة والعلوم الفيزيائية، والثانية في علوم الأحياء وعلوم الصحة».

هل يعني هذا أن الصين ستسبقنا وأننا سنتخلف كثيرا؟ لا. بل تخطئ بكين خطأ كبيرا إن ظنت أن بقية العالم سوف تترك الصين تكبح الطلب المحلي على السلع والخدمات حتى تتمكن الحكومة من دعم الصناعات التصديرية وتحاول أن تفعل كل شيء للجميع، جاعلة باقية البلاد فارغة معتمدة عليها. فالصين بحاجة إلى إعادة توازن اقتصادها، وترامب محق في الضغط عليها من أجل ذلك. لكن صراخ ترامب المستمر وفرضه بين الحين والحين للرسوم الجمركية ليسا باستراتيجية، وبخاصة وأنت تواجه الصين في الذكرى العاشرة لـ «صنع في الصين 2025». لو أن وزير الخزانة سكوت بيسنت مؤمن حقا بما قاله بحماقة عن كون بكين محض لاعب «ليس في يده غير ورقتين من ورق الاثنين»، فمن فضل أي أحد أن يخبرني بأقرب موعد لليلة لعب البوكر في البيت الأبيض، لأنني أريد أن أشارك. لقد أقامت الصين محركا اقتصاديا يجعل لديها خيارات.

والسؤال لبكين ـ ولبقية العالم: كيف ستستعمل الصين كل الفائض الذي حصلت عليه؟ هل ستستثمره في تكوين جيش أكثر تهديدا؟ أم ستستثمره في المزيد من خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة والطرق السريعة ذات الحارات الست إلى مدن لا تحتاج إليها؟ أم ستستثمره في المزيد من الاستهلاك والخدمات المحلية بعد عرضها بناء الجيل القادم من المصانع وخطوط الإمداد الصينية في أمريكا وأوروبا على أساس ملكية الـ 50-50؟ علينا أن نشجع الصين على الخيارات الصحيحة. ولكن على الأقل، ثمة خيارات لدى الصين. قارنوا هذا مع الخيارات التي يعدها ترامب. إنه يدمر سيادة القانون المقدسة لدينا، ويبدد حلفاءنا، ويخرب قيمة الدولار، ويمزق أمل الوحدة الوطنية إربا. بل إنه يجعل الكنديين الآن يقاطعون لاس فيجاس لأنهم لا يحبون أن يقال لهم: إننا عما قريب سوف نملك بلدهم.

فقولوا لي: من اللاعب الذي ليس في يده غير ورقتين من ورق الاثنين؟

لو لم يوقف ترامب سلوكه المارق، فإنه سيحطم كل ما جنت به أمريكا القوة والاحترام والرخاء.

وإنني لم أشعر قط على مدى حياتي بالخوف على مستقبل أمريكا مثلما أشعر به الآن.

توماس فريدمان كاتب عمود رأي في الشأن الخارجي بجريدة نيويورك تايمز ومؤلف كتاب «من بيروت إلى القدس».

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی أمریکا

إقرأ أيضاً:

من هو “الغوريلا” الذي يؤثر على استراتيجية ترامب تجاه إيران ويدفع باتجاه رد عسكري قوي ضدها؟

#سواليف

تتأثر #استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب تجاه #إيران بقائد عسكري قوي مُنح سلطة وضع خطط محتملة لشن #ضربة_أمريكية على #المواقع_النووية في #طهران.

وحسب تقرير لصحيفة “بوليتيكو”، منح #وزير_الدفاع_الأمريكي بيت #هيغسيث مستوى غير معتاد من الصلاحيات لجنرال واحد في الأزمة الأخيرة في #الشرق_الأوسط، وهو جنرال معروف بتشدده تجاه #إيران ويدفع باتجاه رد عسكري قوي ضدها.

وقد لعب قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال #إريك_كوريلا، دورا كبيرا في التصعيد المتزايد بين طهران وإسرائيل، حيث أشار مسؤولون إلى أن جميع طلباته تقريباً تمت الموافقة عليها، بدءاً من إرسال المزيد من حاملات الطائرات إلى المقاتلات الحربية في المنطقة.

مقالات ذات صلة عامر الشوبكي: العالم أمام سيناريو كارثي في حال إغلاق مضيق هرمز 2025/06/20

ويُعرف هذا الجنرال، الذي يلقّب بـ”الغوريلا”، بتجاوزه مسؤولين كبارا آخرين في البنتاغون، وهو يلعب دورا هادئا لكنه حاسم في تحديد الخطوات التالية للولايات المتحدة تجاه إيران، وفق ما نقلت “بوليتيكو” عن مسؤول دفاعي حالي وسابق، ودبلوماسي، وشخص مطّلع على الديناميات.

ويبدو أن انصياع هيغسيث لكوريلا يُقوّض الصورة التي سعى وزير الدفاع لترسيخها كقائد قوي يصرّ على تقليص نفوذ الجنرالات ذوي الأربع نجوم وإعادة فرض السيطرة المدنية.

وقال المسؤول السابق للصحيفة: “إذا بدا القادة العسكريون الكبار صارمين ومقاتلين، فإن هيغسيث يُقنَع بسهولة بوجهة نظرهم”. وأضاف أن كوريلا “كان بارعاً جداً في الحصول على ما يريده”.

ويُعتبر كوريلا من قدامى المسؤولين العسكريين، وله علاقة وثيقة مع مايك والتز، مستشار الأمن القومي السابق والمُرشّح لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. ووفقا لأحد المصادر، فقد حظي كوريلا بوقت لقاء مع الرئيس دونالد ترامب يفوق ما حظي به معظم الجنرالات الآخرين. كما أن كوريلا على وشك إنهاء فترة قيادته للقيادة المركزية، ما يجعله أقل ترددا في الضغط على الرئيس.

وقد دافع كوريلا عن إرسال مزيد من الأسلحة الأمريكية إلى المنطقة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، وهو موقف يتعارض مع موقف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، ورئيس السياسات في البنتاغون إلبرج كولبي، اللذين دعَوا إلى الحذر من الإفراط في الالتزام العسكري في الشرق الأوسط، بحسب المصادر الأربعة.

ونقلت “بوليتيكو” عن الشخص المطّلع قوله: “تحاول القيادة المركزية الاستحواذ على كل الموارد من المسارح الأخرى”، مستخدة اختصار “CENTCOM” للدلالة على القيادة المركزية الأمريكية التي يقودها كوريلا. وأضاف: “هذا ما تفعله CENTCOM دائما”.

وقد أحالت القيادة المركزية الأسئلة إلى المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، الذي قال إن وزير الدفاع يستند إلى معارف وخبرات المسؤولين قبل اتخاذ القرار بشأن ما يوصي به للرئيس.

وصرح بارنيل بالقول: “يعطي الوزير هيغسيث القادة العسكريين الميدانيين صلاحيات متساوية، من خلال تفويض القيادة والاستفادة من خبراتهم الواقعية”.

وأردف: “قادتنا الكبار يعملون بتنسيق كامل وسيتابعون العمل معاً لتنفيذ أجندة الرئيس ترامب للأمن القومي”.

ونفى مسؤول دفاعي آخر الادعاء بأن كاين، أعلى مسؤول عسكري، يختلف مع كوريلا بشأن القرارات الكبرى.

وأوضح المسؤول للصحيفة قائلا: “لا يوجد أي خلاف بين كوريلا وكاين”، مشيرا إلى أن كليهما يقدمان الخيارات للرئيس ترامب بشكل مشترك. وأكمل: “العلاقة بينهما متماسكة للغاية”.

ويتمتع كوريلا بنفوذ غير مسبوق مقارنةً بالإدارات السابقة، حيث كان من المعتاد أن يقيد وزراء الدفاع طلبات الجنرالات لضمان التوازن في توزيع القوات الأمريكية عالميا. ولكن أحد المطلعين على الديناميات بين كوريلا وهيغسيث لفت إلى أنه لم ير هيغسيث يرفض أي طلب تقدم به كوريلا للحصول على مزيد من المعدات العسكرية.

وقد وجه البنتاغون هذا الأسبوع حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، بحسب مسؤولَين دفاعيَّين، بالإضافة إلى نشر مقاتلات F-22 وF-35 وF-16. وهذا يجعل الولايات المتحدة تملك حاملتي طائرات في المنطقة للمرة الثانية هذا العام، وهي خطوة نادرة، وتعني سحبها من منطقة المحيط الهادئ، في إشارة إلى أن الشرق الأوسط عاد ليكون أولوية للإدارة، رغم سعي قادة البنتاغون للتركيز على الصين.

وقال كوريلا، خلال شهادته في الكابيتول هيل الأسبوع الماضي، إنه أعدّ “مجموعة واسعة من الخيارات” للوزير هيغسيث والرئيس دونالد ترامب لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

وقد دعم البيت الأبيض هذا الحشد العسكري في المنطقة، رغم أن بعض المسؤولين أشاروا إلى سهولة إقناع كوريلا لهم بضرورة الحصول على مزيد من الطائرات والسفن والدفاعات الجوية.

وصرح دبلوماسي للصحيفة بالقول: “هو لا يخشى طرح ذلك مباشرة على رؤسائه المدنيين”، مضيفا أن “هيغسيث وقف إلى جانبه مرارا وتكرارا”.

ويرى بعض المسؤولين السابقين أن نفوذ كوريلا يعود في الأساس إلى طبيعة منصبه كقائد لقيادة القتال في الشرق الأوسط في اللحظة الحرجة.

وذكر بلال صعب، الذي عمل في البنتاغون خلال إدارة ترامب الأولى أن “الأمر لا يتعلق بشخص كوريلا بحد ذاته”، مضيفا: “لا توجد مقاومة داخل البنتاغون أو مجلس الأمن القومي لنقل الموارد من أجل حماية القوات والأفراد في المنطقة”.

ورغم طبيعته الحادة أحيانا — بما في ذلك الحادثة المزعومة التي دفع فيها أحد أفراد الطاقم العسكري، والتي أدت إلى فتح تحقيق من قبل الجيش — نال كوريلا، الذي يبتعد عن الإعلام ويملك خبرة ميدانية قتالية، إعجاب كبار المسؤولين. فقد حصل على وسام النجمة البرونزية لقيادته القوات الأمريكية في اشتباك عنيف عام 2005 في ذروة حرب العراق، رغم إصابته بثلاث رصاصات. (وقالت القيادة المركزية حينها إنها لم تكن على علم بأي تحقيق في حق كوريلا).

وجاء في تصريح مسؤول سابق: “هو يملك الهيئة التي يبحث عنها هيغسيث وترامب في الجنرالات”، وأكمل: “إنه ضخم، وعضلاته بارزة، فيجسد صورة ‘الفتك’ التي يريدونها”.

وأكد مسؤولون شاركوا في النقاشات مع كوريلا بشأن الأصول العسكرية في المنطقة أنه بارع أيضا في إقناع الآخرين بأهميتها.

وقال دان شابيرو، الذي شغل منصب أعلى مسؤول في شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون حتى يناير: “إنه استراتيجي جدا ومقنع في ما يمكن أن تفعله القيادة المركزية إذا توفرت لها الموارد الكافية”، متابعا: “كان هذا صحيحا في عهد إدارة بايدن، وقد يكون أكثر صحة الآن”.

جدير بالذكر أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت صرحت اليوم الخميس، بأن الرئيس دونالد ترامب لن يخشى استخدام القوة ضد إيران إذا دعت الحاجة إلى ذلك، على الرغم من تمسكه بالحلول الدبلوماسية.

وأوضح البيت الأبيض أن ترامب سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوجه ضربة لإيران.

على الجانب الإيراني، أكد المجلس الأعلى للأمن القومي من أنه في حال تدخل طرف ثالث في تبادل الضربات بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل، فإنهم “سيواجهونه بلا تردد”.

وحذر المرشد الإيراني على خامنئي، الأربعاء، من أن “أي تدخل عسكري من جانب الأمريكيين سيسبب بلا شك أضرارا لا يمكن إصلاحها”، مؤكدا أن “الشعب الإيراني لا يستسلم”.

مقالات مشابهة

  • «ترامب»: سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك
  • من هو “الغوريلا” الذي يؤثر على استراتيجية ترامب تجاه إيران ويدفع باتجاه رد عسكري قوي ضدها؟
  • ترامب يمدد مهلة بيع “تيك توك” وسط ترقّب لموافقة الصين
  • علماء يحذرون: تسارع مؤشرات تغير المناخ أصبح يهدد مستقبل الكوكب
  • مستقبل وطن: كلمة مصر بالأمم المتحدة وضعت العالم أمام مسئولياته لمواجهة تحديات المنطقة
  • الصين تعارض "استخدام القوة" بعد تحذير ترامب بشأن إيران
  • كيف تتخطى الصين التحدي التكنولوجي بالمناورة بين إيرباص وبوينغ؟
  • الصين تجلي رعاياها في إسرائيل عبر مصر اعتبارا من الجمعة
  • الوزراء: الأمور مستقرة حتى الآن وهناك تأمين للاحتياجات الدولارية.. ونائب وزير خارجية إيران: سنرد إذا انضمت أمريكا إلى حرب إسرائيل ضدنا| أخبار التوك شو
  • خامنئي يهدد واشنطن: خسارة أمريكا لا يمكن تعويضها بلا شك