كان قامة صحافية عملاقة.. هكذا نعى نقيب المحررين الرّاحل طلال سلمان
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، ناشر "السفير" ورئيس تحريرها طلال سلمان، باسم مجلس النقابة وباسمه الشخصي، وقال في بيان: "غاب صوت الذي لا صوت لهم، صاحب القلم الماضي والحضور الطاغي في دنيا الصحافة والاعلام الذي شق طريقه إلى التألق بالحبر الذي اختلط بالحبر والدم، وبعصامية تتجاوز المغامرة التي خاض غمارها بإمكانات متواضعة، ولكن بإيمان كبير وتصميم عنيد على أن يفرد لنفسه مكانة متقدمة، لا في الصحافة اللبنانية، بل في صحافة العرب، فكانت سفيره جواز مرور النخبة المتقدمة إلى الرأي العام، ونبض الرأي العام الذي يقتحم القصور والسرايات ويقض مضاجع الحكام".
أضاف: "لقد نجح طلال سلمان في إنشاء مدرسة صحافية تميزت بالريادة وحشدت في مبناها ومكاتبها الأقلام المبدعة وأصحاب الاختصاص وجمهرة من المندوبين والمراسلين الذين تميزوا بالخبرة والاحتراف والقدرة على اختراق الأسوار المستغلقة وتقديم المعلومات الدقيقة، حتى باتت جريدته من المراجع التي يركن إليها لدى البحث عن الخبر الدقيق".
وتابع: "من مدرسته تخرج عشرات الزميلات والزملاء الذين شدته إليهم علاقات وثيقة تتجاوز ثنائية العلاقة بين رب العامل والعامل، فحدب عليهم وحرص على توفير كل أسباب الحياة اللائقة بهم. وعندما حملته الظروف على إغلاق "السفير"، لم يقدم إلا بعد أن سدد للعاملين في مؤسسته تعويضاتهم حتى آخر بارة. كان أليما قراره، بل مفجعا، لكنه كان صادقا مع نفسه ورافضا السير في كل ما يناقض التزاماته".
وأردف: "طلال سلمان قامة صحافية وإعلامية عملاقة بلغت من النجاح خير مكان، لكن نشوة الغرور لم تستبد به، فظل على تواضعه كالسنبلة المليئة، مشرعا باب مكتبه ومنزله أمام الأصدقاء والزميلات والزملاء، وهو الذي كان لديه متسع من الوقت للتجوال في ملكوت الكلمة الحلوة، والوتر الحاني. ذواقة شعر وموسيقى كان، ومحب للحياة. أحبه اصدقاؤه والعاملون معه واحترمه الملوك والأمراء والرؤساء، ولو باعدت بينه وبينهم آلاراء. شجاعته وصلابة مواقفه عرضته لمحاولة اغتيال ظلت آثارها بادية عليه".
وختم: "اشتدت وطأة المرض عليه وانشب الداء مخالبه فيه بعد إغلاق ثمرة عمره "السفير" وبقي يقاوم بما استبقت لديه الحياة من قوة، ولم يسقط اليراع من يده، إلا بعد أن فقد القدرة على حمله. فباسم مجلس نقابة المحررين وباسمي الشخصي، كل التعازي لعائلة طلال سلمان الكبير الذي غادرنا ولكل الزميلات والزملاء الذي عملوا في "السفير" وظلوا على عهد الوفاء لها، وليقر عينا في شمسطار، في التربة التي أحب، وعشق ربوعها، وأنس إلى اهلها، وليكن مثواه في صحبة الأبرار الصالحين من عباد الله".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محمد حنون عراقي أصيل وصحفي بارع
بقلم : جواد التونسي ..
محمد حنون رسم خطوطاً جديدة في سماء الاعلام والصحافة ، تسلل حبه بين اصحاب الكلمة الحرة والقلم النزيه, امتطى جواده رغم الصعاب وسار كفارس يمتطي صهوة جواده , وكانه ولد من رحم الفقراء رغم منصبه المهيب في وزارة التجارة ، هل هو فارس ام شبح اسطورة ام ان الدهر ارسله كرسالة من عالم الصحافة ؟ يمسك فيه الخّيال زمام الامور بسيفه ودرعه ، وهو لا يملك سوى التواضع والقلم الباشط ،عاد مرفوع الرأس بعد ان ظلمه الظالمون ، ورغم كل الظلم الذي عاناه، اعتاد بانه يقابل الإساءة بالغفران، ” حنون” لم يكن بعيداً عن الاضواء وعن محبيه وزملاه في مهنة الصحافة الشاقة ، بدأ واثق الخطوة يمشي ملكاً ، وعاد الى قلب المشهد المهني والحرفي بكل جدارة وكبريا وشموخ ، ” المتحدث الرسمي لوزارة التجارة” ، ليس من هواة الجلوس على الهامش وليس من المرتشين والكسولين ، كان نداً شجاعاً بمحاربة الفاسدين ، في مشهد يذكرنا، بصراع الابطال والاشرار في قصص الاساطير, وبينما كان العراقي الاصيل ” محمد” يقف بوجوههم بثبات الجبال ، بينما كان الكثيرون يتقلبون ويسيل لعابهم على اوراق الكلوروفيل الخضراء بين الفينة والاخرى، ولكنهم سقطوا كأوراق متناثرة صفراء في مهب الريح لخريف سوداوي قاتم ، قال بالفم المليان لهؤلاء “النكرات “، كفى خداعاً فان الشعب العراقي ليس جسراً لعبور الفاسدين، يتحدث الموظفون عنه كما يتحدثون عن رجل وطني نزيه ، ذو أخلاق وأصول حميدة ، تتجسد في تربية المجالس والمضايف والدواوين ، ولم يترك اهله وناسه ومحبيه ولم ينس جذوره العربية الاصيلة ، بكل فخر واعتزاز، أما عمله كصحفي في سماء صاحبة الجلالة ” السلطة الرابعة” بمنصب نائب نقيب الصحفيين العراقيين، فهو يحلق كطائر جميل ، يكسب ود واحترام الجميع، بين الصحفيين والاعلاميين وليس فوقهم ، أبرز صفة من صفاته هو التكلم بطلاقة وربط حديثه بجمل عربية مؤثرة ومفهومة , وعدم التلكؤ في الحوار والمحادثة امام كاميرات القنوات الفضائية, وهذا ما لمسناه نحن الصحفيون والاعلاميون في شخصية المتحدث باسم وزارة التجارة ” محمد حنون ” , حيث تجده متوازناً يسترسل في حديثة من خلال الوثائق والادلة والارقام, في حضرة رجال الصحافة الاوفياء ، نقف اجلالاً وتقديراً لنائب نقيب الصحفيين العراقيين ،الذي كان وما زال مثالاً يحتذى به في الاخلاص والنزاهة والانضباط .
جواد التونسي