تعود المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى الواجهة مجددًا، في ظل محاولات دبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، والمعروف بـ «خطة العمل الشاملة المشتركة» ورغم التوترات المستمرة بين الطرفين، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تحركات غير مسبوقة تشير إلى وجود نافذة أمل، ولو صغيرة، لإعادة الحوار إلى مساره.

خلفية الصراع النووي

وتسعى إيران منذ سنوات إلى تطوير برنامج نووي تقول إنه لأغراض سلمية، فيما تتهمها واشنطن بالسعي لإنتاج سلاح نووي تحت غطاء مدني.

وأدى هذا الصراع إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، مقابل تخصيبها لليورانيوم بمستويات مرتفعة تُقارب مستوى الاستخدام العسكري.

وفي عام 2015، توصّل الطرفان لاتفاق نووي مهم، إلى جانب قوى عالمية أخرى، لكنه انهار فعليًا بعد انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018، وعودة سياسة الضغط الأقصى على إيران.

روما وعُمان.. .محطات جديدة للحوار

وفي أبريل 2025، بدأت جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في روما، قادها من الجانب الأمريكي المبعوث ستيف ويتكوف، ومن الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي.

ورغم أن الجلوس كان في غرف منفصلة، إلا أن المفاوضات التي استمرت 4 ساعات وُصفت بأنها «إيجابية» بحسب تصريحات من الطرفين. إذ عبّرت إدارة ترامب عن تفاؤل حذر، فيما قال عراقجي: «توصلنا إلى تفاهم أفضل بشأن المبادئ العامة.. .ولكن يجب أن نكون حذرين».

ومن المنتظر أن تُستكمل هذه الجولة في سلطنة عُمان، التي عادت إلى الساحة كوسيط موثوق، حيث تبدأ مفاوضات الخبراء الفنيين، يليها اجتماع رسمي في مسقط.

أبرز القضايا الخلافية

ورغم بعض التقارب، إلا أن العقبات لا تزال كبيرة أمام أي اتفاق محتمل.

أبرز نقاط الخلاف:

- مستويات تخصيب اليورانيوم: تطالب أمريكا بوقفه عند حد معين، بينما تصر إيران على حقها في التخصيب.

- رفع العقوبات: تطالب إيران برفعها دفعة واحدة، بينما تفضل واشنطن رفعًا تدريجيًا مرتبطًا بالالتزام.

- ضمانات عدم الانسحاب: إيران تطالب بضمانات ألا تنسحب واشنطن من أي اتفاق جديد كما فعلت في 2018.

ماذا يقول الطرفان؟

وتسعى الولايات المتحدة للحد من البرنامج النووي الإيراني ومنع الوصول إلى القنبلة النووية، مع إبقاء الخيارات الدبلوماسية والعسكرية مفتوحة.

وتؤكد إيران أن برنامجها سلمي، وتطالب برفع العقوبات الاقتصادية التي أنهكت اقتصادها، لكنها ترفض تقديم تنازلات تُفسر على أنها ضعف.

المخاطر المحتملة

في حال فشل المفاوضات، قد يعود التوتر العسكري في الخليج والشرق الأوسط إلى الواجهة، وقد تستأنف طهران أنشطتها النووية دون قيود، مما قد يدفع إسرائيل أو أمريكا للتحرك عسكريًا، وهو سيناريو كارثي للمنطقة.

اقرأ أيضاًنتنياهو: هدفي منع إيران من امتلاك سلاح نووي.. ولن أتنازل

مصطفى بكري: الملف النووي الإيراني كان محور زيارة «بن سلمان» لـ طهران

وزير الخارجية الإيراني: «نأمل أن تلعب روسيا دورها في الاتفاق النووي»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ترامب إيران الملف النووي الإيراني طهران الاتفاق النووي سلاح نووي تخصيب اليورانيوم عراقجي

إقرأ أيضاً:

باحث في الشؤون الإيرانية: طهران لا تريد الحرب بل تبحث عن ضامن

أكد عمرو أحمد الباحث في الشؤون الإيرانية، إن إيران لا تريد الحرب ولكنها تبحث عن ضامن مما يفسر ذهاب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى روسيا ولقاءه للرئيس الروسي فلاديمير بوتن»، مؤكدا أن الروس يلعبون دور مهم وحيوي في هذه المفاوضات، لآن إيران لديها ازمة ثقة مع الولايات المتحدة وتخوفات داخلية.

وقف الحرب بين إيران وإسرائيل وترحيب دولي بالتهدئة.. تفاصيلمندوب إيران بالأمم المتحدة: لن نتنازل عن حقنا في تخصيب اليورانيومإسرائيل تكشف: إيران أطلقت 550 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 1000 مسيّرة منذ بدء الحربالذهب نزل | والسبب الهدنة بين إيران وإسرائيل .. اعرف السعر كام

وقال في مداخلة هاتفيةعلى قناة “ القاهرة الإخبارية ”، :"  إيران وإسرائيل تحدثا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب، حيث أنه لا يوجد طرف رابح ويوجد خسائر في الداخل الإيراني شملت العديد من الأماكن الحيوية والمنشآت النووية، وخسائر كبيرة في الداخل الإسرائيلي.

وأضاف أن إيران منذ البداية كانت الإشكالية بالنسبة لها تتعلق بفكرة انها أرادت المفاوضات ولكن الأمريكان قاموا بخداعها، وتم قذفهم من إسرائيل، وكان هناك تصريحات من ترامب بأنه سيكون هناك رد أمريكي بعد أسبوعين ومر يومين وتم قذف المنشآت النووية.

طباعة شارك إيران اخبار التوك شو طهران الاحتلال اسرائيل

مقالات مشابهة

  • باحث في الشؤون الإيرانية: طهران لا تريد الحرب بل تبحث عن ضامن
  • محلل سياسي: النظام الإيراني ينتـ.حر سياسياً لأنه يدرك حجم القوة العسكرية الأمريكية
  • إيران تتفادى المواجهة المباشرة مع واشنطن وتحرك روسي للتهدئة
  • واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل الضربة الأمريكية على المفاعل النووي الإيراني وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل
  • ستارمر: واشنطن اتخذت إجراءات لاحتواء تهديد البرنامج النووي الإيراني وندعو طهران للمفاوضات
  • مسؤولون: نقلنا رسائل من واشنطن إلى طهران مفادها أن الهجمات الأمريكية قد انتهت والوقت قد حان للعودة إلى طاولة المفاوضات
  • محلل استراتيجي: البرنامج النووي الإيراني انتهى ضمنياً
  • الحرس الثوري الإيراني يعلن استخدام صاروخ "خيبر" لأول مرة في قصف إسرائيل وسط تصاعد المواجهة العسكرية
  • مسؤولون عرب ينقلون رسائل من واشنطن لإيران بشأن انتهاء الهجمات الأمريكية