"Minecraft" و"Sinners" ينقذان شباك التذاكر الأمريكي
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"Minecraft" حقق افتتاحية بلغت 163 مليون دولار محليًا و577.1 مليون دولار عالميًا
توقعات بأن يحقق فيلم الإثارة والتشويق لمصاصي الدماء بين 45 و50 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع
بعد بداية ضعيفة لشباك التذاكر الأمريكي مع بداية عام 2025، سيطر فيلم المغامرة والأكشن “A Minecraft Movie” من بطولة جايسون موموا، على إيرادات الصالات المحلية عقب طرحه قبل أسبوعين، محققًا عائدات قياسية فات توقعات محللي البوكس أوفيس.
وتمكن الفيلم، الذي يعتبر النسخة السينمائية من لعبة الفيديو الشهيرة "Minecraft"، من تحقيق افتتاحية بلغت 163 مليون دولار محليًا 577.1 مليون دولار عالميًا. وتُعتبر هذه المبيعات أكبر افتتاحية لهذا العام، وأفضل إيرادات لفيلم مقتبس عن لعبة في التاريخ.
ووفق موقع “فارايتي”، قال جيف جولدشتاين، رئيس التوزيع العالمي لشركة وارنر براذرز: "لقد حقق الفيلم نجاحًا باهرًا في قلب الحدث. هذا ما تحتاجه الصناعة، تمامًا مثل الهواء".
وتفاءل جولدشتاين بأن فيلم "Minecraft" سيُغيّر مسار شباك التذاكر. وقد بدأت أحوال السوق تتغير بالفعل. قبل نهاية هذا الأسبوع، كانت إيرادات شباك التذاكر أقل بنحو 11% عن العام الماضي و40% عن عام 2019، وفقًا لشركة كومسكور. أما الآن، فقد تقلص الفارق إلى 5.3% عن عام 2024، و35% عن عام 2019.
خلال أحداث الفيلم، ينطلق التنين الشرير (إيندر) في طريقه لتدمير كل شيء، فيدفع الأمر فتاة صغيرة وفريقها من المغامرين للتعاون معًا في سبيل إنقاذ العالم من الدمار المحتمل.
أما النجم مايكل بي. جوردان والمخرج رايان كوجلر، اللذان حققا نجاحا كبيرا في سلسلة أفلام "Black Panther"، تمكنا من تكرار نجاحهما في شباك التذاكر مجددًا. حقق فيلم الرعب الجديد "Sinners" إيرادات بلغت 4.7 مليون دولار في العروض الأولية ليوم الخميس حتى الآن.
من المتوقع أن يحقق فيلم الإثارة والتشويق لمصاصي الدماء، المصنف للبالغين فقط، إيرادات تتراوح بين 45 و50 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية. بل إن بعض التوقعات تتجاوز 50 مليون دولار، حيث عرضت وارنر براذرز توقعات أقل تفاؤلًا تتراوح بين 35 و40 مليون دولار.
ومع إيرادات إضافية تتراوح بين 10 و15 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي، من المتوقع أن يحقق فيلم "Sinners" إيرادات هائلة في عطلة نهاية الأسبوع الأولى.
بعد فشل فيلم العصابات "فرسان ألتو" للمخرج روبرت دي نيرو، وفيلم الخيال العلمي "ميكي 17" للمخرج بونغ جون هو، حققت شركة وارنر براذرز نجاحًا باهرًا في دور العرض.
يُعد فيلم "Minecraft" أعلى الأفلام إيرادات هذا العام. حطم الفيلم الأرقام القياسية لأكبر افتتاحية لفيلم لعبة فيديو على الإطلاق (التي كان يحملها سابقًا فيلم "سوبر ماريو براذرز")، ومن المتوقع أن يكون أول فيلم ضخم يحقق مليار دولار في عام 2025.
بعد أن هيمن على شباك التذاكر خلال الأسبوعين الماضيين، يتطلع فيلم "ماينكرافت" إلى تحقيق إيرادات تتراوح بين 40 مليون دولار و45 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الثالثة.
في فيلم "الخطاة"، يلعب جوردان دور سموكي وستاك، شقيقين توأم يعودان إلى مسقط رأسهما في الجنوب بعد الحرب العالمية الأولى ليكتشفا وجود مصاص دماء شرير يتربص بهما.
يضم طاقم التمثيل هايلي ستاينفيلد، وديلروي ليندو، وجاك أوكونيل، وونمي موساكو، وغيرهم. وقد ظهر جوردان حتى الآن في جميع أفلام كوغلر الخمسة، وهي "محطة فروتفيل" و"كريد" وفيلمي "النمر الأسود".
وتراجع فيلم "Snow White" من إنتاج ديزني إلى المركز الخامس في أسبوعه الرابع، محققا 530،944 دولار، ليصل إجمالي إيراداته إلى 11.8 مليون دولار. وافتتح فيلم الإثارة "Drop" من إنتاج يونيفرسال في المركز السادس بإيرادات بلغت 494،969 دولار، فيما جاء فيلم "The Chosen: The Last Supper" من إنتاج شركة ترافالغار ريليسينغ في المركز السابع بإيرادات بلغت 331،857 دولار، ليضاف إلى إجمالي إيراداته 552،658 دولار.
وجاء فيلم "Death of a Unicorn" في المركز التاسع بإيرادات بلغت 231،779 دولار في عطلة نهاية الأسبوع الثانية، ليرتفع إجمالي إيراداته إلى 1.3 مليون دولار. واستكمل فيلم "A Working Man" من إنتاج شركة وارنر براذرز قائمة العشرة الأوائل بإيرادات بلغت 168،506 دولار، ليرتفع إجمالي إيراداته إلى 2.2 مليون دولار بعد ثلاثة أسابيع من عرضه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شباك التذاكر الأمريكي البوكس أوفيس إجمالی إیراداته ملیون دولار فی بإیرادات بلغت إیرادات بلغت شباک التذاکر وارنر براذرز تتراوح بین من إنتاج
إقرأ أيضاً:
صمود إيران في مواجهة العدوان.. نهاية العصر الأمريكي
في العام 1945م انتهت الحرب العالمية الثانية مؤذنة بنهاية مرحلة من تاريخ العلاقات الدولية وبداية أخرى. لقد شكلت نهاية الحرب انتهاء المرحلة الانتقالية من عالم قديم تهيمن عليه قوى الاستعمار القديم المتمركزة في أوروبا الغربية إلى عالم جديد تهيمن عليه قوتان غير أوروبيتين هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
وكان على هذا العالم الجديد أن يمر بمرحلة انتقالية يستطيع من خلالها أن يحل محل قوى الاستعمار القديم خصوصاً في أفريقيا، فكانت مرحلة التحرر من الاستعمار القديم بالدرجة الأولى في القارة السمراء، وكان مقدرا لمصر في ظل جمال عبدالناصر، أن تلعب دوراً محورياً في تحرير الأقطار العربية وشعوب أفريقيا.
مصر عبدالناصر والعدوان الثلاثي
استشعرت قوى الاستعمار القديم وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا الخطر الذي كانت تمثله مصر في ظل عبدالناصر، فسعتا لاحتوائه عبر محاولة إغوائه للدخول في حلف غربي ضد الاتحاد السوفيتي وهو ما رفضه.
ومن أجل الضغط عليه، قامت بريطانيا والولايات المتحدة بسحب عرض تمويل السد العالي، الذي كان عبدالناصر يريد بناءه ليتمكن من تحقيق تنمية اقتصادية في بلاده الغارقة في الفقر المدقع. ورداً على ذلك، قام عبدالناصر بتأميم قناة السويس، بغية تأمين مصدر التمويل لمشروعه التنموي.
عند التأميم كانت الحسابات العقلانية تفيد باستحالة قيام بريطانيا بعملية عسكرية، لاستحالة تحقيق الهدف من ذلك العدوان، والمتمثل بالسيطرة على قناة السويس. إلا أن شخصية رئيس الوزراء أنتوني ايدن المهزوزة، والتي أدّت فيها مسألة زواجه من سيدة أصغر منه بكثير، دوراً في سعيه لإثبات رجولته، ودوراً في اتخاذه قرارات غير عقلانية، دفعته إلى تفضيل الخيار العسكري. وقد دخلت فرنسا، التي كانت تواجه أزمة عميقة في الجزائر، طرفاً في المؤامرة على مصر، ليتوّج تحالفهما بشراكة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك دافيد بن غوريون، الذي كان يعتبر أنه يمتلك رؤية للشرق الأوسط في ظل هيمنة إسرائيلية.
بناءً على ذلك، اجتمع الأطراف الثلاثة لتوقيع معاهدة سرية في سيفر، لشنّ عدوان على مصر، ولم يكن العدوان يهدف إلى إعادة احتلال القناة، بل كان يهدف إلى التخلص من عبدالناصر، بصفته يجسد خطراً على قوى الاستعمار القديم. بدأ العدوان في الـ29 من أكتوبر 1956م، بقصف شديد على القاهرة والقواعد العسكرية المصرية، أدى إلى دمار كبير للقوة العسكرية المصرية. وتبع ذلك إنزال بريطاني فرنسي في بور سعيد، فشل في الانتقال إلى مدينة السويس، ومنها إلى القاهرة لإسقاط نظام عبدالناصر.
وقد ترافق العدوان مع حملة شنها معظم الأقطار العربية المستقلة آنذاك ضد عبدالناصر، متهمة إياه بالمغامرة وتدمير شعبه، وما إلى ذلك من معزوفة كان لها أن تتكرر مع زعماء آخرين، تجرأوا على تحدي الهيمنة الغربية. لكن عوامل كثيرة أدّت دوراً في فشل العدوان وانتصار مصر، وعلى رأسها دعم الشعب المصري للنظام في مواجهة العدوان.
لكن فشل العدوان كان مسألة حتمية مرتبطة بالتحولات البنيوية في النظام الدولي، والتي كانت تشهد تراجع قوة بريطانيا وفرنسا لمصلحة نظام عالمي جديد، بقيادة قوتين جديدتين هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وكان حتمياً فشل العدوان، لأنه كان حتمياً انتهاء عهد الاستعمار القديم وصعود نظام جديد. وبنتيجة النصر الذي حققه عبدالناصر، كان أن تحولت بريطانيا إلى قوة من الدرجة الثانية.
إيران في مواجهة العدوان
تسعة وستون عاماً فصلت بين العدوان الثلاثي والعدوان الحالي الذي تتعرض له إيران اليوم من قبل الغرب، لكن هذه المرة بقيادة الولايات المتحدة و “إسرائيل”، ونجد أوجه شبه كثيرة بين إيران اليوم ومصر الأمس.
ففي مواجهة محاولات الولايات المتحدة فرض أحادية قطبية في العالم بقيادتها، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، سعت القوى المتضررة من المشروع الأمريكي، وعلى رأسها روسيا والصين، إلى التحالف لضمان مصالحهما وأمنهما. هذا جعلهما تطلقان منظمة شنغهاي للتعاون، لضمان أمنهما القومي في وسط آسيا. وفي العام 2009م جرى إطلاق منظمة بريكس للتعاون بشراكة مع الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، والتي توسعت لتضم عدداً كبيراً من الدول، ولتشكل منصة لعلاقات دولية تواجه الهيمنة الغربية. وبات الحديث يدور عن نهاية عالم قديم تهيمن عليه الولايات المتحدة.
كان الصراع بين هذين القطبين يدور في منطقة الشرق الأوسط، وكانت إيران تشكل القوة الوحيدة التي تواجه الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وعلى مدى عقدين من الزمن، رفعت واشنطن شعار احتواء إيران التي تدعم حركات المقاومة في العالم العربي، تماماً كما دعم عبدالناصر حركات التحرر في الوطن العربي وأفريقيا. وكان مشروع الطاقة النووية الذي أطلقته إيران يريد منح الشعب الإيراني سبل التنمية التكنولوجية، تماماً كما كان تأميم قناة السويس يهدف إلى منح الشعب المصري فرص التنمية الاقتصادية.
وقد رفضت إيران الرضوخ للهيمنة الأمريكية في المنطقة تماماً، كما رفضت مصر في ظل عبدالناصر الرضوخ للهيمنة البريطانية في العام 1956م، وإن كان الجدل الذي أثارته بريطانيا والغرب حول قناة السويس بعد تأميمها يهدف إلى تطويع مصر آنذاك، فإن الجدل الذي أثارته الولايات المتحدة ومعها الغرب حول البرنامج النووي الإيراني، كان يهدف إلى تطويع إيران. في هذا الوقت كان القلق يسيطر على الكيان الصهيوني، نتيجة دعم إيران المتواصل لحركات المقاومة، ونتيجة رفض إيران الانصياع للمشروع الأمريكي في المنطقة، والذي كان يضمن لـ”إسرائيل” الدور الريادي في المنطقة. من هنا، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر أنه يمتلك رؤية للشرق الأوسط في ظل هيمنة تل أبيب، تماماً كما سلفه بن غوريون، انبرى لدفع الولايات المتحدة نحو مغامرة ضرب إيران.
لم يكن نتنياهو يحتاج لكثير من الجهد لإقناع القادة الأمريكيين بشن هجوم على إيران. فالولايات المتحدة تجد نفسها اليوم في وضع مشابه لوضع بريطانيا في الخمسينيات من القرن الماضي، قوة عظمى تتراجع قوتها في ظل صعود قوى أوراسية، تسعى لترسيخ نظام دولي خارج الهيمنة الأمريكية. إضافة إلى ذلك، فإن واشنطن تجد أن الوقت يعمل في غير مصلحتها، وهي تريد فرض أمر واقع في الشرق الأوسط يؤهلها للتموضع في وضع تفضيلي، في مواجهة منافسيها الروس والصينيين. كل هذا ولا تزال إيران ترفض الانصياع للهيمنة الأمريكية، لذا يجب على واشنطن ضربها. وما زاد في الطين بلة، هو تبوؤ دونالد ترامب، ذو الشخصية المهزوزة، السلطة، وهو المسن المتزوج من امرأة أصغر منه، ويريد إثبات شخصيته أمامها، ما جعله كرجل سلطة وقرار، في وضع غير عقلاني عند اتخاذ القرارات السياسية.
كل هذا أسهم في دخول الولايات المتحدة مساراً مع إيران شبيهاً بالمسار الذي دخلته بريطانيا مع عبدالناصر، قبل شنّها العدوان على مصر. فإذا بترامب يوهم الإيرانيين بأنه يريد التفاوض، فيما كان يعد العدة لضرب إيران، تماماً كما كان ايدن يفاوض عبدالناصر فيما كان يعد العدة لضرب مصر.
وإن كان ايدن قد استخدم تأميم قناة السويس ذريعة لضرب مصر بغية إسقاط النظام فيها، فإن ترامب استخدم البرنامج النووي الإيراني ذريعة لتوجيه ضربة لإيران بغية إسقاط النظام فيها، وهذا ما تثبته العملية الأمنية التي استهدفت كبار القادة العسكريين الإيرانيين، ودعوة نتنياهو الشعب الإيراني إلى استغلال الفرصة للثورة على النظام الإيراني. وكما استخدمت “إسرائيل” واجهة لبدء العدوان على مصر في العام 1956م، فإن “إسرائيل” اليوم ما هي إلا واجهة للعدوان على إيران. وقد استغرب المسؤولون الدبلوماسيون كيف يمكن لرئيس الولايات المتحدة أن يكذب، لكن، ألم يستغرب عبدالناصر في العام 1956م كيف كان بإمكان رئيس وزراء بريطانيا أن يكذب؟
لقد كانت الساعات الأولى من العدوان على إيران عصيبة على الشعب الإيراني، وعلى كل من يعارض الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
لكن الشعب الإيراني لم ينتفض ضد النظام، بل خرج في الشوارع ليُعلي صوته ضد العدوان. ومع حلول المساء، كانت إيران قد استوعبت الصدمة، لتبدأ الرد على العدوان بقصف الكيان وإسقاط الطائرات الأمريكية الصنع التي بحوزته، في مفاجأة للعالم كله، ما يشير إلى أن العدوان سيفشل في تحقيق أغراضه، وأن صمود إيران سيؤذن بعالم جديد على حساب العالم القديم، لا تعود فيه الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة الوحيدة في العالم.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية