يشهد قطاع غزة أوضاعا إنسانية غاية في الخطورة بعد مرور نحو واحد وخمسين يوما على الإغلاق الكامل للمعابر، ما أدى إلى تراجع المخزون الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة تنذر بحدوث مجاعة حقيقية.

وارتفعت أسعار السلع المتوفرة بشكل جنوني، حتى باتت خارج متناول الغالبية العظمى من السكان، وسط غياب شبه تام للرقابة الحكومية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن الأوضاع في قطاع غزة تزداد سوءا لحظة بعد الأخرى ،  حيث يعتبر استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن يكون خرقا صارخا للقانون الدولي.

وأضاف أبو لحية- لـ "صدى البلد"، أن هذه الممارسات اللا إنسانية تعمق الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان، وتكشف بوضوح أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الغذاء والماء والدواء كأدوات حرب في وجه شعب أعزل، وهو ما يعد جريمة من جرائم الإبادة الجماعية.

وأشار أبو لحية، إلى أنه أول أمس طل  بنيامين نتنياهو بخطاب  يمثل استمرارا لنغمة التحدي والاستهانة بالقانون الدولي، فقد خلا من أي إشارة إلى التهدئة أو فتح المعابر، بل حمل لغة تصعيدية تكرّس منطق القوة والإفلات من العقاب.

وتابع: "الأدهى من ذلك أن محكمة العدل الدولية قررت منح إسرائيل مهلة جديدة حتى يناير القادم للرد على الدعوى الجنائية المقدمة من جنوب إفريقيا، وهو تساهل غير مبرر، ويطرح علامات استفهام كبرى حول ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الإبادة والعدالة الدولية، مع أنه كان يتعين عليها أن تصدر إجراءات وأوامر تجبر اسرائيل للتوقف عن جرائمها وحثها على فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وهذا ما لم نره مع الأسف الشديد بل استجابت المحكمة للطلب الإسرائيلي لاعطائها كل هذا الوقت من أجل تحضير ردها القانوني حول اتهامها بجريمة الإبادة الجماعية وكأن ما يحدث في غزة يحتاج لكل هذا الوقت".

وأردف: "وفي ظل تفاقم الكارثة، يتعين على المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص الأمم المتحدة والدول ذات التأثير، أن تتحرك فورا وبشكل حازم لوقف جريمة التجويع الجماعي، وممارسة ضغوط حقيقية، بما في ذلك الضغوط السياسية والقانونية وحتى عبر التهديد باستخدام القوة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، لإجبار إسرائيل على فتح المعابر فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، وإعادة الكهرباء والماء والغاز إلى القطاع، بما يضمن الحد الأدنى من مقومات الحياة".

مستشار ألمانيا يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانيةالسفير الألماني بالقاهرة يزور العريش لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة

واختتم: "ما يحدث في غزة اليوم ليس فقط أزمة إنسانية، بل جريمة مستمرة وامتحان قاس لمصداقية القانون الدولي ولضمير العالم الحر، الصمت لم يعد خيارا، والتساهل مع الجريمة هو تواطؤ لا يغتفر".

اليونيسف: 15 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانيةالسعودية: ندعم مساعي الوسطاء لوقف النار بغزة ونرفض استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للحرب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية الإبادة الجماعية أسعار السلع مجاعة المزيد المساعدات الإنسانیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

«الرئيس الإيراني»: لن نستسلم للتهديد ومستعدون للتفاوض وفق القانون الدولي

قال الرئيس الإيراني مسعود بازكشيان، إن الشعب الإيراني لن يستسلم أبدا للقوة والتهديد وسيرد على الهجوم ردا مناسبا.

وأضاف الرئيس الإيراني، خلال تصريحات عرضتها قناة القاهرة الإخبارية: «مستعدون للحوار والتفاوض في إطار القانون الدولي».

وفي سياق متصل، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، إن هناك «مفاجآت مستمرة» ردا على قصف الولايات المتحدة لمواقع نووية إيرانية، مشيرا إلى أن القواعد الأمريكية المستخدمة لضرب إيران «صارت أهدافا مشروعة».

وردا على القصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية، أضاف شامخاني «مع افتراض تدمير المواقع بالكامل، فإن اللعبة لم تنته بعد، والإرادة السياسية لا تزال قائمة».

اقرأ أيضاًالرئيس الإيراني: لن نتهاون في الدفاع عن سيادتنا.. وواشنطن يجب أن تنال الرد المناسب

الصين تدين الضربة الأمريكية لإيران وتبدي استعدادها لاستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط

رابطة العالم الإسلامي تعرب عن مخاوفها من تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة في فلسطين تدعو لتحرك عالمي وعربي وإسلامي لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة
  • “الأحرار الفلسطينية”: مجازر توزيع المساعدات جريمة حرب مركبة بشراكة أمريكية وصمت دولي
  • 15 منظمة حقوقية تحذر مؤسسة غزة الإنسانية” من تواطؤ محتمل في جرائم الإبادة في القطاع
  • حماس تدين مجازر الاحتلال في غزة وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل
  • منظّمات حقوقية تحذّر من تواطؤ “مؤسسة غزة الإنسانية” في جرائم حرب
  • أمريكا.. كيان إرهابي فوق القانون الدولي
  • بوشكيان: ما حصل في دمشق جريمة بحق الإنسانية ومحاولة لزرع الفتنة
  • «الرئيس الإيراني»: لن نستسلم للتهديد ومستعدون للتفاوض وفق القانون الدولي
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون مع منظمات أخرى
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون من منظمات أخرى