البابا فرنسيس والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. مسيرة محبة وحوار
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأت مسيرة التقارب بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بخطوة تاريخية، عندما طلب الراحل البابا كيرلس السادس من الفاتيكان جزءًا من رفات القديس مار مرقس. وقد تحقق ذلك عام 1968، حيث استقبلت مصر رفات القديس، في لحظة مفصلية أعادت الربط بين الكنيستين بعد قرون من القطيعة.
في عام 1973، زار قداسة البابا شنودة الثالث الفاتيكان، ليكون أول بطريرك قبطي أرثوذكسي يقوم بهذه الخطوة منذ مجمع خلقيدونية عام 451م. وبهذا اللقاء التاريخي، تم استئناف الحوار بين الكنيستين بعد انقطاع دام خمسة عشر قرنًا.
البابا تواضروس الثاني: صفحة جديدة في الحوارمع جلوس البابا تواضروس الثاني على السدة المرقسية في نوفمبر 2012، بدأت مرحلة جديدة من الانفتاح. وبعد دعوة رسمية من الفاتيكان، قام بزيارة تاريخية إلى روما في مايو 2013. رغم قِصر المهلة الزمنية، إلا أن البابا فرنسيس استقبل البابا تواضروس بحرارة، ودام اللقاء أكثر من 90 دقيقة، في سابقة نادرة. وقد اقترح البابا تواضروس في هذا اللقاء أن يكون 10 مايو من كل عام “يوم المحبة الأخوية” بين الكنيستين.
زيارة البابا فرنسيس إلى مصر عام 2017: دعم متبادل وتوقيع على الوحدةفي أبريل 2017، قام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية إلى مصر، حيث التقى البابا تواضروس الثاني في الكاتدرائية المرقسية. وشهد اللقاء توقيع التزام مشترك بالسعي نحو الوحدة الكنسية. كما أقام البابا فرنسيس صلاة مسكونية في أرض الأنبا رويس، مكرّمًا شهداء الكنيسة البطرسية، ومشيدًا بمبادرات المحبة التي تبنتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تجاه شقيقتها الكاثوليكية.
لقاءات متكررة: بارى 2018 والصلاة من أجل الشرق الأوسطفي يوليو 2018، اجتمع البابوان مجددًا في مدينة “بارى” الإيطالية للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط. وقد وصف البابا تواضروس هذا اللقاء بأنه من اللحظات النادرة في التاريخ، حيث تلاقى قادة الكنائس في محبة مسيحية خالصة، عبّروا فيها عن رغبتهم في تعزيز حضور المسيحية في الشرق المضطرب.
اليوبيل الذهبي للحوار: زيارة مايو 2023
في مايو 2023، توجّه البابا تواضروس إلى الفاتيكان للمشاركة في احتفال مرور خمسين عامًا على بدء الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنيستين. بدأت الزيارة بالصلاة من مزار القديس بطرس، وتضمنت لقاءً عامًا مؤثرًا بساحة القديس بطرس، حيث أكد البابا تواضروس في كلمته على عمق الحوار، بينما أشار البابا فرنسيس إلى أن دماء الشهداء هي أساس وحدة الكنيسة.
لم تغب عن الزيارة ذكرى مشاركة الكنيسة القبطية في المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965، ولا استشهاد الأقباط في ليبيا عام 2015. وقد أكد البابا فرنسيس أن دم الشهداء يوحد الكنيسة فوق الأرض كما في السماء، بغضّ النظر عن الانتماء الطائفي.
رسالة الوداع: حين يُختتم اللقاء بمحبة لا تموتومع اقتراب نهاية عهد البابا فرنسيس، تُختتم هذه المسيرة الغنية بلقاءات وبيانات ومحطات تاريخية، حملت في طياتها رسالة قوية: أن المحبة أقوى من الجراح، وأن الإيمان والرجاء هما درب الكنائس في السير نحو وحدة المسيحية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرنسيس الأنبا تواضروس الثاني الکنیسة القبطیة البابا تواضروس بین الکنیستین البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يستقبل الأنبا عمانوئيل مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك
قام نيافة الأنبا عمّانوئيل عياد، مطران إيبارشيّة طيبة للأقباط الكاثوليك الأقصر، ووفد كنسيّ مُصاحب له، بزيارة فضيلة الأمام الأكبر الدّكتور أحمد الطّيب، شيخ الأزهر الشّريف، لتقدمة التّهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المُبارك.
المحبّة الأخويّةتخلّل اللقاء جوّ من المحبّة الأخويّة، والودّ المتبادل، حيث عبّر نيافة المطران عن مشاعر السّعادة والفرحة الّتي تغمر أبناء الوطن الواحد في مشاركتهم أجواء البهجة، احتفالًا بفترة الأعياد الّتي تسود البلاد، خاصًّة في ظلّ قيادة سياسيّة حكيمة لفخامة السيد الرّئيس عبد الفتاح السّيسي.
وأيّد فضيلة الإمام هذا مؤكّدًا قوّة مشاعر الأخوّة الإنسانيّة الّتي تربط بين أفراد الشّعب المصريّ على مرّ التّاريخ، كما أكّد فضيلته أهمّيّة العمل على تفعيل وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة" الّتي قام بتوقيعها مع قداسة البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019، واصفًا إيّاها بأنّها "رسالة إنسانيّة"، لذا فهي تركّز على رفع شأن وقيمة الإنسان في كلّ مكان.
وفي هذا السّياق، قام فضيلة الإمام بذكر العلاقة الطّيبة، والصّداقة القويّة الّتي كانت تجمعه مع قداسة البابا فرنسيس، والاتّفاق المتبادل بينهما في وجهات النّظر الإنسانيّة، كما ذكر قيامه بتهنئة قداسة البابا لاون الرّابع عشر تليفونيًّا بعد توليّة المنصب البابويّ في الفاتيكان، متمنّيًا أن تستمرّ علاقات المودّة والمحبّة بينهما.
وأكّد نيافة الأنبا عمانوئيل على استمرار قداسة البابا لاون الرّابع عشر على نفس نهج قداسة البابا فرنسيس، خاصًّة مع ظروف نشأته، وخدمته سنوات طوال في بيرو في قارة أمريكا الجنوبيّة، وسط الفقراء، والمهمّشين، والمهاجرين، لذا فهو يشعر بهم، ويعرف تمامًا معاناتهم، والظّروف القاسيّة الّتي يعانون منها، كما أنّه يشارك قداسة البابا فرنسيس نفس النّهج في رفض الحروب، والدّعوة إلى السّلام، والعيش المشترك.
واُختتم اللقاء بتبادل التّهاني متمنين لمصرنا الحبيبة كلّ الرّخاء والاستقرار، في ظلّ وطن واحد يجمعنا في محبّته.