الجزيرة:
2025-06-21@06:52:21 GMT

أبرز أوجه الشبه بين سياسيين دمّروا العالم بطموحهم

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

أبرز أوجه الشبه بين سياسيين دمّروا العالم بطموحهم

لقد ذاقت هذه الدنيا الويلات من الساسة أكثر مما ذاقته من أي شيء آخر.. نعم، قد يبدو هذا التعميم خطيرًا، لكنه يلامس الحقيقة حين نرى كيف حوّل بعض السياسيين أنفسهم إلى آلات بلا روح، ولا رحمة، يشنّون الحروب كي يتربّعوا على كراسي الحكم، فكان نصيب العالم من ذلك مآسيَ تُعد ولا تُحصى.

لندع الماضي جانبًا، فلا داعي لذكر هتلر، أو ستالين، أو موسوليني، أو الصربي كاراديتش، فكلهم طواهم الزمن، ولننظر إلى الأمثلة الأقرب.

الحرب والاحتلال وسيلة لكسب الانتخابات

كيف يمكن لنا أن نُفسّر اجتياح الولايات المتحدة للعراق بقيادة الأب والابن من عائلة بوش، سوى أنه محاولة للتأثير على السياسة الداخلية؟

لقد اعترفوا لاحقًا، الواحد تلو الآخر، بأنه لم تكن هناك أي أسلحة كيميائية في العراق!

هل ما زال أحد يتذكر المبررات التي سُوّقَت لاجتياح أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول؟
وكأن الشعب الأفغاني الفقير هو من دبّر تلك الهجمات، فعادوا بالبلاد إلى العصر الحجري، وقتلوا عشرات الآلاف، ثم غادروها بعد عشرين عامًا تحت غلالة من العار.

ما جرى من عمليات عسكرية فرنسية ضد نظام القذافي في ليبيا، والمجازر التي وقعت في جمهورية أفريقيا الوسطى، كانت بدورها تحمل دوافع سياسية.

بل إن التوتر الصيني حول تايوان، والاضطهاد في تركستان الشرقية، والحرب الروسية على أوكرانيا، كلها حروب جاءت نتيجة لحسابات سياسية. فالحقيقة الجلية أنه لا أحد يشنّ الحروب من أجل السلام أو الحرية أو الطمأنينة. إنها شهوة السلطة، والطمع اللامحدود، والرغبة المحمومة في التوسّع، وما يفعله الزعماء المضطربون، هو أسهل الطرق: الحرب، والفوضى، والاحتلال.

إعلان

ولماذا؟
لكي يغرفوا من خيرات السلطة أكثر فأكثر..

لا حرب سياسية حققت نجاحًا

والمأساة أن جميع الحروب ذات الدوافع السياسية انتهت بكوارث عظيمة وفشل ذريع، ولم تجلب سوى الفوضى التي لم تنفع أحدًا.

ماذا جنت روسيا والولايات المتحدة من احتلال أفغانستان؟
ما النتيجة التي حصدتاها بعد أن خسرتا عشرات الآلاف من جنودهما؟
خرجتا من تلك البلاد وهما تجرّان أذيال الخيبة والعار.

ها هي روسيا قد غرقت في مستنقع أوكرانيا، وخرجت خاوية الوفاض من سوريا، وها هي فرنسا تقسم ليبيا إلى شطرين..

لكن الواقع أن غاية هذه الحروب لم تكن تحقيق مكاسب من الخارج، بل حصد مكاسب على صعيد السياسة الداخلية.
هم يظنون أنفسهم منتصرين ما داموا في السلطة.

لكن ماذا عن أولئك الآلاف من جنودهم الذين قُتلوا؟
ماذا عن مئات الآلاف من المدنيين الذين راحوا ضحية تلك الحروب؟

من التاريخ يتنافس هتلر ونتنياهو

لو قلّبنا صفحات التاريخ، لوجدنا أن أبرز من جرّ العالم إلى الكوارث من أجل طموحات سياسية شخصية هما: هتلر ونتنياهو..

هتلر أشعل الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مقتل 70 مليون إنسان، ودمّر عشرات البلدان. أما نتنياهو، فهو على أعتاب إشعال حرب عالمية ثالثة، فقد دمّر بالفعل غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن. ولا يزال يستفز الولايات المتحدة ليل نهار كي تهاجم إيران، ولو تمكن من ذلك، لما تردد في تدمير تركيا أيضًا. الحرب بالنسبة لنتنياهو هي سبب وجوده السياسي، وبدونها لا يستطيع البقاء. لذلك، كان هو من أنهى مباحثات السلام مرارًا، وخان العهود، وخرق الهدن، وهاجم شعب فلسطين الأعزل.

إنه الأكثر قسوة، والأقل أخلاقًا بين من يشنّون الحروب اليوم باسم السياسة. وكما ارتبط اسم هتلر في القرن العشرين بالإبادة الجماعية، والحروب الدموية، والمجازر الوحشية، فإن القرن الواحد والعشرين سيُذكر باسم نتنياهو.

سيُروى كيف قتل 51 ألف مدني في غزة، وكيف كانت جنوده تقتل الأطفال بوحشية. والسبب الجوهري الذي يدفع السياسيين لاستخدام الحرب وسيلة للبقاء، هو أن الشعوب، في زمن الحرب، لا تميل لتغيير من يدير الدولة؛ خوفًا على أمنها.

إعلان

حتى تشرشل في بريطانيا خسر أول انتخابات بعد انتهاء الحرب. ونتنياهو بدوره، ما إن تضع الحرب أوزارها، سيخسر أول انتخابات. بل لن يكون بمقدوره البقاء في منصبه، فبمجرد أن تهدأ الأوضاع، ستتفكك الحكومة، كما يسقط الراكب عن دراجته إن توقف عن تحريك الدواسات.

صمت أولئك الذين يريدون السلام

يمكننا أن نملأ صفحات طويلة عن السياسيين الذين يطلبون الحرب، لكن قلّما نتحدث عن أولئك الذين ينشدون السلام للحياة.

أتحدث عن السياسيين، والمفكرين، والقيادات الذين يفضّلون البقاء في السلطة عن طريق السلام لا الحرب، عن طريق المصالحة لا المعارك. ولَكَم هو مؤلم أن يكون تأثير هؤلاء أقل بكثير من أولئك الذين ينادون بالحرب.

جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، كانت واحدة من أكثر الساسة أخلاقًا ونبلًا في عالمنا المعاصر. ففي أعقاب الهجوم على المساجد، أظهرت دعمًا صادقًا للمسلمين، لم يُظهره كثير من الزعماء المسلمين أنفسهم.

لكنها، أمام قسوة السياسة الصدامية والعنيفة، أُنهكت تمامًا، فتركت رئاسة الحكومة، ثم انسحبت من السياسة كلها. أما اليوم، فلم تعد نيوزيلندا تُعرف بجزيرة الهدوء والسلام..

ليعلُ صوت دعاة السلام

ينبغي أن يتكاثر عدد هؤلاء السياسيين النبلاء، وأن يرتفع صوتهم، كي يكونوا قدوة للساسة الجدد.

ومثلهم المفكرون وأصحاب الضمير، لكن صوتهم بالكاد يُسمع، وتأثيرهم يظل محدودًا، لأنهم لا يملكون الضجيج الذي يصنعه محبو الحرب.

اليوم، نحن نشهد صراعًا واضحًا في هذا العالم: بين من يريد الحرب لأجل السياسة، وبين من يريد السلام لأجل الحياة.
وإن لم نُسمِع صوتنا، ولم نكن شجعانًا بما يكفي، فسيُهزم أنصار السلام.

| الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الرياضة في زمن السياسة.. تجاهل روسي يثير الاستياء مجددا

روسيا – واصل لاعبو الهوكي الروس هيمنتهم في دوري الهوكي الأمريكي NHL بعدما توجوا بلقب كأس ستانلي للموسم العاشر على التوالي، في إنجاز تاريخي غير مسبوق.

وفي نهائي نسخة 2025، تغلب فريق فلوريدا بانثرز على إدمونتون أويلرز بنتيجة 4-2 في سلسلة المباريات النهائية، بمساهمة لافتة من النجمين الروسيين سيرغي بوبروفسكي (حارس المرمى) ودميتري كوليكوف (مدافع الفريق).

سام بينيت الأفضل.. وبوبروفسكي خارج الترشيحات رغم التألق
وعلى الرغم من الأداء المميز للحارس بوبروفسكي، ذهبت جائزة “كون سميث تروفي” لأفضل لاعب في الأدوار الإقصائية إلى الكندي سام بينيت، بعد تسجيله 15 هدفا وصناعة 7 تمريرات حاسمة في 23 مباراة، بينها خمسة أهداف وتمرير حاسم في النهائي.

وكان بوبروفسكي مرشحا قويا للجائزة، كونه أحد أبرز النجوم في مشوار الفريق نحو التتويج، لكنه لم يختر، رغم تاريخه الحافل الذي يشمل تتويجه بلقب كأس العالم مع روسيا عام 2014، وفوزه بجائزة “فيزينا” كأفضل حارس في الدوري عامي 2013 و2017.

سلسلة ذهبية.. والروس يصنعون التاريخ
بهذا الفوز، حافظ اللاعبون الروس على سجلهم التاريخي، حيث لم ينقطع حضورهم في الفريق المتوج بكأس ستانلي منذ موسم 2015، في سلسلة امتدت لعشر بطولات متتالية.

وكان آخر موسم لم يشهد تتويج لاعب روسي باللقب هو موسم 2014-2015، عندما فاز “شيكاغو بلاكهوكس” بالبطولة.

جدل بسبب تجاهل الروس في تهنئة الاتحاد الدولي للهوكي
وفي خطوة مثيرة للجدل، هنأ الاتحاد الدولي لهوكي الجليد فريق فلوريدا على التتويج، لكنه استثنى اللاعبين الروس من التهنئة الرسمية التي نُشرت على منصته في “X”، حيث ظهر على الملصق 12 لاعبا من الفريق دون ذكر بوبروفسكي أو كوليكوف، ما أثار استياء المتابعين.

الموقف ليس جديدا، إذ تم تجاهل اللاعبين الروس أيضا بعد تتويج الفريق نفسه في نسخة 2024.

غياب روسيا عن بطولة “الأمم الأربع”
رغم تألق اللاعبين الروس في دوري الهوكي الأمريكي دون حظر، لم يتلق المنتخب الروسي دعوة للمشاركة في بطولة “الأمم الأربع” التي نظمتها منتخبات: كندا، الولايات المتحدة، السويد، وفنلندا.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • عبد السلام فاروق يكتب: سطور في دفتر النار
  • بعد التحذيرات الأممية والتعقيدات على الأرض.. هل تقترب جنوب السودان من الحرب الأهلية؟
  • شاهد.. غوارديولا يكشف أسباب الحروب الكثيرة في العالم
  • ما زال سميح القاسم يخاطب الغزاة الذين لا يقرؤون
  • في مؤتمر مشترك.. أوزيل وأوزداغ يطالبان بالعدالة والإفراج عن السجناء السياسيين
  • أردوغان: نتنياهو تجاوز هتلر بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها
  • خطاب الملك امام البرلمان الأوروبي موجه للعالم أجمع
  • الرياضة في زمن السياسة.. تجاهل روسي يثير الاستياء مجددا
  • سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
  • حرب بلا نيران.. الفضاء السيبراني وجهٌ آخر من أوجه الصراع بين إيران وإسرائيل