تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت جامعة هارفارد أنها رفعت دعوى قضائية لوقف تجميد أكثر من 2.2 مليار دولار من المنح، وذلك بعد تأكيد عزمها تحدي مطالب إدارة دونالد ترامب بالحد من النشاط السياسي في الحرم الجامعي.

وجاء في الدعوى التي قدمتها الجامعة أمام محكمة اتحادية في بوسطن: "لم تحدد الحكومة، ولا يمكنها أن تحدد، أي صلة منطقية بين المخاوف المتعلقة بمعاداة السامية وبين الأبحاث الطبية والعلمية والتكنولوجية وغيرها من الأبحاث التي جرى تجميدها، والتي تهدف إلى إنقاذ أرواح الأمريكيين، وتعزيز نجاحهم، والحفاظ على أمنهم، وضمان مكانة أمريكا كقائدة عالمية في الابتكار".

ودعت إدارة ترامب، في رسالة إلى جامعة هارفارد في وقت سابق من هذا الشهر، إلى إصلاحات إدارية وقيادية شاملة في الجامعة، بالإضافة إلى تغييرات في سياسات القبول.

كما طالبت الإدارة بإجراء مراجعة شاملة لوجهات النظر حول التنوع داخل الحرم الجامعي، ووقف الاعتراف ببعض المنتديات الطلابية.

ورد حينها رئيس جامعة هارفارد آلان جاربر، قائلا إن الجامعة لن تخضع لمطالب الحكومة. وبعد ساعات، قامت الحكومة بتجميد مليارات الدولارات من التمويل الاتحادي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة هارفارد إدارة ترامب تجميد منح دولار جامعة هارفارد

إقرأ أيضاً:

حرب ترامب على «هارفارد» غريبة وخطرة

عندما يكتب المؤرخون عن التحديات التي تواجهها الهيمنة العالمية للولايات المتحدة سيشيرون الى صعود الصين كأول منافسٍ نِدٍّ للولايات المتحدة على مدى عقود.

كما سيذكرون أيضا عودة روسيا ومساعيها لزعزعة النظام الأمني الذي تقوده أمريكا في أوروبا. هذه أنماط معهودة في صعود وانحدار القوى العالمية. لكن ما هو جديد ومدهش أن التحديات بدلا من توحيد أمريكا جعلتها تنقلب على نفسها. فحكومتها تهدم العديد من العناصر الحاسمة لنجاحها الاستثنائي.

لننظر في مؤشر مجلة «نيتشر» والذي ربما هو المرشد الأكثر شمولا للبحوث الرفيعة المستوى في العلوم. يرصد هذا المؤشر المساهمات البحثية في الدوريات الأكاديمية الرائدة في العالم.

تكشف أحدث تصنيفات المؤشر ما يعلمه العلماء سلفا وهو أن الصين تحقق قفزات إلى الأمام. فمن بين المؤسسات الأكاديمية العشر الأولى في المؤشر تسْعٌ منها صينية. لكن لا تزال هنالك مؤسسة أمريكية تحتل المرتبة الأولى في القائمة وهي هارفارد. إنها الجامعة التي يحاول ترامب تدميرها.

حرب إدارة ترامب على هارفارد غريبة من نواحي عديدة. فبدعوى محاربة «اللاسامية» طالبت الإدارة الأمريكية بتنازل الجامعة عن السيطرة على مجالات عديدة من شئونها الأكاديمية وتسليم معلومات سرية عن الطلاب الأجانب.

لم توضح الإدارة أبدا سبب تخصيص هارفارد بذلك؛ فالمشاكل التي تدعي أنها قلقة بشأنها ليست فادحة بشكل خاص في هارفارد. واستهدفت بسلاحها الرئيسي (سحب التمويل الفيدرالي للأبحاث من هارفارد) أقساما من الجامعة ليست لها تقريبا أية علاقة بأيديولوجيا «اليقظة» التي يعارضها ترامب.

أكثر من 90% من الأموال التي هددت الحكومة بحرمان هارفارد منها خاصة بالأبحاث في علوم الحياة ودراسة الأمراض والأدوية ومجالات مماثلة. منع تمويل أبحاث السرطان لن يؤثر على أولئك الذين يتظاهرون من أجل الفلسطينيين. لكن من المؤكد تقريبا إنه سيُخرِج هارفارد من قائمة «مؤشر نيتشر».

جامعات أمريكا لها مشاكلها. لقد سبق لي أن كتبت عنها حاثَّا إيّاها على التخلي عن القضايا السياسية الرائجة وإنهاء الهوس بالتنوع والتهميش والعودة إلى التركيز على التميُّز.

لكن الجدير بالتنويه أن هذه الجامعات لا زالت تقود جامعات العالم وإلى حد بعيد في التعليم العالي في جوانب التدريس والبحث والبيئة الأكاديمية بشكل أعم. ويمكن التدليل على ذلك ببساطة في «سونامي» طلبات الالتحاق التي تصل إلى كبرى جامعات أمريكا من أذكى الطلاب حول العالم.

من الصعب إيجاد صناعات عديدة تتفوق فيها الولايات المتحدة مثل التعليم العالي. شي جينبينج ومنافسه السابق في رئاسة الصين بو شيلاي يختلفان حول أشياء عديدة. لكنهما كانا كلاهما يعتقدان أن أفضل مكان في العالم يمكن أن تذهب إليه ابنة الأول (شي) وابن الثاني (بو) للتعليم العالي هو جامعة هارفارد.

ليس صدفة أن شركات تقنية أمريكية عديدة توجد في شمالي كاليفورنيا وبوسطن. فهذه التجمعات الصناعية تشكلت حول جامعات عظيمة مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وستانفورد.

لكن يبدو أن إدارة ترامب عازمة على القضاء على هذه الميزة الفريدة. لقد اقترحت خفض التمويل الحكومي للعلوم بأكثر من 25 بليون دولار في السنة المالية القادمة. وأعلنت الحرب على كبرى الجامعات الأمريكية. فمشروع قانون الموازنة الذي أجيز مؤخرا في مجلس النواب يعاقب أفضل الجامعات بفرض ضريبة على أوقافها (خصَّ القانون هذه الجامعات بذلك من بين كل المؤسسات غير الربحية.) كما يرفع معدل الضريبة بقدر كبير على كل مؤسسات الأبحاث الناجحة.

لا زالت الولايات المتحدة تتصدر العالم في قدرتها على جذب أفضل الطلاب من مختلف بلدان العالم. أما الصين فتستفيد الصين أساسا من مواهب أذكى سكانها الذين يبلغ عددهم 1.4 بليون نسمة. لكن أمريكا لديها القدرة على انتخاب أفضل المواهب من بين كل سكان العالم (8 بلايين نسمة).

النتائج تتحدث عن نفسها. فمن بين الشركات العشر الأولى في أمريكا يتولى إدارة خمس منها أجانب. كما يفيد مجيء الطلاب من البلدان الأخرى الاقتصادَ الأمريكي ككل. لقد رفده بأكثر من 40 بليون دولار ودعَمَ ما يقارب 380 ألف وظيفة في العام الماضي فقط.

لكن أحدث هجومٍ شنه ترامب استهدفَ هؤلاء الطلاب تحديدا وذلك بتجميد إجراءات إصدار تأشيراتهم والتهديد بفحص تدويناتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وإرسال إشارة عامة بأنهم غير مرحّب بهم وسيُراقبون ويمكن طردهم إيجازيا (على الفور) حسب المزاج (دون سبب وجيه).

لقد بدأنا نشاهد نتائج ذلك. فالبحث على الإنترنت عن برامج شهادات الدكتوراه الأمريكية تراجع بنسبة تتراوح بين 25% إلى 40% فيما ارتفع البحث عن برامج الدكتوراه الأسترالية والسويسرية حتى بأكثر من ذلك، حسب مجلة الإيكونومست.

قبل حوالي أربعة عقود عندما فكَّرتُ في التقديم للجامعات الأمريكية من الهند كنت معجبا بسمعتها في الأبحاث والتدريس. لكن أيضا جذبتني إليها فكرة أمريكا كمجتمع حر ومنفتح حقا يرحب بالناس من كل أرجاء العالم وحيث «أصولنا أقل أهمية من مصائرنا،» كما قال الرئيس الأمريكي رونالد ريجان.

في عالم تنافسي حيث لحقت بلدان أخرى بالركب بطرائق عديدة تظل هذه هي «الميزة» التي تنفرد بها أمريكا. هذا إذا أمكننا الحفاظ عليها وليس تدميرها.

فريد زكريا كاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست ومقدم برنامج يتناول القضايا الدولية والشئون الخارجية على شبكة سي إن ان

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة القاهرة يتفقد امتحانات كلية الصيدلة خارج الحرم
  • هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب
  • ماسك ينتقد إدارة ترامب بسبب قانون مقزز ومشين
  • للمرة الأولى.. البنتاغون يتدخل في أزمة إلغاء تمويل هارفارد
  • حرب ترامب على «هارفارد» غريبة وخطرة
  • رئيس جامعة عين شمس يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2024-2025
  • الرئيس ضد الجامعة.. القصة الكاملة للصراع بين ترامب وهارفارد
  • متحدث الخارجية: مصر تخسر 8 مليار دولار سنويا بسبب تعطل الملاحة في البحر الأحمر
  • جامعة كفر الشيخ تتعاون مع البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة لإعداد أول دليل إرشادي بيئي
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل إدارة مركز خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة