إندبندنت: النظام الدولي يتفكك والتطبيع مع صور الإبادة تهديد للجميع
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا لأستاذ جامعي تناول فيه بالتعليق والتحليل مخرجات مؤتمر عُقد مؤخرا في مدينة أنطاليا التركية، حيث تداول المشاركون من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية أفكارا حول البديل للنظام الدولي الغربي الذي بدأ يتفكك.
وكتب سلمان سيد -أستاذ البلاغة والفكر المناهض للاستعمار في جامعة ليدز بإنجلترا- أن تفكك النظام القائم على القواعد ليس مجرد ظاهرة جغرافية اقتصادية تميزت بظهور الصين بوصفها أكبر قوة اقتصادية في العالم، بل هي أيضا ظاهرة ذات أبعاد ثقافية وأخلاقية عميقة.
وقال إن منتدى أنطاليا للدبلوماسية -الذي انعقد في وقت سابق من الشهر الجاري- قدم لمحة مثيرة للاهتمام لما قد يكون عليه هذا المستقبل، في وقت بدت فيه ملامح نظام عالم جديد بالتشكل.
قلق وارتكابوانتقد الكاتب الدول الغربية الكبرى لضعف مشاركتها في المنتدى. وقال لو أن حكومات الأثرياء الغربية شاركت بأي عدد من ممثليها، لشعرت بالقلق والارتباك بسبب المناقشات التي دارت، ليس فقط لأنهم كانوا سيعترضون على مزاعم مثل تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هوية أوكرانيا ليست عميقة أو متميزة بما يكفي لتبرير وجودها كدولة قومية مستقلة، ولكن لأن المنتدى خلق مساحة للحجج والأطر التي غالبا ما كان الغرب قد أحالها إلى الهامش.
إعلانوأعرب الأستاذ الجامعي عن اعتقاده أن السلطة الأخلاقية للغرب قد انهارت تماما، وليس أدل على ذلك مما حدث لأسرى تنظيم القاعدة وحركة طالبان في سجن غوانتانامو الأميركي، وما يحدث الآن في قطاع غزة للفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين.
فعندما تدين وسائل الإعلام الغربية اعتقال الصحفيين في مكان ما بحق وبكل حماسة، تلتزم الصمت إزاء القتل الممنهج للصحفيين في مكان آخر، وفق المقال الذي يشير كاتبه إلى أن عديدا من المشاركين في منتدى أنطاليا يرون أن العنصرية نجحت في تقويض ليس فقط المبادئ، بل حتى التضامن المهني.
وسخر كاتب المقال من مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المنتدى أشار إلى أنه حتى المعلقين والمحللين الذين يحنون إلى عصر التنوير الأوروبي ينسون كل شيء عندما يدينون الاحتجاجات المناهضة للإبادة الجماعية والمؤيدة للفلسطينيين.
إبادة غزةوفي أنطاليا -كما يقول سيد في مقاله- كان هناك شعور سائد بأن القتل الجماعي في غزة، وتواطؤ كثير من المؤسسات الغربية في المساعدة والتحريض عليه، تسبب في تقويض أي إحساس عام بالمسؤولية والتواضع وإحقاق العدالة.
ويرى الكاتب أن في اللغة الدبلوماسية المنمقة ما يوحي ضمنيا بأن مركز العالم لا يتغير فحسب، بل إن القدرة على توظيف المعرفة والخبرة المكتسبة لم تعد تساعد في التعامل مع الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعالم.
غير أن ما كان يرمي إليه منتدى إيطاليا ليس استعادة سلطة أخلاقية تستند إلى مبادئ ليبرالية ديمقراطية مركزها الغرب، بل يرمي إلى بناء حس إنساني مشترك جديد.
وخلص الكاتب إلى أن منتدى أنطاليا لا يشبه مؤتمر باندونغ الذي عُقد في إندونيسيا عام 1955 وشكّل النواة الأولى لقيام حركة عدم الانحياز التي كانت رمزا لمناهضة الاستعمار في عالم تهيمن عليه قوتان عظميان مسلحتان بأيديولوجيات صريحة ونزعة تدميرية مؤكدة.
إعلانوأكد أن هناك اعترافا ضمنيا -برز على الأقل بين عديد من المشاركين الحاضرين في أنطاليا- بأنّ جعل الناس يعتادون مشاهد الإبادة الجماعية في غزة لا يهدد الشعب الفلسطيني وحده، بل يجرد جميع شعوب العالم من إنسانيتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إلى أن
إقرأ أيضاً:
عطلة ليست للجميع.. تفاصيل إجازة عيد الأضحى بقانون العمل
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، نرصد تفاصيل العطلات والإجازات الرسمية بقانون العمل الجديد، والذي تم التصديق عليه ويدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة.
ويحصل الموظفون على إجازة عيد الأضحى والتي وضع قانون العمل الجديد، ضوابط وبشأنه تثار تساؤلات حول من له الحق في الإجازة؟ ومن قد يُحرم منها؟ وما هي الضوابط الجديدة؟
العيد.. إجازة ليست للجميعبحسب المادة (129) من قانون العمل الجديد، يحق للعامل الحصول على إجازة بأجر كامل في أيام الأعياد والمناسبات الرسمية التي يحددها وزير العمل، شاملة عيد الأضحى، ولكن يتيح القانون لصاحب العمل تشغيل العامل في هذه الأيام إذا اقتضت ظروف العمل، مقابل مضاعفة الأجر أو يوم راحة بديل، بناء على طلب العامل.
ومع تطبيق قانون العمل الجديد، بدأ لأول مرة تفعيل ضوابط جديدة تمنح حماية أكبر للعاملين ليلًا، مثل:
توفير وسائل مواصلات آمنة.
عدم تشغيل النساء ليلًا إلا بشروط محددة.
تنظيم ساعات العمل والإجازات بشكل يتناسب مع طبيعة العمل الليلي.
من يُحرم من العطلة رسميًا؟
لا يُحرم العامل من الإجازة إلا في حالتين:
1. طلب صاحب العمل تشغيله لضرورة، فيستحق العامل حينها "أجرًا مضاعفًا" أو "راحة بديلة".
2. إذا عمل لدى جهة أخرى خلال الإجازة، بحسب المادة (127)، يحق لصاحب عمله الأساسي حرمانه من الأجر واسترداد ما دفعه.
الإجازات الرسمية بـ قانون العمل الجديدبحسب المادة (130)، هناك حالات إجازات أخرى غير الأعياد، من بينها:
إجازة أداء فريضة الحج أو زيارة القدس: شهر مدفوع الأجر لمن أمضى 5 سنوات خدمة.
الإجازة المرضية: وفقًا للتأمينات، وتصل في بعض الحالات إلى 12 شهرًا بأجور متفاوتة.
إجازات الامتحانات والدراسة: إجازة دراسية مدفوعة عن أيام الامتحان، بشرط إخطار صاحب العمل قبلها.
الإجازة السنوية.. كيف تُحسب؟وفق المادة (124)، يحصل العامل على إجازة سنوية مدفوعة الأجر:
15 يومًا في السنة الأولى.
21 يومًا اعتبارًا من السنة الثانية.
30 يومًا بعد 10 سنوات أو لمن تجاوز 50 عامًا.
45 يومًا للأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام.
وتُضاف 7 أيام إضافية في حال العمل في مناطق نائية أو خطرة.
ولا تدخل أيام الأعياد والراحة الأسبوعية ضمن الإجازة السنوية، ويُشترط أخذ 6 أيام متصلة على الأقل سنويًا.
إجازات طارئة وعارضةيحق للعامل الحصول على 7 أيام عارضة سنويًا، بحد أقصى يومين في كل مرة.
كما يُمنح يومًا طارئًا عند ولادة طفل، بحد أقصى 3 مرات خلال مدة خدمته.
و يعيد قانون العمل الجديد تنظيم الإجازات بمنظور أكثر مرونة وتوازنًا، لكنه أيضًا يمنح أصحاب الأعمال مساحة تشغيلية أكبر في الأعياد تحت مظلة الضوابط القانونية.