- إعادة تركيب الأغذية المصنعة وفرض ضرائب على المشروبات المحلاة

- أهمية توسعة المرافق الرياضية وزيادة الفحص المبكر للأمراض غير المعدية

أظهرت دراسة أهمية التعامل مع خطورة الاستهلاك المفرط للسكر وتأثيره السلبي على الصحة العامة في سلطنة عُمان ودعت إلى اتخاذ تدخلات تتناسب مع ثقافة المجتمع العُماني وتراعي احتياجات أفراده للحد من تناول السكريات الحرة ووفق انتشار اضطراب وارتفاع مستوى الجلوكوز، فقد شهدت سلطنة عُمان، شأنها شأن سائر بلدان إقليم شرق المتوسط، زيادة ملحوظة في انتشار التغذية المفرطة والأمراض المرتبطة بها في العقود القليلة الماضية.

ووفقًا لدراسة حول المعارف والمواقف والسلوكيات المتعلقة باستهلاك السكر لدى العُمانيين للفئة العمرية من 14 إلى 60 عامًا، بيّنت نتائجها الآثار السلبية للإفراط في تناول السكر على الصحة وكانت السلوكيات الغذائية المتعلقة بالسكر ضعيفة، حيث أظهر 73% من المراهقين و40% من البالغين فقط سلوكيات غير صحية، وأشار أكثر من ثلث المراهقين إلى أنهم يضيفون السكر إلى المشروبات والأطعمة، وتكررت هذه السلوكيات أيضًا بين البالغين.

وأفادت نسبة كبيرة من المراهقين 68% و46% من البالغين بأنهم نادرًا ما يتحققون من كمية السكر في الأطعمة.

وأشارت الدراسة إلى ضرورة تقديم نصائح وإرشادات من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية حول خفض كمية السكريات الحرة في النظام الغذائي وخاصة للأفراد المصابين بالأمراض المزمنة.

ثقافة المجتمع

كما أوضحت أن الاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات يزيد من ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز استهلاك السكر 10% من السعرات الحرارية.

وبالنظر إلى مدى خطورة الاستهلاك المفرط للسكر على الصحة العامة في سلطنة عُمان، فهناك حاجة واضحة لاتخاذ تدخلات تناسب ثقافة المجتمع العُماني وتساعد أفراده على الحد من تناول السكريات الحرة، وبالتالي الحد من انتشار «اضطراب» و«ارتفاع» مستوى الجلوكوز، حيث يمكن أن يتسبب الاستهلاك المفرط للسكريات الحرة في ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم، وهي عوامل الخطر الرئيسة للأمراض القلبية الوعائية.

وبحسب المسح الوطني لرصد عوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير المعدية (STEPS) التي أجرتها سلطنة عُمان في عام 2017، يعاني 12% من العُمانيين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا من اضطراب في مستويات الجلوكوز في الدم و15% منهم يعانون من «ارتفاع» مستوى الجلوكوز في الدم و/أو تم تشخيصهم سابقًا بالإصابة بمرض السكري. وإجمالًا، يعاني 27% من العُمانيين البالغين من اضطراب أو ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.

توصيات السياسة

خلصت الدراسة إلى ضرورة اعتماد نهج متعدد الجوانب للحد من استهلاك السكر في سلطنة عُمان، ويجب الاستمرار في برامج الصحة العامة الحالية وتنفيذ سياسات جديدة لتمكين المراهقين والبالغين من اختيار بدائل صحية.

كما دعت إلى فرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر مشيرة إلى أنها أثبتت فعاليتها في بلدان أخرى لذا ينبغي أن تحافظ سلطنة عُمان على الضرائب الانتقائية التي تم تطبيقها في عامي 2019 و2020 على مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر موضحة غياب إجراء تقييم مفصل الآثار الضريبة المفروضة على السكر في سلطنة عُمان حتى الآن، داعية إلى العمل مع مصنعي المواد الغذائية لتقليل محتوى السكر في الأغذية المصنعة وإعادة تركيب الأغذية المصنعة لتقليل محتوى السكر من خلال وضع معايير محددة والتعاون مع الشركاء من القطاع الخاص.

وأوصت الدراسة بإيجاد حملات إعلامية لتحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني باعتبار أن السمنة عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج، لذا يتطلب الوضع بذل المزيد من الجهود لتحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني لدى المجتمع العُماني.

كما ينبغي القيام بحملات إعلامية للتوعية لاتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام عبر قنوات متعددة في سلطنة عُمان، بما في ذلك وسائل الإعلام مثل الإذاعة والتلفزيون والإنترنت وبرامج التعليم المدرسي، ونظرًا لارتفاع المعرفة العامة بالسكر، يجب تصميم حملات إعلامية لتحسين السلوكيات المتعلقة بالأنظمة الغذائية منخفضة السكر وتسهيل الممارسات الصحية.

النشاط البدني

وأوصت الدراسة بتعزيز وزيادة المرافق الرياضية وتوسيعها لتشجيع النشاط البدني، والاستمرار في فحص الأمراض المزمنة غير المعدية في سلطنة عُمان من أجل تسهيل الكشف المبكر عن حالات اضطراب السكر في الدم والسكري.

ويستهدف برنامج الفحص المواطنين العُمانيين الذين تكون أعمارهم أو تزيد عن 35 عامًا في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية.

وركزت الدراسة على ضرورة تبادل المعلومات أثناء الفحص والعلاج كجزء من فحوصات الأمراض المزمنة غير المعدية والمراجعة الطبية للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالأمراض المزمنة غير المعدية، وينبغي على العاملين في مجال الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية تقديم النصح والإرشاد حول كيفية تقليل كمية السكريات الحرة في النظام الغذائي للفرد، مشيرة إلى ما لوحظ سابقا بأن البالغين الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب لا يملكون معرفة عالية عن السكر من نظرائهم الذين لا يعانون من هذه الأمراض.

وهذا يشير إلى أن المعلومات المتعلقة بالسكر لا تنقل إليهم أثناء الزيارات الطبية إلا قليلًا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى عدم توفر أخصائيي التغذية في بعض المؤسسات الصحية؛ فحوالي 50% من المراكز الصحية الأولية في سلطنة عُمان لا يوجد بها أخصائيو تغذية، وفي المراكز الصحية التي يوجد بها أخصائيو التغذية يكون العبء أعلى من قدرة هؤلاء الأخصائيين.

وأكدت الدراسة أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لنشر المعلومات الخاصة بالتغذية وتقليل السكر، ونظرًا لانخفاض التغطية الحالية لأخصائيي التغذية في المراكز الصحية، يمكن إعطاء الأولوية للأفراد الذين يعانون من اضطراب مستويات الجلوكوز أو السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى لتلقي المعلومات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن مشاركة المعلومات المتعلقة بالآثار الصحية للأطعمة عالية السكر مع المراهقين والبالغين كجزء من زيارات الرعاية الأولية الروتينية بغض النظر عن حالتهم الصحية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستهلاک المفرط الجلوکوز فی الدم النظام الغذائی الصحة العامة غیر المعدیة الع مانیین یعانون من على الصحة السکر فی

إقرأ أيضاً:

دراسة تحذر: طعام مسرطن يسبب 32 مشكلة صحية ويعرقل فقدان الوزن

صراحة نيوز – تشير دراسة جديدة إلى أن استبعاد مجموعة غذائية واحدة يمكن أن يعزز بشكل كبير فقدان الوزن ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

وفقد المشاركون ضعف وزنهم عند اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة قليلة المعالجة (MPFs) مقارنةً بنظام غذائي يحتوي على أطعمة فائقة المعالجة (UPFs).

وتخضع أطعمة UPFs – التي تُباع جاهزة للأكل أو للتسخين – عادةً لعدة خطوات معالجة، وتحتوي على إضافات ومواد حافظة، وتحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والسكريات المكررة والدهون التي ترفع الكوليسترول.

وربطت دراسة حديثة التعرض لأطعمة UPFs بـ 32 حالة صحية سيئة، بما في ذلك ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسمنة، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، وداء السكري من النوع الثاني، وحتى الوفاة المبكرة.

وفي هذه التجربة الأخيرة، كانت أطعمة UPFs صحية نسبياً، وشملت المنتجات حبوب الإفطار الجاهزة، وألواح الغرانولا، والوجبات الخفيفة بالفاكهة، وأكواب الزبادي المنكهة، والمعكرونة سريعة التحضير، واللازانيا الجاهزة.

على النقيض من ذلك، تناول المشاركون في نظام MPF الغذائي وجبات مُجهزة من الشوفان طوال الليل مع الفاكهة الطازجة، والزبادي العادي مع الشوفان المحمص والفواكه، وألواح الفاكهة والمكسرات المصنوعة يدوياً، وسلطة الدجاج الطازجة، والبطاطس المقلية محلية الصنع، ومعكرونة بولونيز السباغيتي.

وفي حين اختلفت مستويات المعالجة اختلافاً كبيراً بين النظامين الغذائيين، إلا أن الكميات والمحتوى الغذائي كانت متشابهة.

وقام الباحثون بمطابقة النظامين الغذائيين من حيث السعرات الحرارية والسكر والدهون والألياف والمغذيات الدقيقة، وقد توافق كلاهما مع الإرشادات الغذائية الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة، والمُسماة دليل. Eatwell (EWG) .

فقد المشاركون وزناً في كلا النظامين، ولكن بشكل أكبر بكثير عند امتناعهم عن نظام UPF في نهاية التجربة التي استمرت ثمانية أسابيع، فقد المشاركون في نظام MPF الغذائي 2% من وزن أجسامهم مقارنةً بخسارة 1% من وزن المشاركين في نظام UPF الغذائي.

ونُشرت النتائج هذا الأسبوع في مجلة Nature Medicine على الرغم من صغر هذه الأرقام، إلا أن فترة التجربة كانت قصيرة نسبياً.

عند استقراء النتائج على مدار عام، خسر المشاركون الذين اتبعوا حمية MPF ما بين 9% و13% من وزنهم، بينما خسر من التزموا بحمية UPF ما بين 4% و5%، بالإضافة إلى خسارة المزيد من الوزن، ارتبطت حمية MPF أيضاً بخسارة أكبر للدهون، وتراجع الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وانخفاض مستوى الدهون الثلاثية.

بالمقارنة، قيّم المشاركون نظام MPF الغذائي بتقييمات أقل من حيث المذاق والنكهة، مما يشير إلى أنهم تناولوا كميات أقل لأن الطعام كان أقل جاذبية وإدماناً، مع ذلك، لاحظ الباحثون أن الأشخاص تمكنوا من إنقاص وزنهم باتباع نظام UPF الغذائي، مما يتناقض مع الادعاءات السابقة بأن UPFs تعيق فقدان الوزن.

وقالت راشيل باترهام، كبيرة مؤلفي الدراسة من مركز أبحاث السمنة بجامعة كوليدج لندن: “أفضل نصيحة للناس هي الالتزام بإرشادات التغذية قدر الإمكان من خلال الاعتدال في تناول الطاقة بشكل عام، والحد من تناول الملح والسكر والدهون المشبعة، وإعطاء الأولوية للأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والمكسرات”.

وأشارت دراسة حديثة إلى أن بعض منتجات UPF قد تحتوي على كمية مُقلقة من المواد البلاستيكية الدقيقة، والتي قد تُضر بالصحة التنفسية والإنجابية والعقلية، كما رُبط استهلاك منتجات UPF ب بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف إمكانية تحويل فضلات الدواجن وسعف النخيل إلى مورد مستدام للزراعة
  • دراسة تحذر الرجال من درجات الحرارة المرتفعة: خصوبتكم في خطر
  • دراسة تحذر من بكتيريا قاتلة في الأسماك بليبيا وتحدد أعراضها
  • فوائد الموز والتمر للقلب والهضم وضبط السكر
  • دراسة تحذر: طعام مسرطن يسبب 32 مشكلة صحية ويعرقل فقدان الوزن
  • فوائد مذهلة لـ«اللوز».. كيف يساهم بالتحكم بمستوى السكر ودعم صحة القلب؟
  • دراسة تحذر من تأثير الاستخدام الطويل للشاشات على صحة قلب الأطفال
  • السكري والتمثيل الغذائي.. دراسة تحذر من خطورة مشروبات الصودا دايت
  • خبراء التغذية يحذرون من مخاطر البطيخ الصحية
  • القرفة.. أحد التوابل العتيقة التي تحارب أمراض القلب والسرطان!