مخاوف بين أهالي جنوب لبنان من تحول السكن المؤقت إلى دائم
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل أزمة السكن المتفاقمة في مناطق مارون الراس ويارون وأطراف بنت جبيل جنوب لبنان، أطلقت جمعية "وتعاونوا" مبادرة إنسانية لتوزيع منازل جاهزة "كرفانات" على العائلات التي فقدت منازلها بسبب التصعيد الأمني الأخير.
وحسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية تضمنت المبادرة التي تم تنفيذها خلال الأشهر الماضية تركيب عشرات الوحدات المتنقلة المجهزة بأساسيات المعيشة، من غرف نوم ومرافق صحية ومطابخ صغيرة.
ورغم الترحيب الذي أبدته بعض العائلات المستفيدة، والتي رأت في هذه الوحدات مأوى مرحليًا يحميها من التشرد، إلا أن الخطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط اللبنانية، خصوصًا بين نشطاء المجتمع المدني وخبراء إعادة الإعمار، الذين أبدوا تحفظات عدة حول المبادرة وتوقيتها وأهدافها.
وبحسب وسائل الإعلام، فقد قوبلت المبادرة بامتنان فوري من العائلات العائدة التي وجدت نفسها بلا مأوى، إلا أنها أثارت في الوقت نفسه موجة من الانتقادات من قبل نشطاء وخبراء في مجال إعادة الإعمار.
يرى المدافعون عن المشروع أن الكرفانات تشكّل "حلًا إسعافيًا" لا بد منه في المرحلة الحالية، خاصة مع غياب البدائل الرسمية وتأخر انطلاق خطط إعادة البناء. في المقابل، حذّر معارضون من أن هذه الخطوة قد تتحول إلى واقع دائم، وتُستخدم كبديل طويل الأمد بدلًا من الحلول الجذرية، في ظل عجز الدولة عن تنفيذ برامج الإعمار.
بعض المنتقدين ذهب أبعد من ذلك، معتبرين أن المبادرة تحمل صبغة سياسية، وأنها تُوظّف كأداة لامتصاص النقمة الشعبية المتزايدة نتيجة تأخر التعويضات، ولإظهار الجهة السياسية الداعمة للجمعية بمظهر "الراعي الحريص"، في وقت تغيب فيه الدولة عن المشهد.
الجدل تصاعد مؤخرًا بعد تعرض عدد من هذه الكرفانات، المُقامة في مناطق قريبة من الحدود، لأضرار نتيجة حوادث أمنية متفرقة. الحوادث طرحت تساؤلات حول مدى ملاءمة هذه الوحدات للبيئة الأمنية القلقة والمناخ القاسي، فضلًا عن عدم وضوح ما إذا كانت الجمعية ستتحمل لاحقًا مسؤولية صيانتها أو تطويرها.
السكان بدورهم يطرحون أسئلة مشروعة: متى تتحول وعود إعادة الإعمار إلى خطط واضحة بجداول زمنية محددة؟ وهل بات مصيرهم مرهونًا بمساعدات مؤقتة بدلًا من حلول مستدامة تحفظ كرامتهم وحقوقهم؟
بحسب تقارير إعلامية محلية، لا يمكن إنكار البعد الإنساني الفوري الذي تمثله هذه المنازل الجاهزة، لكنها أيضًا تذكير مؤلم بأن ملف إعادة الإعمار لا يزال عالقًا في نقطة البداية، فغياب استراتيجية وطنية شاملة، وعدم تنسيق الجهود بين الدولة والمجتمع المدني والجهات المانحة، يبقي الأزمة مفتوحة على المجهول.
المراقبون يحذّرون من أن أي حل طويل الأمد يجب أن يكون مبنيًا على إطار مالي وإداري شفاف، يحدد الأولويات، ويضمن الحقوق، ويمنع تحويل الإغاثة الإنسانية إلى أداة سياسية أو واقع بديل عن التنمية الحقيقية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سكان جنوب لبنان جنوب لبنان إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء لبنان يدعو إلى انسحاب إسرائيلي كامل ودعم لإعادة الإعمار
قال أحمد سنجاب، مراسل “القاهرة الإخبارية” من لبنان، إن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام تحدث خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة القطرية الدوحة عن ضرورة فرض السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية، مطالبا إسرائيل بالانسحاب الكامل من النقاط المحتلة في الجنوب اللبناني.
وأكد سلام أهمية دعم لبنان في جهود إعادة الإعمار ومواجهة أزمة الطاقة المتفاقمة، مشيرًا إلى أن لبنان يعاني من نقص حاد في الطاقة ويبحث عن بدائل بالتعاون مع قطر.
وأضاف سنجاب، خلال رسالة على الهواء، أن زيارة سلام إلى الدوحة التي شهدت تأجيلًا مؤقتًا بسبب إغلاق المجال الجوي القطري، حملت أهدافًا متعددة، من بينها شكر قطر على دورها في إنهاء الشغور الرئاسي عبر اللجنة الخماسية التي ضمت عدة دول عربية وعالمية، كما شدد على أهمية حشد الدعم العربي للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المستمرة، خاصة مع استمرار تحليق الطائرات المسيرة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب اللبناني.
وتابع أنه على الصعيد الداخلي، أكد سلام أن لبنان يرفض الانخراط في أي نزاعات إقليمية ويحافظ على موقف الحياد، مشيرًا إلى أن حزب الله لم يشارك في أي عمليات رغم التوترات بين إيران وإسرائيل التي تأثرت بها الأجواء اللبنانية بشكل كبير، مشيرا إلى أن هذه التوترات أثرت سلبًا على حركة الطيران والسياحة وأسعار الوقود، مما زاد من هشاشة الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد.