ما زالت أصداء الإفادة التي قدمها رونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) أمام المحكمة العليا ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تتردد في دولة الاحتلال الإسرائيلي، لأنها كشفت أن الأخير ارتكب فعلياً سلسلة من الجرائم غير المسبوقة، مما يستدعي من المدعي العام والجمهور أن يفهموا حجم الخطر، لأن ما قام به ليس خلافا سياسيا، بل خطر حقيقي يهدد الدولة كلها.



وبحسب الرئيس السابق لجمعية الصحافة الأجنبية في تل أبيب، دان بيري٬ فإن "الدولة الإسرائيلية تجاوزت خطا أحمر آخر، لأن إفادة بار تعتبر لائحة اتهام تاريخية ضد نتنياهو، تستوجب فتح تحقيق جنائي فورا، لأنها الوثيقة الأكثر خطورة التي يقدمها رئيس جهاز الأمن في الدولة على الإطلاق ضد رئيس حكومة يستخدم سلطة ونفوذ جهاز الأمن مرارا وتكرارا لصالحه الشخصي والسياسي والقانوني، بمطالبته مساعدته لتأخير أو تعطيل الإجراءات الجنائية ضده، والضغط عليه لإصدار رأي مهني يجعل ظهوره في المحكمة مستحيلا من الناحية اللوجستية".

وأشار في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "بار رفض مطالب نتنياهو بمراقبة المتظاهرين ضده، ومعارضي الحكومة، واتخاذ خطوات ضدهم، وتحديد مموليهم، لأنها تتجاوز القيود القانونية والأخلاقية، بل إنه طلب منه مراقبة الصحفيين، ومحاولة فرض حظر إعلامي على تحركاته، وهي خطوة مروعة تنتهك حرية الصحافة، وطالبه بإظهار الولاء الشخصي له في حالة حدوث أزمة دستورية، وهذا مطلب غير قانوني بشكل واضح، ويشير لتوجه واضح لتحريض جهاز الأمن ضد القضاء".


وأكد أن "ما أمامنا من بعض بنود إفادة بار السرية لا تحتوي على هجوم سياسي، بل شهادة موقعة ومشفوعة بالقسم من رئيس جهاز الأمن العام في الدولة، لديه القدرة على الوصول لكل وثيقة سرية، دون دوافع سياسية، لكن الغريب أنه حتى الآن لم يتم فتح أي تحقيق من قبل الشرطة، لأنه في أي دولة أخرى كان من شأن مثل هذه الإفادة أن تؤدي لفتح تحقيق جنائي فوري، إلا في "إسرائيل" 2025، التي أصبحت فيها الشرطة تحت قيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المتطرف المدان بسلسلة جرائم، وليس لديه مصلحة بفتح تحقيق".

وأشار أن "إفادة بار كشفت كيف حذر مرارًا وتكرارًا من تنامي قوة حماس في غزة، لكن نتنياهو أهمل تحذيراته، وكيف استبعده من فريق التفاوض لإطلاق سراح الرهائن دون تفسير، وكيف أن مساعديه لديهم علاقات مع قطر، الدولة التي وصفها نفسه بأنها ترعى حماس، وبالتالي فإن إقالة بار لم تكن بسبب فشل يوم السابع من أكتوبر، بل تم عزله لأنه رفض طاعة نتنياهو، وهذا لوحده جرس إنذار".

وأوضح أنه "بالتزامن مع إفادة بار للمحكمة تخضع المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، لإجراءات عزل، لكن ذلك لا يجب أن يمنعها من إصدار أمر للشرطة بفتح تحقيق جنائي، علناً، ودون مراوغة، لأن هذا في الواقع أبسط عمل من أعمال التطهير المؤسسي، لأن محاولة نتنياهو استغلال الأجهزة الأمنية لتلبية احتياجاته القانونية الشخصية ليس غير أخلاقي فحسب، بل ربما يكون إجراميًا".


وأضاف أن "هذا الأمر لا ينبغي أن يُترك بأيدي النائب العام وحده، بل يجب على كافة قوى المعارضة أن تتصرف معًا، وعقد مؤتمر صحفي مشترك، والمطالبة بفتح تحقيق فوري، برفقة جميع رؤساء الشاباك والموساد، للإعلان بصوت واحد أنه لم يحدث شيء مثل هذا على الإطلاق، وبالتالي فإننا أمام لحظة تاريخية غير مسبوقة، تتطلب تحركاً في المقابل غير مسبوق".
 
وختم بالقول إن "حقيقة أن ينظر بار إلى نتنياهو باعتباره تهديدا لسيادة القانون يجب أن تزعج كل إسرائيلي، ولذلك يجب التحقيق معه، وكل لحظة تأخير هي مسمار آخر في نعش الدولة، وإذا لم يحرك هذا بعض مسئولي الرأي العام، فيجب عليهم أن يفهموا أن الطفرة التي يحاول نتنياهو تشكيلها هنا ستؤدي للهجرة الجماعية من الدول، والفقر، والضعف الوجودي في مواجهة الأعداء الخارجيين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية بار الشاباك نتنياهو القضاء نتنياهو محاكمة القضاء الشاباك بار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تحقیق جنائی جهاز الأمن

إقرأ أيضاً:

السفير الألماني: اليمن بحاجة إلى حكومة قوية تقود مسار الحل

أكد السفير الألماني لدى اليمن، توماس شنايدر، أن بلاده ترى أن الطريق إلى إنهاء الأزمة اليمنية يبدأ من توحيد الصف الداخلي وتشكيل حكومة قوية وفاعلة يمكن للمجتمع الدولي الاعتماد عليها، مشددًا على أن "لا يمكن التوصل إلى حلّ للأزمة اليمنية دون السعودية".

وقال شنايدر في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط إن اليمن "بحاجة إلى حكومة قوية وموحدة، كما أن المجتمع الدولي يحتاج إلى شريك يمني فاعل يمكن الوثوق به"، داعيًا الأطراف اليمنية إلى مناقشة خلافاتهم والتوصّل إلى تسويات وتوافقات وطنية تمكّنهم من التحرك المشترك نحو السلام.

وأضاف أن "أي حكومة تزداد قوة كلما كانت أكثر وحدة"، مؤكدًا أن على القوى اليمنية الفاعلة أن تتبنّى رؤية واحدة وموقفًا موحدًا يسهل على المجتمع الدولي التعامل معها ويدعم مصالح الشعب اليمني قبل كل شيء.

وأشار السفير إلى أن برلين تتابع عن كثب تطورات المشهد اليمني منذ أكثر من عقد، معربًا عن أسف بلاده لتصاعد عسكرة الصراع وسيطرة الجماعات المسلحة على مناطق واسعة من البلاد، داعيًا إلى تجاوز هذا الوضع عبر الحوار السياسي ووقف العنف.

وفي هذا السياق، عبّر شنايدر عن قلقه الشديد من هجمات ميليشيا الحوثي على السفن التجارية والمدنيين في البحر الأحمر، واصفًا ذلك بأنه "أمر غير مقبول إطلاقًا"، كما دان احتجاز موظفين تابعين للأمم المتحدة، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال "تتناقض تمامًا مع روح الشراكة والسلام".

وحث السفير الألماني جماعة الحوثي على مراجعة مواقفها وتحديد ما إذا كانت "تريد أن تكون شريكًا في السلام أم أن تواصل طريق الصراع والانقسام"، مشيرًا إلى أن بلاده تتفق مع الموقف السعودي الداعي لحلّ سلمي شامل للأزمة في اليمن.

وفي سياق متصل، شدّد شنايدر على أن اليمن يمثّل اختبارًا حقيقيًا لحسن نوايا إيران، وقال: "إن كانت طهران جادة في سعيها لتعزيز الاستقرار الإقليمي، فإن اليمن هو الميدان الذي يمكن أن تثبت فيه صدق نواياها"، داعيًا إيران إلى الكف عن أي ممارسات تهدد جيرانها أو تقوّض الأمن الإقليمي والدولي.

وتطرّق السفير إلى العلاقات التاريخية بين اليمن وألمانيا، مبينًا أنها "قديمة وعميقة، وتتسم بالتعاون الوثيق في مجال التنمية"، لافتًا إلى أن اهتمام بلاده اليوم يتركز على دعم الشعب اليمني ومساعدته في تجاوز الظروف الصعبة، وضمان عدم وقوع أزمة غذاء أو مجاعة جديدة.

وأضاف أن لألمانيا مصالح مشروعة في المنطقة، من بينها أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، والحدّ من الهجرة غير النظامية التي تمر عبر اليمن، مشددًا في الوقت ذاته على أن "سلامة ورفاه الشعب اليمني تأتي في مقدمة أولوياتنا". داعيًا إلى مقاربة شاملة للأزمات الإقليمية يكون اليمن فيها جزءًا محوريًا من الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والسلام.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية عن خفايا اتفاق غزة: نتنياهو استسلم بشكل كامل لحماس
  • السفير الألماني: اليمن بحاجة إلى حكومة قوية تقود مسار الحل
  • أحمد إمبابي: كلمة الرئيس تضمنت دعوة للمجتمع الدولي لتبني موقفا حاسما تجاه إثيوبيا
  • المسائل المُلحَّة أمام رئيس جهاز الاستثمار
  • إصابة جندي من اليونيفيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • وزير الزراعة: الدولة نجحت في تحقيق نحو 60% من الاكتفاء الذاتي من القمح
  • مصطفى بكري: اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات علامة فارقة في إنهاء المفاوضات
  • عاهل البحرين: اتفاق إنهاء الحرب في غزة «خطوة إيجابية» نحو تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة
  • الأمن اللبناني يفكك شبكة تجسس إسرائيلية ويوقف متورطين
  • وزير الزراعة: التعاون القاري مفتاح تحقيق الأمن الغذائي.. ومصر تضع خبرتها لخدمة القارة السمراء