كاتب أميركي: ترامب يدمر 100 عام من الميزة التنافسية الأميركية في 100 يوم
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
يحذر الكاتب الأميركي فريد زكريا، في مقاله بصحيفة واشنطن بوست من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد دمرت خلال 100 يوم فقط، ما بناه الأميركيون في قرن كامل من المزايا التنافسية العلمية والابتكارية.
ويشير زكريا إلى أن أخطر ما تفعله إدارة ترامب ليس الحرب التجارية مع الصين، بل الهجمات الممنهجة على الجامعات والتخفيضات الواسعة في تمويل البحث العلمي، الأمر الذي سيسمح للصين بالتفوق العالمي على الولايات المتحدة في المستقبل القريب.
ويبدأ زكريا بالقول، إن الريادة العلمية الأميركية لم تكن أبدا أمرا طبيعيا أو مضمونا. ففي القرن 19 وأوائل القرن 20، كانت أميركا دولة تابعة علميا لأوروبا، حيث كانت ألمانيا تهيمن على جوائز نوبل في العلوم، تليها بريطانيا، بينما كانت حصة الولايات المتحدة ضئيلة لا تتجاوز 6%.
ثلاث قوى قادت التغيير
ووفقا للكاتب فإن التحول الأميركي يعود إلى ثلاث قوى رئيسية ساهمت في بناء قوتها العلمية.
القوة الأولى، كانت الهجرة الجماعية للعقول العلمية الأوروبية، خاصة اليهود الذين فروا من اضطهاد النازية، وأسهموا لاحقا بتأسيس مؤسسات الأبحاث الأميركية.
أما القوة الثانية، فتمثلت في الدمار الهائل الذي خلفته الحربان العالميتان في أوروبا وآسيا، مما ترك الولايات المتحدة في موقع الهيمنة الاقتصادية والعلمية، بينما كانت بقية القوى العظمى السابقة منهكة ومدمرة.
إعلانأما القوة الثالثة فكانت القرار الإستراتيجي الأميركي بالاستثمار المكثف في البحث العلمي، حيث خصصت الحكومة الفدرالية نحو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبحث والتطوير، مع نموذج يعتمد على دعم الجامعات العامة والخاصة دون التدخل في عملها، مما خلق بيئة من التنافس الحر والابتكار.
عكس القوى الثلاث
أما اليوم، كما يقول زكريا، يتم عكس هذه القوى الثلاث. إذ تقود إدارة ترامب حربا على الجامعات الأميركية، وتحجب عنها مليارات الدولارات من التمويل، وتضع ضغوطا سياسية متزايدة على المؤسسات العلمية، في الوقت الذي تخفض فيه الميزانيات المخصصة للأبحاث الفدرالية الحيوية.
والنتيجة أن المؤسسات الرائدة، مثل المعاهد الوطنية للصحة والمؤسسة الوطنية للعلوم بدأت تفقد قدرتها على الابتكار.
وفي هذه الأثناء، تصعد الصين بقوة في الساحة العلمية. فهي الآن تتفوق على الولايات المتحدة في العديد من المؤشرات الحيوية: إذ تحتل المركز الأول في عدد المقالات العلمية المنشورة في المجلات الرائدة، وفي طلبات براءات الاختراع المقدمة عالميا.
كما ارتفع عدد الجامعات الصينية المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة عالميا من 27 جامعة عام 2010 إلى 76 جامعة عام 2020، بينما شهدت الولايات المتحدة تراجعا من 154 جامعة إلى 133.
والميزة الأخيرة التي كانت تتفوق بها أميركا -وهي جذب أفضل العقول من أنحاء العالم- أصبحت مهددة أيضا.
يفضلون دولا أخرى
فقد أدت سياسات الهجرة المتشددة إلى إلغاء مئات التأشيرات، وزادت القيود على الطلاب والباحثين الأجانب، مما دفع العديد منهم إلى الاتجاه إلى دول أخرى مثل كندا وأستراليا.
وأضاف زكريا، أن 75% من الباحثين الذين شملهم استطلاع مجلة "نيتشر" قالوا "إنهم يفكرون في مغادرة الولايات المتحدة".
ويختتم زكريا مقاله بالتحذير من أن هذه اللبنات الأساسية لقوة أميركا يتم تدميرها بسرعة مقلقة، مما يهدد مكانتها العالمية التي تطلب بناؤها قرنا من الزمن.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: دور أميركا في صنع السلام محوري واعتمادنا عليها كبير
يقول كاتب إسرائيلي إن واشنطن تظل اللاعب المركزي في الشرق الأوسط، وبالأخص في مسألة أمن إسرائيل واستقرارها، كما أن إسرائيل أصبحت تعتمد على أميركا عسكريا ودبلوماسيا بشكل شبه كامل.
وأوضح الكاتب ياكوب كاتز، في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست، التي سبق له أن تولى رئاسة تحريرها، إن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على أوروبا، ولا على روسيا أو الصين، وإن الحليف الحقيقي الوحيد لها هو الولايات المتحدة، التي تمارس نفوذها ليس فقط على إسرائيل، بل أيضا على حلفاء أميركا في المنطقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحف العالمية تتناول عودة نازحين لشمال غزة ومستجدات تنفيذ الاتفاقlist 2 of 2محللون إسرائيليون: فشلنا في هزيمة حماس وحربهم هي الأصعب في تاريخناend of listوأشار إلى أن هذا الاعتماد على أميركا تجلى بشكل واضح خلال النزاع الأخير في غزة، إذ لعبت واشنطن دورا محوريا في تمكين إسرائيل من مواجهة الصواريخ الإيرانية وتهديدات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال إن التكنولوجيا الأميركية والتنسيق العسكري والتحالفات الإقليمية وفرت حماية لإسرائيل، ودمجت أنظمة الدفاع الصاروخي لاعتراض المسيرات والصواريخ الباليستية.
كما ساعدت التدخلات الأميركية، بما في ذلك استخدام قاذفات "بي 2" لضرب المنشآت النووية الإيرانية، في فرض نتائج حاسمة على الأرض.
الدور الشخصي لترامب
ويضيف كاتز أن الضغط السياسي والشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب كان له دور رئيسي في التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس.
فقد دفع ترامب جميع الأطراف المعنية لاتخاذ خطوات ملموسة، مسخّرا كل ما يمتلكه من نفوذ وموارد لتحقيق هدفه.
ويرى كاتز أن هذا السيناريو يؤكد حقيقة مهمة، وهي أن الولايات المتحدة ما زالت قوة عظمى تستطيع، عند وضعها هدفا محددا، تحقيق نتائج على الأرض، خاصة عندما تتوفر الإرادة السياسية والمقدرة الاقتصادية.
وأوضح أن إسرائيل تعتمد على هذه العلاقة بشكل إستراتيجي، إذ يؤكد النزاع الأخير أن أمنها، واستقرارها، واستمرارها في المنطقة، لا يمكن ضمانها إلا من خلال شراكة قوية مع واشنطن.
إعلان الجميع يدرك ذلكواستمر يقول إن القادة الإسرائيليين، وقادة المنطقة، جميعهم يدركون أهمية الحفاظ على تحالف مع الولايات المتحدة لضمان الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي.
ويؤكد الإنجاز الأخير بوقف إطلاق النار في غزة -يوضح كاتز- أن القوة الأميركية ليست مقتصرة على الأسلحة فقط، بل تمتد إلى القدرة على إدارة النزاعات والتحكيم بين الأطراف الإقليمية.
ويوضح الكاتب أيضا أن المراقبين يشيرون مع ذلك إلى أن اعتماد إسرائيل الكبير على الولايات المتحدة يحمل تحدياته، إذ ينبغي عليها أن تتعلم كيفية التوازن بين الاعتماد على القوة الأميركية والحفاظ على سياساتها الوطنية بعيدة عن الضغوط الخارجية قصيرة المدى.
تحديات الاعتماد على أميركاويرى كاتز أن الاتفاقيات الحالية، بما فيها صفقة وقف إطلاق النار، تضع إسرائيل أمام مسؤولية تعزيز الشرعية الدولية، والتواصل الفعال مع المجتمع الدولي لضمان استمرار الدعم الأميركي والدولي، ولمستقبل إسرائيل واستقرارها.
وعموما، يقول الكاتب، فإن الدور الأميركي في صنع السلام يظل حجر الزاوية لأمن إسرائيل واستقرارها، ويعكس النفوذ الإستراتيجي لواشنطن في المنطقة.
فالقدرة على الحسم العسكري والسياسي، التي أظهرتها الولايات المتحدة في النزاع الأخير، تثبت أن أي جهود لتحقيق الاستقرار الإقليمي، أو لحماية أمن إسرائيل، لا يمكن أن تتحقق بعيدا عن واشنطن، مما يجعل العلاقة الأميركية الإسرائيلية محورا لا غنى عنه في السياسة الشرق أوسطية اليوم.