موقع النيلين:
2025-05-23@05:13:54 GMT

‏‏عن موت (السواقة)!

تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT

*‏ في سودان اليوم، لم تعد “السواقة” ممكنة، إذ لم يعد المواطن بحاجة إلى وسيط يحدد له من شرَّده من داره ونهبه وقتل أهله. فالحقيقة الآن تُعاش ولا يُسمَع عنها، تُلمَس ولا تنتظر التوصيف. لا تعيش ‏”السواقة” في بيئة المعرفة المباشرة. حين تكون الحقيقة قد عمَّدت نفسها بالدم والدموع، وزارت بيوت المواطنين، وخطفت أحبابهم، وسكنت ذاكرة أطفالهم.


* ماتت “السواقة” حين صارت الحرب في الدار، في الصالون والمطبخ وغرفة النوم، حين صار كل مواطن شاهداً لا متلقياً، ماتت لأن الميدان صار أصدق من المانشيت الملون، والواقع أبلغ من البيان الرمادي.
* ماتت السواقة عندما أصبح اللقاء مع جنود الميليشيا هو لقاء مع الموت، والنجاة منه مِنَّة، والسلامة من الخطف تفضُّل، والنهب دون ضرب قمة الإحسان. ماتت “السواقة” لأن الناس قد التقوا بالمجرم كفاحاً، وحدثهم ــ بأفعاله قبل أقواله ــ بألا يصدقوا خطاب الحرب الذي يدار كحملة علاقات عامة له يعيد إنتاج تجربتك معه.
* ماتت السواقة حين أصبح ما يمارسه “السواقون” ليس مجرد قراءة مغايرة، بل هو تواطؤ مع الجريمة، يهدف إلى تغيير المعنى لا كشف الواقع. إنها محاولة احتكار للحق في تفسير الحرب، ومصادرة لحق المواطن في أن يكون شاهداً لا متلقياً. ولهذا، يُقابل هذا الخطاب بسخط شعبي واسع، لأنه يُرى بوصفه امتداداً للعدوان.
* ماتت السواقة حين أصبحت مادتها تصاغ بتعاون الأجنبي الطامع، والسوداني التابع، والمرتزق النهاب ، وحين أصبح “السواقون” يرتعبون من لقاء المواطنين ومخاطبتهم، وهربوا إلى الفضائيات لممارسة استفزازهم بلا عواقب مباشرة وفورية.
* ماتت “السواقة” حين اختار جزء من “السواقين” ذروة إجرام الجلاد توقيتاً لإزالة قناع الحياد، وإشهار تحالفهم معه، لكن دون أن يحتاجوا لتغيير مفردات خطابهم، فخطاب “الحياد” القديم يصلح لواقع التحالف.
* ماتت السواقة حين أصبحت “مقاومة” القتل والاغتصاب عدوان، والوقوف ضد المعتدي الأجنبي جريمة، والحديث عن النهب خروج عن معادلة التجريم المقبول. ماتت عندما أصبحت الحقيقة أصلب من أن تُميَّع، وأمتن من أن تُعدَّل، وأوضح من أن تُعكَس. ماتت مع موت الميليشيا التي لم يبق لها إلا الابتزاز بالتقسيم، والمساومة بالقتل والمقايضة بالتخريب.
* ماتت السواقة حين بلغت فجوة الخطاب بين “السواقين” والمواطن حداً جعل من كل محاولة لإعادة تشكيل الواقع، أو توجيه الحكم عليه، مجرد استفزاز لوعي شعبي خَبِرَ الحرب وعاشها بأكملها. فالمواطن لا يحتاج إلى من يفسر له ما رأى، ولا من يعطي للحقائق “أوزاناً نسبية” وفق ما تقتضي مصلحة الميليشيا.
* ماتت السواقة حين أصبحت الحكومة في حاجة لتخبئة محطات الكهرباء التي تتعرض للضرب الممنهج، تماماً كما احتاج المواطنون لتخبئة الأموال والحرائر من سارقي الأموال والعروض، ماتت حين أصبح الظلام طاقة نور تضيء على العدو، وتشير إلى حقده، وتفضح مقاولي التبرير.
* ‏مَن يُجرب الآن “السواقة”، إنما يُجرب حظه مع الانتحار الرمزي. لأن الوجع الذي تسببه الميليشيا للوطن والمواطن، لم يعد قابلاً لأن يُعاد توصيفه ببيان باهت، أو تهوينه بتغريدة مراوغة، او تبريره ببلاغة ميتة. فلا أحد يملك حق تسمية الأشياء نيابة عن شعب يشاهد، ويشهد، ويختار، ويقاوم.
*لقد ماتت السواقة، وشبعت موتاً، عندما تحولت، أكثر من ذي قبل، إلى دكتاتورية معنى، وإمبريالية مفهوم، وفاشية سردية. وهذا ليس موت وسيلة، بل سقوط منظومة كاملة كانت تعتاش على تجميل القبح، وتسترزڨ من أنقاض المعنى، وتتربح من جثة الحقيقة.

إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تسريب امتحان اللغة العربية لـ أولي ثانوي الترم الثاني 2025 بالقاهرة.. «الفجر» يكشف الحقيقة

بمجرد فتح لجان امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة القاهرة، اليوم الأربعاء، نشرت صفحات الغش الإلكتروني صورًا لامتحان اللغة العربية، مما أثار تكهنات حول تسريب الأسئلة قبل فتح اللجان.

تسريب امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بالقاهرة

البداية عندما نشرت صفحات الغش الإلكتروني صورًا ادعت أنها تعود لامتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوى بالقاهرة، ليعلق ناشر الصور عليها قائلًا: «الحل سينشر بعد قليل» في محاولة لتأثير سلبي على سير الامتحانات، واستقطاب انتباه الطلاب بعيدًا عن الانضباط المطلوب.

حقيقة تسريب امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بالقاهرة

وتواصل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني متابعة كل ما يُنشر على صفحات الغش الإلكترونية، حيث تُتخذ الإجراءات اللازمة في حال الاشتباه بأي تسريب، بما يضمن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب على مستوى الجمهورية.

وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تسليم أوراق أسئلة امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوى في المواعيد المحددة، ومتابعة أداء رؤساء اللجان والمراقبين، وصولًا إلى التأكد من تسليم الهواتف المحمولة قبل دخول اللجان، لتوفير أجواء مناسبة وعادلة للطلاب.

وزارة التعليم تعلق على تسريب امتحان اللغة العربية لـ أولي ثانوي الترم الثاني 2025 

وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن حقيقة تسريب أسئلة امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بمحافظة القاهرة قبل فتح اللجان على مواقع التواصل الاجتماعي وجروبات الغش على تطبيق «تيلجرام».

وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الفجر» أن غرفة العمليات المركزية تأكدت أن الصور المتداولة لأسئلة امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي بمحافظة القاهرة نُشرت بعد انطلاق الامتحان داخل اللجان وهو ما يتم وصفه على أنه «تداول» أو «غش إلكتروني» لا يرتقي لـ «التسريب» الذي يعني نشر أسئلة الامتحان قبل توزيعه على الطلاب.

وحسب المصادر، تتيع غرف العمليات بالمديريات التعليمية جميع الأسئلة المتداولة لامتحانات اللغة العربية المتداولة للتحقق منها، وتحديد هوية الطلاب الغشاشين الذين قاموا بتصوير ونشر ورق الأسئلة على جروبات الغش.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تطبيق الإجراءات القانونية ضد الطلاب الغشاشين وفقا لقانون لمكافحة الغش، وأنَّه لا تهاون مع الغشاشين، سواء من صور أو نشر ورقة الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 

مقالات مشابهة

  • هالة صدقي لـ عمر زهران: الحقيقة ستنتصر وخسرنا أوفى الأصدقاء
  • "هل دمّر كورونا مناعتك؟: علماء يكشفون الحقيقة الصادمة
  • الغارديان: قطاع غزة يواجه المجاعة وإسرائيل تنكر الحقيقة الجلية
  • عم سما ضحية الواحات: ماتت ومش هنسيب حقها ونثق في القضاء.. فيديو
  • تسريب امتحان اللغة العربية لـ أولي ثانوي الترم الثاني 2025 بالقاهرة.. «الفجر» يكشف الحقيقة
  • عضو بحزب النهضة الفرنسي: موقف باريس يعكس تحولًا إنسانيًا أوروبيًا تجاه القضية الفلسطينية|فيديو
  • سياسيان: الموقف العالمي من غزة أصبح شبيها بما حدث في حرب فيتنام
  • انتشار وباء بين الدواجن | ما الحقيقة؟
  • بلال قنديل يكتب: بين الماضي والحاضر
  • هل يغفر الحج لـ تارك الصلاة والكبائر؟.. هذه الحقيقة لا يعرفها كثيرون