عُمان تعلن موعدا جديدا للمفاوضات الأميركية الإيرانية
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي ستستمر الأسبوع المقبل باجتماع آخر رفيع المستوى، لافتا إلى تحديد موعد "مبدئي" له في الثالث من مايو/أيار المقبل.
وانطلقت في العاصمة العمانية مسقط، أمس السبت، الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي كانت برئاسة المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وأعرب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن أمله في أن تسفر هذه المفاوضات عن اتفاق يقوم على الاحترام المتبادل والالتزامات المستدامة.
وعززت جولة المفاوضات الجديدة في سلطنة عمان حالة التفاؤل السائدة بشأن إمكانية التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال مسؤول أميركي بعد المحادثات التي استمرت 4 ساعات إن الجولة الأخيرة كانت جيدة وبناءة وحققت مزيدا من التقدم نحو التوصل لاتفاق، من دون أن يقدم تفاصيل.
كما قال عراقجي إن هذه الجولة كانت الأكثر جدية، وإنها تناولت التفاصيل وبحثت تقديم إشارات لبناء الثقة بشأن البرنامج النووي لبلاده مقابل رفع العقوبات.
وأضاف للتلفزيون الرسمي الإيراني أن "المفاوضات جادة وفنية للغاية… لا تزال هناك خلافات، سواء في القضايا الرئيسية أو في التفاصيل"، مشيرا إلى أن هناك جدية وإصرارا من الجانبين، ومع ذلك "يبقى تفاؤلنا بنجاح المحادثات حذرا للغاية".
إعلانوتأتي هذه الاجتماعات بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من المفاوضات غير المباشرة، عُقدت أولاهما في 12 أبريل/نيسان بمسقط، ثم الثانية في 19 أبريل/نيسان بروما، وناقشت، على مستوى الخبراء، ملفات ذات صبغة تقنية كتخصيب إيران لليورانيوم ورفع العقوبات الأميركية عن طهران.
نقطة خلاف
ونقلت رويترز عن مسؤول إيراني مطلع على المحادثات قوله إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الكبرى في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.
وأضاف المسؤول أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكّل نقطة خلاف رئيسية.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران سيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.
وتخشى دول غربية من أن يؤدي برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد تمكنها من تصنيع رأس حربي نووي، وعبّرت عن قلقها أيضا من أن تكون طهران تسعى إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء وغير ذلك من الاستخدامات المدنية، وإنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه وقودا في هذه الأغراض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إيران تحرك أوراقها بقوة.. مناورات غير مسبوقة ومركز تخصيب جديد يعزز برنامجها النووي
أعلن الجيش الإيراني اليوم الخميس، إطلاق سلسلة مناورات عسكرية مفاجئة وغير مخططة في توقيت حساس للغاية، في خطوة تعكس تصعيدًا عسكريًا واضحًا وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
وصدرت أوامر بدء هذه المناورات عن رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، الذي أكد أن الهدف الأساسي هو تعزيز القدرات الدفاعية والردعية للقوات المسلحة وتقييم جاهزيتها لمواجهة تحركات العدو وتخطيطه، في ظل مشهد دولي متوتر يتسم بتصعيد غير مسبوق.
وجاء هذا الإعلان العسكري بالتزامن مع اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا بارزًا يُثبت عدم امتثال إيران لالتزاماتها بالضمانات النووية لأول مرة منذ نحو 20 عامًا، حيث حصل القرار على تأييد 19 دولة مقابل اعتراض 3 وامتناع 11 عن التصويت.
وأثار القرار أثار غضب طهران التي دانته وصفته بالسياسي واللا قانوني، معتبرة أن وراءه أجندات غربية وصهيونية تسعى لتشويه البرنامج النووي الإيراني السلمي وإعادة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.
وفي رد سريع، كشف المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي عن إجراءات تقوية نووية قادمة، مشيرًا إلى تفعيل المجتمع الثالث للتخصيب وزيادة كبيرة في إنتاج المواد المخصبة، إلى جانب استبدال أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو بأجهزة متطورة من الجيل السادس، ما يمهد لتصعيد تقني نوعي في البرنامج النووي.
وأضاف كمالوندي أن إيران “جهزت نفسها لجميع السيناريوهات للدفاع عن حقوقها”، في رسالة واضحة بأنها مستعدة لأي مواجهة.
وفي مواجهة تصاعد التوترات، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي من أن بلاده مستعدة لأي موقف، مؤكداً أن الخبرة الحربية والاستراتيجيات المدروسة والتدريبات المكثفة تجعل القوات الإيرانية في قمة الجاهزية، مما يزيد من احتمالية تحوّل الصراع إلى مواجهة واسعة النطاق.
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الخميس، القرار الذي أصدره مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحق إيران، معتبراً أن الاتهامات الموجهة لبلاده بعدم الالتزام بتعهداتها تعكس نوايا خبيثة وعدم أمانة من قبل واضعي القرار.
وأكد بقائي في تصريحاته أن هذا القرار جاء نتيجة “إساءة استخدام” الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة ضد إيران، مشيراً إلى أن الادعاء بعدم التزام إيران بالتزاماتها يفتقر إلى المصداقية، خاصة وأن التقرير السياسي للمدير العام للوكالة لم يتضمن مثل هذه الاتهامات.
وحمل بقائي المسؤولية الكاملة عن الآثار السلبية لهذا القرار إلى الجهات التي صممته وأقرته، معلناً أن إيران ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وحقوقها في استخدام الطاقة النووية السلمية، مؤكداً على عزيمة الجمهورية الإسلامية في مواجهة ما وصفه بالهجمات السياسية غير المبررة.
هذا التصعيد العسكري والسياسي يعكس تصاعدًا خطيرًا في العلاقات بين إيران والغرب، ويضع المنطقة على شفير مواجهة قد تذهب إلى أبعد من مجرد مناوشات دبلوماسية، مع تهديد مباشر للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. تبقى الأنظار مركزة على تحركات القوى الكبرى وردود الفعل المقبلة، وسط توترات متصاعدة قد تعيد رسم خريطة السياسة في الشرق الأوسط والعالم.
المصدر: وكالات + RT + إرنا