مغردون: سكان غزة يعيشون في مجاعة لم يشهدها العالم
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الأساسية، مما أدى إلى أزمة جوع حادة تهدد حياة السكان.
ومع دخول الحصار شهره الثاني، تتعالى التحذيرات الدولية من خطر مجاعة حقيقية تلوح في الأفق، وسط نفاد الإمدادات الأساسية وانهيار كامل للمنظومة الإنسانية.
وفي هذا السياق، أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، أن البرنامج استنفد جميع مخزوناته الغذائية في غزة، محذرة من كارثة وشيكة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بمنع وصول المساعدات منذ أكثر من 7 أسابيع.
وأكدت ماكين أن الظروف في غزة مأساوية للغاية، حيث يتضور الناس جوعا، وأنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه، سيعاني مزيد من السكان المجاعة، داعية إلى وقف إطلاق النار والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول فورًا.
مشاهد مؤلمة توثق تدافع سكان حي تل الزعتر بمخيم جباليا شمال غزة للحصول على وجبة غذاء في ظل تواصل القصف والحصار الإسرائيلي على القطاع pic.twitter.com/nQCpgdbQpf
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) April 26, 2025
تزامنًا مع هذا الوضع الكارثي، سادت حالة من الغضب والاحتجاج بين الفلسطينيين والعرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف عن استنكارهم للصمت الدولي المخزي والعجز العربي في إنقاذ سكان غزة، مطالبين بضرورة التحرك العاجل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية قبل فوات الأوان.
مشاهد صادمة من المجاعة التي ضربت غزة في الربع الأول من عام 2025 بعد 18 شهرًا من حرب الإبادة التي مارسها المجرم الإحلالي ضد مليوني محاصر بالتعاون مع طغاة العرب وصمت دولي وتواطؤ غربي سافر. pic.twitter.com/ykJ3mrreKl
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 27, 2025
وفي هذا السياق، قال الناشط أدهم أبو سليمة عبر منصة "إكس": "غزة تختنق جوعا والعالم يبتسم، نفد الطحين، نفدت الأغذية، جفت الأسواق، وانطفأت الأرواح. مليونا إنسان ينتظرون شربة ماء أو كسرة خبز، فلا يجدون إلا الموت البطيء. هذه ليست مجاعة، هذه إبادة".
إعلانكما تساءل الناشط يوسف أبو زريق بأسى: "ماذا نقول لكم؟ الأمعاء الخاوية، والأبرياء الذين يموتون جوعًا… ألا تستصرخكم؟! ألا تلامس قلوبكم صرخات الأطفال تحت الركام؟ ألا تهز ضمائركم مشاهد الجوع والعطش والوجع الصامت؟".
ماذا نقول لكم؟
الأمعاء الخاوية، والأبرياء الذين يموتون جوعًا… ألا تستصرخكم؟!
ألا تلامس قلوبكم صرخات الأطفال تحت الركام؟
ألا تهز ضمائركم مشاهد الجوع، والعطش، والوجع الصامت؟
إنها غزة…
— يوسف أبوزريق #غزة???????? (@abn_gaza90) April 26, 2025
في حين كتب الناشط خالد صافي عبر منصة "إكس" واصفًا حجم الكارثة قائلًا: "مشاهد صادمة من المجاعة التي ضربت غزة في الربع الأول من عام 2025، بعد 18 شهرًا من حرب الإبادة التي مارسها المجرم الإحلالي ضد مليوني محاصر، بالتعاون مع طغاة العرب، وصمت دولي، وتواطؤ غربي سافر".
غزة تختنق جوعاً والعالم يبتسم…
نفد الطحين، نفدت الأغذية، جفت الأسواق، وانطفأت الأرواح.
مليوني إنسان ينتظرون شربة ماء أو كسرة خبز… فلا يجدون إلا الموت البطيء.
لا رواتب، لا مساعدات، لا أمل…
العالم يرى المجاعة تلتهم غزة، ويصمت كأن الدم الفلسطيني ماء!
هذه ليست مجاعة… هذه إبادة!…
— أدهـم ابراهيم أبـو سلميـة (@pal00970) April 25, 2025
ووصف مغردون الخيارات القاسية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة بأنها ثلاثية الموت: "إما أن يموت قصفًا، أو يموت خنقًا، أو يموت جوعًا".
وأكد آخرون أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل آلة تحصد الأرواح، تغلق النوافذ، وتمنع الطعام، بعدما شطبت حق الحياة ومسحت ما سطره البشر من قيم إنسانية. إسرائيل، التي لم تكتف بالقنابل والقذائف، فتحت جبهة جديدة ضد البطون الخاوية، لتجويع الفلسطينيين وتركيعهم.
وكتب أحد النشطاء: "غزة تعيش مجاعة لم تشهدها البشرية من قبل. المجاعة تتفاقم، وهناك عائلات لا تجد قوت يومها ولا ما تطعم به أطفالها".
إعلانفي حين تساءل آخرون: "بأي مأساة يمكن أن نبدأ الحديث: بحرق الناس في خيامهم؟ أم بالجثث الملقاة في الشوارع؟ أم بجوع الأطفال وعطش النساء؟ أم بحرق البيوت ونسفها لقهر سكانها؟ أم بغلاء الأسعار وفقدان مقومات الحياة؟ أم بالخيام العشوائية التي لا تستر شيئا ولا تحفظ كرامة النساء؟".
وأشار مدونون إلى أن الخبز أصبح سلعة نادرة في غزة، يحل محل وجبات الطعام العادية مع نفاد السلع والمواد الغذائية وتوقف الطهي.
واتفق كثيرون أن ما يحدث تجاوز حدود الإبادة الجماعية إلى إذلال الكرامة الإنسانية، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل مخيف.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
رغم سقوط النظام السوري السابق أواخر العام الماضي، لم تتراجع وتيرة تجارة الكبتاغون على الحدود اللبنانية–السورية. فخلافًا لتوقعات بعض الجهات الأمنية والدولية، لم يؤدِ غياب القيادة المركزية القديمة في دمشق إلى تفكيك الشبكات المنظمة أو الحد من تدفق الحبوب المخدّرة، بل على العكس، تشير معطيات ميدانية إلى أن أنماط التهريب أصبحت أكثر مرونة وتكيّفًا مع التغيرات السياسية في سوريا، خاصة في المناطق التي لم تستطيع الإدارة الجديدة السورية وضع يدها عليها، إذ تنشط فيها شبكات ضخمة جدًا متصلة بشبكات لبنانية، تحاول القوى الأمنية في لبنان التضييق عليها، من خلال عمليات استيباقية، تؤتي ثمارها في معظم الأحيان.وبحسب مصدر أمني لبناني قال لـ"لبنان24" أن "الحدود لا تزال تشهد حركة تهريب نشطة ومنظمة، بمعدل لا يقل عن أربع محاولات تهريب أسبوعيًا، معظمها يُكتشف بعد دخولها الأراضي اللبنانية". ويُضيف المصدر أن ما تبقى من عناصر الأمن العسكري والمخابرات السورية السابقة ما زالوا يوفّرون الغطاء اللوجستي للشحنات، مقابل حصص مالية مباشرة، تُسلَّم نقدًا عبر سماسرة يرتبطون بشبكات تتواجد في الشمال السوري.
ما يثير القلق، بحسب المصدر، ليس فقط استمرار عمليات التهريب رغم انهيار القيادة المركزية السابقة، التي تتهمها دول الغرب وأميركا بأنّها هي التي كانت تمول هذه الشبكات، بل القلق من تحوّل هذا الانهيار إلى محفّز لتوسّع الشبكات القديمة، ومحاولة حصر عملها في منطقة واحدة بغية الاستفادة من الغطاء الأمني، الذي يوفره فلول النظام السابق.
في المقلب اللبناني، لا يبدو أن الأجهزة قادرة على فرض رقابة دائمة على الشريط الحدودي، لا بسبب قلة الموارد فحسب، بل لأن أساليب التهريب تطورت بشكل لافت. ويوضح المصدر أن "الشحنات لم تعد تمرّ فقط عبر الطرق الجبلية التقليدية، بل باتت تُنقَل باستخدام دراجات كهربائية صغيرة مموّهة، وحتى عبر أنفاق ترابية قصيرة تم حفرها خلال السنوات الماضية، أو من خلال شحنات أدوات كهربائية".
وكشفت معلومات حصل عليها "لبنان24"، أن بعض المزارع المهجورة على الجانب اللبناني تُستخدم كمستودعات لتخزين الحبوب قبل توزيعها داخليًا أو شحنها إلى سوريا. وقد تمكنت الأجهزة الامنية، خاصة في الجانب السوري، من ضبط أجهزة تغليف حراري ومولّدات كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية، ما يشير إلى وجود بنية صناعية شبه مكتملة لعمليات التحضير والتوضيب. ورغم التصعيد الواضح في وتيرة التهريب، لا تزال السلطات سواء في لبنان أو سوريا تعمل على عدم الكشف عن الحجم الحقيقي لعمليات التهريب. لكن المصدر الأمني أكّد لـ"لبنان24" أنّه في حال استمرار الوضع على حاله فإن ذلك "يُنذر بتحوّل بعض المناطق الحدودية إلى مساحات خارجة عن السيطرة الفعلية، ما يهدد بظهور بيئات أمنية رمادية تُدار فيها الأمور بقواعد موازية، يصعب على الدولة ضبطها لاحقًا".
المسألة لم تعد تقتصر على شحنات عابرة، بل تتجاوزها إلى ما يُشبه تشكّل بنية اقتصادية غير رسمية، تنمو على هامش الدولة، وتتمدّد بفعل غياب الرقابة. هذه البنية، التي يؤمنها التمويل السريع وسهولة التحرك، باتت تؤثر على الواقع الاقتصادي المحلي، وتجذب شرائح اجتماعية باتت ترى في الكبتاغون موردًا "واقعياً" أكثر من أي مشروع إنتاجي آخر.
تشير تقديرات متقاطعة إلى أن سوريا باتت اليوم بؤرة رئيسية لإنتاج الكبتاغون في المنطقة، مع مصانع قادرة على إنتاج ملايين الحبوب يومياً، وتجارة تتجاوز قيمتها السنوية خمسة مليارات دولار. هذا الواقع ينعكس بوضوح على لبنان، حيث تنشط عمليات التهريب عبر الحدود غير المضبوطة، وتنتشر معامل التصنيع في مناطق محاذية لسوريا. وخلال عام 2024 وحده، تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من ضبط وإتلاف أكثر من 42 مليون حبة كبتاغون، إلى جانب شحنات منفصلة فاقت 9 ملايين حبة في عمليات نوعية متفرقة. ورغم هذه الجهود، تبقى الأرقام الرسمية مجرد جزء من الصورة الكاملة، إذ إن معظم الشحنات تمر عبر طرق تهريب معقدة يصعب رصدها بالكامل، ما يجعل من لبنان وسوريا محوراً أساسياً في شبكة إقليمية متنامية لإنتاج وتهريب الكبتاغون.
في هذا الواقع المفتوح، يبدو التحدي الحقيقي أبعد من مجرد إقفال ممرات التهريب. ما يُبنى اليوم على أطراف الدولتين هو نمط اقتصادي موازٍ، بدأ يفرض منطقه الخاص، ويُهدد بإعادة رسم المشهد الأمني على إيقاعه. ولذلك، فإن أي خطة جدية لمكافحة التهريب لا بد أن تخرج من إطار الحواجز الأمنية التقليدية، لتتضمن تنسيقًا استخباراتيًا، مراقبة تقنية متطورة، واستحداث بنية رقابية متحركة. فالمعركة ليست ضد المهرّبين فحسب، بل ضد فراغ بدأ يُملأ بمنطق لا يعترف بحدود، ولا بقوانين دول.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"! Lebanon 24 عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"!