بيوت التعافي بمستشفى المسرة .. برامج علاجية متكاملة للشفاء من الإدمان
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
العُمانية: تمثل بيوت التعافي بمستشفى المسرة بولاية العامرات نموذجًا متكاملًا لمواجهة آفة الإدمان وتعزيز سُبل التعافي، إذ تجمع بين العلاج الطبي الدقيق والتأهيل النفسي والاجتماعي الشامل، مسهمة في إعادة الأمل لحياة طبيعية للمدمنين، وتخفيف عبء الإدمان على المجتمع.
وقالت الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان، مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة، لوكالة الأنباء العُمانية: إن بيوت التعافي بمستشفى المسرة تقدم برنامجًا علاجيًا متكاملًا تكون مدته 21 يومًا كحد أدنى، وينقسم إلى مرحلتين أساسيتين.
وأضافت: إن المرحلة الأولى تتضمن مرحلة التقييم الطبي للتخلص من السموم، باستخدام أدوية لسحب السموم من الجسم بإشراف فريق طبي، إذ تستغرق هذه المرحلة 7-10 أيام بحسب الوضع الصحي للمريض، بعد مرحلة العلاج الطبي، وتتم إعادة تقييم المريض لعلاج الأمراض المصاحبة النفسية والعضوية، بالإضافة إلى تعزيز الدافعية لاستكمال البرنامج التأهيلي في المرحلة الثانية.
وذكرت أن المرحلة الثانية تتضمن مرحلة التأهيل قصير المدى، وتستمر من أسبوعين إلى شهر فأكثر -حسب رغبة المريض- وفيها يخضع المريض للتقييم النفسي، وبناء عليه يقوم الفريق العلاجي بوضع برنامج تأهيلي خاص للمريض.
وأفادت أن هذه المرحلة تشتمل على جلسات نفسية فردية وجماعية مع الأخصائي النفسي، وتوفير خدمة العلاج الطبيعي، والاهتمام بتحسين الحالة الغذائية للمريض، وعقد جلسات توجيهية مع الأخصائية الاجتماعية لمساعدته على تخطي المشاكل الأسرية، والوظيفية، والاجتماعية التي يمر بها بسبب الأثر السلبي للتعاطي.
وأكدت أن تعزيز الجانب الروحي لدى المريض إحدى الركائز الأساسية في رحلة التعافي، بالإضافة إلى إشراكه في القيام بالأنشطة الرياضية، والعمل على صقل المهارات الفردية، مع الحرص على متابعة الحالة الطبية للمريض، ومن خلال خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي يتم تشجيع المريض وإقناعه لاستكمال البرنامج التأهيلي في مركز بيوت التعافي.
وأشارت إلى أنه يمكن للمريض الانضمام إلى المرحلة المتقدمة من برنامج التأهيل العلاجي من خلال خدمات مركز بيوت التعافي، والذي يستمر 6 أشهر فأكثر، بحسب اجتياز المستفيد للمراحل العلاجية والتأهيلية المخصصة له، وحسب الظروف الصحية والأسرية والاجتماعية والوظيفية.
ولفتت إلى أن مركز بيوت التعافي بالعامرات، الذي تم افتتاحه عام 2015م، يقدم خدمات وبرامج تأهيلية لمرضى الإدمان، بسعة استيعابية تقدّر بـ40 سريرًا، وهو مركز متخصص لتأهيل مرضى الإدمان نفسيًا واجتماعيًا وذهنيًا، إذ يعمل على تغيير سلوكات الشخصية الإدمانية عبر برامج تأهيلية مكثفة يقدمها كادر وطاقم علاجي متعدد التخصصات من كادر التمريض وأخصائيين اجتماعيين وأخصائيين نفسيين وعلاج طبيعي ومهني، بالإضافة إلى مرشدي التعافي.
وقالت: إنه تم تدريب وتأهيل عدد من المتعافين وتعيينهم مرشدي تعافٍ لمساعدة المستفيدين الجدد من خدمات المركز، مما كان له الأثر الإيجابي في تخريج دفعات من المتعافين واندماجهم في المجتمع، مشيرة إلى أن مراحل العلاج الطبي وخدمات التأهيل العلاجي السلوكي ستكون متوفرة في مركز مسقط للتعافي بالعامرات بدلًا من مستشفى المسرة.
وحول فاعلية البرامج المقدمة ومدى نجاحها في إعادة تأهيل المدمنين، بيّنت الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان، مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة، أنه يوجد ملف خاص لكل مريض يشتمل على مجموعة من المعايير وأدوات القياس المهمة في التقييم، إذ يتم قياس المؤشرات السريرية، وعمل التقارير الإكلينيكية، وتدوين سجل الملحوظات السلوكية الدورية المتعلقة بتحسن حالة المريض في كل شهر.
وذكرت أنه يتم تقييم معدل الانتكاسة وتقييم التغيرات في الحالة الصحية العامة، مثل تقليل الأعراض النفسية والبدنية، التي على أساسها يتم إعداد البرامج التأهيلية المناسبة لكل حالة على حدة بتحديد المهام والواجبات، ومن ثم وضع الأنشطة المناسبة التي سيقوم بها المستفيد في المرحلة التالية من برنامجه العلاجي التأهيلي.
وأضافت: توجد عدة أدوات قياس يستخدمها الفريق العلاجي منها استمارة التقييم الطبي لرصد الوضع الصحي للمريض، واستمارة التقييم النفسي من قبل الأخصائية النفسية للتعرف على السمة الشخصية والسلوكية للمريض ووضع آليات التدخل السلوكي المعرفي.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك يتم إعداد التقرير الطبي الدوري للمريض، حيث يقوم الممرض المشرف على المريض بتسجيل المؤشرات الحيوية للمريض، وملاحظة الوضع الصحي العام، وإخطار الفريق العلاجي، كما تقوم مختصة العلاج الطبيعي بتقييم الوضع العام للمريض، ومتابعة مشاركة المستفيد للبرامج الرياضية، والخطة الغذائية المصممة للمريض، وتقديم التغذية الراجعة للفريق المعالج.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العلاج الطبی بالإضافة إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا يحتاج الطلاب إلى الدعم النفسي في الامتحانات؟ أستاذ علم نفس تربوي يوضح
قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن *الدعم النفسي للطلاب خلال فترة الامتحانات يمثل حجر الأساس للنجاح الدراسي، مؤكدًا أن الكثير من حالات الإخفاق لا تعود لانخفاض مستوى ذكاء الطالب، بل إلى عدم استقرار حالته النفسية.
وأوضح د. حجازي أن قلق الامتحانات وحده كفيل بأن يفقد الدماغ نحو 30% من نشاطه، مما يؤثر بشكل كبير على الأداء الدراسي للطلاب.
وأضاف: «هناك العديد من الأسباب التي تجعل من الضروري تقديم الدعم النفسي للطلاب خلال هذه الفترة الحساسة».
واستعرض أستاذ علم النفس التربوي عددًا من الفوائد التي يقدمها الدعم النفسي، قائلًا:
«الدعم النفسي يساعد في الحفاظ على استقرار الحالة النفسية للطالب ويمنع الانهيار أو الوصول إلى مستويات مرتفعة من القلق قد تعرقل أداءه. كما يُحسِّن من طريقة تعامله مع الضغوط، فيحوّلها من مصدر للإنهاك إلى مصدر للدافعية والتحفيز».
وأشار إلى أن الدعم النفسي يعزز كفاءة الذاكرة ويزيد من قدرة الطالب على التركيز وفهم المحتوى الدراسي، بدلًا من أن ينشغل بعوامل الخوف والقلق.
وأضاف: «كما يسهم الدعم النفسي في تحسين الحالة المزاجية والجسمية للطالب، وينشط الفص الجبهي المسؤول عن حل المشكلات واتخاذ القرارات. وجود هذا الدعم يتيح للطالب استثمار وقته بشكل أفضل، ويحميه من الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق».
وتطرق د. حجازي إلى دور الأسرة في تقديم الدعم النفسي المناسب، موضحًا أن على الأسرة مراعاة عدة جوانب مهمة.
وقال: «ينبغي تجنب مثيرات القلق مثل مقارنة الطالب بغيره، أو توجيه اللوم والعتاب له، أو التقليل من مجهوده أو السخرية منه، أو فرض توقعات تفوق قدراته. من المهم كذلك عدم تذكيره بما تنفقه الأسرة عليه أو ابتزازه انفعاليًا، وعدم تقديم الحب والاهتمام بشروط».
ودعا الأسرة إلى توفير بيئة مناسبة للمذاكرة تتميز بالهدوء والاستقرار والتحفيز، مع تجهيز مكان مذاكرة جيد التهوية والإضاءة وملائم من حيث الراحة ودرجة الحرارة.
كما شدد على أهمية تلبية احتياجات الطالب، ومساعدته في التخطيط للدراسة، ودعمه معنويًا من خلال المشاركة الوجدانية، كإيقاظه في المواعيد التي يحددها، ومنع المشتتات، والاطمئنان عليه خلال فترات الاستراحة.
وأكد ضرورة تقدير مجهود الطالب، وتعزيز الجهد بدلًا من التركيز فقط على النتائج، والاستماع باهتمام لمخاوفه دون التقليل منها.
وأضاف: «من المهم أن يُظهر الوالدان الحب والدعم غير المشروط، وأن يدعما ثقة الطالب بنفسه، مع التأكيد على أن قيمته لا تُقاس فقط من خلال نتيجة الامتحان».
ونصح الأسر بتشجيع أبنائها على وضع خطط بديلة للدراسة الجامعية، والترحيب بها وإبراز مميزاتها.
واختتم د. حجازي حديثه قائلًا: «على الأسرة أن تعي أن إهمال الدعم النفسي قد يؤثر سلبًا على قدرات الطالب المعرفية، ويضعف كفاءة الذاكرة، بل قد يؤدي إلى فشل الطالب في الإجابة عن عدد من أسئلة الامتحان.
وعلى المدى البعيد، قد يفقد الطالب ثقته بنفسه، ويتكون لديه مفهوم سلبي عن الذات، مع احتمالية التعرض لمشكلات جسدية وانخفاض الرغبة في التعلم».