صمت القوى السياسية تجاه تمرد قوات الدعم السريع
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
[email protected]
يمكن أن يستوعب أهل السودان رفض بعض القوي السياسية الحرب الحالية مبدءا وتراها (عبثية) مثلما ظلت تردد ، إذ أنها لا منتصر فيها لكون المفقودين فيها سواء كانوا من منتسبي القوات المسلحة أو المتمردين عليها من منتسبي الدعم السريع هم سودانيون ، ويمكن ترديد الشعار (لا للحرب) لأنها لا يمكن أن تصبح خيارا لعاقل ، ولكونها كره لكم وبالتالي ترفضها النفس السوية .
غير أن السؤال الطبيعي والمنطقي هل يمنع الأحزاب رفضها للحرب من إستنكار الإنتهاكات التي تمت في واقعنا من أحد أطرافها ..؟! ، ذلك أن للحرب قواعد تحكمها وضوابط أخلاقية وإنسانية وقواعد للإشتباك كذلك ، وقد وردت في القانون الدولي محرمات في للحروب يعاقب من يرتكبها ، وذلك الإهتمام الدولي الذي نص علي إتفاقات صادقت عليها كل دول العالم بغية تقليص كلفتة الحرب ، وتقليل درجة ضررها علي الإنسان والمجتمعات ، إلي جانب تقليل التهتك الذي يترتب عليها ، وإعتنائه بحماية المدنيين وبالمؤسسات العامة التي تخدمهم ..
إذ يحرم القانون الدولي إستهدافهم فضلا إنه يطلب "أي القانون الدولي" إتخاذ الإحتياطات الممكنة لتجنيبهم الهجمات وإتخاذهم دروع ، كما يمنع إجبارهم على النزوح من مساكنهم ومناطق إقامتهم ، كما يحظر إستخدام المقار المدنية مثل المستشفيات ، والمدارس ، والجامعات ، ودور العبادة ، والممتلكات الثقافية كالآثار ، والمتاحف ، والمسارح ، وعدم تخريب كل ما يطور وييسر حياة الإنسان مثل الجسور ، والطرق العامة ، ومحطات الكهرباء ، والمياه ، ومراكز الخدمات ، وحرق ونهب الأسواق ، وعدم الإعتداء علي المطارات المدنية ، مؤسسات الدولة الإدارية ، ومقرات المسئولين المدنيين ..
فهي مقار يحظر القانون الدولي إستخدامها في تسيير العمليات العسكرية ، كذلك ينص القانون الدولي الإنساني على حماية المدنيين من الهجمات ، وعلى حماية المنشآت التي تحتوي موادا خطيرة (معمل إستاك مثالا) ، كما يحظر الغدر في المادة (37) من البروتوكول الأول الإضافي الملحق بإتفاقيات جنيف الأربع ، والتي تنص على حظر قتل الخصم أو إصابته أو أسره غدرا ، وقد رأى الجميع كيف مارس متمردو الدعم السريع أسوأ أنواع الغدر برفاقهم في القوات المسلحة الذين كانوا مكلفين معهم بحراسة وحماية العديد من المرافق الحيوية والإستراتيجية في (القيادة العامة والقصر الجمهوري والمطار ومقار كبار المسؤولين بالدولة) ، فأغاروا عليهم فجرا وأسروهم ، كما فعلوا الأمر نفسه مع ضباط مدرسة الإستخبارات ، ومع الضباط المقيمين معهم في حي المطار ، كما زادوا في ذلك إختطاف بعض الضباط وأسرهم وكبار مسئولي الدولة وأخذهم رهائن ودروعا بشرية في واحدة من أسوأ صور الغدر والخيانة ، التي ما جبل عليها الطبع السوداني ..!!
فيبقى السؤال قائما .. لماذا مارست العديد من الأحزاب والقوى السياسية ، وبعض منظمات المجتمع المدني الصمت إزاء كل تلك الإنتهاكات القبيحة والجرائم المروعة التي أحدثتها مليشيا الدعم السريع" ، لماذا إبتلعت ألسنتها ورفضت إستنكار تلك الموبقات ، وتكتفي فقط بترديد شعارها (لا للحرب) ، وكأن تلك الجملة تكفي لستر عورة صمتٍ مخزٍ يرقى لدرجة التواطؤ والخيانة ، بل التعاون مع المتمردين وتزيين فعلهم القبيح ..؟!!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القانون الدولی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
عقوبات بريطانية على قادة بالدعم السريع بينهم «دقلو»
بريطانيا اتهمت القادة الأربعة في قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين عمداً في الفاشر، والتورط بهجمات على العاملين في المجالين الطبي والإنساني.
التغيير: وكالات
أعلنت بريطانيا، فرضت عقوبات على أربعة قادة في قوات الدعم السريع لصلاتهم بعمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان.
وقالت الحكومة البريطانية، اليوم الجمعة، إن عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بالإضافة إلى ثلاثة قادة آخرين يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، ستُجمد أصولهم ويُمنعون من السفر.
وأوضحت الحكومة البريطانية في بيان، أن القادة الثلاثة الآخرين الذين فرضت عليهم عقوبات هم قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور جدو حمدان أحمد، والعميد في قوات الدعم السريع الفاتح عبد الله إدريس، والقائد ميداني بقوات الدعم السريع التجاني إبراهيم موسى محمد.
ووجهت بريطانيا تهماً للقادة الأربعة في قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين عمداً في الفاشر، وارتكاب أعمال عنف ضد أفراد على أساس العرق والدين، والتورط بهجمات على العاملين في المجالين الطبي والإنساني، فضلا عن ارتكاب جرائم اغتصاب ممنهجة، وعمليات اختطاف مقابل فدية، واعتقالات تعسفية.
ودعت الحكومة البريطانية إلى وضع حد فوري للفظائع، وحماية المدنيين، وإزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية من قبل جميع أطراف النزاع.
استراتيجية بث الخوف والعنفووصفت بريطانيا تصرفات الدعم السريع في الفاشر بأنها ليست عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية مُتعمّدة لترويع السكان والسيطرة على المنطقة عبر بثّ الخوف والعنف.
ونوهت إلى أنه “يمكن رؤية آثار هذه التصرفات بوضوح من الفضاء، حيث تُظهر صور الأقمار الصناعية للفاشر رمالاً ملطخة بالدماء، وتجمعات من الجثث، وآثار مقابر جماعية دُفن فيها الضحايا حرقاً وحرقاً، لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال، واتخاذ خطوات عاجلة لمنع تكرارها”.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، وفقاً للبيان، إن الفظائع التي تُرتكب في السودان مروعة لدرجة أنها تُدمي ضمير العالم.
وأضافت أن العقوبات الجديدة المفروضة على قادة قوات الدعم السريع تستهدف مباشرة أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، حسب تعبيرها.
وتعهدت الحكومة البريطانية بتقديم 21 مليون جنيه إسترليني لتوفير الغذاء والمأوى والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في بعض المناطق الأشد صعوبة بالوصول إليها.
الوسومإبراهيم موسى محمد إيفيت كوبر الحكومة البريطانية السودان الفاتح عبد الله إدريس الفاشر جدو حمدان أحمد شمال دارفور عبد الرحيم حمدان دقلو عقوبات عنف ممنهج قتل جماعي قوات الدعم السريع وزيرة الخارجية البريطانية