لجريدة عمان:
2025-08-13@13:09:45 GMT

غزة.. أرض لا تموت واطفال يحلمون بطعام بدون خوف

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

غزة.. أرض لا تموت واطفال يحلمون بطعام بدون خوف

غزة "أ.ف.ب":يسرع الطفل الفلسطيني يوسف النجار البالغ من العمر عشر سنوات، حافي القدمين وحاملا قدرا مهترئا، ليلتحق بطابور مطبخ خيري، أو "التكية"، في مدينة غزة مع بزوغ الفجر، ليجد المئات قد سبقوه.

ويقول الطفل بصوت خافت "الناس يتزاحمون، ويخافون أن يخسروا دورهم. هناك أطفال صغار بين الأقدام، وأشخاص يسقطون أرضا بسبب التزاحم، والصراخ يعمّ المكان"، ويهرع الآلاف من سكان غزة وبينهم العديد من الأطفال إلى المطابخ الخيرية في الساعات الأولى من الصباح كل يوم، من أجل تحصيل الطعام لعائلاتهم، بينما حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن مخزوناته الغذائية في القطاع قد نفدت.

وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهنبول الإثنين في منتدى في الدوحة إن "شرارة جحيم جديد" انطلقت مع تجدّد الحرب في قطاع غزة في الثاني من مارس بعد قرابة ستة أسابيع من هدنة هشة، متحدّثا عن "موت وإصابات ونزوح متكرر وأطراف مبتورة... وجوع وحرمان من المساعدات والكرامة على نطاق واسع".

وتفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة إلى حدّ كبير منذ أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات بعد استئناف الحرب.

بالنسبة الى يوسف النجار الذي قتل والده في الحرب، فإن عبء المسؤولية ألقي على كاهله قبل أوانه بكثير.

ويقول "أبي استشهد.. وأنا الكبير بين إخوتي. يعني يجب أن أكون رجلا".

هو لا يحلم بالألعاب أو الأمور التي يحبّها الأطفال عادة، بل بشيء بسيط للغاية: أن يجلس مع والدته وأخته على مائدة طعام، ليتناولوا الطعام بسلام، دون خوف من انقطاع الحطب أو الأرز أو الوقوف في الطوابير الطويلة دون طائل.

من أجل ذلك، يهرول يوسف كل صباح إلى المطبخ الخيري.

"من شدّة الازدحام أحيانا يقع القدر من يدي، وكل الطعام يسقط على الأرض، وأعود الى عائلتي خالي الوفاض.. عندها أشعر بالقهر أكثر".

ووثّقت عدسة فرانس برس مشاهد لتجمهر العشرات من الأطفال حول تكية في مدينة غزة. يتدافعون بأوانيهم في محاولة يائسة للحصول على طعام يسدّون فيه جوعهم.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي، وهو أحد أبرز مقدّمي المساعدات الغذائية في غزة، الجمعة، "من المتوقّع أن تفرغ هذه المطابخ من الطعام تماما في الأيام القادمة"، مضيفا أن "التكيّات" هي المصدر الوحيد للمساعدات الغذائية لعشرات الآلاف من الناس في غزة.

وتقول عايدة أبو ريالة (42 عاما)، من منطقة النصيرات في وسط غزة، "لا يوجد عندي أي كسرة خبزة. لا طعام لعائلتي. لذلك أضطر إلى الذهاب إلى التكية رغم معاناتي في الزحام والصراخ والتصادم. الأعداد كبيرة، وكلّهم جائعون مثلنا. أنتظر مع ابني دورنا في طابور التكية، تحت أشعة الشمس، وقبلها وسط البرد. وأحيانا كثيرة أعود بلا طعام لانتهاء الكمية".

دُمّر منزل أبو ريالة في غارة جوية. وتعيش الأسرة الآن في خيمة مصنوعة من النايلون. في أحد الأيام، انتظرت عايدة أبو ريالة ثلاث ساعات فتقرحت قدماها من الوقوف، وحين وصلت أخيرا إلى نقطة التوزيع، لم يتبقَ طعام.

وتقول "عدت إلى المنزل ويدي فارغتان. أطفالي بكوا... في تلك اللحظة، تمنيت أن أموت بدلا من رؤيتهم جياعا مرّة أخرى".

فاتن المدهون (52 عاما) طاهية متطوعة تدير مطبخا خيريا في بيت لاهيا في شمال غزة.

تطبخ مع 13 متطوعا ومتطوعة آخرين على نيران الحطب، دون مطابخ ملائمة أو معدات لازمة.

وتقول "أحيانا نجهّز 500 وجبة، لكن يأتينا أكثر من 600 شخص. الحاجة هائلة، والطعام لا يكفي الجميع. مع كل يوم تبقى فيه المعابر مغلقة، تشتدّ الأزمة أكثر فأكثر".

ومع اختفاء الطحين من الأسواق، وإغلاق المخابز، وتحوّل الخضروات الأساسية إلى سلع نادرة، أصبحت التكيّات أو المطابخ الخيرية المصدر الوحيد المتبقي للطعام بالنسبة لعشرات الآلاف من الناس.

في منطقة خان يونس في جنوب القطاع، يقول علاء أبو عميرة (28 عاما) النازح من بيت لاهيا في الشمال، "عندما أصل طابور التكية، تكون الشمس لم تشرق بعد"، مضيفا "هنا المواطنون يتزاحمون، وأحيانا تحصل حالات تدافع خطيرة. رأيت طفلا وقع وجُرح، ولا أحد استطاع أن يساعده من شدة الازدحام. ورأيت أيضا طفلة وقع عليها طبق الطعام وأحرقها فنقلت إلى المستشفى..." وحين يتمكّن المرء من الحصول على وجبة، غالباً ما تكون باردة، بلا طعم، ومكررة، أي بازلاء وفاصوليا معلبة، وأرز لم ينضج كليا، كما يقول.

ويضيف أبو عميرة "بطوننا بالكاد تتحمّل، لكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟ الجوع يكسر كل شيء".

ورغم المعاناة اليومية، تواظب أبو ريالة على الحضور الى المطبخ لتأمين الطعام.

وتقول "حتى الطعام أصبح يحتاج إلى حظ. لكن غدا سأحاول أن أصل في وقت مبكر أكثرا، لعلّي أتحصّل على طبق أرز". ثم تتنهّد قائلة "نريد فقط أن نعيش بكرامة فغزة ارض لا تموت وشعب سيقهر الجوع والعطش ".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هل الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من المطبخ؟

من قديم الأزل ارتبط الطعام بالحب، ليس فقط لأنه حاجة أساسية؛ بل لأنه وسيلة للتعبير عن الاهتمام والرعاية، فكثير من الرجال مهما اختلفت شخصياتهم، أو بيئاتهم يتفقون على أن المرأة التي تجيد الطبخ تملك مفتاحًا إضافيًا لقلبهم، الأمر ليس مجرد طبق متقن، بل إحساس الرجل بأن هناك من يفكر فيه، ويخصص وقتًا وجهدًا ليقدم له شيئًا يفرحه، المطبخ في هذه الحالة يصبح مساحة دفء وليس مكانًا لإعداد الطعام حتى رائحة الطعام التي تنتشر في المنزل قادرة علي تغيير مزاج أي رجل بعد يوم طويل من التعب، من يظن أن الطهي مجرد مهارة في المطبخ لم يفهم بعد عمق هذه الحكاية، فالطعام في المنازل ليس مجرد وجبة لسد الجوع، بل هو رسالة غير مكتوبة تقول”أنا فكرت بك، أنا اهتممت، أنا وضعت وقتي وجهدي لتكون بخير”، الرجل في أعماقه ليس معقدًا- كما نتصور؛ فكثير من مشاعره تُفتح ببساطة عبر بعض التفاصيل الدافئة؛ لعل أقربها الطعام، ليس لأن معدته هي التي تحكم قلبه؛ بل لأن الطهي المنزلي يحمل روحًا مختلفة، روح البيت، ودفء الأيدي التي أعدته، المرأة التي تجيد الطهي لا تقدم طعامًا فقط، بل تقدم إحساسًا بالانتماء، فالطهي فعل رعاية، والطبق الذي يوضع على المائدة هو انعكاس لحب وصبر وحرص، ما يجعل الرجل حين يجلس أمام وجبة أعدتها زوجته يشعر دون أن يقول أن هناك من يراه ويهتم لأمره، المرأة التي تجيد الطهي غالبًا ما ترى على أنها منظمة وصبورة، وتعرف كيف تدير منزلها بحب، فالطهي نفسه يحتاج لمهارات تشبه الحياة الزوجية من صبر وتخطيط وموازنة بين المكونات حتى يخرج الطبق بأفضل صورة، والرجل بطبيعته ينجذب لهذه الصفات الأنثوية؛ لأنها تمنحه إحساسًا بالأمان والاهتمام، لكن في المقابل إذا كانت المرأة لا تعرف الطهي، فالأمر لا يعني بالضرورة أنها أقل قيمة أو أن حياتها مع شريكها محكوم عليها بالفشل، فاليوم بإمكان أي شخص أن يتعلم الطبخ، ولكن الحقيقة أن غياب مهارة الطبخ قد تترك فراغًا صغيرًا في العلاقة بين الرجل والمرأة، خاصة في مجتمعنا العربي حيث للطعام معنى وارتباط اجتماعي عميق وعاطفي، فالأمر ليس مقارنة، بقدر ما هو إدراك لقيمة ما يمنحه الطعام من رابط إنساني؛ فالمهارة تأتي بالممارسة لكن الإحساس هو السر، فأحيانًا طبق بسيط إن أُعد بحب يترك أثرًا أعمق من أفخم الولائم في النفس، يمكن للمرأة التي لا تطبخ أن تعوض ذلك بطرق أخرى؛ كاختيار مطاعم جيدة، أو بعض التجارب للطهي، لكن ستبقى اللمسة الشخصية في الطبق المنزلي مختلفة، لأنها لا تشترى بالمال، فالطهي ليس فقط مهارة؛ بل هو لغة حب غير منطوقة، والطبق الذي يعد بحب يمكن أن يذيب غضب يوم كامل، ويخلق ذكريات تبقى لسنوات حتى بعد الخلافات، فمن الممكن أن يكون فنجان من الشاي أو طبق من المعكرونة هو بداية الصلح، وذاكرة دافئة للبيوت، فحين تحرص المرأة على أن يكون في بيتها طعام من صنع يديها، فهي في الحقيقة تحافظ على هذا الخيط الدافئ الذي يربط قلبها بقلب زوجها، فالحياة الزوجية ليست رومانسية طوال الوقت، بل تمر بأيام عادية وضغوط وخلافات، وفي وسط كل ذلك من المهم أن يكون طبق دافئ هو أبسط وأقوى وسيلة لردم المسافات التي تصنعها الأيام، الطهي ليس واجبًا تقليديًا فرض على النساء، بل هو مساحة من الحب يمكن أن تختار المرأة أن تضع فيها جزءًا من قلبها؛ فهو لغة صامتة لكنها تفهم وتُحس، ومن تجيد الحديث بها تدرك أن الطريق إلى القلب ليس دائمًا بالحديث؛ بل أحيانًا يمر من رائحة طعام يتصاعد في أرجاء المنزل، لذلك من الحكمة أن تحرص المرأة سواء كانت مقبلة على الزواج أو متزوجة على تنمية مهارة الطبخ؛ ليس لإرضاء الرجل فقط، بل لإضافة بعد آخر للعلاقة، فالطهي يجمع بين الفن والعاطفة، وهو مساحة للتواصل والدفء الإنساني، وأحيانًا هو الجسر الأقصر إلى القلب.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • صوت لا يُنسى وأغنيات لا تموت.. كيف رسم طلب ملامح الأغنية الشعبية في مصر
  • هل الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من المطبخ؟
  • نوع طعام غير متوقع يعالج بكتيريا الأمعاء
  • سياح روس يعيشون تجربة الطعام السعودي لأول مرة ..فيديو
  • للعبرة.. النبي سليمان والصدقة
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يُعيد قدرة المشي لشاب بعد معاناة 10 سنوات نتيجة تموت عظم عنق الفخذ
  • رجل يصاب بالهلوسة بسبب وصفة من شات جي بي تي
  • دراسة تحذر: طعام مسرطن يسبب 32 مشكلة صحية ويعرقل فقدان الوزن
  • بغداد تفرض رسوماً جمركية على الكلينكس وحافظات الطعام
  • رد طريف من إلهام علي على زوجها بعد انبهاره بمائدة طعام.. فيديو