فوق الركام وتحت الشوادر.. مأساة سكان بيت لاهيا تتفاقم
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
يواجه سكان مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة واقعا إنسانيا بالغ القسوة بين الركام وتحت خيام ممزقة لا تقي من برد أو حر، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع المستمر منذ شهور حيث تتراكم المآسي وتُختزل الحياة في صراع يومي للبقاء.
وفي جولة ميدانية لرصد حال الأهالي، نقل مراسل الجزيرة أنس الشريف صورة قاتمة لمجتمع يتداعى تحت وطأة الحرب، فوسط أنقاض المنازل المدمرة، تتحول كل لحظة إلى معركة من أجل البقاء، في بيئة تفتقر إلى الطعام والماء والرعاية الصحية.
وتقطن عائلة أبو سالم -وهي احدة من عشرات العائلات النازحة- فوق ركام منزلها المدمر، ويعيش أفرادها البالغ عددهم نحو 20 في خيمة مهترئة، محرومين من أبسط الاحتياجات، ويعانون يوميا في سبيل تأمين وجبة واحدة لأطفالهم الجياع.
يقول أحد أفراد العائلة بصوت مثقل بالحزن "حالتنا يُرثى لها.. نعيش فوق الحصى بلا مأوى ولا طعام، نحفر حفرة متر ونصف حتى نُخرج جردل ماء.. الأولاد يصيحون طول اليوم وليس معنا ما نطعمهم إياه".
المياه صعبة المنالمعاناة المياه لا تقل قسوة، حيث يروي رجل مسن قصته في البحث عنها ويقول "كل 3 أيام يصلنا الماء.. ننحته نحتا.. مرة باردة ومرة مالحة. وليس معنا ما نشتري به البندورة.. قاعدين تحت شوادر، ما في خيم تحمينا".
إعلانوفي ظل غياب أي مقومات للبقاء، يلجأ بعض النازحين إلى مبان مهددة بالانهيار، ويوضح أحدهم "مكان بيتي تدمر، لجأت إلى بيتٍ صاحبه غائب، لكن البيت معدوم وآيل للسقوط، أخاف على أولادي، نحن نموت بسرعة وليس ببطء".
وتزداد الأوضاع سوءا مع تواصل القصف الإسرائيلي، حيث تتعرض مواقع إقامة النازحين للاستهداف بشكل متكرر، مما يضاعف منسوب الرعب في قلوب السكان، ويجعل حتى الخيام الهشة أماكن غير آمنة.
ولا يتوقف الأمر عند نقص الموارد، بل يتعداه إلى الخوف من الأوبئة، حيث تتفشى الأمراض في محيط مكتظ ومفتقر للنظافة بشكل يمثل تهديدا حقيقيا، خاصة للأطفال وكبار السن، وسط انعدام شبه تام للرعاية الصحية.
وباتت مشاهد الناس وهم ينقبون في الركام بحثا عن أي وسيلة للحياة مألوفة في المنطقة، ويختلط صخب خطواتهم على الحصى بصوت الحفر وصرخات الأطفال، ليشكلوا خلفية مأساوية لحكاية شعب يسكن الكارثة.
قاعدة لا استثناءويشير أنس الشريف إلى أن هذا الواقع ليس استثناء، بل قاعدة تتكرر في مناطق كثيرة من شمال القطاع، حيث يعاني النازحون من الجوع والعطش والتشرد تحت نيران الاحتلال المتواصلة.
ويصف مراسل الجزيرة المشهد بأنه تجسيد يومي للألم، حيث يختلط الرماد بملامح الناس الذين تقاسمت وجوههم التعب والحيرة، في انتظار بصيص أمل يبدد هذا الظلام المتراكم منذ شهور.
وأمس، استشهد 71 فلسطينيا وأصيب 153 بقصف متفرق على قطاع غزة، إذ ارتكب الاحتلال مجازر بحق عائلات ضمن جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكانت إسرائيل استأنفت حربها على غزة يوم 18 مارس/آذار الماضي بعد أن رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أحلام الطفولة غرقت في النيل .. تفاصيل مأساة طفل الصف
تحولت لحظات اللعب البريئة إلى كارثة مأساوية في الصف جنوب الجيزة، بعدما ابتلع نهر النيل طفلاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وسط صرخات عائلته ومحاولاتهم لإنقاذه.
وعلى مدار 24 ساعة، بحثت قوات الإنقاذ بين التيارات والمياه العميقة حتى عثرت على جثمانه، في مشهد خيم عليه الحزن والأسى، ونجحت الضفادع البشرية وقوات الإنقاذ النهري بالجيزة في انتشال جثة طفل بمدينة الصف جنوب محافظة الجيزة.
غرفة النجدة بمديرية أمن الجيزة، كشفت عن تلك التفاصيل بعد ما تعرض طفل للغرق في نهر النيل بالصف، حيث انتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ، وتبين من خلال الفحص والتحريات، أن طفلا يبلغ من العمر ما يقرب من 12 سنة، تم تحديد هويته، تعرض للغرق لعدم إجادته السباحة.
وتمت الاستعانة برجال الإنقاذ النهري لانتشال جثة الطفل، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لتتولى النيابة المختصة التحقيق.
مرت حوالي 24 ساعة على عمليات البحث حتى نجحت قوات الإنقاذ النهري في العثور على جثمان الطفل وانتشاله من نهر النيل.
تم إيداع الجثمان ثلاجة الموتى بالمستشفى لحين تسليمه لذويه.