مخاطر توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف الأمة من منظور خطاب السيد القائد
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
يمانيون../
في خطاب السيد القائد اليوم، كان تركيزه الكبير مُنصبًا على المستقبل الاستراتيجي للأمة، والمخاطر المحدقة بالأمة ضمن مخطط الاستهداف الكبير؛
إذ إن المخاطر، وهي ظاهرة ضمن مخطط استراتيجي معادٍ مدروس ويتم على مراحل لاستهداف الأمة في الصميم، تحتم دق جرس الخطر، وكما قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي فإن “المرحلة الآن بالغة الخطورة ضمن توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف أمتنا”.
يشير السيد القائد إلى أدوات المخطط الصهيوني الغربي الكبير واستخدامها اليوم بهذه الكثافة، سواء كانت “الحرب الصلبة أو الحرب الناعمة”، في سياق المخطط المتكامل، والحروب الدائرة على العرب والمسلمين، سواء كانت حروبًا نارية أو حروبًا ناعمة تستهدف الثقافة وتشويه قيم وموروث الأمة، وهذه ليست وليدة اليوم، كما أنها، كما يقول السيد القائد، “ليست مجرد ردود أفعال ولا حوادث وقتية عابرة بل في إطار استهداف شامل وهجمة مستمرة”، حيث يعمل “المخطط الصهيوني اليهودي التدميري ضد أمتنا الإسلامية في خطين واتجاهين متوازيين: هجمة عسكرية صلبة، وهجمة بالحرب الناعمة”.
ويخاطب السيد القائد في حديثه العميق حالة الوعي لدى الأمة، بتفصيل يتناول تحركات العدو وما يقوم به للنيل من كل العرب والمسلمين في “هذه الحرب التي لم تتوقف ضد أمة العرب والإسلام، حيث لها أهدافها العميقة، فـ “الأعداء اليهود الصهاينة وأذرعهم؛ أخطبوط الشر الأمريكي الإسرائيلي البريطاني وقوى الغرب المتصهينة معهم يدركون ما تمتلكه أمتنا الإسلامية من عوامل القوة المعنوية والمادية”؛ فهي تمتلك مقومات غير عادية يحاول الأعداء إلغاء حضورها، و”من المقومات الكبرى التي تؤهل الأمة لحماية نفسها وتمنحها المنعة في مواجهة أعدائها أن تكون هي الأمة التي تحمل إرث الأنبياء والرسل”، كما عبر السيد القائد.
ولأنها تحمل هذا الإرث الكبير في بعده العالمي، فهذا يستوجب أن تتحمل مسؤوليات هذا الدور المشرف حيث “مسؤولية أمتنا الإسلامية ورسالتها العالمية أن تقوم بدور عالمي في الدعوة إلى الخير والسعي لإقامة القسط وحماية المستضعفين وإرساء دعائم الحق”.
وفي ظل إدراك العدو للدور العالمي للإسلام والإرث الكبير الذي يمتلكه العرب والمسلمون، فإنه يرى أنه لا بد أن يستهدف “دورها ورسالتها وهويتها وثرواتها وموقعها”. فالأطماع الكبيرة والشهية الأمريكية الإسرائيلية، كما عبر السيد القائد، “مفتوحة بجشع كبير جداً في أوطان شعوبنا وثرواتها وموقعها الجغرافي وبحقد شديد في نفس الوقت”.
وفي سياق حديثه الذي يعيد تذكير الأمة بأسباب تصاعد مستوى الخطر الكبير من “الهجمة العدوانية على أمتنا”، يؤكد السيد القائد أن “وضعية الأمة والخلل الكبير في داخلها على مدى أجيال وقرون” هو سبب الهجمة الشرسة على الأمة اليوم، وأن اختراق العدو للعرب والمسلمين من الداخل كان ذا تأثيرات ماثلة للعيان في واقع الأمة، فـ “حجم الاختراق من الأعداء للأمة في مراحل طويلة وعلى مدى زمن طويل هو ما أوصل الأمة إلى حالة التيه الرهيب اليوم”.
وفي ظل هذا الوضع وحالة التيه التي تعيشها أمة الإسلام، فإن “الأعداء يعملون على أن تبقى (الأمة) بكل ما تمتلكه من عناصر قوة وإمكانات مكبلة تجاه ما يفعلونه، بل أكثر من ذلك، أن تتحول إلى أداة طيعة لهم في تنفيذ مخططاتهم التدميرية”، حيث تغلب عليها مظاهر الضعف والشتات والفرقة التي تزيدها وهنًا.
لكن المخطط كبير وكارثي ومدمّر كما يراه السيد القائد، وكما يجهله أو يتغافل عنه ملايين العرب والمسلمين. لهذا جاءت “الصرخة في وجه الاستكبار تجلٍّ لموقف مبكر في مواجهة المشروع الصهيوني مع مطلع الألفية الثالثة”.
ويمكن النظر إلى ذلك المخطط وتأثيراته في سياق تشخيص السيد القائد لحال الأمة، حيث “العدو يحول مئات الملايين من أبناء الأمة إلى أناس غير مستعدين لحمل البندقية لمواجهته ويجعلهم تلقائياً يضعون السلاح”، مع السعي الدؤوب لـ “قتل الروح المعنوية والدوافع لتجميد مئات الملايين من أبناء الأمة، وترسيخ الهزيمة النفسية لديها”.
هذا ما ظهر في نموذج القضية الفلسطينية كمثال، وما آلت إليه هذه القضية في الوجدان العربي الإسلامي. يقول السيد القائد: “عندما نتأمل واقع الأمة ما قبل 20 عاماً نجد اليوم ضعفاً كبيراً في تفاعل الشعوب مع القضية الفلسطينية. ذلك الضعف في التفاعل الشعبي مع هذه القضية، بحسب السيد القائد، “جرأ الأنظمة على أن تتخذ مواقف سلبية”.”
ولأن “العدو لا يهدف فقط إلى السيطرة الجغرافية على أمتنا، بل إلى السيطرة على الأفكار والثقافات والولاءات والعداوات”، فإن “الصورة النهائية التي يمكن أن نتصورها وفق المخطط الصهيوني هي السيطرة على مكة والمدينة ومساحة واسعة من البلاد العربية”. فهو يسير في مسار تصاعدي للوصول إلى غاياته الكارثية والتدميرية والاستباحة للأمة. ومن دلائل ذلك ما يحصل في غزة والضفة والقدس وفي فلسطين عمومًا وفي سوريا وغيرها، حيث تبدو تصريحات ترامب حول قناة السويس المصرية أحد كواشف “مشروع الاستباحة الذي لن يستثني أحدًا”.
في مقابل هذا استمر السيد القائد في كلمة اليوم في مخاطبة حالة الوعي العربي الإسلامي، حول مقومات الأمة الضخمة، والقدرات الهائلة، حيث الجغرافية المتنوعة والاستراتيجية بثقلها العالمي، والإمكانات الهائلة، والكتلة البشرية الضخمة التي تصل إلى ملياري مسلم… وهي إمكانات كفيلة بأن تمنح العرب والمسلمين المناعة والعزة، فهي ليست “أمة صغيرة، محدودة العدد، ضعيفة الإمكانات، محدودة الجغرافيا، يمكن للأعداء حسم المعركة معها بكل سهولة”؛ ولذا يؤكد السيد القائد أن “أمتنا تغفل عن مقوماتها وإمكاناتها وعناصر القوة فيها، بينما الأعداء يدركون حقيقة ذلك”.
وهو بهذا يحث الأمة أفرادًا وجماعات للنهوض، والأخذ بأسباب النصر ومواجهة مخططات الأعداء، إذ يبرز الدور اليمني في خطابات السيد عبد الملك كنموذج طليعي مقاوم يمكن للأمة البناء عليه للخروج من حالة الوهن التي هي سمتها الراهنة، في ظل أحداث متراكمة تشجع الأمة للمبادرة والأخذ بأسباب النصر وهزيمة العدو، كما يفعل اليمن اليوم مع العدو الأمريكي الغربي الصهيوني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العرب والمسلمین السید القائد
إقرأ أيضاً:
غريتا ثونبرغ السويدية تثير هستيريا الصهيونية (بورتريه)
تعد واحدة من أشهر الناشطين في مجال مكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري في العالم.
نُسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام، وخاصة بين الشباب.
ألهمت طلاب المدارس في جميع أنحاء العالم للمشاركة في الإضرابات الطلابية.
وشكلت الحرب الإسرائيلية الانتقامية الموغلة في التوحش على قطاع غزة، مرحلة فارقة في مسيرتها، فقد تحولت من المناخ إلى دعم الشعب الفلسطينيين دون أدنى تردد أو خوف.
غريتا ثونبرغ المولودة في عام 2003 بالعاصمة السويدية ستوكهولم، والدها هو الممثل سفانتي ثونبرغ، والدتها هي مغنية الأوبرا السويدية ميلينا إيرنمن، أما جدها فهو الممثل والمخرج أولوف تونبرغ.
في عام 2018، أصبحت شخصية بارزة في الإضراب المدرسي الأول للمناخ خارج مبنى البرلمان السويدي بعد أن قررت، وكانت آنذاك في الصف التاسع، عدم الالتحاق بالمدرسة حتى الانتخابات العامة بعد موجات الحر وحرائق الغابات في السويد.
وكانت مطالبها أنه على الحكومة السويدية الحد من انبعاث الكربون وفقا لاتفاق باريس، واحتجت بالجلوس خارج البرلمان كل يوم خلال ساعات الدوام المدرسي مع علامة "إضراب المدارس للمناخ".
بعد الانتخابات العامة، واصلت الإضراب فقط يوم الجمعة، واكتسبت انتباه العالم، وحظيت الاحتجاجات بتغطية واسعة النطاق، وانضم مئات الآلاف من الشباب في جميع أنحاء العالم إلى أضربها الذي أطلقته تحت شعار "أيام الجمعة من أجل المستقبل".
وفي نفس العام أعلن بأنه قد "تم تشخيصها بمتلازمة أسبرجر، والوسواس القهري، والطفرات الانتقائي"، وهو أحد أشكال التوحد.
يقول والدها إن ابنته أصبحت "أكثر سعادة" بعد أن بدأت حملتها الانتخابية. فيما وصفت والدتها تشخيص إصابتها بالتوحد بأنه "قوة عظمى" ساعدتها في تحفيز احتجاجاتها.
وقالت غريتا: " الاختلاف نعمة. لو كنت مثل الآخرين، لما بدأت هذا الإضراب المدرسي".
وضمن تحركها لخفض انبعاث الكربون أصرت على أن تصبح نباتية وتخلت عن ركوب الطائرات.
وفي عام 2019، وبالنيابة عن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أعلن الأمين العام أن ثونبرغ ونشطاء المناخ الشباب الآخرين يمثلون "التهديد الأكبر" لصناعة الوقود الأحوري.
وبين عامي 2019 و2020 توقفت ثونبرغ عن الدراسة كي تركز على نشاطها المناخي، واشتهرت بخطاباتها الحماسية لقادة العالم.
وفي العام التالي أبحرت ثونبرغ عابرة المحيط الأطلنطي من بلايموث بإنجلترا إلى نيويورك، بالولايات المتحدة، في يخت سباق بطول 60 قدما يعمل بألواح شمسية وتوربينات تحت الماء. وأعلنت بأن الرحلة "عبور للأطلنطي غير باعث للكربون" وكإعلان لأفكارها بأهمية تقليل الانبعاث.
استغرقت الرحلة 15 يوما، وحضرت ثونبرغ قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في مدينة نيويورك. وألقت كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، كما دعيت للتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وخططت ثونبرغ حضور مؤتمر القمة المناخية في سانتياغو، تشيلي، ولكن المؤتمر تقرر إلغاؤه بسبب احتجاجات واسعة.
وفي ذلك العام تأسست "مؤسسة غريتا ثونبرغ " وهي تقدم الدعم للمشاريع والجماعات العاملة من أجل إيجاد عالم عادل ومستدام عن طريق التبرع بالجوائز وأموال الإتاوات المتأتية من نشاط غريتا.
في عام 2019، اختارت مجلة "تايم" الأمريكية ثونبرغ ، وكان عمرها وقتها 16 عاما، شخصية العام بعد أن تحولت إلى مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم والانخراط في الدفاع عن كوكب الأرض. وكانت غريتا أصغر شخصية تختارها المجلة كشخصية للعام منذ أن بدأت بهذا التقليد عام 1927.
سخر منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "تويتر/أكس حاليا" عندما فازت بجائزة مجلة "تايم". قائلا: "على غريتا أن تعمل على حل مشكلة التحكم في غضبها...اهدئي يا غريتا، اهدئي". ووصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأنها "مراهقة طيبة، لكنها تفتقر إلى المعرفة".
بعد أن اكتسبت حركتها في إضرابات الطلاب للمناخ شعبية، أصبحت ثونبرغ هدفا لجهود حثيثة لتشويه سمعتها أو الاستفادة من مكانتها البارزة.
وفي عام 2019 أيضا، فازت بجائزة سبل العيش الصحيحة (المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة) وجائزة سفيرة الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة "فوربس" كواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم.
ولاحقا أصدرت أول منشوراتها "كتاب المناخ"، الذي يحتوي على مقالات من 100 عالم وكاتب وناشط حول كيفية مكافحة أزمة المناخ.
تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام 3 مرات بين عامي 2019 و2023.
كانت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة محطة فاصلة في حياتها، ودخلت بعدها في تغير مسار حياتها حيث دعت إلى التضامن مع الفلسطينيين بدلا من الإضراب من أجل مواجهة تغير المناخ.
إذ بعد نحو أسبوعين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، نشرت ثونبرغ صورة خلال احتجاجاتها المناخية المعتادة يوم الجمعة، تظهر مع ثلاثة متظاهرين آخرين يحملون لافتات كتب على إحدى اللافتات "العدالة المناخية الآن"، بينما أظهرت اللافتات الثلاث الأخرى دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في خضم الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال بدعم أمريكي وغربي.
كما تضمن منشورها على "أكس" و"إنستغرام" عدة روابط لحسابات "التضامن مع فلسطين" على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قالت: "يمكنكم العثور على معلومات حول كيفية تقديم المساعدة".
وتعرضت ثونبرغ لانتقادات فورية لعدم إدانتها هجوم تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها في اليوم التالي، نشرت "لا داعي للقول - أو هكذا اعتقدت - أنني ضد الهجمات المروعة التي تشنها حماس. وكما قلت، يجب على العالم أن يتحدث ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والعدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين". ردت وزارة ما يسمى التعليم الإسرائيلية على تصريحات ثونبرغ الأولية الداعمة لغزة دون إدانة حماس بإزالة الإشارات المختلفة في المناهج التعليمية التي تقدم ثونبرغ كقدوة ومصدر إلهام للشباب.
ولاحقا نشرت ثونبرغ، بالإضافة إلى ثلاثة باحثين وناشطين تابعين لمنظمة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" مقال رأي في صحيفة "الغارديان" بعنوان "لن نتوقف عن التحدث علنا عن معاناة غزة.. لا عدالة مناخية بدون حقوق الإنسان".
في أيار/مايو عام 2024، اعتقلت الشرطة السويدية ثونبرغ لمشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين خارج ساحة مالمو التي كانت تستضيف مسابقة الأغنية الأوروبية 2024 ، وأصدرت بعد ذلك بيانا يعارض مشاركة دولة الاحتلال في المسابقة.
في أيلول/ سبتمبر من نفس العام، ألقت الشرطة الدنماركية القبض عليها خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين في كوبنهاغن ضد حرب غزة، وتم احتجازها، مع آخرين، بعد أن سدوا مدخل مبنى في جامعة كوبنهاغن.
بعد أقل من أسبوع، تم إخراجها من مكتبة جامعة ستوكهولم من قبل الشرطة بعد مشاركتها في معسكر داخل المكتبة. وصفت رد الشرطة بأنه "قمع".
لم تتراجع غريتا ثونبرغ عن مواقفها فأثناء إلقائها كلمة في تجمع مؤيد لفلسطين في مدينة مانهايم الألمانية، صرخت "اللعنة على ألمانيا واللعنة على إسرائيل".
وفي حديثها عن نشاطها المؤيد لفلسطين صرحت ثونبرغ:" بالنسبة لي، لم يقتصر الأمر على المناخ فحسب. كثيرا ما تسعى وسائل الإعلام إلى تبسيط الأمور، كأن تقول: "إنها من تعمل على المناخ".
"إنهم يريدون إعطاء صورة واضحة للقضية. أعني، جميع أشكال العدالة مشمولة ضمن العدالة المناخية. في العام الماضي، عندما بدأت الانخراط في النشاط الفلسطيني، تغيرت هذه النظرة".
أعادت ثونبرغ نشر صورة لضحايا غزة من الأطفال والنساء نشرتها صفحة الأمم المتحدة على منصة "إكس" تؤكد أن "خبراء الأمم المتحدة يشيرون إلى أدلة على وجود إبادة جماعية في غزة تستخدم أساليب الحرب في القرن 21".
كانت ثونبرغ تخطط للصعود على متن أسطول الحرية لغزة في ميناء بمالطا في أيار/مايو الماضي وألغيت الخطط بعد أن تعرضت إحدى السفن لهجوم بطائرة مُسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. وكانت المهمة المعلنة للأسطول هي إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع.
في حزيران/ يونيو الحالي، أطلق تحالف أسطول الحرية مهمة مساعدات جديدة إلى غزة على متن السفينة "مادلين"، بهدف تحدي الحصار البحري الإسرائيلي وتوصيل الإمدادات الإنسانية. ويوجد على متن السفينة شخصيات بارزة بما في ذلك الممثل ليام كانينغهام وعضو البرلمان الأوروبي الفرنسية الفلسطينية الأصل ريما حسن.
ويتابع العالم مسيرة هذه السفينة بقلق وإعجاب شديد لشجاعة طاقمها رغم معرفتهم بأنهم يقدمون على خطة خطرة جدا قد تهدد حياتهم.
وقد هدد السناتور الأميركي ليندسي غراهام علنا حياة غريتا ثونبرغ وآخرين على متن السفينة "مادلين" وكتب على منصة إكس "آمل أن تكون غريتا وأصدقاؤها قادرين على السباحة"، وهو ما عده ناشطون "تشجيعا ضمنيا" على مهاجمة متطوعين سلميين، وأثار ضجة استنكار وشجب عالمية.
وسبق لهذا السناتور النزق والصهيوني بامتياز أن دعا إلى قصف غزة بالأسلحة النووية كما فعلت أمريكا بمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.
غريتا ثونبرغ تثير هستيريا اللوبي الصهيوني وحلفائه في جميع أرجاء العالم فهي صوت محترم ويحظى بشعبية وثقة كبيرة عالميا، ووصل الأمر بدولة الاحتلال أن تضع عدة سيناريوهات للتعامل مع هذه السفينة التي تقترب من مياه غزة.
رغم أن غريتا لم تضع أي استراتيجيات بيئية محددة، إلا أنه ينسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وخاصة بين الشباب.
ويطلق العديد من المعلقين على هذه الظاهرة اسم "تأثير غريتا".
وقال لها المذيع وعالم الطبيعة السير ديفيد أتينبورو : "لقد أثرت انتباه العالم. أنا ممتن لك للغاية".
وها هي أيضا ترفع نسبة الوعي العالمي والشبابي على منصات التواصل ووسائل الإعلام بما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب يراها العالم كل لحظة وفي بث مباشر.
لا يمكن تجاهل أثر الفراشة على القضية الفلسطينية، وتأثير الشابة الصغيرة القادمة من ثقافة وأناقة وتراث ستوكهولم واضح والدليل غضب اللوبي المؤيد للإبادة الجماعية في غزة.