ولادة طفلة من دون دماغ مع تزايد تشوه الأجنة في غزة
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
شهد مستشفى العودة الأهلي في شمال قطاع غزة حالة صادمة وغير مسبوقة، إذ وُلدت الطفلة ملك أحمد القانوع "من دون دماغ"، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن الطفلة -التي لم يتجاوز عمرها يومين- تمثل إحدى "الحالات الصادمة لتشوه الأجنة"، مرجحا أن تكون نتيجة لتعرض الأم لإشعاعات ناتجة عن القصف الإسرائيلي.
ونشر البرش مقطع فيديو يوثق الحالة المأساوية للطفلة، التي بدت برأس غير مكتمل، إذ تنتهي الجمجمة عند مستوى العينين.
وأضاف البرش أن هذه الحادثة تأتي في سياق تزايد مقلق لحالات التشوهات الخلقية في القطاع، وهو ما يعزوه مسؤولون وأطباء فلسطينيون إلى استخدام إسرائيل أسلحة تجريبية ذات تأثير إشعاعي وكيميائي مدمر، يستهدف المدنيين، بمن فيهم النساء الحوامل والأجنة.
أسلحة تفتك بالأجنةوأشار البرش إلى تشابه ما يحدث في غزة اليوم مع ما جرى في العراق بعد الغزو الأميركي، حين سُجلت موجة ارتفاع غير مسبوقة في معدلات التشوهات الخلقية بفعل التلوث والإشعاع.
وطالب بفتح تحقيق دولي عاجل في طبيعة الأسلحة المستخدمة من قبل إسرائيل، التي تُتهم باستخدامها بشكل متكرر من دون رادع.
الطفلة ملك أحمد القانوع، عمرها يومان، وُلدت بلا دماغ في مستشفى العودة شمال غزة، في واحدة من الحالات الصادمة لتشوّه الأجنّة في الأرحام، وهي ظاهرة تُسجل زيادتها بشكل ملحوظ في الحروب، وربما ترتبط باستخدام الأسلحة التي يجربها الاحتلال الإسرائيلي في غزة ضد المدنيين وضد أطفالنا. ما… pic.twitter.com/0ImPOYUzAL
— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) May 2, 2025
إعلانوفي السياق ذاته، صرح مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بغزة مروان الهمص للجزيرة بأن الطفلة وُلدت أمس الجمعة في القطاع من دون دماغ نتيجة سوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء الناتج عن الحصار الإسرائيلي.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد صرح مرارا بأن الجيش الإسرائيلي يستخدم "أسلحة محرمة دوليا" خلال عدوانه المستمر. وفي بيان له في يوليو/تموز 2024، أشار إلى أن الأسلحة المستخدمة تشمل "صواريخ وقنابل حرارية وكيميائية من صناعة أميركية"، تؤدي إلى حروق شديدة وتبخر الأجساد، كما رُصد في مناطق القصف.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق استخدام إسرائيل لأسلحة تؤدي إلى تبخر الأجساد وترك جثث متفحمة أو متحللة بشكل غير طبيعي، لا سيما في شمال غزة.
ارتفاع حالات الإجهاض وتشوه الأجنةوسبق أن أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش، في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، تحذيرات من الخطر الداهم الذي يواجه النساء الحوامل في غزة، نتيجة انهيار النظام الصحي بفعل الحصار والقصف، مما يهدد فرص الحصول على رعاية صحية في أثناء الحمل والولادة.
ونقلت المنظمة عن خبراء أن معدل الإجهاض التلقائي ارتفع بنسبة 300% منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نتيجة الإجهاد الجسدي والنفسي والتلوث، بالإضافة إلى تعرض الحوامل للغازات السامة.
وفي السياق نفسه، قال الطبيب الأردني بلال العزام، وهو جراح أطفال شارك في وفد طبي أميركي أوروبي زار غزة مطلع عام 2024، إن الفرق الطبية تعاملت مع حالات تشوهات خلقية مروعة لم تشهدها سابقا، بعضها كان يصل للمستشفيات في مراحل حرجة للغاية.
من جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) -أمس الجمعة- من أن الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت المتزايد بسبب الجوع والأمراض وسوء التغذية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.
إعلانوقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، إن الوقت ينفد، مطالبة برفع الحصار فورا وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية والسلع التجارية، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى.
وتشن إسرائيل، بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، مما أسفر حتى الآن عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من 11 ألف مفقود، وسط دمار شامل في البنية التحتية والمرافق الصحية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی غزة من دون
إقرأ أيضاً:
عباس يطلق نداء عاجلا لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات لغزة
غزة – أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، نداء “عاجلا” لقادة دول العالم، يدعوهم لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لكسر الحصار على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إليه، ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
يأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل لليوم الـ81 سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وقال عباس في النداء الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، “أناشد قادة دول العالم اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لكسر الحصار على شعبنا في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية برا وبحرا وجوا، والوقف الفوري والدائم لهذا العدوان وإطلاق سراح جميع المحتجزين والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة”.
كما دعا عباس إلى تولي دولة فلسطين مسؤوليتها كاملة في قطاع غزة.
وأضاف “لم يعد من الممكن الصمت عن جرائم الإبادة الجماعية، والتدمير، والتجويع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع: “من موقعي رئيسا لدولة فلسطين حيث يشكل قطاع غزة جزءا أصيلا من أرضها، أدعو أن نتحلى جميعا بالشجاعة المطلوبة لإنجاز هذه المهمة التي لا تعلو عليها مهمة أخرى في هذه اللحظة التاريخية، وكلنا أمل في النجاح في هذا المسعى النبيل”.
وقال: “ستكون هذه لحظة أساسية للانتقال إلى إعادة الإعمار، ووقف الاستيطان والاعتداءات على شعبنا ومقدساتنا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والذهاب لتنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، عبر إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية”.
وعبر عباس عن تطلعه إلى المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك الشهر المقبل، لتنفيذ خيار حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، وحشد الجهود للمزيد من الاعترافات الدولية والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأضاف: “يمثل هذا النداء دعوة من دولة فلسطين صاحبة السيادة على قطاع غزة لإدخال المساعدات عبر حدودنا البرية والبحرية ومجالنا الجوي، وجاهزيتنا التامة للتعاون مع أي طرف جاهز لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء معاناة شعبنا وكسر الحصار ووقف العدوان ودعما للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة دون تهجير شعبنا”.
وفي مارس/ آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
وقال “هذه لحظة تاريخية حاسمة تتطلب مواقف شجاعة وغير مسبوقة، وتكاتف الجهود العربية والإسلامية والدولية، لإعلاء الحق الفلسطيني وضمان احترام القانون الدولي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء العدوان والاستعمار، وتحقيق الاستقلال وإرساء السلام”.
وأنهى عباس “آن الأوان، أيها العالم لإنهاء حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وأجدد التأكيد على أننا لن نرحل، وهنا باقون على أرض وطننا فلسطين”.
الأناضول