الفنانون من ذوي الإعاقة.. نموذج ملهم للإبداع والتغلب على التحديات
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
مسقط- العُمانية
يجسّد عدد من الفنانين العُمانيين من ذوي الإعاقة نموذجًا مُلهمًا في العطاء الفني والإبداع البصري، حيث تمكنوا من تحويل التحديات التي فرضتها الإعاقة إلى دوافع للتميز، عبر لوحات تنبض بالإحساس وتعبّر عن قضاياهم وتطلعاتهم الإنسانية بأسلوب فني راقٍ يُعزز من حضورهم الثقافي والاجتماعي.ومن أبرز هذه التجارب، تلك التي سطّرها الفنانون المنتسبون إلى أول مجموعة فنية من نوعها في سلطنة عُمان وهي مجموعة "أداتي حياتي"، والذين برهنوا من خلال أعمالهم على أن الإعاقة لم تكن يومًا عائقًا أمام تحقيق الإبداع، بل كانت باعثًا على الإصرار والانفتاح على عوالم الفن والجمال.
ومن خلال مشاركاتهم في معارض محلية أقيمت في مؤسسات بارزة كمجمع السيف ودار الأوبرا السلطانية والموج مسقط، نجح الفنانون في إيصال رسائلهم الإبداعية للمجتمع، مؤكدين أن العمل الفني لديهم لا يقل في مضمونه وقيمته الجمالية عن أي تجربة فنية أخرى، بل يحمل بعدًا إنسانيًّا ورسالة اجتماعية تلامس وجدان الجمهور.الرسامة أفراح بنت خلفان الناعبية، واحدة من هؤلاء الفنانين، ترى في انتمائها إلى هذه المجموعة الفنية دعمًا معنويًّا ومهنيًّا ثمينًا، وتقول: "الانتماء إلى مجموعة تحمل اسم "أداتي حياتي" يمثل بالنسبة لي مجتمعًا داعمًا ومساحة للتعبير والمشاركة.
لقد ساعدتني هذه التجربة على صقل موهبتي واكتساب ثقة أكبر بنفسي".وفي السياق ذاته، يعبّر حسن بن عيسى الرئيسي، وهو فنان من فئة الصم، عن تجربته قائلًا: "الرسم هو طريقتي في التعبير عن المشاعر والتحديات.
تعلمت تقنيات الدمج بين الألوان في أمريكا، وأسعى إلى مشاركة رسوماتي مع المجتمع لنشر هذا الفن الوجداني".أما منذر بن خميس الرحبي، وهو فنان في الرسم والتصوير - من فئة الصم-، فيشير إلى أن شغفه بدأ منذ الطفولة وتطور عبر الدورات المحلية والدولية، مؤكدًا أن الفن منحه وسيلة للتعبير عن ذاته ومشاركته في المعارض عززت من قدرته على التواصل مع الآخرين.
ويعكس هذا الحضور النوعي لفناني الإعاقة في المشهد الفني العُماني، حرص سلطنة عُمان على رعاية المواهب ودعم الفئات الخاصة، بما يرسخ مبادئ التمكين المجتمعي ويرفع الوعي العام بقيمة الإبداع الإنساني.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«مطارات عُمان» تواصل استثمار أراضي المطار نحو اقتصاد لوجستي متكامل
العُمانية: وقّعت «مطارات عُمان» اتفاقية جديدة لتأجير أرض استثمارية في المرحلة الثانية من بوابة الشحن الجوي - المنطقة اللوجستية بمطار مسقط الدولي، لإقامة مشروع ورشة متخصصة في إصلاح إطارات ومكابح الطائرات. وقّع الاتفاقية عن «مطارات عُمان» أحمد العامري، الرئيس التنفيذي للشركة، ومن جانب شركة القمة المتحدة للأعمال حسين بن عبدالله الحداد، رئيس مجلس الإدارة.
ويُقام المشروع على أرض تبلغ مساحتها نحو 7274 مترًا مربعًا، وبتكلفة استثمارية تُقدّر بحوالي 5 ملايين ريال عُماني، على أن تتولى شركة «ماخ أيروسبيس إنترناشيونال» تقديم خدمات الفحص والإصلاح وإعادة التأهيل لعجلات ومكابح طائرات من طراز «إيرباص 320» و«بوينج 787» وفق أعلى المعايير الفنية والتشغيلية المعتمدة في هذا المجال، بما يُسهم في تعزيز كفاءة وسلامة العمليات التشغيلية في المطار.
وأوضح أحمد بن سعيد العامري، الرئيس التنفيذي لـ«مطارات عُمان»، أن الاتفاقية تُمثّل بداية استثمار الأراضي المحيطة بمنطقة مطار مسقط الدولي، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، في إطار سعي «مطارات عُمان» لاستكشاف فرص تطوير واستثمار الأراضي الواقعة ضمن نطاق مطار مسقط الدولي.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن «مطارات عُمان» وضعت خطة رئيسية متكاملة لتعظيم الاستفادة من المخطط العام للأراضي الواقعة ضمن نطاق مطار مسقط الدولي، بما يتيح تطوير مشاريع نوعية تتماشى مع الرؤية المستقبلية للمنطقة.
وأضاف: إن «مطارات عُمان» تسعى إلى تعزيز الجانب التجاري للمطار من خلال توسيع نطاق مرافق الضيافة، والترفيه، والتجارب التفاعلية، والخدمات المتنوعة، وهو ما من شأنه رفع القيمة الاستثمارية للأراضي، وزيادة العوائد من المشروعات المباشرة والمشتركة، والمساهمة المرجوة في تعظيم الدخل الناتج عن الاستثمار في قطاع التطوير العقاري.
وأكد أحمد العامري أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن إطار الاستراتيجية الشاملة التي تنفذها «مطارات عُمان» لتحويل أراضي مدن المطارات إلى منصات اقتصادية ولوجستية نشطة، تدعم التنويع الاقتصادي وتُرسّخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي متكامل في قطاع الطيران والخدمات المساندة.
من جانبه أوضح حسين عبدالله الحداد، رئيس مجلس إدارة شركة القمة المتحدة للأعمال، أن الاتفاقية تُمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص لاستثمار الفرص المتاحة في مدينة مطار مسقط الدولي، إحدى بوابات الفرص والجمال في سلطنة عُمان.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية سعي الشركة إلى بحث الفرص الاستثمارية المتاحة في الأراضي المحيطة بمنطقة المطار، لافتًا إلى أن إنشاء هذه الورشة لإصلاح إطارات ومكابح الطائرات يأتي استجابة لحاجة حقيقية ومتزايدة، خاصةً مع النمو التصاعدي في عدد رحلات الطيران والمسافرين عبر مطار مسقط الدولي.
وأضاف حسين الحداد: إن وجود مثل هذه الورش داخل أرض المطار يُسهم في توفير الوقت والجهد على شركات الطيران عند التعامل مع الأعطال الفنية الطارئة، مما يُساعد على تقليل فترات التأخير وضمان انسيابية الرحلات الجوية.
يُذكر أن الفترة الماضية شهدت توقيع سلسلة من الاتفاقيات الاستثمارية النوعية التي تعكس هذا التوجه الاستراتيجي، من أبرزها توقيع اتفاقية مع شركة «راكيش باندي للذهب» لتطوير منشأة عالمية لتكرير الذهب باستثمار يناهز 30 مليون دولار أمريكي، واتفاقية مع «ثروات الخليج العالمية» لإنشاء أكاديمية تدريب ومركز بحث وتطوير للطائرات بدون طيار، باستثمار بلغ 11 مليون ريال عُماني.
كما تم توقيع اتفاقية مع شركة «أنحاء العالم الواحد للممتلكات» لإنشاء مستودع جمركي حديث على مساحة 40 ألف متر مربع، باستثمار قدره 7 ملايين ريال عُماني، إلى جانب اتفاقية مع «سِنان للصناعات المتقدمة» لتأسيس مركز بحث وتصنيع للتقنيات الحديثة باستثمار بلغ 2 مليون ريال عُماني.
وفي قطاع الضيافة، أبرمت «مطارات عُمان» اتفاقية امتياز مع شركة «زهرا لخدمات المطار» لتشغيل فندق المطار في الجانب الأرضي، باستثمار قدره 1.6 مليون ريال عُماني.
وتُجسّد هذه المشاريع المتكاملة - وعلى رأسها الاتفاقية الجديدة - التزام «مطارات عُمان» بتوفير بيئة استثمارية محفّزة تستقطب مشاريع نوعية تترك أثرًا ملموسًا في مجالات متعددة، تشمل تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، ودعم الابتكار، وتوسيع خدمات المطار، وتعزيز جاهزيته لاستيعاب النمو المتزايد في حركة الطيران والشحن الجوي.
وتؤكد هذه الاتفاقيات مجددًا التوجه الطموح لـ «مطارات عُمان» نحو تعظيم الإيرادات غير الجوية، ومواءمة الجهود مع مختلف شركاء المنظومة اللوجستية الوطنية، بما يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وترسيخ مكانة السلطنة كمركز أعمال واستثمار إقليمي.