السيد القائد النقد يحتاج إصرارا للإصلاح
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
أن حديث رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان و نائبه مالك عقار في مؤتمر "الخدمة المدنية" و الداعي لتطويرها و محاربة الفساد بكل أنواعه خاصة في الوزارات و مؤسسات الدولة.. إلي جانب حديث عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام شمس الدين الكباشي حول خضوع كل المستنفرين و المقاومة الشعبية للقوات المسلحة، و عدم المجيء برايات غير راية المقاومة الشعبية.
أن هذه القضايا التي تمت إثارة من القيادة العليا للبلاد، تحتاج إلي حوار عقلاني يحاول أن يجد لها الحلول المناسبة، و الحوار العقلاني لا يتم إلا من قيادات همها على المواطن و الوطن، لكن القيادات التي تبحث عن السلطة، و مصالحها الخاصة، لا تستطيع أن تفكر خارج حدود مصالحها.. أية تغيير بهدف محاربة رواسب ثقافة الحكم الشمولي تحتاج إلي خمسة أشياء أساسية هي :-
1 – تتطلب أن تكون القيادات العليا هي قدوة للأخرين بالتحلي بصفات النزاهة و الشفافية و و عدم التردد في إقالة كل من تثبت إدانته بالفساد و تقديمه للعدالة... و الفساد ليس هو فقط التعدي على المال العام أو استخدام أدوات الدولة للمنافع الخاصة، أو استغلال الوظيفة من أجل تعين أهل الولاء و المحسوبية و غيرها.. فكل مكا كانت القيادات نزيهة كلما ساعد على تقليل الفساد في الدولة..
2 – الفصل بين السلطات و لابد من أجهزة رقابية قادرة على كشف الفساد و مسألة القيادات و محاسبتهم.. و أهم هذه الأجهزة الرقابية مجلس تشريعي بهدف التشريع للمطلوبات القانونية، و رقابة السلطة التنفيذية.. و هذا المجلس لا يتم أختياره من فئة محدودة با بالنتخاب من خلال مجالس الأحياء حتى لا تمارس العضو الضغوطات من قبل المسئولين..
3 – تكوين المؤسسات العدلية بكل فروعها من عناصر يشهد لها بالنزاهة و الشفافية، و الخبرة و الشجاعة المطلوبة..
4 – حرية الإعلام و الصحافة و أن تؤدي دورها الرقابي، و لا تخضع إلي الابتزاز من أية جهة في الدولة، و لا يتم تعطيلها و محاسبتها إلا من القضاء..
5 – لابد من العمل الجاد لتغيير ثقافة النظم الشمولية المستوطنة في البلاد، و التي منحت البعض سلطات فوق القانون، و قد تراكمت عبر سنين النظم الشمولية المتعددة و أخرهم الإنقاذ، و لا يمكن تغيير هذه الثقافة إلا بإنتاج ثقافة بديلة تنداح عليها، و لا يحدث إنتاج ثقافة جديدة إلا عبر تشريعات تخضع الكل للقانون.. و تتم عبر الممارسات التي تجعل من النزاهة و الشفافية هدف لترسيخ مبادئها في المجتمع..
أن النقد للفساد و استغلال الوظائف للمنافع الخاصة أو لفئة بعينها، و لن تتوقف إلا إذا قدم الذين يمارسونها للعدالة، و أيضا لابد من إعادة لجنة الخدمة و الإصلاح الإداري، و تقديم كل الوظائف المطلوبة إليها حتى تتحقق من المواصفات و المعايير المطلوبة عند المتقدمين لها، فالفساد لا يمكن أن ينتهي في الدولة من خلال الخطابات السياسية في المناسبات، و لكن لابد أن يكون هناك عملا جادا مدعوما بالتشريعات و القوانين و فصل السلطات.. و حرية للإعلام و الصحافة..
أن السودان الدولة الوحيدة ألتي تخلفت في كل شيء عن كل الدول التي أستقلت معها في الخمسينيات و ستينيات القرن الماضي، و كل ذلك حدث بسبب فساد الحكام و عدم النزاهة و عدم الشفافية و المراعاة للمصلحة الخاصة دون المصلحة العامة.. أن الاستعمار رحل عن السودان و خلف وراءه أفضل خدمة مدنية في أفريقيا و الشرق الأوسط و تراجع دورها بسبب السياسيين و الحكام و شعارات " التطهير و الصالح العام" و خلف وراءه أفضل المشاريع الزراعية التي انتكست بذات السبب، و خلف أيضا نظاما تعليميا جيدا أيضا تم تخريبه في عام 1970م و 1990م بفضل دعاة الأيديولوجية اليسارية و اليمينة.. و كلها تحتاج إلي إعادة النظر للنهوض من جديد..
الملاحظ أن مثل هذه الخطابات التي تحتاج إلي حوار و تشريح بهدف المساهمة في كيفية الوصول للهدف، أن القوى السياسية لا تهتم بها، و لا تبدي فيها رأي.. و ما يتعلق بالحضور الكثيف في بورتسودان أن البعض يريدون أن يخلصوا معاملات لهم تجارية أو صناعية و غيرها.. أما التواجد السياسي هناك مرهون بالسلطة نفسها هي التي تستطيع أن تقلل منه.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: تحتاج إلی
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يوجه رسالة نارية للعدو الإسرائيلي .. البحر ليس ممراً آمناً لكم طالما جرائمكم مستمرة (تفاصيل)
تناول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في خطابه اليوم ، عدة محاور استراتيجية ، ركّز فيها على مستجدات العدوان الإسرائيلي في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وعلى استمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعبّر السيد القائد عن الموقف حازم والمبدئي في إسناد غزة، وعن استمرار العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية حتى يرفع الحصار وينتهي العدوان.يمانيون/ تحليل / خاص
دلالات التوغّل الإسرائيلي في سوريا .. تجاوز للخطوط الحمراء في الجغرافيا السوريةأشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي توغل حتى مناطق قريبة من دمشق، ما يُعدّ تصعيداً غير مسبوق، هذا يحمل رسالة بأن العدو الإسرائيلي ماضي في مشروعه التوسعي، غير آبه بالسيادة السورية أو ردود فعل الدول المطبعة معها.
وأكد السيد القائد أن هجمات العدو الإسرائيلي داخل سوريا تُظهر أن “السلام” المزعوم لم يُثمر سوى مزيد من التعدي على سيادة الأمة، مجدداً موقفه الرافض لفكرة التعايش مع الكيان الصهيوني، واعتباره سراباً يتناقض مع الواقع والقرآن الكريم.
الدعم اليمني لغزة .. موقف مبدئي استراتيجيوتناول السيد القائد في خطابه الاستمرارية والتصعيد في العمليات العسكرية مستعرضاً تنفيذ 45 عملية في أسبوع واحد ، منها صواريخ فرط صوتية، طائرات مسيّرة، وزوارق حربية، مشيراً إلى تطور نوعي وكمي في أداء القوات اليمنية، وأن الاستهداف وصل إلى عمق الداخل الإسرائيلي (يافا، عسقلان، أم الرشراش)، ما يعكس تكاملاً استخبارياً وتطوراً في القدرات التقنية والعسكرية.
وأكد السيد القائد أن الهجمات على ميناء أم الرشراش (إيلات) وإغراق سفينتين تنتميان لشركات خالفت الحظر تُثبت جدية القرار اليمني بمنع أي نشاط بحري يخدم الكيان الصهيوني، وهذا يُؤكد أن اليمن لا ينفذ ردود فعل مؤقتة بل ينفذ سياسة حصار ممنهجة ضد العدو.
الموقف اليمني إيماني وأخلاقيأكد السيد القائد أن الدعم لغزة هو موقف ديني وأخلاقي وإنساني قبل أن يكون سياسياً، هذا التوصيف يضفي على التحرك اليمني بعداً إيمانيّاً يعزز من تماسك الجبهة الداخلية اليمنية، ويمنح الشرعية الأخلاقية للعمليات التي يتم تنفيذها في البحر والجو.
البعد الردعي ومخاطبة المجتمع الدوليوجدد السيد القائد يحفظه الله توجيه الرسائل الموجهة لشركات النقل البحري التي تتجاوز التحذير العسكري لتصل إلى إعادة تشكيل قواعد الملاحة العالمية في المنطقة، وهو أن اليمن يُعلن بوضوح أنه سيكون جزءاً من معادلة الردع، لا يمكن تجاوزه دون ثمن.
الرد على العدوان الصهيوني على الحديدةرغم تنفيذ العدوان من خارج الأجواء اليمنية، يؤكد السيد القائد على أن الدفاعات اليمنية نجحت في التصدي ومنع طيران العدو من استكمال أهدافه، هذا النجاح يسلط الضوء على تطور منظومة الدفاع الجوي اليمني، ويؤكد أن التوازن العسكري يتغير فعلياً على الأرض.
خاتمة .. البصيرة والصبر مفاتيح النصرأكد السيد القائد يحفظه الله خطابه بالتأكيد على أن النصر لا يأتي إلا بالصبر والثبات، في رسالة تحفيزية للشعب اليمني ولكل جمهور المقاومة، بأن التضحيات لن تذهب سدى، وهذا يُكرّس خطاباً روحياً متجذراً في العقيدة، يعزز من صلابة الجبهة الداخلية في وجه التحديات ، مجدداً تحذيره للعدو الصهيوني بأن اليمن حاضر عسكرياً في معادلة الردع.