سودانايل:
2025-05-26@03:53:30 GMT

السيد القائد النقد يحتاج إصرارا للإصلاح

تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT

أن حديث رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان و نائبه مالك عقار في مؤتمر "الخدمة المدنية" و الداعي لتطويرها و محاربة الفساد بكل أنواعه خاصة في الوزارات و مؤسسات الدولة.. إلي جانب حديث عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام شمس الدين الكباشي حول خضوع كل المستنفرين و المقاومة الشعبية للقوات المسلحة، و عدم المجيء برايات غير راية المقاومة الشعبية.

. إلي جانب زيارات التنسيقات المستمر إلي بورتسودان و وجوب أن تكون في استقبالهم وزارة الحكم الاتحادي، و الذين أصبحت لهم بورتسودان مزارا للبحث عن الغنائم و المصالح الخاصة، و كلها قضايا بالفعل تحتاج إلي تفكير عقلاني.. و طالب شمس الدين الولاة أن يحلوا قضايا و مشاكل الناس في ولاياتهم وفق السلطات الممنوحة لهم..
أن هذه القضايا التي تمت إثارة من القيادة العليا للبلاد، تحتاج إلي حوار عقلاني يحاول أن يجد لها الحلول المناسبة، و الحوار العقلاني لا يتم إلا من قيادات همها على المواطن و الوطن، لكن القيادات التي تبحث عن السلطة، و مصالحها الخاصة، لا تستطيع أن تفكر خارج حدود مصالحها.. أية تغيير بهدف محاربة رواسب ثقافة الحكم الشمولي تحتاج إلي خمسة أشياء أساسية هي :-
1 – تتطلب أن تكون القيادات العليا هي قدوة للأخرين بالتحلي بصفات النزاهة و الشفافية و و عدم التردد في إقالة كل من تثبت إدانته بالفساد و تقديمه للعدالة... و الفساد ليس هو فقط التعدي على المال العام أو استخدام أدوات الدولة للمنافع الخاصة، أو استغلال الوظيفة من أجل تعين أهل الولاء و المحسوبية و غيرها.. فكل مكا كانت القيادات نزيهة كلما ساعد على تقليل الفساد في الدولة..
2 – الفصل بين السلطات و لابد من أجهزة رقابية قادرة على كشف الفساد و مسألة القيادات و محاسبتهم.. و أهم هذه الأجهزة الرقابية مجلس تشريعي بهدف التشريع للمطلوبات القانونية، و رقابة السلطة التنفيذية.. و هذا المجلس لا يتم أختياره من فئة محدودة با بالنتخاب من خلال مجالس الأحياء حتى لا تمارس العضو الضغوطات من قبل المسئولين..
3 – تكوين المؤسسات العدلية بكل فروعها من عناصر يشهد لها بالنزاهة و الشفافية، و الخبرة و الشجاعة المطلوبة..
4 – حرية الإعلام و الصحافة و أن تؤدي دورها الرقابي، و لا تخضع إلي الابتزاز من أية جهة في الدولة، و لا يتم تعطيلها و محاسبتها إلا من القضاء..
5 – لابد من العمل الجاد لتغيير ثقافة النظم الشمولية المستوطنة في البلاد، و التي منحت البعض سلطات فوق القانون، و قد تراكمت عبر سنين النظم الشمولية المتعددة و أخرهم الإنقاذ، و لا يمكن تغيير هذه الثقافة إلا بإنتاج ثقافة بديلة تنداح عليها، و لا يحدث إنتاج ثقافة جديدة إلا عبر تشريعات تخضع الكل للقانون.. و تتم عبر الممارسات التي تجعل من النزاهة و الشفافية هدف لترسيخ مبادئها في المجتمع..
أن النقد للفساد و استغلال الوظائف للمنافع الخاصة أو لفئة بعينها، و لن تتوقف إلا إذا قدم الذين يمارسونها للعدالة، و أيضا لابد من إعادة لجنة الخدمة و الإصلاح الإداري، و تقديم كل الوظائف المطلوبة إليها حتى تتحقق من المواصفات و المعايير المطلوبة عند المتقدمين لها، فالفساد لا يمكن أن ينتهي في الدولة من خلال الخطابات السياسية في المناسبات، و لكن لابد أن يكون هناك عملا جادا مدعوما بالتشريعات و القوانين و فصل السلطات.. و حرية للإعلام و الصحافة..
أن السودان الدولة الوحيدة ألتي تخلفت في كل شيء عن كل الدول التي أستقلت معها في الخمسينيات و ستينيات القرن الماضي، و كل ذلك حدث بسبب فساد الحكام و عدم النزاهة و عدم الشفافية و المراعاة للمصلحة الخاصة دون المصلحة العامة.. أن الاستعمار رحل عن السودان و خلف وراءه أفضل خدمة مدنية في أفريقيا و الشرق الأوسط و تراجع دورها بسبب السياسيين و الحكام و شعارات " التطهير و الصالح العام" و خلف وراءه أفضل المشاريع الزراعية التي انتكست بذات السبب، و خلف أيضا نظاما تعليميا جيدا أيضا تم تخريبه في عام 1970م و 1990م بفضل دعاة الأيديولوجية اليسارية و اليمينة.. و كلها تحتاج إلي إعادة النظر للنهوض من جديد..
الملاحظ أن مثل هذه الخطابات التي تحتاج إلي حوار و تشريح بهدف المساهمة في كيفية الوصول للهدف، أن القوى السياسية لا تهتم بها، و لا تبدي فيها رأي.. و ما يتعلق بالحضور الكثيف في بورتسودان أن البعض يريدون أن يخلصوا معاملات لهم تجارية أو صناعية و غيرها.. أما التواجد السياسي هناك مرهون بالسلطة نفسها هي التي تستطيع أن تقلل منه.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تحتاج إلی

إقرأ أيضاً:

عزيزي القائد… الوطن ليس مسرحًا للخطابة، بل كرامة شعب تُنتهك يوميًا

 

 

 

بقلم أسعد أبو الخطاب

 

 

عزيزي القائد،

لقد سئمنا المجاملات، ومللنا تزييف الواقع.. فالكلمات لم تعد تجدي، والخطابات لم تعد تقنع أحدًا.. الوطن، يا سيادة القائد، ليس قماشًا يُرفرف على مبنى حكومي، ولا نشيدًا يُذاع صباحًا، ولا حفلاً رسميًا تُنفق عليه الملايين.. الوطن هو الإنسان، هو كرامة المواطن.. فإن دُفنت كرامة الناس، دُفن الوطن، ولو رفعتم الأعلام فوق كل بيت.

 

فأجبني بضميرك – إن بقي من الضمير شيء – ماذا بقي من كرامة الناس في العاصمة عدن والمناطق المسماة “محررة”؟

 

تجارب العذاب التي مورست على هؤلاء الناس تفوق الوصف.. لم تُترك وسيلة إلا وجُربت عليهم:

– حرب الكهرباء.

– حرب الماء.

– حرب الصحة.

– حرب المرتبات،

– وحرب التجاهل الرسمي المقصود!

 

يا سيادة القائد، كأن هذا الشعب أصبح فأر تجارب في مختبر سياسي قذر.. مناطق يفترض أنها تحررت من قبضة المليشيا، لكنها وقعت في قبضة الإهمال، والفساد، واللا مبالاة. المواطن هناك يعيش كالغريب، منكسر الظهر، مسحوق الكرامة، لا دولة تحميه، ولا سلطة تخجل من فشلها.

 

هل تسمي هذا تحريرًا؟

 

وهل تسمونه وطنًا؟

 

الوطن الذي تتباهون بتحريره قد تحول إلى كومة من الفوضى، يُسرق في وضح النهار، ويُنهب فيه المواطن حتى من آخر شمعة ضوء.. المدارس مهترئة، المستشفيات أشبه بالمقابر، والطرقات تحكي قصة خراب مزمن.. ومن فوق كل ذلك، لا من يسأل، ولا من يُحاسب.

 

نعم، نحن في الجامعة، لكننا لسنا في برج عاجي. نرى، ونسمع، ونتألم. وظيفتنا لم تعد فقط التعليم، بل قول الحقيقة أمام سلطان جائر ولو كلفنا ذلك حياتنا.

 

عزيزي القائد،

إما أن تعيدوا للوطن كرامته، أو فلتكفوا عن المتاجرة باسمه.. فكفانا شعارات مفرغة، واحتفالات زائفة، ووعود لا تُنفذ.. لقد سقط القناع، وظهرت الحقيقة: لا حرية بدون كرامة، ولا وطن بلا إنسان حيّ الكرامة.

 

وختامًا، إن كنتم لا تملكون مشروعًا يحفظ لهذا الشعب كرامته، فرجاءً تنحّوا.. فكرامة الناس ليست ميدانًا للتجريب، ولا الوطن مسرحًا للفشل المتكرر.

 

ناشط حقوقي

مقالات مشابهة

  • حازم إمام: هذه المراكز التي تحتاج للتدعيم بالموسم الجديد.. واستراتيجية لجنة التخطيط في ملف كرة القدم
  • تيته لـ«وزير الدولة بالخارجية القطرية»: نشكركم على دعمكم المتواصل لجهودنا في ليبيا
  • عزيزي القائد… الوطن ليس مسرحًا للخطابة، بل كرامة شعب تُنتهك يوميًا
  • المشاط: قانون ملكية الشركات الحكومية خطوة لتمكين القطاع الخاص وتحقيق الشفافية
  • اللولكي: خروج ليبيا من النفق يحتاج إلى 3 خطوات
  • السيد القائد صوت الحق في زمن الانهيار… ودور محوري في معركة الأمة مع الكيان الصهيوني
  • محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • لتعزيز الشفافية.. نص قرار حوكمة دراسة الطلبات والموضوعات التي تحال إلى وزارة المالية
  • المرحلة الأخيرة في الحرب ضد المليشيات هي شراء القيادات الرخيصة