السيد القائد يوجه رسالة نارية للعدو الإسرائيلي .. البحر ليس ممراً آمناً لكم طالما جرائمكم مستمرة (تفاصيل)
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
تناول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في خطابه اليوم ، عدة محاور استراتيجية ، ركّز فيها على مستجدات العدوان الإسرائيلي في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وعلى استمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعبّر السيد القائد عن الموقف حازم والمبدئي في إسناد غزة، وعن استمرار العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية حتى يرفع الحصار وينتهي العدوان.
يمانيون/ تحليل / خاص
دلالات التوغّل الإسرائيلي في سوريا .. تجاوز للخطوط الحمراء في الجغرافيا السوريةأشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي توغل حتى مناطق قريبة من دمشق، ما يُعدّ تصعيداً غير مسبوق، هذا يحمل رسالة بأن العدو الإسرائيلي ماضي في مشروعه التوسعي، غير آبه بالسيادة السورية أو ردود فعل الدول المطبعة معها.
وأكد السيد القائد أن هجمات العدو الإسرائيلي داخل سوريا تُظهر أن “السلام” المزعوم لم يُثمر سوى مزيد من التعدي على سيادة الأمة، مجدداً موقفه الرافض لفكرة التعايش مع الكيان الصهيوني، واعتباره سراباً يتناقض مع الواقع والقرآن الكريم.
الدعم اليمني لغزة .. موقف مبدئي استراتيجيوتناول السيد القائد في خطابه الاستمرارية والتصعيد في العمليات العسكرية مستعرضاً تنفيذ 45 عملية في أسبوع واحد ، منها صواريخ فرط صوتية، طائرات مسيّرة، وزوارق حربية، مشيراً إلى تطور نوعي وكمي في أداء القوات اليمنية، وأن الاستهداف وصل إلى عمق الداخل الإسرائيلي (يافا، عسقلان، أم الرشراش)، ما يعكس تكاملاً استخبارياً وتطوراً في القدرات التقنية والعسكرية.
وأكد السيد القائد أن الهجمات على ميناء أم الرشراش (إيلات) وإغراق سفينتين تنتميان لشركات خالفت الحظر تُثبت جدية القرار اليمني بمنع أي نشاط بحري يخدم الكيان الصهيوني، وهذا يُؤكد أن اليمن لا ينفذ ردود فعل مؤقتة بل ينفذ سياسة حصار ممنهجة ضد العدو.
الموقف اليمني إيماني وأخلاقيأكد السيد القائد أن الدعم لغزة هو موقف ديني وأخلاقي وإنساني قبل أن يكون سياسياً، هذا التوصيف يضفي على التحرك اليمني بعداً إيمانيّاً يعزز من تماسك الجبهة الداخلية اليمنية، ويمنح الشرعية الأخلاقية للعمليات التي يتم تنفيذها في البحر والجو.
البعد الردعي ومخاطبة المجتمع الدوليوجدد السيد القائد يحفظه الله توجيه الرسائل الموجهة لشركات النقل البحري التي تتجاوز التحذير العسكري لتصل إلى إعادة تشكيل قواعد الملاحة العالمية في المنطقة، وهو أن اليمن يُعلن بوضوح أنه سيكون جزءاً من معادلة الردع، لا يمكن تجاوزه دون ثمن.
الرد على العدوان الصهيوني على الحديدةرغم تنفيذ العدوان من خارج الأجواء اليمنية، يؤكد السيد القائد على أن الدفاعات اليمنية نجحت في التصدي ومنع طيران العدو من استكمال أهدافه، هذا النجاح يسلط الضوء على تطور منظومة الدفاع الجوي اليمني، ويؤكد أن التوازن العسكري يتغير فعلياً على الأرض.
خاتمة .. البصيرة والصبر مفاتيح النصرأكد السيد القائد يحفظه الله خطابه بالتأكيد على أن النصر لا يأتي إلا بالصبر والثبات، في رسالة تحفيزية للشعب اليمني ولكل جمهور المقاومة، بأن التضحيات لن تذهب سدى، وهذا يُكرّس خطاباً روحياً متجذراً في العقيدة، يعزز من صلابة الجبهة الداخلية في وجه التحديات ، مجدداً تحذيره للعدو الصهيوني بأن اليمن حاضر عسكرياً في معادلة الردع.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد
إقرأ أيضاً:
البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
يمانيون | تقرير
تتجلى الازدواجية الغربية بأوضح صورها على مسارح البحار والممرات الدولية، حيث تتعامل القوى الأمريكية والأوروبية مع الهجمات البحرية وفق معايير متباينة تصاغ بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية.
فمن البحر الأسود مروراً بالبحر الكاريبي وصولاً إلى البحر الأحمر، تتبدى المنهجية ذاتها: شيطنة أي فعل يضر بمصالح الغرب، وتلميع أو مباركة أي اعتداء يخدم مطامعه، حتى لو اصطدم بالقانون الدولي أو شكّل تعدياً صريحاً على سيادة الدول.
هذا المشهد العالمي المتشابك يكشف أن الغرب لا يتحرك وفق قواعد ثابتة أو مبادئ قانونية راسخة، بل وفق هوية الفاعل ومدى انسجام الفعل مع الأجندة الأمريكية والأوروبية والصهيونية.
ومن هنا تبدأ ملامح المقارنة بين ثلاث ساحات بحرية مختلفة، يجمعها خيط واحد: سياسة الغرب الانتقائية.
البحر الأسود: الهجمات الأوكرانية بين التبرير والتضليل
في الأسابيع الأخيرة، نفذت أوكرانيا ثلاثة هجمات متتالية ضد ناقلات نفط روسية، استهدفت ما يصفه الإعلام الغربي بـ”أسطول الظل” الخاص بموسكو.
ورغم أن هذه الناقلات مدنية وتعمل ضمن مسار تجاري طبيعي، إلا أن العواصم الغربية امتنعت عن إصدار أي إدانة، واكتفت بتقديم الهجمات باعتبارها “جزءاً من الضغط المشروع على الاقتصاد الروسي”.
لم تتحدث أي دولة غربية عن تهديد الملاحة، ولم يخرج أي تحذير من الركون إلى استخدام الأسلحة ضد سفن غير عسكرية.
هذه المفارقة تكشف طبيعة المعايير الغربية التي تعتبر الهجوم على سفن الخصم ضرباً من الشرعية، ما دام يخدم هدف إضعاف روسيا اقتصادياً ومالياً.
الكاريبي: حين تتحول القرصنة إلى قانون أمريكي
وعلى الطرف الآخر من العالم، وفي البحر الكاريبي تحديداً، نفذت الولايات المتحدة عملية مصادرة كاملة لناقلة نفط فنزويلية، في خطوة وصفتها كاراكاس بأنها “قرصنة دولية” واعتداء على سيادتها.
واشنطن، من جهتها، سوقت العملية بوصفها “إجراء قانونياً” يستهدف شبكات نفطية غير شرعية وفق مزاعمها.
الناقلة كانت تعمل بإشراف رسمي من فنزويلا، والدولة صاحبة السيادة لم ترتكب أي مخالفة بحرية.
لكن ذلك لم يشكل فارقاً في التصور الأمريكي. فحين تكون الدولة المستهدفة خارجة عن الفلك الغربي، يصبح السطو البحري “قانوناً”، وتغدو إجراءات المصادرة جزءاً من حرب اقتصادية بغطاء شرعي مزعوم.
هنا أيضاً تتضح قاعدة أخرى: القانون الدولي مرن بما يكفي ليطوعه الغرب كما يشاء، ويشدده فقط عندما يريد ضبط الآخرين وتهديدهم.
البحر الأحمر: من النصرة لغزة إلى اتهامات الإرهاب
وعلى الضفة العربية، في البحر الأحمر، تواجه القوات اليمنية السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، ضمن موقف معلن نصرة لغزة ورفضاً لجرائم الاحتلال.
ورغم وضوح بيانات العمليات التي أوضحت أكثر من مرة أن الاستهداف محصور بالسفن المرتبطة بالكيان الصهيوني فقط، ورغم إقرار شركات الشحن والتأمين الدولية بهذه الحقيقة، إلا أن الغرب اختار سردية أخرى تماماً.
سارعت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي إلى شيطنة العمليات اليمنية وتقديمها كـ”إرهاب بحري” و”تهديد للتجارة العالمية”.
ثم تبع ذلك استنفار غربي شامل داخل مجلس الأمن الذي أصدر قرارات تدين اليمن وتطالبه بوقف عملياته فوراً، في حين لم يصدر أي قرار مشابه بخصوص الهجمات الأوكرانية أو القرصنة الأمريكية في الكاريبي.
المشهد لا يقف هنا؛ فقد شكّل الغرب تحالفات عسكرية ضخمة، وأنفق مليارات الدولارات في عمليات وصفها بـ”حماية حرية الملاحة”.
وهي الشعارات ذاتها التي تتلاشى حين يتعرض الروسي أو الفنزويلي لاعتداء مباشر، أو حين يهدد العدوان الصهيوني حياة الشعوب في المنطقة.
خلاصة تسلسلية: معيار الهوية لا القانون
من خلال هذه الساحات الثلاث، يبرز خيط واحد يربط مواقف الغرب:
الهجمات على ناقلات روسية: ضغط مشروع مصادرة ناقلة فنزويلية: إجراء قانوني استهداف سفن مرتبطة بالعدو الصهيوني: إرهاب وقرصنةكل ذلك يفضح أن “القانون الدولي” عند الغرب ليس سوى أداة سياسية تُستخدم ضد الخصوم وتُستبعد حين يُراد حماية الحلفاء.
وأن حماية الملاحة ليست مبدأً، بل غطاءً حين تتضرر المشاريع الأمريكية والأوروبية والصهيونية.
بذلك، لا يمكن قراءة هذه الأحداث إلا باعتبارها جزءاً من سياسة عالمية تقوم على الانتقائية، حيث تكال المعايير بميزانين، وتُفرض القرارات تبعاً لهوية الفاعل لا لمشروعية الفعل.