ما الذي سيختلف بالنسبة للسودان في ظل إدارة ترامب؟
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تكشف إجابة الدكتور مسعد بولوس، أرفع مسؤول في إدارة ترامب معني بالشؤون الإفريقية، على سؤال لقناة الجزيرة بشأن رؤية بلاده للعلاقات مع السودان، أن الإدارة لا تملك أي أولويات واضحة أو محددة بخصوص السودان، وهذه ليست مفاجأة بالطبع. هذا الغياب في الرؤية يعكس استمرار النمط الأميركي في التعامل مع الأزمات الإفريقية من موقع التلقي والتأثر، لا من موقع المبادرة والفعل.
هذا الغياب مؤشر على ما يمكن تسميته بـ”الانخراط الانتقائي”، حيث تُصاغ السياسة الأميركية تجاه القارة الإفريقية من خلال مواءمة مصالح الحلفاء المتنافسين، لا من خلال تقدير أميركي استراتيجي مستقل. هذا الأمر يتضح باختيار بولوس نفسه للمنصب الرفيع، فهو رجل أعمال من أصول لبنانية بلا خلفية دبلوماسية أو خبرة أفريقية، وفي ذات الوقت تجاهلت الإدارة تعيين مساعد لوزير الخارجية للشؤون الإفريقية، وذلك يعكس رغبة في تجاوز قنوات وزارة الخارجية والدبلوماسية التقليدية لصالح ترتيبات “مرنة” تتيح التفاعل الأميركي النشِط مع شبكات النفوذ غير الرسمية —وخاصة الخليجية منها.
أول تفاعل لبولوس مع المشهد الإفريقي بدأ من بوابة الصراع الكونغولي-الرواندي، لا لأنه الأكثر إلحاحاً، بل لأنه الأكثر قابلية للتربُّح منه: فالكونغو تمثل كنزاً من المعادن الحيوية لصناعات الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء في الغرب، وسبق أن حاولت إغراء ترامب لينحاز لصفها في مواجهة رواندا بأن عرض عليه تشيسيكيدي صفقة معادن على غِرار الصفقة الأوكرانية بما يأتي به الاستثمار الأميركي من شبه ضمانات أمنية للنظام الحاكم، كما أن الصراع هناك يتيح لواشنطن لعب دور الوسيط بين حلفاء إقليميين متنافرين. إعلان المبادئ بين رواندا والكونغو، الذي أُعلن في الدوحة بجهد دبلوماسي قطري كبير، لم يكن فقط تمريناً في الوساطة، بل رسالة جيوسياسية بأن واشنطن ترامب ستعتمد على منطق تقاسم النفوذ بين الحلفاء، وليس كبح جماحهم.
وعندما نضع هذا السلوك في سياق مواقف بولوس الأخرى—ومنها تأييده الصريح للموقف المغربي في الصحراء الغربية وتجاهله التام لوجهة النظر الجزائرية—يتضح أن واشنطن لم تعد تملك سياسة خارجية متماسكة في إفريقيا، بل أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين حلفائها. فالمغرب، الحليف الوثيق لأبوظبي، مع إثيوبيا، يكون شبه رباعية اقتصادية عسكرية أمنية غير معلنة—واشنطن، أبوظبي، الرباط، وأديس أبابا—يمتد أثرها إلى محاولة التأثير على وتشكيل الموقف الأميركي من السودان.
ومع تولي ترامب الرئاسة مجدداً، وزيارته المرتقبة إلى المنطقة: السعودية وقطر والإمارات—وهي دول تتبنى رؤى متباينة بحدة تجاه السودان والقرن الإفريقي—تتعمق قناعة أن واشنطن في عهده لن تسعى لتطوير سياسة خارجية مستقلة في القارة، بل ستواصل الارتهان لتجاذبات الحلفاء الخليجيين.
ولنا عودة حول ما نعتقد أن يكون عليه سلوك السودان للحفاظ على مصالحه الوطنية وأمنه القومي في ظلّ تصاعد حرب أبوظبي ومليشياتها الإرهابية ضد السودان، الدولة والأُمّة.
Ahmad Shomokh
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تنفيذاً لقرار ترامب.. المبعوث الأميركي يلتقي الشرع في تركيا
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، في إسطنبول بعد رفع العقوبات الأميركية على دمشق.
اقرأ ايضاًوقال السفير الأميركي في تركيا، توماس باراك، في بيان "التقيت اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في إسطنبول لتنفيذ قرار الرئيس ترامب الجريء لفتح الطريق للسلام والازدهار في سوريا".
كما قال باراك، إنه التقى بالشرع الذي أشاد بالقرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، وأضاف أن "القرار سيحافظ على هدف هزيمة داعش"، مشيداً "بالخطوات الجادة" التي اتخذها الشرع فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب والعلاقات مع إسرائيل.
وكان الرئيس السوري، أحمد الشرع، التقى في وقت سابق اليوم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول في زيارة لم يعلن عنها سابقاً.
اقرأ ايضاًوذكر مكتب الرئاسة التركية، أن أردوغان أكد للشرع ترحيب بلاده برفع العقوبات الأميركية.
المصدر: العربية
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن