أول دراسة وقعت بين يدي عن التسرب المدرسي كانت للدكتورة ثويبة البروانية، تفاجأت بالرقم الكبير الذي استمر كبيرا إلى اليوم. ولم أعد أفهم لماذا لا يستطيع جهاز ضخم كجهاز التربية والتعليم معالجة هذه المعضلة كما يسميها التربويون، رغم إلزامية التعليم الذي اعتمد مع التعديلات للنظام الأساسي للدولة.
لقد دأب البعض على إلقاء اللوم على أن التعليم ليس إلزاميًا، وأن هذا هو السبب، ومع إلزامية التعليم لم نجد أي فرق في أرقام التسرب المدرسي، فقد استمر التسرب والهدر البشري، ولم يعد ما يقال عن عمالة الأطفال بسبب عوز الأسر مقنعا أبدا.
إذن الإشكالية في الإجراءات التنفيذية، وفي الواقع اليومي المعيش للطالب، حيث يطالب التربويون بدور أكبر للمرشد الأكاديمي، ومعه الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي ورائد الصف ومدير المدرسة، ومن ورائهم دعم ومساندة وخطط وعمل جهاز التربية والتعليم العتيد.
إن التسرب المدرسي يلقي عبئًا أكبر على نظام التوظيف، فهناك مخرجات غير متعلمة تعليمًا ماهرًا تكبر وتصبح باحثة عن عمل، وإذا لم تحصل على عمل، فقد تنساق إلى الفراغ والانحراف والجريمة. وتلقي عبئًا أكبر على صندوق الحماية، وإلا فالفقر والعوز والحرمان سيبتلعها في دائرته القاتلة.
دول كثيرة حولنا استطاعت النجاح في معالجة التسرب المدرسي، ونحن مع العديد والكثير من الدراسات وتوصياتها؛ لا يزال الأمر يراوح مكانه.
التربية والتعليم نظام متكامل يربي ويعلم الطفل إلى أن يكبر؛ ليصبح مواطنا قادرا على التعلم والعمل بكفاءة واقتدار مدى الحياة، وقادرا على العيش، وقادرا على أن يكون عضوا فعالا في مجتمعه.
ما فائدة مدرسة لا تستطيع الاحتفاظ بطفلها وطالبها على مقاعد الدراسة حتى يكمل تعليمه الأساسي على الأقل أو ينال دبلوم الثانوية العامة؟.
فاقد بشري خطير، وهدر للإمكانيات المالية والبشرية على السواء، فالتسرب المدرسي نسبته عالية جدا ومرتفعة، وإجراء الدراسات حول الظاهرة المعضلة بداية الطريق، ونهايته أن نحقق الإنجاز الحقيقي بتقليل نسب التسرب إلى أدنى حد وبنسب مقبولة تربويًا حسب اليونسكو والمؤسسات التربوية العالمية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التسرب المدرسی
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يتابع انتظام امتحانات الثانوية العامة من داخل غرفة عمليات مديرية التربية والتعليم
أكّد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة انتظام سير أعمال امتحانات الدور الأول للشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥، وذلك خلال تفقده غرفة العمليات بمديرية التربية والتعليم والتعليم الفني وتواصله مع غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم، بحضور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، أثناء ترأسه غرفة العمليات بالوزارة.
واطّلع المحافظ من مدير مديرية التربية والتعليم على تقارير تفصيلية من غرفة العمليات حول سير الامتحانات، شملت وصول أوراق الأسئلة إلى اللجان في المواعيد المحددة، وتواجد الملاحظين والمراقبين إضافة إلى جاهزية فرق الطوارئ والتأمين الصحي بما يضمن توفير الأجواء المناسبة والآمنة للطلاب.
وشدّد المهندس عادل النجار خلال المتابعة على أهمية الالتزام الكامل بالإجراءات الأمنية والتنظيمية وتوفير بيئة هادئة ومناسبة لأبنائنا الطلاب داخل اللجان موجّهًا الشكر لكافة الجهات المشاركة في تنظيم وتأمين الامتحانات من مديرية التربية والتعليم، ومديرية الأمن، ومديرية الصحة، والجهات المعنية الأخرى.
كما أكّد المحافظ وجود تنسيق دائم بين غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة، وغرفة العمليات المركزية بمديرية التربية والتعليم، بالإضافة إلى غرف العمليات الفرعية بالإدارات التعليمية، لمتابعة أي معوقات قد تطرأ أثناء سير الامتحانات.
ونوّه المحافظ إلى تكليفه لرؤساء الأحياء والمراكز والمدن بالمتابعة المستمرة على مدار الساعة والتأكّد من توافر كافة التيسيرات اللازمة، مع التعاون التام مع الإدارات التعليمية و الجهات الأمنية المختصة لتأمين اللجان ومنظومة الامتحانات، مشدّدًا على ضرورة تكثيف أعمال النظافة في محيط المدارس دورياً ومنع تواجد الباعة الجائلين ورفع الإشغالات، لضمان توفير الهدوء بمحيط اللجان.
من جانبه أشار سعيد عطية وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة إلى توفير جميع الوسائل التي تضمن للطلاب أداء الامتحانات في أجواء هادئة تساعدهم على التركيز، إضافة إلى متابعة الإجراءات الخاصة بتأمين مركز توزيع الأسئلة، وخروج صناديق الأسئلة تحت حراسة مشددة حتى وصولها إلى اللجان في الوقت المحدد، وكذلك متابعة عودة أوراق الإجابة إلى مركز التوزيع ثم إلى الكنترول الرئيسي .