طفلة غزاوية: دمُـنا بالنسبة لليمن “مش ميه”
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
يمانيون../
من داخل إحدى خِيام النازحين وأصواتِ القصف بغزة المحاصَرة، تجلسُ طفلةٌ يتيمةٌ تُدْعَى ريتاج (11 عامًا) على بقايا كرسي يعود لأبيها الذي استشهد في غارةٍ لكيان العدوّ الصهيوني، وحول رقبتِها شال المقاومة الفلسطينية المذيل بألوان العلم. عيناها الواسعتان، اللتان شهدتا أكثرَ مما تحتمل روح طفلة، تفيضان بالدموع، لكن هذه المرة… دموع تلمع فرحًا وسعادةً.
ترفع ريتاج الشال إلى خدَّيها، تمسح دمعةً ساخنة تسابق أُخرى، بينما تهتز أصابعُها الصغيرة، ليست دموعَ ألم هذه، بل دموع طفلة رأت فجأةً نورًا في نهاية النفق، “دمنا مش ميه!” تقولها بصوت يقطِّع القلب من فرط براءته، ثم ترتفعُ نبرتَها كأنها تعلنها في ميكروفون العالم: “أول مرة أعرف أن دمَنا لن يذهب هدرًا.. أنا فخورة في اليمن كثيرًا!”. الكلمات تخرج وكأنها أول أكسجين تنشَّقَه صدرُها منذ سنوات.
لم تكن هذه الكلمات مُجَـرّد شكر عابر، بل كانت شهادة ميلاد لأمل جديد، انبثق من قلب أُمَّـة خذلت غزة وأطفالها وتركتهم يواجهون أعتى أنواع الإبادة وجرائم الحرب في العصر الحديث.
وتضيف ابنة غزة بصدق طفولي: “لأول مرة أحس أنه يوجد سند لنا… من غزة صباح الخير لليمن”.
ثم تنطلق كلماتها بحماس متدفق، لتشيد باليمن الشامخ: “ولا خير في العالم سوى اليمن، ولأول مرة في العالم كله نسمع أن دولة عربية حاصرت المحتلّ الغاصب، ومن كان يحاصر غزة جاء اليوم اليمن ليحاصِرَه”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B7%D9%81%D9%84%D8%A9%20%D8%BA%D8%B2%D8%A9%20%D8%AF%D9%85%D9%86%D8%A7%20%D9%85%D8%B4%20%D9%85%D9%8A%D9%87.mp4
وتتابع ريتاج بذهولٍ طفولي ممزوج بالفخر: “اليمن اليوم يحاصر المحتلّين جوًّا وبحرًا، مثل ما يحاصروننا، واليوم ها هو اليمن يضرِبُ مطار اللد المسمى “بن غيريون” في يافا المحتلّة.
ووجّـهت الطفلة نداءً مؤثرًا لكل العرب، وكأنها تحملُ على عاتقها مسؤوليةَ إيقاظ الضمائر: “احملوا كراساتِكم وأقلامكم، وتعلَّموا من اليمن معنى الضمير الحي، والواجب الديني والإنساني، والأخلاقي، وتعلَّموا نصرة غزة، ومعنى الشهامة والرجولة، من اليمن”.
وفي ختام كلماتها الصادقة، تكرّر عباراتِها الذابحةَ للقلوب والضمائر: “أول مرة أعرف أن دمنا مش ميه [ليس ماءً]، ولن يروح هدرًا… ألف تحية لليمن أصل العرب”.
كانت كلمات ريتاج بمثابة صرخة مدوية أيقظت الضمائرَ النائمة، ورسمت صورة مؤثرة لطفلة صغيرة زرعت الأملَ في قلوب الملايين، وأكّـدت أن في هذه الأُمَّــة قلوبًا حيةً لا تزال تنبض بالإيمان والإنسانية والعروبة، وأن اليمن -بتضحياته ومواقفه الشجاعة- قد أعاد تعريفَ معنى الأُخوَّة والنصرة في زمن الخِذلان.
كانت لُغةُ جسد ريتاج أبلغَ من كلماتها، يداها الصغيرتان تلوِّحان بالشكر وتعكسان الفرحةَ، ووجهها المشرق رغم الدموع الغزيرة يقول لكل أطفال غزة الشهداء: اخلدوا في ضِيافة الرحمن، ونحن -ومعنا الله، وإلى جانبنا اليمن- سنأخذ بثأركم. ولكل طفل يتيم وأُمٍّ فقدت فلذاتِ كبدِها، وزوجةٍ فقدت زوجَها، حان لنا أن نبتسمَ ونفرح، ونستعيد الأمل”، متابعة بصوت مخنوق بالبكاء: “أشكرهم من كُـلّ قلبي…”.
https://x. com/i/status/1919354587523231822
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 1.273 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع
البلاد – عدن
تمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الأسبوع الثاني من شهر مايو 2025م من انتزاع (1.273) لغمًا في مختلف مناطق اليمن منها (34) لغمًا مضادًا للدبابات و(1.239) ذخيرة غير منفجرة.
ونزع فريق “مسام” في محافظة عدن (1.187) ذخيرة غير منفجرة، وذخيرة واحدة غير منفجرة في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، و(3) ذخائر غير منفجرة في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، ونزع ذخيرتين غير منفجرتين بمديرية الوهط في محافظة لحج.
وفي مديرية مأرب بمحافظة مأرب استطاع الفريق نزع (32) لغمًا مضادًا للدبابات، وفي محافظة تعز نزع الفريق ذخيرة واحدة غير منفجرة بمديرية موزع، ولغمين مضادين للدبابات و (6) ذخائر غير منفجرة بمديرية ذباب، و(39) ذخيرة غير منفجرة بمديرية المظفر، وبذلك ارتفع عدد الألغام المنزوعة خلال شهر مايو حتى الآن إلى (3.112) لغمًا، فيما ارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع “مسام” حتى الآن إلى (493) ألفًا و(256) لغمًا بعد أن زُرعت عشوائيًّا في مختلف الأراضي اليمنية لحصد الأرواح البريئة من الأطفال والنساء وكبار السن، وزرع الخوف في قلوب الآمنين.