محمد حسن الوكيل يكتب: العولمة وصدام التقافات وآثارها على المجتمعات العربية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تعتبر العولمة من أهم الظواهر التي شهدها العالم في القرن الحالي، حيث أصبح العالم قرية صغيرة تتداخل فيها الثقافات والأفكار والاقتصاديات، وتتحرك البضائع والخدمات بسهولة وسرعة عبر الحدود الوطنية، وتحدث تطورات تكنولوجية وعلمية يومية تغير شكل الحياة وتؤثر على البشرية بشكل عام.
ومع ذلك، فإن العولمة لم تأتي بمجرد فوائدها وإيجابياتها، بل أحدثت صدامًا ثقافيًا بين المجتمعات العربية والغربية، حيث تم إنكار بعض القيم والتقاليد العربية والإسلامية، وتم تبني قيم ومعايير غربية بدلًا منها، مما أدى إلى تقليص هوية المجتمعات العربية والإسلامية، وتركيز الاهتمام على الجانب الاقتصادي والتجاري للعولمة فقط، بينما تم تجاهل الجانب الثقافي والاجتماعي.
وتأثرت المجتمعات العربية بشكل كبير بسبب هذا الصدام الثقافي، حيث ظهرت ظواهر اجتماعية وثقافية جديدة، مثل الاستهلاكية الزائدة والعنف والمخدرات والجرائم، وتم تحطيم بعض القيم والتقاليد الأسرية والاجتماعية التي كانت تعتبر عمودًا فقريًا للمجتمعات العربية، مما أدى إلى زيادة نسبة الطلاق وتفكك الأسرة والعنف الأسري.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن العولمة أدت إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية بين المجتمعات العربية، حيث أصبحت الثروة تتركز في أيدي القلة القليلة ويزداد فقر وتهميش الفئات الضعيفة، وتزداد نسبة البطالة وعدد العاطلين من الأشخاص الذين يعيشون في الفقر والعوز، وتزداد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات الاجتماعية والانقسامات العرقية والدينية.
وعلاوة على ذلك، فإن العولمة أيضًا أدت إلى تغييرات في الثقافة والتعليم، حيث تم تبني أساليب التعليم الغربية والتركيز على اللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية، وتم تغيير المناهج الدراسية لتتناسب مع الأفكار الغربية وتتجاهل الإرث الثقافي العربي، مما يؤدي إلى تقليل الاهتمام بالتراث الثقافي واللغة العربية، ويؤدي إلى نسيان الجيل الحالي للتقاليد العربية والإسلامية.
وبالتالي، فإن العولمة وصدام الثقافات أدت إلى تأثيرات سلبية على المجتمعات العربية، حيث تم تقليل الهوية العربية والإسلامية وتبني القيم الغربية، وتفاقمت الفوارق الاجتماعية وتغيرت الثقافة والتعليم، وتزايدت الانقسامات العرقية والدينية.
ولذلك، يجب على المجتمعات العربية أن تتبنى العولمة بشكل متوازن ومتناغم مع الثقافة العربية والإسلامية، وأن تؤكد على الحفاظ على الهوية الثقافية واللغة والتراث، وأن تحاول الحفاظ على القيم الأسرية والاجتماعية التي تميز المجتمعات العربية، وأن تستخدم التكنولوجيا والتطورات العلمية بشكل يحافظ على الثقافة والهوية العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة المجتمعات العربیة
إقرأ أيضاً:
تهديد وجودي لملياري إنسان.. انهيار محتمل لهذا الجبل الجليدي| ما القصة؟
أثار الانهيار المفاجئ لنهر جبل بيرش الجليدي في جبال الألب السويسرية موجة من التحذيرات العالمية، خاصة بشأن المخاطر المتزايدة التي تهدد المجتمعات الجبلية في آسيا، حيث يعتمد الملايين على الأنهار الجليدية كمصدر رئيسي للمياه.
تهديدات تغير المناخويشير الخبراء إلى أن تغير المناخ بات يفرض تهديدات ملموسة على الغلاف الجليدي، ما ينعكس بشكل مباشر على حياة السكان في المناطق الجبلية حول العالم.
وتتفاقم تأثيرات تغير المناخ على الكتل الجليدية وعلى المجتمعات القريبة من الأنهار الجليدية، والتي تعتمد عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
ورغم عدم إثبات الصلة المباشرة بين تغير المناخ وانهيار النهر الجليدي السويسري حتى الآن، إلا أن العلماء يجمعون على أن ارتفاع درجات الحرارة يسرع من ذوبان الأنهار الجليدية عالمياً.
وكانت السلطات السويسرية قد نفذت إجلاء استباقي لسكان قرية بلاتن الواقعة أسفل الجبل، ما أنقذ أرواح 300 شخص، رغم الإبلاغ عن شخص مفقود.
ويقول الخبراء إن هذه ما حدث فى سويسرا من انهيار الجبل الجليدي يؤكد أن وجود أنظمة مراقبة وإدارة طوارئ فعالة قادر على تقليل حجم الكوارث.
جبال الهمالايا في دائرة الخطرمن جانبه، أشار ستيفان أولينبروك، مدير إدارة المياه والغلاف الجليدي في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن ما جرى في سويسرا يعكس الحاجة الماسة لتأهب المجتمعات في المناطق الجبلية مثل جبال الهيمالايا، قائلاً: "من الرصد إلى تبادل البيانات وصولاً إلى نمذجة المخاطر، يجب تقوية هذه السلسلة بأكملها. في العديد من الدول الآسيوية، تفتقر البيانات إلى الترابط والتكامل".
وفي الوقت الذي تعتمد فيه سويسرا على تكنولوجيا متقدمة، مثل الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار لرصد الأنهار الجليدية، فإن معظم دول آسيا لا تملك الموارد اللازمة لاعتماد مثل هذه التقنيات.
ورغم أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ كانت الأكثر تضرراً من الكوارث المناخية في عام 2023، إلا أن تقريرا أمميا صدر في 2024 أظهر أن ثلثي دول المنطقة فقط تمتلك أنظمة إنذار مبكر، في حين تفتقر البلدان الأقل نمواً إلى الإمكانات الكافية.
تهديد وجودي لملياري إنسانويحذر العلماء من أن الأنهار الجليدية في جبال الهمالايا، والتي توفر المياه لما يقرب من ملياري نسمة، تذوب بمعدلات غير مسبوقة.
وقد أدى هذا الذوبان إلى نشوء مئات البحيرات الجليدية التي قد تؤدي إلى فيضانات مدمرة إذا ما انهارت فجأة، كما يؤدي ذوبان التربة الصقيعية إلى زيادة مخاطر الانهيارات الأرضية.