البابا تواضروس لوزير خارجية صربيا: ابتعاد الإنسان عن الله سبب أزمات العالم
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، والوفد المرافق لقداسته، اليوم، السيد ماركو دجوريتش، وزير خارجية صربيا، بمقر وزارة الخارجية في العاصمة بلجراد، بحضور السفير باسل صلاح، سفير مصر في صربيا، وعدد من مسؤولي الوزارة.
زيارة تعزز العلاقاترحب وزير الخارجية الصربي بقداسة البابا، مؤكدًا أن هذه الزيارة "زيارة تاريخية تسهم في تعزيز العلاقات ليس فقط بين الدولتين، بل أيضًا بين الكنيستين، وبين الدولة والكنيسة معًا"، مضيفًا: “أنتم في بلدكم، فلسنا بلدًا غريبًا عليكم”.
وأشاد الوزير بالعلاقات الوطيدة بين البلدين، مدعومة بعلاقات قوية بين الرئيس الصربي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن "العلاقة بيننا ليست سياسية فقط، بل هناك محبة وصداقة وتعاون وثيق في مجالات متعددة".
وأشار الوزير إلى التحديات التي واجهتها صربيا خلال العقود الماضية، لا سيما فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومرحلة الحكم الشيوعي التي حاولت تهميش دور الكنيسة، قائلاً: "عشنا سنوات صعبة، لكننا نحافظ اليوم على تعاليم الإيمان، ونشهد تجددًا روحيًا ملموسًا؛ إذ يعود الناس إلى الكنائس ويزداد حضورهم للقداسات، بفضل الدور القيادي لقداسة بطريرك صربيا".
وأضاف: "نعمل على الحفاظ على الهوية الصربية، وتشجيع الأسرة وزيادة عدد المواليد، ومواجهة التحديات الديموغرافية، في ظل متوسط أعمار يبلغ ٤٣ عامًا لشعبنا".
من جانبه، أعرب قداسة البابا عن بالغ سعادته بهذه الزيارة، قائلاً: "أنا سعيد بوجودي معكم، وقد شجعني الرئيس الصربي على هذه الزيارة خلال لقائنا في يوليو الماضي بالمقر البابوي بالقاهرة"، مشيدًا بالدور الذي تلعبه صربيا في الحفاظ على السلام، قائلاً: "نحن في مصر نؤمن أن بناء السلام أمرًا مهمًا جدًا، رغم الصراعات المستمرة في منطقتنا، لكن القيادة السياسية المصرية تسعى لتحقيق السلام، ونسمي مصر قلب العالم بفضل موقعها الجغرافي وتاريخها العريق".
وأضاف: "الكتاب المقدس يقول: طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون، والسلام يحتاج إلى حكمة وصبر وزمن طويل لتحقيقه".
ونوه قداسة البابا إلى أن "ابتعاد الإنسان عن الله هو سبب أزمات العالم"، قائلاً: “الله هو الحقيقة الثابتة في عالم يتغير باستمرار، وتمسك الإنسان بالله هو الطريق إلى السلام الحقيقي". وأعرب عن أمنيته بأن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، مشيدًا بدور الكنائس في تعزيز الهوية الروحية، ومحذرًا من تصاعد خطاب الكراهية في العصر الرقمي، قائلاً: "مواقع التواصل الأجتماعي رغم فوائدها، ساهمت في تراجع الإنسانية، ومن واجب المؤسسات الدينية العمل معًا لمواجهة الكراهية ومساعدة الإنسان ليحيا حياة أفضل، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع".
وفي ختام اللقاء، عبر وزير الخارجية الصربي عن تقديره لكلمات قداسة البابا، قائلاً: "نشكر قداستكم على هذه النصائح القيمة، ونعدكم بأن صربيا ستبقى محافظة على السلام. نشكركم باسم الوزارة على رسالتكم، ونطلب صلواتكم من أجلنا".
يأتي هذا اللقاء في إطار زيارة قداسة البابا لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي، حيث تعد زيارة صربيا المحطة الثالثة من محطات جولة قداسته بالايبارشية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني وزير خارجية صربيا صربيا البابا تواضروس قداسة البابا
إقرأ أيضاً:
البابا لاون الرابع عشر يجري زيارته الأولى إلى مزار أم المشورة المصالحة
زار مساء أمس، قداسة البابا ليون الرابع عشر مزار "أم المشورة الصالحة" في جينازانو في زيارة خاصة. المزار، الذي يديره رهبان رهبانية القديس أوغسطينوس، يحتفظ بصورة قديمة للعذراء، عزيزة على الرهبانية ومرتبطة بذكرى قداسة البابا ليون الثالث عشر.
أم المشورة الصالحةوبعد استقبال حافل من قبل مئات من الأشخاص الذين تجمعوا في الساحة أمام المزار، دخل الحبر الأعظم إلى الكنيسة، حيث سلّم على الرهبان وتوقف للصلاة، أولاً أمام المذبح ثم أمام صورة العذراء، حيث تلا مع الحاضرين صلاة البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى "أم المشورة الصالحة".
في النهاية، وبعد تلاوة "السلام عليكِ يا مريم" وترتيل "السلام عليكِ يا ملكة"، توجه الأب الأقدس بالكلمة إلى الموجودين في الكنيسة، مرحبًا بهم وموجّهًا تحية إلى شعب جينازانو المتجمع في الخارج: "لقد رغبت كثيرًا في المجيء إلى هنا في هذه الأيام الأولى من الخدمة الجديدة التي كلفتني بها الكنيسة، لأتابع هذه الرسالة بصفتي خليفة بطرس".
وتذكر قداسة البابا الزيارة التي قام بها بعد انتخابه كأب عام لرهبانية القديس أوغسطينوس، وخياره "لتقديم الحياة للكنيسة"، وجدّد قداسته تأكيده على "ثقته بأم المشورة الصالحة"، التي تعتبر رفيقة "النور والحكمة"، مع الإشارة إلى كلمات مريم للخدام في عرس قانا الجليل، كما وردت في إنجيل يوحنا: "مهما قال لكم، افعلوه".
بعد ذلك، انضم البابا لاون الرابع عشر إلى جماعة المزار في القاعة الداخلية لعقد لقاء خاص. في ختام الزيارة، أطلّ الحبر الأعظم من بوابة الكنيسة، ووجه للحاضرين بعض الكلمات، معبرًا عن فرحته بتمكنه من القدوم للصلاة لأم المشورة الصالحة، واصفًا إياها بـ"الهدية العظيمة" لشعب جينازانو، والتي تترتب عليها أيضًا مسؤولية كبيرة: "كما أن الأم لا تتخلى عن أبنائها، عليكم أيضًا أن تكونوا مخلصين للأم".
وجه الأب الأقدس تحية خاصة للشباب، وللشباب في القلب - "كلنا شباب!"، كما قال - واستحضر روح الحماس في اتباع المسيح، مقتديًا بمثال مريم.
أخيرًا، وقبل مغادرته للمزار، بارك عظيم الأحبار الحاضرين. وفي طريق عودته إلى الفاتيكان، توقف البابا ليون الرابع عشر عند كنيسة "سانتا ماريا ماجوري"، حيث صلى أمام ضريح البابا فرنسيس، وأيقونة العذراء "خلاص شعب روما" (Salus Populi Romani).