ضمن استراتيجية جديدة تستهدف تسريع عمليات الترحيل وتقليل التكاليف المترتبة على احتجازهم، وفي خطوة مفاجئة تثير جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عرض مالي غير مسبوق يقضي بمنح 1000 دولار لكل مهاجر غير شرعي يقرر مغادرة البلاد طوعاً، وذلك في إطار خطة تهدف إلى تخفيف العبء عن نظام الهجرة والحد من أعداد المحتجزين.

وقالت الوزارة وزارة الأمن الداخلي، “إن البرنامج الجديد يشمل المهاجرين الذين يستخدمون تطبيق “CBP One” لإبلاغ السلطات بنيّتهم مغادرة الولايات المتحدة”، موضحة أنه سيتم تخفيف أولويات احتجازهم وترحيلهم من قبل سلطات الهجرة، ما يمنحهم فرصة للمغادرة الطوعية دون الدخول في الإجراءات القانونية المعقدة.

ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الضغوط على إدارة ترامب لتنفيذ وعوده الانتخابية بشأن ضبط الحدود والتصدي للهجرة غير الشرعية، وهو ما جعله يضع تطبيق قوانين الهجرة في صدارة أجندته منذ عودته إلى البيت الأبيض، ومع ذلك، تواجه هذه السياسات تحديات كبيرة تتعلق بالتكاليف اللوجستية والموارد البشرية المطلوبة لترحيل ملايين المهاجرين المقيمين بصورة غير قانونية في البلاد.

في سياق متصل، تضغط الإدارة الجمهورية على الكونغرس من أجل الموافقة على زيادات كبيرة في مخصصات تمويل عمليات الترحيل، في حين تسعى في الوقت ذاته إلى تقليل التكاليف من خلال تشجيع المهاجرين على مغادرة البلاد طوعاً عبر حوافز مالية.

وأثارت الخطوة، التي وُصفت بـ”غير المسبوقة”، ردود فعل متباينة، إذ يرى مؤيدوها أنها وسيلة فعالة لتسريع وتيرة المغادرة الطوعية وتقليل الأعباء عن مراكز الاحتجاز، بينما ينتقدها معارضون بوصفها إجراءً “غير إنساني” يشجع على التخلي عن حقوق قانونية قد يتمتع بها بعض المهاجرين.

هذا وتُعد الهجرة غير الشرعية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الولايات المتحدة منذ عقود، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد المهاجرين غير النظاميين في البلاد يتراوح بين 10 و11 مليون شخص، معظمهم من دول أمريكا اللاتينية، خصوصاً المكسيك وأمريكا الوسطى، وتشكل هذه الموجات من الهجرة تحدياً معقداً يتداخل فيه الجانب الإنساني مع الأمني والاقتصادي.

وشهدت البلاد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين، لا سيما على الحدود الجنوبية، ما أدى إلى ازدحام مراكز الاحتجاز وارتفاع تكاليف الإيواء والإجراءات القانونية. وتختلف دوافع الهجرة غير الشرعية بين الفقر، والعنف، والاضطرابات السياسية في بلدان المنشأ، وصولاً إلى البحث عن فرص عمل وحياة أفضل.

ومنذ توليه الرئاسة في ولايته الأولى، جعل دونالد ترامب من مكافحة الهجرة غير القانونية محوراً أساسياً في سياساته، من خلال بناء جدار حدودي، وتشديد إجراءات اللجوء، وتقليص برامج الهجرة الإنسانية، وأثارت هذه السياسات انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، في مقابل دعم من قطاعات واسعة من قاعدته الجمهورية التي ترى فيها حماية للأمن القومي وسوق العمل الأمريكي.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أزمة المهاجرين أمريكا اعتقال المهاجرين دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

أرحلوا حالًا… الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني المؤقت للإثيوبيين

أعلنت الولايات المتحدة إنهاء الوضع القانوني المؤقت للمواطنين الإثيوبيين المقيمين على أراضيها، في خطوة جديدة ضمن حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب لتشديد القيود على الهجرة القانونية وغير القانونية.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم، في إشعار نشر في السجل الفيدرالي الجمعة، إن إثيوبيا «لم تعد تستوفي الشروط اللازمة» للاستفادة من برنامج الحماية المؤقتة، وذلك بعد مراجعة الأوضاع في البلاد والتشاور مع الجهات الحكومية المعنية.

ويمنح وضع الحماية المؤقتة للأشخاص القادمين من دول تشهد كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة أو ظروفًا استثنائية، ويتيح لهم الحصول على تصاريح عمل وحماية مؤقتة من الترحيل.

وكان البرنامج قد أنشئ عام 1991، وشهد توسعًا كبيرًا خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي مددت الحماية لنحو 600 ألف فنزويلي وأكثر من 521 ألف هايتي. إلا أن وزيرة الأمن الداخلي ألغت هذه التمديدات في فبراير الماضي، معتبرة أنها «لم تعد مبررة».

وخلال الأشهر الأخيرة، رفعت إدارة ترامب الحماية المؤقتة عن مواطنين من عدة دول، من بينها هايتي وميانمار وجنوب السودان وسوريا وفنزويلا، كما أعلن الرئيس في نوفمبر الماضي إنهاء الحماية الممنوحة للصوماليين في ولاية مينيسوتا.

ويجعل ترامب من تشديد الرقابة على الهجرة محورًا رئيسيًا في ولايته الرئاسية الثانية، حيث ينظر إلى إلغاء برامج الحماية المؤقتة على أنه دعم لخطته الرامية إلى ترحيل ملايين المهاجرين. وقد قوبلت هذه القرارات بطعون قانونية أمام المحاكم.

وفي هذا السياق، سمحت المحكمة العليا الأمريكية في أكتوبر الماضي للإدارة بالمضي قدمًا في إلغاء وضع الحماية المؤقتة لمئات الآلاف من الفنزويليين، بعد تعليق حكم قضائي سابق كان قد اعتبر أن وزيرة الأمن الداخلي لا تملك صلاحية إنهاء البرنامج أثناء نظر الدعاوى القضائية.

كما أعلنت وزارة الأمن الداخلي، في إشعار منفصل، أنها لم تعد تعالج القضايا القديمة ضمن برنامج لمّ شمل العائلات الكوبية والهايتية، وهو برنامج يسهّل على المواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين إحضار أفراد عائلاتهم إلى الولايات المتحدة.

صدى البلد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/14 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة فريق عسكري سعودي إماراتي يصل عدن2025/12/13 إيران تصادر ناقلة نفط أجنبية على متنها 6 ملايين لتر من الديزل المهرب في بحر سلطنة عُمان2025/12/13 ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين2025/12/13 مجلة تايم تختار “شخصية العام”.. 5 أشخاص كبار في العالم.. من هم؟2025/12/12 الخارجية الأمريكية تعرض مكافأة 5 ملايين دولار لأي معلومات عن زعيم عصابة2025/12/12 السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي2025/12/11شاهد أيضاً إغلاق عالمية مجلس الأمن يبحث تعزيز دور الشباب في السلم والأمن مع لجنة بناء السلام 2025/12/11

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • استراتيجية ترامب الأمنية
  • مراكز بحثية تطلق إنذاراً من القاهرة: الحوثيون يجندون المهاجرين الأفارقة في معسكرات حدودية.. الهجرة غير الشرعية ومخاطرها
  • وزير الهجرة الإسرائيلي: الهجوم في سيدني استهدف فعالية لتكريم الجنود المهاجرين
  • واشنطن بوست: إلغاء مراسم منح الجنسية الأميركية عقاب جماعي يضر بسمعة البلاد
  • تحوّل حاسم في أميركا.. ماذا يحدث في بلد الفرص؟
  • أرحلوا حالًا… الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني المؤقت للإثيوبيين
  • السيد ترامب يراقبكم بالمطار.. تفاصيل عن مكتب جديد يتعقّب المهاجرين ويعتقلهم
  • كاتب بريطاني: على أوروبا فتح الأبواب أمام المهاجرين
  • ليبيا ترحّل مجموعة من المهاجرين المصريين
  • الولايات المتحدة تعتزم تفتيش حسابات التواصل الاجتماعي للراغبين بدخولها