أكاديمية CNN أبوظبي تحتفي بإنجازات 5 سنوات من التميز في مجال التدريب الإعلامي
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
تحتفي أكاديمية CNN أبوظبي بالشراكة مع هيئة الإعلام الإبداعي، بمرور خمس سنوات من التميُّز والتأثير المهني في صناعة الإعلام، مستعرضةً أثرها في المشهد التدريبي الإعلامي، حيث يُتوقَّع أن تسهم في تدريب 165 شاباً وشابة من المواهب المحلية مع حلول نهاية عام 2025، منهم 93 إماراتياً، منذ انطلاقتها في أبوظبي عام 2021.
وتمثِّل الأكاديمية تعاوناً بين القطاعين العام والخاص، وتقدِّم فرصة للطلاب في أبوظبي للالتحاق بدورة تدريبية مكثّفة تهدف إلى تمكين الجيل المقبل من الصحفيين، وتنمية مهاراتهم في سرد القصص عبر منصات متعددة.
وفي كل دورة سنوية، ينضمُّ إلى المشاركين المحليين طلاب دوليون من أكاديمية “CNN” من بُلدان ومناطق متعدّدة تشمل الولايات المتحدة الأميركية وماليزيا ومنطقة هونغ كونغ الإدارية التابعة للصين، وإسبانيا وإيرلندا والعراق وإقليم كردستان العراق.
وتستقبل الدورة السنوية الخامسة، أكثر من 270 طالباً دولياً في أبوظبي لاستكمال تدريبهم، ما يعزِّز روح التعاون الدولي ويُرسِّخ مفهوم التفكير الإعلامي العالمي المشترك.
ويُقود البرنامج التدريبي الرائد أكثر من 25 خبيراً كل عام، من بينهم مذيعو ومراسلو “CNN”، إلى جانب متخصصين فنّيين من مختلف أنحاء العالم ، يقدِّمون من خلاله 725 ساعة تدريبية، تشمل أكثر من 100 جلسة خاصة وورشة عمل متقدِّمة بحلول نهاية عام 2025، إضافة إلى تدريب عملي داخل الاستوديو وتدريب تفاعلي عبر الإنترنت.
ويتمتَّع جميع الطلاب، سواء الحاليون أو الخريجون، بإمكانية الوصول مدى الحياة إلى منصة أكاديمية “CNN” الرقمية، التي توفِّر مكتبة واسعة من الدورات التدريبية ذاتية الوتيرة، وورش عمل مباشرة تُبثَّ من أنحاء متفرَّقة من العالم، إلى جانب موارد تعليمية متقدِّمة تُسهم في تطويرهم المهني المستمر.
وأعرب محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة، عن سعادته بالتعاون الناجح وبمرور خمس سنوات على الشراكة المثمرة مع “CNN” الإعلامية، حيث تمثِّل أكاديمية “CNN” أبوظبي محطّة محورية في تأهيل الكوادر الإعلامية الشابّة وتمكينهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة مشهد الإعلام المتطوِّر .
وأضاف أنه باختتام الدورة الخامسة في نوفمبر من هذا العام، نكون قد أسهمنا بتشكيل مسارات مهنية لـ436 طالباً موهوباً، من بينهم 271 طالباً دولياً زائراً، إلى جانب 165 مشاركاً محلياً.
وأشار ضبيع إلى أن تمكين المواهب الصحفية الوطنية يُشكِّل ركيزةً أساسيةً في قياس نجاح منظومة الصناعات الإبداعية الأوسع في الدولة، متطلَّعا إلى مواصلة الزَّخم والنجاحات التي تحقَّقت خلال النصف الأول من هذا العقد، واستكمال هذا النهج لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات خلال السنوات المقبلة.
وتحمل دورة هذا العام من أكاديمية “CNN” أبوظبي عنوان “قصص مجتمعنا” لتواكب إعلان دولة الإمارات عام 2025 “عام المجتمع”.
ومن المُقرَّر أن تنطلق دفعة هذا العام في منتصف شهر سبتمبر 2025، حيث يتطلَّع المشاركون إلى الحصول على فرص عمل دائمة أو برامج تدريبية ضمن قطاعات الصناعات الإبداعية في أبوظبي، مقتدين بخطى 33 طالباً ممَّن سبقوهم ونجحوا في تحويل هذه التجربة التعليمية إلى نقطة انطلاق لمسيرتهم المهنية.
وقالت بيكي أندرسون، مدير تحرير “CNN” أبوظبي ومذيعة برنامج “كونيكت ذا ورلد وذ بيكي أندرسون”، إن الذكرى السنوية الخامسة لأكاديمية “CNN” أبوظبي، تتزامن مع تسليط الضوء على أهمية سرد القصص المجتمعية، وهو ما يعكس جوهر رسالتنا منذ انطلاقة الأكاديمية، حيث شكَّل المجتمع محوراً أساسياً في قصة نجاحنا، سواء من خلال تمكين الجيل الجديد من رواة القصص في المنطقة، أو عبر جذب المواهب من مختلف أنحاء العالم إلى أبوظبي، لبناء مجتمع إعلامي عالمي متماسك ومستدام من الصحفيّين وصُنّاع المحتوى.
وأعربت عن فخرها بإنجازات خريجينا، ونُثمِّن الشراكات المُثمرة والدعم المتواصل من جميع الجهات المعنية، كما نتطلَّع بشغف إلى استقبال دفعة جديدة من المشاركين في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام.
وكانت هيئة الإعلام الإبداعي قد أعلنت في عام 2024 عن شراكة إستراتيجية مع كليات التقنية العليا في دولة الإمارات، لتقديم شهادة تأهيل معتمَدة، بالتعاون مع أكاديمية “CNN” أبوظبي، في إطار التزام الهيئة بدعم وتطوير المواهب الإعلامية الوطنية، وتعزيز التكامل بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل في القطاع الإعلامي، ما يضمن تزويد الطلبة بالمهارات التطبيقية التي تؤهِّلهم لمسارات مهنية ناجحة.
ويواصل فريق العمل توسيع شبكة الشراكات التعليمية المؤسَّسية، ومنها تنظيم معرض توظيفي خاص بأكاديمية “CNN” أبوظبي، ضمن برنامج متكامل يهدف إلى تعزيز فرص التوظيف والتمكين المهني في القطاع الإبداعي.
وقدَّمت المبادرة منذ عام 2023، أيضاً دورات تدريبية خاصة لموظفي الجهات الحكومية في أبوظبي، وسيصل إجمالي عددهم إلى 139 فرداً من 30 جهة مختلفة بحلول نهاية عام 2025.
وتوفِّر هذه التجربة التدريبية المكثَّفة مجموعة شاملة من المهارات الأساسية في العمل الصحفي، تشمل فنون السرد البصري والسمعي، وأدوار غرفة الأخبار، وأساليب التحقُّق من المعلومات، وتقنيات إجراء المقابلات، وصحافة الهواتف المحمولة والمنصات الرقمية، إلى جانب إدارة المواعيد النهائية والتعامل مع الأخبار العاجلة.
ويختتم البرنامج بأسبوع المحاكاة، حيث يطبِّق الطلاب ما تعلَّموه ضمن بيئة غرفة أخبار حية، إلى جانب زملائهم من أكاديميات “CNN” في العالم، وتحت إشراف مباشر من خبراء شبكة “CNN”، ما يمنحهم تجربة واقعية تعزِّز جاهزيتهم للعمل في المجال الإعلامي الاحترافي.
ويرحِّب البرنامج بالطلاب الشغوفين بسرد القصص والعمل الصحفي من خريجي عامي 2023 و2024، إضافةً إلى طلاب السنة الرابعة الجامعية، حيث ستُتاح لهم هذا العام فرصة حضورِ فصولٍ دراسية رئيسية يقدِّمها نخبة من الخبراء من جهات تُعنى بالمجتمع.
ويأتي ذلك امتداداً لنوعية الجلسات التي حظيت بها الدفعات السابقة، والتي قادها عدد من أبرز القادة في مجالات الإبداع والرقمنة والقادة التنفيذيين، وتناولت قضايا محورية مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وسرد القصص المناخية.
وأكدت عائشة الجنيبي، مدير إدارة تطوير المواهب في هيئة الإعلام الإبداعي، الحرص هذا العام على مواءمة شعار أكاديمية “CNN” أبوظبي مع عام المجتمع، لضمان تقديم تدريب فعّال حول القصص التي تؤثِّر في مجتمعنا المحلي والعالمي.
وأعربت عن تطلَّعهم إلى رؤية مجموعة جديدة من الطلاب الشغوفين، ممَّن يعملون على صقل مهاراتهم والانطلاق بمسيرتهم المهنية في مجالَي الصحافة وسرد القصص من خلال إحدى مبادراتنا العديدة لإدارة المواهب.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟ «2»
كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟ «2»
فتح الرحمن حمودة
في مواصلة لما طرحته في مقالي السابق تحت العنوان أعلاه أود التعمق أكثر في الإجابة على هذا السؤال الجوهري بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية دمرت البلاد حيث يظل السؤال مطروحا كيف يمكن لأدوات الإعلام الجديد أن تكون فاعلة في وقف هذه الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟.
ومن خلال قراءتي للمشهد الإعلامي منذ اندلاع الحرب أرى أن السنوات الماضية شهدت تحولاً خطيراً في طريقة استخدام تلك الأدوات ففي البداية استخدمت للتحريض عبر حملات منظمة أطلقتها أطراف مستفيدة من استمرار النزاع ولم يكن التحريض عشوائياً بل ممنهجا ومدروسا لدى «الغرف الإلكترونية» وإن بدا للمتلقي أنه مجرد فوضى رقمية.
لاحقاً انتقلت هذه الأطراف إلى مرحلة التضليل الإعلامي كمرحلة من مراحل الحرب الإعلامية والتي تهدف إلى تشويه الحقائق وتزييف الواقع وما زالت هذه المرحلة مستمرة حتى اليوم، كما أن أحد أخطر أوجه هذا التضليل هو التخوين الممنهج للقوى المدنية في محاولة لتقويض أي مشروع بديل للحرب، وهذه الاستراتيجية ليست جديدة لكنها باتت أكثر وضوحاً وجرأةً في الفضاء الرقمي مستفيدة من غياب خطاب مدني منظم ومؤثر في وسائل الإعلام الجديدة.
ورغم هذا الواقع القاتم لا يمكن تجاهل أن أدوات الإعلام الجديد ظلت مساحة لتوثيق الانتهاكات من قبل أطراف الحرب فالتوثيق غالباً ما يحدث دون وعي فاعليه سواء من الضحايا أنفسهم أو من نشطاء حقوق الإنسان، كما لا تزال هذه الأدوات رغم كل العقبات أداة للمقاومة المدنية وإن كانت تستخدم بشكل عفوي وغير منظم حتى الآن.
ولكن أقول إن الإشكال الحقيقي هو أن القوى العسكرية المتصارعة أصبحت تهيمن على السردية الإعلامية وتستغل المواطنين «بوعي أو بدونه» في ترويج دعايتها، وفي مقابل ذلك بدأت قوى مدنية ومبادرات شبابية بالتحرك لاستعادة مساحة السرد وتقديم رواية بديلة تعبر عن تطلعات الناس في إنهاء الحرب وبناء دولة مدنية.
ومن وجهة نظري تكمن قوة الإعلام الجديد وأدواته في كونه فضاء مفتوح للمدنيين بعيداً عن هيمنة المؤسسات التقليدية، وما زالت هناك فرصة حقيقية لإعادة توجيه هذا الفضاء لخدمة القضايا العادلة، لكن ذلك يتطلب رفع الوعي لدى المدنيين بمخاطر التضليل الإعلامي وتدريبهم على استخدام هذه الوسائل بشكل منظم واستراتيجي لأنه أصبح في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال لا يعد الإعلام الجديد مجرد منصة بل أداة مقاومة يمكنها تجاوز الرقابة وتضييق الأنظمة القمعية مع سرعة الانتشار والتأثير اللحظي فهما ميزتان أساسيتان علينا استغلالهما..
لكن التحدي اليوم هو كيف ننتقل من الاستخدام العشوائي إلى التوظيف الواعي لهذه الأداة بهدف كسر احتكار السردية وبناء شبكات تضامن رقمية تسهم فعلياً في وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي الذي يليق بالسودانيين.. وتظل الإجابة على هذا التحدي ممكنة لكنها تحتاج لإرادة وتنظيم ووعي جماعي بحجم المعركة الإعلامية التي نخوضها كل يوم.
نواصل…
كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟
الوسومالإعلام الجديد التضليل الإعلامي الحرب السودان القوى المدنية فتح الرحمن حمودة