انطلاق أكبر ورشة عمل حول قضايا التصحر والغطاء النباتي في المملكة بمشاركة خبراء دوليين ومحليين
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
* العبدالقادر لـ”الجزيرة”: مشروع الأماكن التي تم استهدافها ضخم وقطعنا فيها شوطًا كبيرًا
* نعمل حاليًا على مسح أماكن الرعي في جميع المناطق
* نواجه تحديات في تدهور الأراضي.. وسنعمل على إعادة تأهيل 40 مليون هكتار
* نستهدف زراعة أكثر من 141 مليون شجرة بالتعاون مع كافة القطاعات
“الجزيرة” – عوض مانع القحطاني
تصوير: تهامي عبدالرحيم
انطلقت في مدينة الرياض أكبر ورشة عمل نظمها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وشارك فيها نخبة من الخبراء والمختصين من خارج المملكة وداخلها، استعرضوا فيها عددًا من المواضيع المهمة المتعلقة بالحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر والغطاء النباتي، والتحديات التي تواجه الدول والتجارب العالمية في مجال تأهيل الأراضي وتقييم التدهور والأماكن المستهدفة للحفاظ على الغطاء النباتي.
وقد ألقى الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر د. خالد العبدالقادر كلمة، رحب فيها بالمشاركين، وقال: إن هذه الورشة نعقدها لدراسة عدد من المواضيع العامة والاستفادة من آراء الخبراء المشاركين معنا في هذه الورشة. ويسعدنا أن نرحب بكم جميعا في ورشة “الطريق إلى تحقيق مستهدف السعودية الخضراء وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار”، التي نحرص من خلالها على مواجهة تحديات تدهور الأراضي، وتعزيز جهود التنمية المستدامة في المملكة.
وبين العبدالقادر أن تأهيل الأراضي يعد أحد أهم الأدوات لمواجهة التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي؛ إذ يسهم في تحسين خصوبة التربة، وزيادة الغطاء النباتي، ودعم التنوع الأحيائي، كما أنه يعزز من قدرة المجتمعات المحلية على الاستدامة، ويعيد الحياة إلى مناطق كانت على وشك الفقدان، مما يجعل هذه الجهود استثمارًا بيئيًا وتنمويًا طويل الأمد.
وأوضح أن الأجندة البيئية في المملكة شهدت تطورًا لافتًا، واكتسبت زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ومن بين هذه الجهود تبرز مبادرة السعودية الخضراء التي تطمح إلى تحقيق مستقبل أخضر ومستدام؛ إذ تسعى إلى زراعة 10 مليارات شجرة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.
وأضاف: وتحقيقًا لما تطمح إليه هذه المبادرة الواعدة أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر البرنامج الوطني للتشجير؛ لتجسيد طموحات التشجير، واستعادة الأراضي المتدهورة للمملكة.
وبيّن أنه منذ إطلاق المركز وهو يقوم بدور محوري في تعزيز استدامة الغطاء النباتي وزيادة المساحات الخضراء في المملكة. ويشمل هذا الدور قيادة استراتيجية وطنية شاملة للتشجير واستعادة الأراضي المتدهورة، وتنسيق جهود التنفيذ على مستوى القطاعات والمناطق المختلفة، وتقديم الدعم الفني في مجال زراعة الأشجار والإدارة المستدامة للأراضي، إضافة إلى مراقبة التقدم المحرز في زراعة الأشجار، وإعادة تأهيل الأراضي، وقياس نسب استدامة الأشجار، وتقييم الإنجازات العامة للبرنامج.
وأسفرت الجهود التي يقودها البرنامج، بتعاون الشركاء من كافة القطاعات، عن زراعة أكثر من 141 مليون شجرة، وتأهيل ما يزيد على 310 آلاف هكتار من الأراضي المتدهورة، بالاعتماد على مياه الأمطار والمياه المعالجة حفاظًا على مواردنا الطبيعية. وقد انتهى البرنامج الوطني للتشجير من وضع معايير معتمدة وفق أسس علمية لإعادة تأهيل الأراضي، ونأمل من جميع الجهات المشاركة في جهود إعادة التأهيل الاستناد عليها، واعتمادها في الأعمال المنفذة، ومشاركتنا تقارير التنفيذ وفق الآلية المتبعة.
واختتم العبدالقادر كلمته قائلاً: إن تأهيل الأراضي خطوة استراتيجية نحو بيئة أكثر توازنًا واستدامة. والجهود التي يقودها البرنامج الوطني للتشجير لا تسهم فقط في تحسين جودة الهواء والتربة، بل تلعب دورًا محوريًا في مواجهة التغير المناخي، وتقليل مخاطر التصحر، ودعم التنوع الأحيائي. ومن هنا، فإن الاستثمار في التشجير وتأهيل الأراضي ليس ترفًا بيئيًا، بل ضرورة وطنية واقتصادية، تتطلب تكاتف المجتمع كافة؛ لبناء مستقبل أخضر يضمن حياة كريمة للأجيال القادمة.
وقد ألقيت العديد من الأطروحات في هذه الورشة؛ إذ استعرض المهندس سمير ملائكة مدير مشروع التشجير استهداف 40 مليون هكتار، ثم استعرضت الدكتورة أماني العساف تقييم التدهور الصحراوي واستهدافات التجمعات السكانية القريبة من البيئة، كما قدم بعض المحاضرين محاضرات عبر الاتصال المرئي، وكذلك تحدث د. بارون أور خلال محاضرته عن العديد من مشاكل التصحر، ثم قدم د. مايك ماوندر عرضًا عن التجارة العالمية في تأهيل الأراضي.
* تصريح خاص لـ”الجزيرة”
من جانبه قال لـ”الجزيرة” د. خالد العبدالقادر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في المملكة إن المشروع الوطني لمكافحة التصحر مشروع ضخم وكبير وحيوي ومهم، فهو يغطي مناطق المملكة من غابات ومناطق ساحلية ومتصحرة ومحميات ملكية وأودية وجبال، وكل هذه الأماكن مستهدفة في خطة المشروع الوطني لإعادة عمليات تأهيل هذه الأماكن.
وحول سؤال آخر لـ”الجزيرة” عن مصادر المياه التي يستفاد منها لهذه المشاريع أجاب قائلاً: لدينا الأودية ومحطات معالجة المياه التي تقدر بحوالي 5 ملايين متر مكعب يوميًا، وسيتم تحويلها إلى مياه صالحة للزراعة، وكذلك استمطار السحب.
وكشف العبدالقادر لـ”الجزيرة” أن المركز الوطني أنجز المسوحات الخاصة بأماكن الرعي في المملكة، ووضع لها برنامجًا، وتم وضعها في الخطة الأولى، وهي جاهزة للعمل، وتقع على مساحة 8 ملايين هكتار. وتم تحديد هذه الأماكن من خلال التنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الوطنی لتنمیة الغطاء النباتی ومکافحة التصحر الأراضی المتدهورة تأهیل الأراضی ملیون هکتار لـ الجزیرة فی المملکة
إقرأ أيضاً:
بمشاركة المملكة.. الجامعة العربية ترفض احتلال غزة وتتمسك بحل الدولتين
أدان مجلس جامعة الدول العربية قرارات وخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني وجرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس.
جاء ذلك في قرار صادر عن الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت برئاسة الأردن، بناءً على طلب من دولة فلسطين وتأييد الدول الأعضاء.
أخبار متعلقة الجامعة العربية تناقش ملاحقة مرتكبي جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزةسكان غزة يناشدون العالم التحرك لمنع احتلال إسرائيل الكامل للقطاعتطورات العدوان.. استشهاد 39 فلسطينيًا في إطلاق نار وقصف على غزةومثّل المملكة العربية السعودية في الاجتماع المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالعزيز بن عبدالله المطر.خرق للقانون الدوليوأكد المجلس أن هذه القرارات والخطط الإسرائيلية تشكل خرقًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية وعدوانًا سافرًا على جميع الدول العربية وأمنها القومي ومصالحها السياسية والاقتصادية، وتهديدًا للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.
وجدد المجلس الدعوة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والتهجير والتطهير العرقي، ومنع تصفية قضيته المركزية، بموجب قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة، بما فيها "معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية"، في إطار حماية مصالح الدول الأعضاء وقراراتها السيادية والتزاماتها القانونية.
وأكد ضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية والقمم العربية والإسلامية المشتركة بكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وفرض إدخال قوافل إغاثية إنسانية كافية إلى كامل قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بما فيها الأونروا.
أكد المندوب الدائم لدولة #فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، أن إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي السيطرة الكاملة على #غزة يكشف عن نيتها ترسيخ الاستعمار وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.#اليوم https://t.co/qdqJpavkok— صحيفة اليوم (@alyaum) August 10, 2025التجويع سلاح إبادة جماعيةوأدان المجلس استخدام إسرائيل للتجويع، كسلاح إبادة جماعية، الذي قضى على 200 مدني فلسطيني جوعًا، نصفهم من الأطفال، كما أدان مصائد الموت التي نصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطار عمل ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي راح ضحيتها 1500 شهيد وآلاف الجرحى والتأكيد على مسؤولية إسرائيل التامة والكاملة عن حصارها المفروض على قطاع غزة وتحميلها المسؤولية الناجمة عن تبعات ذلك.
وشدد على ضرورة تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤوليات الحكم كاملة في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بدعم عربي ودولي، وبما يضمن وحدة النظام والقانون والسلاح، في إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ودعا العضوين العربيين في مجلس الأمن "الجزائر والصومال" والمجموعة العربية في نيويورك إلى مواصلة جهودهم المقدرة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإغاثية الكافية وغير المشروطة إلى كامل قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال، والامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفرض عقوبات دولية عليها بصفة جرائمها وممارساتها تشكل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المندوب الدائم للمملكة لدى الجامعة العربية السفير عبدالعزيز بن عبدالله المطر خلال الاجتماعملاحقات قضائية دولية للاحتلالكما دعا المجلس جميع الدول لتطبيق تدابير قانونية وإدارية تشمل، منع تصدير أو نقل أو عبور الأسلحة والذخائر والمواد العسكرية لإسرائيل، وإجراء مراجعة للعلاقات الاقتصادية معها، وإجراء تحقيقات وملاحقات قضائية وطنية ودولية مع المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
وحث منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم على تتبع كل المتورطين في جرائم الحرب الإسرائيلية العدوانية ومحاسبتهم عليها قضائيًا.
وطالب المجلس المجتمع الدولي وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية، بالضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على وقف عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها الإبادة والتجويع والتهجير، وإنهاء احتلالها غير القانوني، بصفتها الدولة الأقدر على تحقيق ذلك.
وأكد ضرورة تنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي انعقد في نيويورك برئاسة المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، وما تضمنه البيان الختامي للمؤتمر من إجراءات تنفيذية عاجلة ضمن جدول زمني لإنهاء الحرب في غزة، والالتزام بمسار سياسي للتسوية السلمية الشاملة للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.مقاطعة شركات الاحتلالونوه المجلس بضرورة مقاطعة الشركات التي تسهم في تعزيز اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وخاصة الواردة في تقارير مجلس حقوق الإنسان والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
وأكد أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2735 و2712 و2720 بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة النازحين إلى ديارهم، والتوزيع الأمن والفعّال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وتبادل الأسرى والرهائن، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
تطورات العدوان.. استشهاد 39 فلسطينيًا في إطلاق نار وقصف على #غزة#اليوم #فلسطينhttps://t.co/S2C4idEzAM— صحيفة اليوم (@alyaum) August 10, 2025
وأشار المجلس إلى أن الأفكار والقرارات غير الإنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون رادع تؤكد مجددًا أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض، وأن الشعب الفلسطيني صاحب حق فيها استنادًا للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية.تنفيذ مخرجات قمة فلسطينوطلب المجلس من الأمانة العامة إعداد دراسة قانونية عن تبعات وآثار قرار الاحتلال الإسرائيلي والخروقات التي يشكلها بالنسبة للمواثيق والمعاهدات الدولية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، مجددًا دعمه للجهود المستمرة للوساطة المشتركة المصرية القطرية في سبيل وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وشدد المجلس على ضرورة تنفيذ كل مخرجات قمة فلسطين الاستثنائية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس 2025، لا سيّما ضرورة العمل على البدء الفوري لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية بإعادة إعمار قطاع غزة، ودعوة جميع الدول والأطراف الفاعلة للمشاركة في مؤتمر إعادة الإعمار المزمع عقده في القاهرة قريبًا.
ورحب بالمواقف والبيانات الدولية التي أعلنت فيها عن رفض القرار الإسرائيلي لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة ولإجراءات وسياسات الاحتلال بضم الضفة الغربية.
وتقرر إبقاء المجلس قيد الانعقاد، والطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ مضامين هذا القرار، ورفع تقريره للدورة القادمة لمجلس الجامعة.