من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
تناقضات تفتقد الحشمة:
في هذه الحرب فقد الكثير من المعلقين الحشمة والحياء. خذ علي مثال من يوفرون كل سلاحهم الكلامي لطعن الجيش من خلف وأمام وهو يقاوم في غزو أجنبي معية ميليشيا متوحشة. هؤلاء هم نفسم المسرعين بإدانة الجيش عند سقوط مدينة أو حلة في يد الجنجويد والأعلي نباحا عن فشل الجيش في حماية المواطن. مشكلة هؤلاء إنهم لا يرون التناقض في قولهم فهم قد صاروا “جمل لا يري عوج رقبتو.
لاحظ إن إدانة الجيش علي فشل الحماية تعني أن هؤلاء يؤمنون:
– أن الجنجويد خطر علي المواطن.
– أن واجب الجيش توفير الحماية للمواطن.
النقطتان أعلاه هو المنطق الضمني ولكنه صريح الذي يرتكز عليه هؤلاء. ولكن هذا المنطق له مستحقاته الأخلاقية التي يهرب منها أصحابه.
فلو كان الجنجويد خطرا علي المواطن، من واجب هؤلاء أيضا مقاومتهم ما تيسر لهم ولكنهم لا يفعلون ولا بتويتة من الغرف الامنة في المهاجر ويوفرون كل نبالهم لضرب الدولة وجيشها.
المستحق الثاني للمنطق المخاتل هو أن أهله لو كانوا حقا يؤمنون بان من واجب هذا الجيش حماية المواطن فعليهم مساعدته في القيام بواجبه وألا يتركوه وحيدا في التصدي للغزاة ليقدم الشهداء والسهر ويقدمون التريقة والطعن من خلف وأمام بما يفيد المليشيا والغزاة عمليا حتي لو إدعوا حيادا هم أول من يعرف فساده. حماية الوطن من الغزاة وهمجية ميليشيا الإستعباد الجنسي واجب الجميع وليس الجيش وحده.
في الجانب الآخر، من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي بهدف تحسين الاداء. نقد يدرك أن هؤلاء الجند والضباط ليسوا روبوتات ولا رقيقا أعطاناه الرب ليموتوا نيابة عنا ونطعنهم بفلسفة وحذلقة أشد إجراما من بندق الجنجويد ثم نبصق علي تضحياتهم ونحن رقاد في المهاجر علي مؤخرات تفوقنا الأخلاقي المدني الديمقراطي العميل.
معتصم اقرع معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إلهام أبو الفتح تكتب: إنها مصر
رفض مصر القاطع لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين، وإصرارها على ألا تُمحى القضية الفلسطينية من جذورها، موقف أخلاقي وتاريخي لا يقبل المساومة.
مصر لم تكتفِ بالرفض، بل تحركت، وحافظت على الحق، وصانت الكرامة.
فخورة جدًا بموقف مصر، وفخورة أكثر بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من غزة.
الأصوات بدأت تتغير حول العالم. من فرنسا إلى بريطانيا، أصبح هناك إدراك لحقيقة أن لا سلام دون دولة فلسطينية. وهذا، في رأيي، يُحسب لمصر ولرئيسها، الذي صمد في وجه الضغوط، وتكلم باسم الإنسان قبل أن يتكلم باسم الدولة.
كنت شاهدة على انطلاق القافلة رقم 11 من التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي.
مئات الشاحنات، محملة بآلاف الأطنان من الغذاء والدواء، مصطفة على طريق مصر – الإسماعيلية، والمئات من المتطوعين يتحركون بمحبة، وإخلاص، وإيمان بالقضية.
كان الحضور لافتًا: السفيرة نبيلة مكرم، التي تقوم بدور ميداني محترم ونشيط، تستحق عليه كل الإشادة.
والنائب الوطني محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، الذي وقف وسط الحشد، متحدثًا:"أنا مش جاي كسياسي، أنا جاي كمواطن مصري شايف إن دعم غزة واجب وطني وإنساني. محدش بيزايد على مصر، ولا على ضميرها .. مصر لا تعيش مواقف، مصر بتدفع من قوتها ومواردها وطاقتها عشان تدّي.
اللي بيتعامل مع غزة كقضية مؤقتة مش فاهم التاريخ.
واللي بيساوم على أهل فلسطين، بيساوم على شرف الأمة كلها."
"اللي بيحصل مش شُغل حكومة بس، دا شُغل شعب.
كل عربية ماشية في القافلة وراها قصة، وراها ناس اشتغلت وسهرت وشاركت، علشان تقول لأهل غزة: أنتم مش لوحدكم."
وأنا هناك، شاهدت مواطنين على طريق الإسماعيلية يتوقفون لتحية المتطوعين، يدعون لمصر، ويدعون لأهل غزة بالصمود والانتصار.
كانوا يشعرون أن ما يحدث نابع من القلب، من بلد لا يقدم واجبًا، بل يعمل بكل الحب والإخلاص لقضية هي قضيته الأولى.
وهنا أتذكر كلمات الشيخ محمد متولي الشعراوي التي تلخّص ما نعيشه اليوم:
“إنها مصر… إنهم يريدونها ألا تقوم، ولكنها قامت وستقوم لأنها مصر.”
اليوم، نحتاج أن نسد الثغرات أمام من يحاولون تشويه الحقيقة، أو اختراق البلد من الداخل.
عرفنا الإخوان، ونعرف كيف يتعاونون مع الاحتلال لتحقيق أهداف لا علاقة لها لا بفلسطين ولا بالإسلام.
نعرف أنهم لا يريدون إلا سقوط مصر.
لكن مصر باقية، وستبقى بأولادها، وبرئيسها، وبمن يعشقون ترابها.