12 شهرًا من الدم.. نتنياهو يراوغ لإطالة أمد حرب غزة حتى 2026| تقرير خاص
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
وسط تحركات سياسية مكثفة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تعقيد المشهد بشروط تعجيزية تتجاوز إطار التهدئة، وتفتح الباب أمام بقاء الاحتلال بل وتنفيذ مخططات تهجير قسري للفلسطينيين.
فبعد تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 17 يناير الماضي، عاد نتنياهو ليطرح شروطًا قاسية شملت تسليم الأسرى، ونزع سلاح المقاومة، وانتشار جيشه داخل غزة، ورسم مستقبل القطاع بما يخدم مصالح الاحتلال.
وقوبلت هذه المطالب برد من حركة حماس عبر مقترح "الرزمة الشاملة"، والذي نص على إطلاق الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال، وفتح المعابر، وبدء الإعمار تحت إشراف لجنة تكنوقراط فلسطينية وفق المقترح المصري.
سعت حماس عبر قيادة محمد درويش إلى تفعيل المسار السياسي، من خلال لقاءات مكوكية في القاهرة والدوحة وأنقرة، مدعومة بتأييد من الرأي العام الإسرائيلي، وتوجهات واشنطن التي عبّر عنها مبعوث شؤون الأسرى آدم بولر.
في المقابل، لجأ نتنياهو إلى تكتيكين؛ أولهما بحث سيناريوهات إدخال المساعدات عبر محور موراغ جنوب غزة، وسط مقترحات بجعل مدينة رفح منطقة خيام تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، في خطوة يُخشى أن تتحول إلى مركز اعتقال جماعي أو نقطة انطلاق لعملية تهجير قسري خارج القطاع، ما يفاقم المأساة الإنسانية ويقوّض الدور الإغاثي للأمم المتحدة.
أما الخطوة الثانية، فتمثلت بإيفاد رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر إلى القاهرة، في ما بدا أنه تحرك شكلي لاستنزاف الوقت والضغط الدولي، دون نية حقيقية لبلورة تسوية.
ومع تصاعد الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن نية استمرار الحرب حتى أكتوبر أو حتى 12 شهرًا إضافيًا، يبدو أن نتنياهو يراهن على استخدام الحرب كورقة انتخابية عشية الانتخابات البرلمانية المرتقبة منتصف 2026. السيناريوهات المتوقعة تشمل:
إما فرض استسلام فلسطيني تام يتيح له إعلان نصر سياسي وعسكري.أو الدخول في مفاوضات متأخرة يسوّقها كرغبة إسرائيلية لإنهاء الحرب بعد "تحقيق أهدافها".في الحالتين، يسعى نتنياهو إلى استثمار الحرب سياسيًا لتعزيز موقعه الانتخابي، مستندًا إلى خطاب الانتصار أو "الحل الواقعي" الذي يعيد الأسرى ويُنهي القتال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو غزة المقاومة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتوعد بمواصلة الهجوم على اليمن بعد توقف الضربات الأمريكية
توعد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، بمواصلة الهجوم على اليمن، وذلك بعد توصل الولايات المتحدة وجماعة الحوثي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما بوساطة سلطنة عُمان، لا يشمل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال نتنياهو في كلمة مصورة بثها عبر حسابه بمنصة "إكس": "سننفذ المزيد من الهجمات على اليمن، حتى لو لم ينضم الأصدقاء الأمريكيون".
وتابع قائلا: "إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها، ونفل ذلك في اليمن وأماكن أخرى على مسافات بعيدة للغاية"، مضيفا أنه ""إذا انضم لنا أصدقاؤنا الأمريكيون فسيكون ذلك جيدا، وإن لم يفعلوا فكما قلت سندافع عن أنفسنا بقوتنا"، وفق تعبيره.
ويرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء الفلسطينيين، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وردا على الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، يشن الحوثيون هجمات على سفن تابعة لشركات إسرائيلية وأهداف للاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنذ منتصف آذار/ مارس الماضي، تعرضت اليمن لعدوان أمريكي مكثف، عبر شن أكثر من 1300 غارة وقصف بحري، ما أدى لاستشهاد وإصابة مئات المدنيين، وفق جماعة الحوثي.
على صعيد حرب الإبادة في غزة، قال نتنياهو لأول مرة إنه يوجد 21 أسيرا إسرائيليا فقط على قيد الحياة في القطاع، وليس 24 كما كان يُعتقد.
وكانت تل أبيب تقدر وجود 59 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وجاء تصريح نتنياهو بعد مطالبة أهالي الأسرى له بإعلان العدد الحقيقي لذويهم الأحياء، بعدما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء أن عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء هو 21.
وقال نتنياهو: "نعلم يقينا أن هناك 21 مختطفا على قيد الحياة. وهناك ثلاثة آخرون حياتهم موضع شك.. الأمر المؤكد هو أن 21 ما زالوا أحياء".
وأكدت حركة "حماس" مرارا استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح "حماس"، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
والأحد، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) توسيع الإبادة بما يشمل احتلال قطاع غزة والبقاء فيه.
وتتهم المعارضة وأهالي الأسرى نتنياهو بالاستمرار في حرب الإبادة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولا سيما البقاء في الحكم.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.