مدينة تسمح لسائقي الموتوسيكلات يتخطي إشارات المرور
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
اعتبارًا من 1 يوليو، دخل قانون جديد حيز التنفيذ في ولاية مينيسوتا الأمريكية يمنح سائقي الموتوسيكلات حرية طال انتظارها، حيث أصبح بإمكانهم قانونيًا القيادة بين المسارات، وهي ممارسة تعرف باسم "تقسيم المسارات" أو "تصفية المسارات".
يهدف هذا التعديل التشريعي إلى تعزيز السلامة وتحسين انسيابية حركة المرور، لكنه في الوقت نفسه يفرض شروطًا دقيقة يجب على سائقي الموتوسيكلات الالتزام بها لضمان سلامة جميع مستخدمي الطريق.
ببساطة، تعني هذه الممارسات تجاوز راكب الدراجة النارية لحركة المرور من خلال القيادة بين المسارات، سواء كانت المركبات تتحرك ببطء أو متوقفة عند إشارات المرور.
وبينما لا تعتبر هذه الممارسة قانونية في معظم الولايات الأمريكية، فإن مينيسوتا أصبحت الآن واحدة من الولايات القليلة التي تجيزها بشروط.
يسمح القانون لسائقي الموتوسيكلات بتقسيم أو تصفية المسارات فقط عندما تكون حركة المرور بطيئة – أي أقل من 25 ميلاً في الساعة (حوالي 40 كم/س).
لكن حتى في هذه الحالة، يجب ألا تتجاوز سرعة الدراجة النارية 25 ميلاً في الساعة، ولا ينبغي أن تتجاوز سرعتها حركة المرور المحيطة بأكثر من 15 ميلاً في الساعة.
بمجرد أن تتجاوز سرعة السيارات 25 ميلاً في الساعة، يُطلب من سائقي الدراجات النارية الاندماج من جديد مع حركة المرور والتصرف كما تفعل أي مركبة أخرى في المسار.
رغم هذه الحرية الجديدة، يمنع على سائقي الدراجات النارية ممارسة تقسيم المسارات في بعض المواقع الحساسة، مثل الدوارات، ومناطق المدارس، وممرات الطرق السريعة، ومناطق العمل ذات المسار الواحد.
بحسب مايك هانسون، مدير مكتب سلامة المرور (OTS)، فإن هذه الخطوة تمثل تغييرًا ثقافيًا وقانونيًا كبيرًا في طريقة استخدام الطرق في مينيسوتا.
ويأمل المسئولون أن يساعد هذا القانون على تقليل الازدحام وتمكين سائقي الدراجات من التحرك بسلاسة في أوقات الذروة دون تعريض أنفسهم أو غيرهم للخطر.
شدد هانسون على أن هذه الميزة الجديدة تتطلب وعيًا واحترامًا متبادلاً بين سائقي السيارات والدراجات، مشيرًا إلى أن "طرقنا مشتركة بيننا جميعًا"، داعيًا الجميع إلى التعاون من أجل الحفاظ على السلامة العامة.
قد يشكل القانون الجديد نموذجًا لولايات أخرى تنظر في تشريعات مشابهة.
ويتوقع أن تراقب سلطات المرور في مينيسوتا عن كثب آثار هذا التغيير خلال الشهور المقبلة، لقياس تأثيره على معدلات السلامة، والانسيابية، وسلوك مستخدمي الطرق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مينيسوتا ولاية أمريكية سيارات موتوسيكلات حرکة المرور فی الساعة
إقرأ أيضاً:
أقمار ستارلينك تخرّب علم الفلك الأرضي وتوقفه عن التقدم
في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا لتوفير الإنترنت عالي السرعة في كل بقعة من الأرض، تظهر آثار جانبية غير متوقعة على العلوم الأساسية. من بين هذه العلوم، يقف علم الفلك الراديوي مهددا بانبعاثات غير مقصودة تصدر من الأقمار الاصطناعية التي تحلق حول كوكبنا، وتحديدا أقمار شركة "ستارلينك" التابعة لسبيس إكس.
فبحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كيرتن الأسترالية ونشرت في دورية "أسترونومي آند أستروفيزكس"، ظهرت مشكلة تتمثل في تداخل الإشارات الراديوية من آلاف الأقمار الاصطناعية مع إشارات الكون الضعيفة التي يحاول العلماء التقاطها من أعماق الفضاء.
قام الباحثون باستخدام تلسكوب راديوي تجريبي يُمثل النموذج الأولي لمشروع تلسكوب "سكا-لو" في أستراليا، ودرسوا ما مجموعه 76 مليون صورة راديوية تم التقاطها خلال شهرين فقط، في حين عد أكبر مسح على الإطلاق لانبعاثات الراديو منخفضة التردد من الأقمار الاصطناعية.
أظهرت النتائج أن ما يقارب 30% من الصور كانت مشوّهة بتداخلات من أقمار اصطناعية، وتم تسجيل أكثر من 112 ألف إشارة غير مقصودة من 1800 قمر من أقمار ستارلينك، كما أن عددا كبيرا من هذه الإشارات وقع ضمن ترددات محمية دوليًا لاستخدام علم الفلك الراديوي، مثل تردد 150.8 ميغاهيرتز.
علم الفلك الراديوي يعتمد على استقبال إشارات راديوية فائقة الضعف قادمة من أجرام كونية بعيدة مثل النجوم الأولى والمجرات البدائية والانفجارات النجمية، وبالتالي فإن أي تداخل صناعي، حتى لو كان ضعيفًا قد يُخفي أو يشوّه هذه الإشارات النادرة، مما يؤدي إلى فقدان بيانات علمية لا يمكن تعويضها.
وبالنظر إلى التلسكوبات الأحدث مثل "سكا-لو" في أستراليا، فإنها ستكون الأكثر حساسية في التاريخ ومن ثم فهي أكثر عرضة لأي تلوث راديوي حتى لو كان غير متعمد.
ويعني ذلك أن أقمار الإنترنت الاصطناعية لا تخرّب علم الفلك الأرضي فقط، بل كذلك توقفه عن التقدم، لأنه مع كل تلسكوب جديد ستكون الأدوات أشد حساسية، ومن ثم أسهل في التلويث.
إعلانوبحسب الدراسة، فإن مصدر التداخل ليس إشارات الاتصالات المرسلة من الأقمار بشكل مباشر، بل انبعاثات عرضية ناتجة عن مكونات إلكترونية داخلية مثل أنظمة الدفع أو المعالجات، التي تسرّب موجات راديوية بشكل غير مقصود.
هذا النوع من الإشعاع لا يخضع عادة للقوانين الدولية التي تُنظّم الانبعاثات اللاسلكية، مما يجعله منطقة رمادية تنظيمياً، ومن ثم فإن شركة ستارلينك لم تخالف أي قوانين، إلا أنها تؤثر بالفعل في كل تلسكوبات الأرض.
قوانين جديدةوينصح العلماء بتعاون بين الشركة والمجتمع العلمي لتقليل التداخلات، عبر تعطيل الانبعاثات عند مرور الأقمار فوق تلسكوبات راديوية، واستخدام دروع إلكترونية لتقليل الإشعاع الداخلي، وتحسين معايير التصنيع لتقليل التسرب غير المرغوب فيه من الأجهزة.
من ناحية أخرى، يدعو علماء الفلك في دراستهم إلى توسيع القوانين الدولية لتشمل الانبعاثات غير المقصودة، وليس فقط إشارات الاتصال الرسمية، وإلزام الشركات الفضائية بمراعاة الطيف العلمي عند تصميم وإطلاق الأقمار الاصطناعية.
وقال المدير التنفيذي للمشروع جون كيرتن والمؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور ستيفن تينغاي إن "هناك مجالا لتحسين اللوائح التنظيمية للمساعدة في تجنب تداخل الأقمار الاصطناعية مع الأبحاث".
وأضاف: "تُركز لوائح الاتحاد الدولي للاتصالات الحالية على عمليات الإرسال المتعمدة ولا تُغطي هذا النوع من البث غير المقصود".
وأكد تينغاي أهمية تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية قائلا إنه من الضروري أن ينسجما معًا بتناغم.
وأضاف: "نحن على أعتاب عصر ذهبي حيث سيساعد مشروع "سكا-لو" في الإجابة عن أهم الأسئلة العلمية: كيف تشكّلت النجوم الأولى؟ وما المادة المظلمة؟ وحتى اختبار نظريات آينشتاين، لكنه يحتاج إلى صمت راديوي لينجح".