وزير الخارجية والهجرة يشارك افتراضيًا في المنتدى الإفريقي رفيع المستوى الثالث للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي من أجل التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، بشكل افتراضي في الجلسة الثانية من المنتدى الإفريقي رفيع المستوى الثالث للتعاون جنوب - جنوب والتعاون الثلاثي من أجل التنمية المستدامة، الذي تستضيفه سيراليون خلال الفترة من ٧ إلى ٩ مايو ٢٠٢٥، وذلك نيابةً عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وخلال الجلسة المعنونة "إمكانات القارة الإفريقية بصفتها فاعلًا مؤثرًا ومستقبل الحوكمة العالمية: البريكس، مجموعة العشرين ومجموعة السبع+"، أعرب الوزير عبد العاطي، عن تقديره للآلية الأفريقية لمراجعة النظراء (APRM) على جهودها المقدرة في ترسيخ الحوكمة الرشيدة وتعزيزها في القارة الأفريقية.
وأبرز وزير الخارجية، أن النظام الدولي الراهن يشهد مرحلة دقيقة ومفصلية على ضوء التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة وتفاقم التحديات العالمية غير المسبوقة، مما يؤكد على الحاجة الملحّة إلى تعزيز آليات التعاون الدولي، والنظام الدولي متعدد الأطراف من أجل التصدي لتلك التحديات العابرة للحدود بفاعلية وشمولية.
ولفت وزير الخارجية، إلى أن القارة الإفريقية تزخر بإمكانات بشرية وثروات طبيعية وموارد اقتصادية واعدة، بما يؤهلها لأن تضطلع بدور محوري في النظام العالمى الجديد، وأن تساهم بفاعلية في صياغة مستقبل الحوكمة العالمية، مؤكدًا على أحقية الدول الإفريقية في أن تحظى بتمثيل عادل ومتوازن داخل مؤسسات صنع القرار الاقتصادي العالمي.
ومن هذا المنطلق، شدد الوزير عبد العاطي، على أهمية مشاركة القارة الإفريقية في اجتماعات مجموعة العشرين لما يمثله ذلك من فرصة هامة لإعلاء مصالح القارة وأولوياتها الاستراتيجية، وخاصة فيما يتعلق بإصلاح الهيكل المالي العالمي، والتصدي لأزمة الديون، وضمان الوصول المنصف إلى مصادر التمويل، مضيفًا بأن اعتماد الاتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين اعتبارًا من عام ٢٠٢٣ يمثل خطوة تاريخية تعكس المكانة المتنامية للقارة على الساحة الدولية. وأضاف بأن الرئاسة الجنوب أفريقية الحالية لمجموعة العشرين تمثل فرصة فريدة لتعزيز صوت الدول النامية، لاسيّما دول القارة الإفريقية، وتثبيت أولويات القارة ضمن جدول أعمال المجموعة ومخرجاتها، مؤكدًا في هذا الصدد علي دعم مصر الكامل لرئاسة جنوب إفريقيا للمجموعة ولمحاور عملها.
واختتم الوزير عبد العاطي، كلمته بالتأكيد على أهمية أن تحظي القارة بالمكانة التي تستحقها كفاعل رئيسي ومؤثر في صنع القرار العالمي، وبما يمكنها من الاسهام بفعالية في تشكيل معالم النظام الدولي الجديد، من خلال تعزيز تمثيلها في المؤسسات الدولية، وتوسيع نطاق مشاركتها الفعلية في عمليات الحوكمة وصياغة السياسات الدولية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النظام الدولى المؤسسات الدولية وزير الخارجية الرئيس السيسي القارة الافريقية مجموعة العشرين القارة الإفریقیة وزیر الخارجیة عبد العاطی
إقرأ أيضاً:
المعرض التجاري الإفريقي البيني..تجسيد طموح قاري تلتزم به الجزائر
من الرابع إلى العاشر سبتمبر، تتحول العاصمة الجزائرية إلى مركز حيوي للتجارة الإفريقية، فالطبعة الرابعة من المعرض التجاري الإفريقي البيني (IATF)، ليست مجرّد حدث اقتصادي عابر، وإنما هي تجسيد طموح قاري تلتزم به الجزائر
«عمل استشرافي ورصد تحليلي»..هكذا وُصف الجهد الكبير الذي تمّ إنجازه، عقب مشاورات تناولت تقييم الوضع الراهن والتوصيات الخاصة بالمرحلة الجديدة من تكثيف التحضيرات للنسخة الرابعة من المعرض التجاري الإفريقي البيني، المقرّر تنظيمه من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل بالجزائر العاصمة. وهو حدث يتجاوز بكثير حدود مجرّد تظاهرة اقتصادية، وإنما يشكّل محطة استراتيجية في مسار التكامل الإفريقي.
في سياق دائم التحوّل، حيث تعاد صياغة التوازنات والرّهانات التي تشكّل أولويات إفريقيا، يأتي تنظيم هذا المعرض بالجزائر كمشروع واسع النطاق، ولحظة مفصلية في مسار القارة، وهو يشكّل فرصة فريدة للجزائر لإبراز قدرتها على الجمع بين الطموحات الاقتصادية، والخبرة اللوجستية، والدبلوماسية الاستباقية.
ويُعدّ معرض IATF 2025 فرصة استراتيجية للجزائر، من أجل ترسيخ مكانتها داخل الفضاء الاقتصادي الإفريقي، وتقديم صورة متجدّدة عن إمكاناتها الإنتاجية، ويهدف الحدث إلى الارتقاء بالتعاون الإفريقي البيني إلى مستوى بنيوي، وتحقيق آثار ملموسة في ترقية المبادلات التجارية، وتعزيز اندماج البلاد في الديناميكية الاقتصادية القارية، ومع هذا، تبقى هذه التظاهرة القارية متجاوزة لإطار معرض تجاري، إذ تمثل لحظة استراتيجية في التوصّل إلى تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف)، وتُوفّر للجزائر نافذة فريدة لإبراز قدراتها التصديرية.
إنّ الالتزام السياسي المحيط بهذا الحدث، يعكس رغبة السلطات الجزائرية في جعل المعرض التجاري الإفريقي البيني (IATF) نجاحًا هيكليّا يخدم الاندماج الإقليمي. بعيدًا عن مجرّد تحقيق الحضور والظهور، فالهدف يتمثل في تحويل التظاهرة إلى رافعة حقيقية لتنويع الاقتصاد بشكل مستدام، وإعادة التموقع الاستراتيجي على مستوى القارة.
وتندرج هذه الديناميكية ضمن استمرارية الإلتزام التاريخي للجزائر تجاه القارة الإفريقية. فمنذ الاستقلال، كانت الجزائر حاضرة بدعمها لحركات التحرّر الوطني، وبمواقفها الدبلوماسية الثابتة دفاعًا عن القضايا القارية..هذا الدور الريادي يُفسّر إلى حدّ كبير انتخاب الجزائر لرئاسة عدة هيئات تابعة للاتحاد الإفريقي، ويعزّز من شرعية اختيارها كبلد مضيف لهذا الحدث الكبير الذي يحظى باهتمام واسع من قبل المستثمرين والخبراء الاقتصاديّين الأفارقة.
«تسخير كل الوسائل بما يتماشى مع طموح الجزائر الإفريقي».. هو الشعار الذي تتبناه الجزائر للدفاع عن صورتها ونفوذها، ويمنحها القدرات الأساسية التي تسمح لها بالبروز في عدة مجالات لا سيما في الفضاءات، والخدمات اللوجستية، والإجراءات الإدارية، والبروتوكول، والتمويل، والجمارك، والنقل، والإيواء، والسياحة، وكذلك الاتصال والتسويق.
إنّ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الوفيّ لهذا التوجّه الإفريقي للجزائر، ما فتئ يعمل من أجل تعزيز التقارب السياسي بين الدول الإفريقية، من خلال نظرة ترتكز على التضامن الفعّال، والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، والأهم من ذلك إطلاق رؤية اقتصادية واضحة تقوم على تحريك القدرات الذاتية للقارة، وتستند إلى تنشيط التجارة البينية الإفريقية، وشعار «إفريقيا للأفارقة»، الذي شكّل أحد ركائز الفكر الوحدوي الإفريقي منذ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، انطلق من الجزائر، وليس من باب الصدفة أن يُبنى اليوم مشروع النهضة الاقتصادية للقارة، على نفس الأرض التي شهدت كفاح التحرّر ومقاومة الاستعمار.
إنّ الاستراتيجية التي يعتمدها الرئيس تبون تقوم على رؤية بعيدة المدى: تنويع الاقتصاد الوطني، تعميق الشراكات الإفريقية، وقطع الطريق أمام أنماط العلاقات الاقتصادية غير المتكافئة..وهذه المقاربة الطموحة تجد تجسيدها العملي اليوم في تنظيم هذا المعرض الإفريقي الذي يعتبره العديد من الخبراء رافعة أساسية لترقية المبادلات التجارية داخل القارة، إلى مستوى سوق تُقدَّر قيمتها بأكثر من 3000 مليار دولار.
وتحسّبا لهذا الموعد الهام، تسخّر الجزائر جميع إمكاناتها لإنجاح هذه التظاهرة، وجعلها محطة مرجعية، ومنعطفًا استراتيجيًا في انطلاقتها الاقتصادية الإفريقية، بما يلبي تطلّعات شعوب القارة، ويترجم -على الأرض- رؤيتها لمستقبل مشترك، قائم على روابط تجارية قوية ودائمة.
لن يكون الرابع من سبتمبر المقبل، مجرّد حدث اقتصادي، ولا مناسبة دبلوماسية رمزية، فالجزائر ستجسّد فيه إرادة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي، تدعمها إرادة سياسية عبّر عنها بشكّل صريح السيد أولوسيغون أوباسانغو، الرئيس الأسبق لجمهورية نيجيريا، وعلى مدار أسبوع كامل، ستستعيد الجزائر دورها كعاصمة إفريقية محمّلة بزخم تاريخي عميق يستحضر أمجاد ماض قريب، صاغته الآمال الإفريقية.
وفي وقت تبحث فيه إفريقيا عن معالم جديدة، تأتي الطبعة الرابعة للمعرض التجاري الإفريقي البيني، بالجزائر، لتكون نموذجًا للتبادل، والطموح، والتكامل القاري.