إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نفكر…)
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
وفقرة (المدائح) الأولى فى الحديث هذا هي خدعة .. تخدعك …. وأنت مخدوع عمرك كله..
…….
لا أحد يعلمنا العزة…
زوجة ود حبوبة (ضربت الثكلى) لما رأت زوجها يحمل (طار)… كان المديح يعني التسول والذل
المرأة كانت تصرخ ضد الذل وليس ضد المديح
…..
لا أحد يعلمنا الجهاد
فآخر معركة تخوضها دولة الخلافة الإسلامية كانت فى السودان … يخوضها علي دينار
ولا أحد يعلمنا إحترام الجهاد .
وإن قال لك أحد إن الدكان المفتوح لم يمسه أحد فصدقه
وعن إحترام السوداني للإسلام ينفرد السودان بقصة لا قصة مثلها
ففي أمدرمان كانت هناك عاهرة لا (تتعامل) إلا مع مسلم وتقول
: هو .. سجم … وكمان مع كافر؟
لا أحد يعلمنا غيرة الجندي السوداني على جيشه … ففي الصراع يحكم على بعض الضباط بالإعدام/ إنقلاب فاشل/
واحد الجنود الذين ينفذون الإعدام يخطيء فى التصويب
وأحد الضباط الذين ينفذ فيهم الإعدام يصرخ بالجندي وينهره قائلاً
: نشن كويس يا عسكري…
ولا أحد يعلمنا رفض الذل .. ففي أيام الأحزاب مسؤول يزور الجيش فى الجنوب وفي حديثه/ وبحمق أحمق/ يتهم الجنود بالجبن
واحد الجنود يقف ليقول له في عنف
: سعادتك نحن ما فينا جبان … لكن سعادتك نحن بنصطاد الصقور عشان ناكل … ما عندنا أكل … ما عندنا ذخيرة … ما عندنا راحة
والجندي بعدها يغرس سلاحه في رأسه وينتحر
…….
(٢)
البرازيليون سألوهم
كيف خرجتم بالبرازيل من قاع الفقر والخراب إلى قمة الدول اللاتينية
قالوا
: كنا نترك كل أحد يفعل ما شاء … وما يسجله أحد من نجاح ننشره .. ونحول الناجح الواحد إلى ألف ناجح
قالوا: لكن … كان القانون عندنا / في حفظ الأمن/ مخيفاً
النميري يسمع بإنقلاب سوار الدهب قبل نزوله من الطائرة في مصر
عندها لا يمشي على البساط الأحمر الممدود
قال بعد الإستماع للخبر
: كويس أنه مافي دم..
الرجل يتصل بالملك السعودي ليطلب عدم تأخر شحنة البترول للسودان …. ومع زايد
بعدها يقول للطيار
تمشي بالطائرة تسلمها الجيش … الطائرة كانت هدية لي من الملك خالد .. لكن أنا الآن ما رئيس
قال للياور
أي عهدة عسكرية تسلمها الجيش
باقي مصاريف الرحلة تسلمها السفير دا…
…..
موقف النميري هذا هل هو العظمة؟
لا… فاليد النظيفة الآن ليست هي ألا تسرق .. (الموتى لا يسرقون)
الأيدي النظيفة الآن لبناء البلد هي الأيدي التي تعمل…
…..
كل السطور أعلاه ما تعنيه هو شجاعة (سلبية) لكنها لا تبني بلداً
الشجاعة الأن هي ما فعلته رواندا …. اليابان …. البرازيل …ال…ال…
ابداوا بناء البلد …. فالهدف الإماراتي هو هدم البلد.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إغتيال الشيخ ابن خالي في النهود وجرح البلد النازف
إغتيال الشيخ ابن خالي في النهود وجرح البلد النازف
خالد فضل
تسليما لا تشوبه شائبة شكوك بقضاء الله وقدره، ويقينا يتسربل الروح بأنّ الخير فيما يختاره الله ، وما بلواه إلا محض إمتحان قاس يخضع له من اجتباه تمحيصا لعباده الصالحين ، هذا خلاصة عزائي لخالي الحبيب أحمد الشيخ , ولأختى الحبيبة آمنة محمد طه ، ولأشقائه الأكبر محمد والأصغر عمر وحسام . ولبقية الأسرة والعائلة الممتدة داخل السودان المنكوب وخارجه، وأنا في منفاي ؛ بهوية لاجئ ، يتفطر مني الفؤاد ،يكاد ينخلع القلب من ثقل الأوجاع ، لولا ما يرد النفس من ثبات روحي أتصوره بفضل الله عميق .
الشيخ ابن خالي الشاب الخلوق ، سمح الروح ، لطيف الظل ، برئ السمت ، رفيع الشأن وسيم الطلعة ، يفيض حيوية ومحبة و ود صاف نادر المثيل ، البسمة لا تفارق شفتيه ، والضحكة عنوانه الثابت ، كريم الأخلاق، نقي السيرة والسريرة، لذا جاء إختيار الله له لينعم بجواره الرحيم ، وهو بعد شاب ناهض طموح في أخريات العشرين أو مطلع الثلاثين، خبرته منذ كان طفلا ، يزيد مع السنوات تألقا ورفعة ، له الرحمة والغفران . والعزاء لجميع من عرفه فهم طيف واسع من الناس .
نعود إلى حديث العقل ، وحساب المسؤولية عن إزهاق الأرواح البرئية بغير ذنب، فالفقيد جاء إلى النهود ليعمل في مجال التجارة بالسوق، رفقة شباب آخرين من إخوة وأبناء وأقارب، ظل لسنوات هناك، يمكث الشهور الطويلة ولا يعود إلى أسرتنا في الجزيرة إلا لماما . فهو يشارك في مسؤولية إعالة أسرته ، والد شيخ تنهكه أسقام الجسد، ووالدة تعاني من توعك مستمر، وأشقاء من تخرج منهم ومن لم يتخرج . ظل الشيخ يضحي من أجلهم في أنضر وأخصب سنوات عمره . ليس له أدنى علاقة بالسلاح أو الأطراف الوالغة في القتال .جاء مصرعه عقب إصابته بطلق ناري داخل المنزل في أول يوم لإجتياح قوات الدعم السريع مدينة النهود ؛ بحسب ما توفر لي حتى الآن من معلومات، ظل ينزف لمدة يومين لعدم وجود مستشفى أو إسعاف، ليتوفى مساء اليوم التالي . كانت الإصابة نتيجة هجوم بغرض النهب وسلب الأموال . المسؤولية المباشرة هنا تقع على قوات الدعم السريع، وبإحالة الحادثة إلى المبدأ 18 من مبادئ ميثاق السودان التأسيسي ؛ الذي وقّع عليه الفريق عبدالرحيم دقلو عن قوات الدعم السريع، يقول : الإلتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية ، وإنهاء الإفلات من العقاب من خلال محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق الوطن والمواطن، خاصة انتهاكات حقوق الإنسان … إلخ . أسجل هذه الحادثة كجريمة ضد مواطن، وعليه يجب ألا يفلت المجرم من العقاب . فالحادث محدد بوضوح، مكانا وزمانا، وبالتالي فإنّ أي تحقيق تجريه قوات الدعم السريع سيصل مباشرة لتحديد المشتبه به في ارتكاب الجريمة، ولعل هذا يكون اختبارا فعليا لما ظل يصرّح به قائدها حميدتي ، وما نصت عليه المواثيق المرجوة لتأسيس سودان جديد . وهي حادثة معلقة على رقاب جميع الموقعين على الميثاق من قوى سياسية وحركات مسلحة وشخصيات مستقلة بمن فيهم وزير العدل في حكومة الثورة الأستاذ نصر الدين عبدالباري وعضو مجلس السيادة الاستاذ التعايشي .
إنّ حادثة إغتيال أخي الشيخ ليست مجالا خاصا بنا كاسرة، ورغم فداحة الفقد ومرارته بيد أنّني أتناولها هنا كقضية عامة يعاني الوطن كله منها ويلاقي المواطنون الويلات من تبعاتها، التعدي على المدنيين العزل، نهب الممتلكات ، التصفيات والتشفي، دك الحواضن الإجتماعية .. كلها جرائم ضد المدنيين، ترتكبها الأطراف المنخرطة في الحرب بلا رادع من قانون أو لحظة من يقظة ضمير، لذلك تبدو أطروحة مثل مشروع التأسيس بلا قيمة حقيقية على الأرض إذا كان الطرف الأكبر حجما والاقوى عتادا لا يظهر اي بادرة إلتزام بما تواثق عليه . وتبدو الشكوى من تخلي الجيش ومليشياته عن حماية والدفاع عن المواطنين العزل بلا طائل ، فتلك عقيدة مؤسسات السودان القديم المتهدم ، فهل سيأتي التأسيس من نفس مواد البناء العقيم ؟ أرجو أن تصل كلمتي هذه لقيادة الدعم السريع ولقادة تحالف تأسيس، وبالطبع لا أريد تبريرا بل خطوة عملية ، ليس أقلها التحقيق ونشر نتائجه .
الرحمة والمغفرة لأخي الحبيب الشيخ ـ ذاك الفتي السمح الودود . ولكل ضحايا الحرب والعنف في بلادنا ، وشفى الله المصابين ، ورد المفقودين .