شبكة اخبار العراق:
2025-05-14@08:35:39 GMT

نجاح سوري مقابل فشل عراقي

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

نجاح سوري مقابل فشل عراقي

آخر تحديث: 10 ماي 2025 - 9:34 صبقلم: فاروق يوسف تراهن أطراف كثيرة، عربية وعالمية، على نجاح تجربة التغيير السياسي في سوريا ولكل واحد منها دوافعه وأسبابه. البعض من تلك الدوافع والأسباب مفضوح وهناك ما ينتمي إلى العالم السري الذي تم فيه التجهيز لتلك العملية.في المقابل هناك مَن لا يصغي إلى الجملة التي تؤكد على خصوصية التجربة السورية “سوريا ليست عراقا آخر” متوقعا ألا يتمكن السوريون من تجاوز أسباب الفشل العراقي لا لشيء إلا لأنهم وقعوا مبكرا في الفخ الطائفي، كما أن الإرادة الوطنية المستقلة غائبة في ظل احتلالات متعددة لأجزاء من الأراضي السورية من جهة ومن جهة أخرى هناك غموض يلف طبيعة العلاقات بين القوى الإقليمية والدولية التي وقفت وراء ذلك التغيير وأنجحته.

لا يتعلق ذلك الغموض بالنوايا والمصالح وحسب، بل وأيضا بتقنيات وأدوات العمل من أجل إنجاح تلك التجربة وصنع اتجاهاتها. وليس من قبيل التشاؤم أو التفاؤل أن يُطرح سؤال من نوع “هل سيتمكن السوريون من تجاوز أسباب فشل العراقيين في بناء دولة حديثة؟” وهنا ينبغي أن نضع في الاعتبار أن التغيير في العراق وقع بعد احتلاله من قبل قوة عظمى هي الولايات المتحدة وأن إيران كانت دائما طرفا ضاغطا من أجل سرقة المبادرة من أيدي العراقيين وعدم السماح لهم بحرية الحركة والاختيار من خلال ميليشياتها وأحزابها التي وقع اختيار الأميركان عليها باعتبارها الظهير المحلي لمشروعهم في إلغاء الدولة الوطنية وإحلال النظم الطائفي محلها.نجاح التجربة السورية هو نجاح للمزاج السياسي الدولي الذي عمل على إزاحة بشار الأسد بالاتفاق مع روسيا لتحل محله فصائل متطرفة كانت إلى وقت قريب جزءا من تنظيمات مطلوبة للعدالة الدولية سوريا ليست العراق بالتأكيد. بيئة مختلفة، تاريخ سياسي مختلف، مجتمع مختلف. ناهيك عن الظرف الإقليمي والمناخ الدولي المختلفين. والزمن اختلف أيضا. فـ2025 هي ليست 2003. والخبرة في العراق يمكن أن تشكل مرجعية لكل القوى وفي مقدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتساعد على تجاوز النكسات التي حدثت سابقا وكانت سببا في ضياع العراق في متاهة فساد لا تزال الأحزاب الطائفية تشق دروبها المسدودة وفي الوقت نفسه تبذل قصارى جهدها لمنع أيّ محاولة محلية للبحث عن مخرج.واضح من خلال الحيوية السياسية التي تحيط بالتغيير السوري عربيا وعالميا أن النظام السوري الجديد قد جُهزت له حاضنة تنتشله من أخطائه المتوقعة. تلك أخطاء هي جزء من نسيج القوى التي تشكل بنية النظام السياسي البديل وهي قوى عقائدية مقاتلة لا علاقة لها بالفكر السياسي الحديث ولا تنتسب إلى رؤى الدولة الوطنية. كانت الفصائل التي قُدّر لها أن تفتح دمشق في مكان آخر. مكان بعيد عن كل ما تداوله السوريون أثناء حراكهم السياسي الذي نتج عنه العشرات الآلاف من القتلى والملايين من المشردين واللاجئين والنازحين، إضافة إلى الخراب الذي ضرب مدنا أساسية في سوريا كحلب وحمص وحماة. وعلى الرغم من أن العنف الذي مارسته الفصائل تحت غطاء رسمي ضد العلويين في الساحل والدروز في دمشق كان محل استياء دولي غير أن ذلك لم يدفع إلى اتخاذ مواقف متشددة من الإدارة السورية الجديدة التي لم يحمّلها أحد مسؤولية ما جرى. وهو ما يشير إلى أن الأطراف التي ساهمت في التغيير السوري تملك ما يدفعها إلى النظر بأمل إلى مستقبل مشروعها من غير أن تقلقها أحداث عنف طائفي متوقعة ولا يمكن منع وقوعها بسبب تركيبة الفصائل التي لم تجر بعد تصفيتها من العناصر المتطرفة، وقد لا يجري ذلك في وقت قريب.وإذا ما عدنا إلى المقارنة بين التجربتين، العراقية والسورية لا بد أن نذهب إلى طبيعة التعامل الدولي مع كليهما، فهي معيار لمعرفة الحيز الذي تحتله كل واحدة منهما في العقل السياسي الدولي. لقد تُرك العراقيون لسنتين وهم يذبحون بعضهم البعض الآخر أمام أعين العالم وفي ظل وجود قوات الاحتلال الأميركي. كان هناك صمت ثقيل ومريب هو دليل رضا على ما كان يجري. ذلك ما لم يحدث حين اندلعت أحداث العنف في الساحل السوري أو في جرمانا بدمشق. يكفي أن إسرائيل هددت بالتدخل، بل إنها قصفت منطقة القصر الرئاسي بدمشق. يعني ذلك أن سوريا لن تُترك كما لو أنها غنيمة حرب فازت بها الميليشيات كما حدث للعراق الذي نَظمت انتخاباته لتفوز بها الأحزاب الدينية الموالية لإيران.نجاح التجربة السورية هو نجاح للمزاج السياسي الدولي الذي عمل على إزاحة بشار الأسد بالاتفاق مع روسيا لتحل محله فصائل متطرفة كانت إلى وقت قريب جزءا من التنظيمات المطلوبة للعدالة الدولية بتهمة الإرهاب. تلك مفارقة ينبغي دائما النظر إليها باعتبارها قاعدة التغيير هناك.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

خبراء: خطر تهريب المخدرات من سوريا ما زال يهدد الأردن رغم زوال الغطاء السياسي

صراحة نيوز ـ أجمع خبراء أمنيون وسياسيون على أن خطر تهريب المخدرات من الأراضي السورية ما يزال يشكّل تهديدًا حقيقيًا لأمن الأردن واستقراره، رغم زوال الغطاء السياسي الرسمي الذي كان يؤمّن هذه العمليات في عهد النظام السوري السابق.

جاء ذلك خلال حلقة حوارية ضمن برنامج “صوت المملكة”، تناولت استمرار تهريب المخدرات من الجنوب السوري وهيبة الحدود الأردنية، حيث دعا المتحدثون إلى إبرام اتفاق أمني معلن بين عمان ودمشق، وتعزيز التعاون الأمني المشترك، بل وطرح بعضهم فكرة دخول الجيش الأردني إلى مناطق الاشتباه داخل الأراضي السورية لمحاصرة الشبكات الإجرامية وقطع خطوط الإمداد.

وقال الخبير الأمني عمر الرداد إن فقدان الغطاء السياسي الرسمي لعمليات التهريب لم ينهِ الخطر، بل زاد من أطماع الميليشيات التي وجدت في تجارة المخدرات موردًا ماليًا أساسيًا. وأضاف أن استمرار التهريب يأتي ضمن أهداف اقتصادية لتلك الميليشيات التي قد تمتلك مخزونًا كبيرًا من المواد المخدرة، مشيرًا إلى تعقيد المشهد الأمني في جنوب سوريا، وعدم قدرة النظام السوري الحالي على فرض سيطرته الكاملة.

الرداد أوضح أن تهريب المخدرات سابقًا لم يكن منفصلًا عن أجندات سياسية، حيث استُخدم كأداة لزعزعة الاستقرار في الأردن ضمن مشروع إقليمي تقوده إيران. كما كشف أن تلك العمليات كانت تترافق مع تهريب أسلحة تحت غطاء دعم المقاومة الفلسطينية، بينما كانت النوايا الحقيقية تتجه نحو نشر الفوضى داخل الأردن.

من جهته، حذّر رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات موسى الطريفي من تفاقم أزمة المخدرات في المملكة، مستندًا إلى بيانات مديرية الأمن العام التي سجلت أكثر من 25 ألف قضية مخدرات خلال عام 2024. وأكد أن هناك محاولات حثيثة لنقل صناعة المخدرات إلى داخل الأردن، مشددًا على ضرورة تغليظ العقوبات بحق المتاجرين والمتعاطين، وتطوير التشريعات لتكون أكثر ردعًا.

ودعا الطريفي كذلك إلى مواجهة الخطر داخليًا من خلال ملاحقة مستقبلي المخدرات المهرّبة، إلى جانب تعزيز المراقبة والتنسيق مع الجهات الأمنية في دول الجوار.

بدوره، رأى مدير مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، الدكتور عمار قحف، أن النظام السوري يبذل جهودًا لضبط التهريب، لكنه غير قادر على ذلك دون دعم وتعاون دولي، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة على الحدود، لا سيما مع لبنان. واعتبر قحف أن الحدود السورية-الأردنية تُعد أكثر انضباطًا نسبيًا، مشيدًا بمقترح إقامة تعاون أمني وثيق بين البلدين.

ودعا قحف إلى استثمار اللقاءات العربية والقمة المقبلة لطرح ملف تهريب المخدرات كأولوية إقليمية، وبلورة موقف عربي موحّد يساند الأردن في حماية حدوده من هذه الآفة المتفاقمة.

ويُعد تهريب المخدرات من الجنوب السوري أحد أبرز التحديات الأمنية التي تواجه الأردن، في ظل تداخل المصالح بين جماعات مسلحة وميليشيات خارجة عن سيطرة الدولة، مما يستدعي حلولًا أمنية وسياسية متكاملة على المستويين الثنائي والإقليمي.

مقالات مشابهة

  • شاب سوري يحتفي برفع العقوبات: الفرحة السورية لا تكتمل إلا بولي العهد.. فيديو
  • ما الثمن الذي ستدفعه سوريا مقابل التقرب من “ترامب” 
  • ارتفاع ملحوظ في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الثلاثاء
  • لوفيغارو: ما الذي حصل عليه حزب العمال الكردستاني مقابل حله نفسه؟
  • ارتفاع سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي إلى 11 ألف ليرة للدولار الواحد
  • محافظ السويداء يبحث مع نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية للحفاظ على السلم الأهلي بالمحافظة
  • خبراء: خطر تهريب المخدرات من سوريا ما زال يهدد الأردن رغم زوال الغطاء السياسي
  • وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: ناقشنا الأوضاع في سوريا والأعمال التي تقوم بها الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار، كما تطرقنا إلى الأوضاع في المنطقة
  • ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الاثنين
  • ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم