تعد الأطراف الصناعية البديل المساعد لأولئك الذين فقدوا عضواً عزيزاً من أجسادهم نتيجة حوادث أو عيب خلقي أو شلل أو أمراض مزمنة كالسكري جعلت من المشي خطوةً مؤلمة، وممارسة الحياة اليومية تحديًا كبيراً.

ويؤدي قسم الأطراف الصناعية وتقويم العظام في مستشفى خولة دورا كبيرا في إعادة التأهيل، لينعم هؤلاء الأشخاص بحياة كريمة دون معاناة وعجز، ويعمل المستشفى حاليًا على تنفيذ مبادرة لاستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصنيع الأطراف والمجسمات الطبية، حيث تهدف هذه المبادرة إلى رفع كفاءة الإنتاج المحلي، وتسريع عملية التصنيع، وتقليل فترات الانتظار، مع تقديم حلول مصممة خصيصًا لكل مريض حسب احتياجاته.

وقالت الأخصائية ذكية بنت سعيد النوبية رئيسة قسم الأطراف الصناعية وتقويم العظام بمستشفى خولة: إن أكثر الحالات شيوعا التي يستقبلها القسم تعود إلى مرضى السكري الذين تعرضوا للبتر، مشيرة إلى أن عدد حالات البتر تتراوح سنويا بين 300 و400 مريض يحتاج لتركيب طرف صناعي جديد، ونظرًا لحاجة هذه الفئة المستمرة إلى تعديل وصيانة الأطراف، فإن الزيارات الدورية تُعد جزءًا أساسيًا من خطة المتابعة العلاجية، حيث يتم صرف ما يقارب 5000 جهاز سنويًا، ما بين أطراف صناعية ومقومات مساعدة، ويستقبل القسم أكثر من 11.000 زيارة سنوية، حيث يُراجع المرضى القسم بشكل دوري كل 3 إلى 6 أشهر لأغراض الصيانة أو المتابعة ويتراوح عدد المراجعين اليومي بين 60 إلى 70 مراجعًا تتم معاينتهم من قبل الفريق المختص.

وبالإضافة إلى حالات البتر يتعامل القسم كذلك مع عدد من الحالات التي تتطلب تدخلًا تأهيليًا وتقويميًا، مثل حالات الكسور التي تحتاج إلى تقويم ودعم، كما يستقبل حالات التشوهات الخلقية والأفراد الذين يعانون من ضمور في العضلات وآثار الشلل، كما يوفر القسم للأشخاص الذين يعانون من إصابات في الرأس خوذات حماية.

أنشئ قسم الأطراف الصناعية وتقويم العظام بالمستشفى في عام 1982 وتم افتتاح المبنى في مستشفى خولة في عام 2022م بدعم من شركة صحار ألمنيوم وشركة أوكيو والشركة العمانية الهندية للسماد، ويحتوي القسم على كوادر متخصصة، حيث يضم حاليًا 13 أخصائيًا و14 فنيًا، بالإضافة إلى منسقة، ممرضة، ومضمدين، وموظفي السجلات الطبية، ويتكون المبنى من وحدتين رئيسيتين، وحدة الأطراف الصناعية تُعنى بخدمة المرضى الذين فقدوا أطرافهم السفلية أو العلوية وخسروا أرجلهم وأيديهم نتيجة للحوادث أو السرطان أو بسبب الأمراض المزمنة، ووحدة المقومات المساعدة تختص بتوفير الأجهزة التقويمية التعويضية والداعمة لمختلف الحالات الطبية، ويركز على معاينة ووصف وتصنيع وتركيب الأجهزة التقويمية والمقومات الصناعية المساعدة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات حركية بسبب الكسور، أو ضمور العضلات، أو الأمراض العصبية مثل شلل الأطفال.

تصنيع الأطراف الصناعية

وحول آلية تصنيع الأطراف الصناعية، أفادت رئيسة القسم قائلة : عملية التصنيع لدينا لا تتم بشكل مباشر، حيث تتم على مراحل قبل البدء بالتصنيع، تتم معانية المريض بشكل شامل ودقيق في عيادة متخصصة يتم خلالها تقييم عدة عوامل منها قوة العضلات، مستوى التوازن، القدرة على الوقوف، وتحمل وزن الطرف الصناعي، مؤكدة بأنه ليس كل مريض خضع للبتر يكون مؤهلًا لتركيب طرف صناعي، حيث توجد مجموعة واسعة من الأجهزة التعويضية تتجاوز الـ200 نوع.

مضيفة: تبدأ المرحلة الثانية بأخذ القياسات الجبسية للطرف المصاب،، والتي تستغرق عادة بين 45 دقيقة إلى ساعة، ثم يتم إعداد مجسم جبسي للطرف المبتور، حيث يراعي الأخصائي خلال هذه المرحلة الجوانب الطبية والهندسية الفيزيائية، لتوزيع القوى وحماية المناطق الحساسة، وتستغرق عملية إعداد المجسم من ساعتين إلى أربع ساعات، حسب نوع الجهاز المطلوب.

وأكدت الأخصائية أن التصميم لا يقتصر على الجوانب الطبية فحسب، بل يشمل أيضًا مبادئ الهندسة الطبية الحيوية (Biomedical Engineering) لضمان أعلى درجات الأداء والراحة للمريض. وتختلف المواد المستخدمة تبعًا لعدة عوامل مثل حالة المريض، وزنه، وعمره، مستوى نشاطه اليومي، وبيئته المعيشية، فكل هذه الظروف تلعب دورًا حاسمًا في تحديد نوعية المواد التي ستضمن تحمل الجهاز للظروف المحيطة، وتوفير عمر افتراضي أطول وراحة أكبر للمريض وتشمل هذه المواد البلاستيك، التيتانيوم، الألمنيوم، والسيليكون.

أصابع القدم السكري

وأشارت الأخصائية إلى أنه لا يُنصح باستخدام أصابع صناعية من السيليكون لمرضى السكري، بل يتم التركيز على توفير أحذية طبية مخصصة إما من خلال حذاء المريض نفسه أو عبر أخذ قياسات دقيقة وتصنيعه بالتعاون مع مصانع متخصصة. أما في حالات البتر الناتجة عن الحوادث أو الأورام دون وجود التهابات، فيمكن توفير أصابع صناعية يتم تصنيعها بالتعاون مع مصانع خارج سلطنة عُمان متخصصة في هذا المجال، موضحة أن عملية التصنيع تتم محليًا، إلا أن القسم يعتمد على استيراد المواد الخام وقطع الغيار من خلال التمويل الطبي التابع لوزارة الصحة، حيث تبلغ الميزانية السنوية المخصصة لهذا الغرض قرابة 300 ألف ريال عماني.

وحول تأهيل المريض ما بعد تركيب الطرف الصناعي أكدت النوبية أن المريض يتم تحويله إلى قسم العلاج الطبيعي بعد التركيب الأولي للطرف الصناعي، وتتم متابعته تدريجيًا من قبل قسم الأطراف الصناعية كل 3 أسابيع، ثم كل 6 أسابيع، فكل 3 أشهر، وأخيرًا كل 6 أشهر. وتُحدَّد هذه المواعيد بناءً على تقييم حالة كل مريض على حدة.

العلاج في الخارج

وأفادت بأنه قد يلجأ بعض المرضى في حالات البتر الحديثة إلى العلاج في الخارج، خاصة في دول مثل تايلاند والهند، بحثًا عن حلول سريعة، قد يقومون بتركيب طرف صناعي على الفور، حيث يتم تركيب الأطراف بشكل سريع دون انتظار زوال التورم والتئام الجرح، مما يؤدي لاحقًا إلى عدم ملاءمة الطرف الصناعي للحجم الفعلي للطرف. وهذا يستلزم استبداله عند العودة إلى السلطنة، مما يضيف عبئًا ماليًا وعلاجيًا إضافيًا. ونصحت الأخصائية المرضى بالتحلي بالصبر والمتابعة محليًا في المؤسسات الحكومية أو الخاصة، لما لذلك من فوائد تتعلق بتوافر الدعم الفني وقطع الغيار بسهولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قسم الأطراف الصناعیة

إقرأ أيضاً:

معرض «توتيم».. يحتفي بالحوار بين الثقافات

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة راشد بن حميد: تنظيم احترافي لكأس رئيس الدولة في أبوظبي شباب الأهلي بطل كأس رئيس الدولة

تستضيف «خولة للفن والثقافة»، معرض «توتيم»، تجربة فنية معاصرة تحتفي بالتنوع الثقافي والتعبير الإبداعي من خلال رؤية المصممة العالمية جرازينا سولاند، المؤسِّسة، المديرة الإبداعية لشركة Sollands، المتخصصة في ابتكار مشاريع فنية وتصميمية تربط بين الحِرف التقليدية والمعاصرة.
ويمثل المعرض الذي انطلق أمس بمقر خولة للفن والثقافة في أبوظبي استكمالاً لمسيرة Sollands في ابتكار تجارب فنية تدمج بين الهوية والتصميم، حيث يقدم سلسلة أعمال تفاعلية بمشاركة نخبة من الفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: هند راشد وغالية كلاجي وغالب حويلا وإيهاب أحمد ونضال خضور ونوار شرتوح وسحر غفامي ويوسف ياسين، وريم المزروعي.
ويتكوّن كل عمل من أقراص فنية منفردة رسمها الفنانون بأساليب تعبّر عن تجاربهم وهوياتهم الثقافية ليتم تجميعها بإشراف جرازينا سولاند وفريق Sollands في توتيمات فريدة تعكس مفاهيم الهوية الجماعية والذاكرة المشتركة، حيث تجسد هذه التوتيمات حوارات بصرية ومادية تمزج بين التراث المحلي والتقنيات المعاصرة في خطوة تعبر عن التزام Sollands المستمر بدفع حدود التصميم نحو آفاق جديدة من التفاعل والابتكار.

التفاهم الثقافي
ويأتي «توتيم» ليجسّد رؤية خولة للفن والثقافة في تعزيز التفاهم الثقافي، وتشجيع الحوار الفني العابر للحدود عبر منصة تجمع الفنانين والجمهور في تجربة تفاعلية، تستكشف العلاقة بين الفن والتصميم والهوية. ويؤكد المعرض دور Sollands كشريك إبداعي عالمي يقدم مشاريع تتجاوز العرض البصري.

مساحة تفاعلية
وقالت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيّان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، رئيسة «خولة للفن والثقافة»: «يجسد معرض «توتيم» رؤيتنا في (خولة للفن والثقافة)، لبناء مساحة تفاعلية تعزز الفهم المتبادل من خلال الفن، وتدعو للتأمل في الروابط العميقة التي تجمع البشر عبر اختلافاتهم»، لافتة إلى أن هذه التوتيمات ليست مجرد أعمال فنية بل هي كيانات رمزية تنبض بالروح والذاكرة، وتحمل حوارات بين الماضي والحاضر بين ما هو شخصي وما هو جماعي».
وأضافت: «نحن نؤمن بأن الفن قادر على تجاوز الحدود وتوحيد الشعوب عبر لغة جمالية وإنسانية مشتركة، ومن خلال هذا المعرض نسلّط الضوء على غنى التنوع الثقافي في منطقتنا، ونعزّز التقاطعات بين الحرفية التقليدية والتصميم المعاصر ليكون الفن أداة للتلاقي والتفاهم والاحتفاء بالإنسان»، مشيرة إلى أن دعم الفنانين وتمكينهم من التعبير عن ذواتهم ضمن إطار جماعي هو من صميم رسالتنا في المؤسسة، ونأمل أن يشكّل هذا المعرض مساحة ملهمة للحوار والتأمل، وجسراً جديداً يربط الشرق بالغرب من خلال الإبداع.

تجربة تأملية
يستمر المعرض في «خولة للفن والثقافة» حتى 30 من يوليو القادم ليقدّم للجمهور تجربة تأملية غنية تعكس تنوّع المشهد الفني الإقليمي وتكرّس قيم الانفتاح والتواصل الثقافي من خلال الفن.

مقالات مشابهة

  • برواتب تصل إلى 8 آلاف جنيه.. فرص عمل جديدة لهذه المؤهلات
  • معرض «توتيم».. يحتفي بالحوار بين الثقافات
  • رواتب تصل لـ10 آلاف جنيه.. فرص عمل جديدة بهذه التخصصات
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن المشروع الطبي التطوعي للأطراف الصناعية للاجئين الأوكرانيين في بولندا
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشن المشروع الطبي التطوعي للأطراف الصناعية للاجئين الأوكرانيين في بولندا
  • تدشين المشروع الطبي التطوعي للأطراف الصناعية للاجئين الأوكرانيين في بولندا
  • جهاز مخبري جديد يعزز دقة تشخيص أمراض الدم بمستشفى جعلان بني بوعلي
  • "جهاز الاستثمار" يُسهم في توطين حلول تقنية لمعالجة المياه والصرف الصحي
  • بلقشور يكشف عن موعد إجراء مباراتي السد ويؤكد تواجد تقنية "الڤار"