جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-10@18:54:02 GMT

عُمان صوت العقل ونهج الحكمة

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

عُمان صوت العقل ونهج الحكمة

 

 

د. حامد بن عبدالله بن حامد البلوشي **

عبر الأزمنة، وعلى مدار التاريخ الإنساني؛ برزت سياسة الحياد الإيجابي كنهج إستراتيجي تبنته بعض الدول واختارته لصون استقرارها، والحفاظ على لحمتها الوطنية، متجنبة التورط في النزاعات الإقليمية، والصراعات الدولية. ويتجلى الحياد في حفاظ الدولة على توازن علاقاتها مع مختلف الأطراف، دون أن تنحاز إلى جهة على حساب أخرى.

ولقد اختطت سلطنة عُمان هذا المسار بثبات وحكمة، واعتمدت ذلك النهج كسياسة دائمة، فباتت نموذجًا فريدًا للدبلوماسية الرشيدة الرصينة، والسياسة العقلانية الحكيمة.

ظلّت عُمان دولة مستقلة ذات سيادة راسخة عبر العصور، ترفض التبعية والانجرار خلف القوى العالمية، وتنسج علاقات طيبة مع الشعوب شرقًا وغربًا. وهذا النهج لم يكن وليد العصر الحديث، بل بدأ منذ عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي في القرن الثامن عشر، وازداد وضوحًا خلال حكم السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- الذي أرسى سياسة الحياد المُستنير، مكرسًا مبدأ: "لا عداء مع أحد، ولا تحالف ضد أحد"، وهو النهج الذي يواصل السير عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- منذ توليه مقاليد الحكم عام 2020، مجددًا التزام السلطنة بالحياد كخيار إستراتيجي.

وفي عالم تتسارع فيه الصراعات وتضطرب التحالفات، تبرز عُمان كواحة سلام، لا تنأى عن الأحداث، بل تقدم الحياد كرسالة حضارية. تمضي بثبات الحكماء، تمزج السكينة السياسية بالفاعلية الدبلوماسية، وتبني جسور التفاهم، مناصرةً صوت العقل والحوار، ومراهِنة على الحكمة لإطفاء حرائق الجغرافيا والتاريخ.

وقد ارتكزت سياسة الحياد الإيجابي العُمانية على مجموعة من الأسس:

 التمسك بالمبادئ الدولية: وعلى رأسها احترام السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها لحل النزاعات. ويتجلى ذلك في موقفها الثابت من الأزمات الدولية والإقليمية؛ حيث حرصت على الالتزام بالقانون الدولي ودعم المبادرات الدبلوماسية السلمية. دعم الحوار كوسيلة لحل النزاعات: فهو أحد الأعمدة الأساسية التي قامت عليها الدبلوماسية العُمانية؛ حيث آمنت عُمان بأن الحلول السلمية هي الأجدى لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي. تعزيز التعايش السلمي والتعاون الإقليمي والدولي: فمنذ القدم، كانت عُمان ملتقى للحضارات، وجسرًا يربط الشرق بالغرب. واستمرت السلطنة في تعزيز العلاقات الودية مع مختلف الدول، وسعت إلى دعم الجهود الرامية لتحقيق السلام في المنطقة والعالم، إدراكًا منها بأن الاستقرار لا يتحقق إلا عبر التعاون المثمر، والتفاهم المتبادل.

 

وقد اتسمت السياسة العُمانية الرشيدة بعدد من الأهداف السياسية والإستراتيجية ومنها:

الحفاظ على الاستقرار الداخلي والخارجي: فقد ساعدت سياسة الحياد العُمانية في تجنيب السلطنة الكثير من الصراعات التي عصفت بالمنطقة، فبقيت عُمان واحة استقرار وسط أزمات الخليج المتتالية.  تحقيق التوازن في العلاقات الدولية: عن طريق حرص السلطنة على علاقات متوازنة مع الجميع، فجمعت بين روابطها الخليجية والعربية، وعلاقاتها المتميزة مع قوى كبرى كأمريكا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، ما منحها حضورًا دوليًّا فاعلًا.  تعزيز دور عُمان كوسيط موثوق: فأصبحت السلطنة وسيطًا يُعتمد عليه في أزمات كالأزمة اليمنية والملف النووي الإيراني. بفضل حيادها الإيجابي.

وبالنظر إلى التجارب العملية لسياسة الحياد العُمانية، نذكر بعض النماذج الناجحة:

الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات المعنية بالجمهورية اليمنية والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر وباب المندب. استضافة الحوار الأمريكي الإيراني (2025م): فقد استضافت السلطنة مؤخرًا محادثات بين أمريكا وإيران، تأكيدًا على نهجها في الحياد الإيجابي وسعيها للتقريب بين الأطراف. وجاءت هذه المبادرة تأكيدًا لحكمة القيادة العُمانية ودورها المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي، لتظل عُمان منارة للتعقل، ومأمنا للحوار البنَّاء. الوساطة في النزاع اليمني: بالنظر إلى سلطنة عُمان كأرض للحكمة، وواحة للسلام، وبرعاية قائدها المتبصر، قد قامت بدورها المحوري المنتظر منها دائما في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، عبر دبلوماسيتها الهادئة، ومساعيها الإنسانية، بهدف الوصول إلى حلّ سلمي يخفّف من معاناة الشعب اليمني. منتزعة فتيل الأزمة، وغارسة بذور الوفاق، في أرض تاقت إلى الأمان بعد طول اضطراب. موقفها من الأزمة الخليجية (2017م): فقد التزمت عُمان الحياد، فحافظت على علاقاتها مع جميع الأطراف، وساهمت في جهود الوساطة بين الأشقاء الخليجيين، مؤدية دور الجسر الذي يربط الأشقاء دون انحياز. الأمن البحري في الخليج: بفضل موقعها الإستراتيجي على مضيق هرمز، لعبت السلطنة دورًا في تهدئة التوترات البحرية، وسعت لضمان استقرار الملاحة الدولية بين إيران والغرب.

إنَّ انتهاج سياسة الحياد العُمانية لم يكن طريقًا مُعبَّدًا؛ بل كان مسارًا شائكًا محفوفًا بالتحديات، ومن أبرزها:

* الضغوط الإقليمية والدولية: فقد واجهت السلطنة محاولات دائمة لجرّها إلى مواقف منحازة من قِبل بعض القوى، إلا أن القيادة العُمانية تمسكت بنهجها المستقل، ورفضت الانجراف وراء الاستقطاب.

* التحديات الاقتصادية والسياسية: فرغم ما قد يسببه الحياد من حرمان بعض الامتيازات الاقتصادية التي تُمنح للحلفاء، فقد استطاعت عُمان بناء اقتصادها عبر التنويع والاستثمارات، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع الجميع.

رغم ما قد يرافق الحياد من تحديات، إلا أن له آثارًا إيجابية بارزة، منها:

الاستقرار السياسي والاقتصادي: فقد ساعد الحياد في ترسيخ أمن عُمان واستقرارها، مما جذب الاستثمارات، وعزز النمو الاقتصادي، فاستقطبت العديد من الاستثمارات الباحثة عن البيئة الآمنة. تعزيز المكانة الدولية: فمنحت سياسة الحياد السلطنة احترامًا واسعًا وثقة دولية، فغدت شريكًا موثوقًا في قضايا إقليمية ودولية عديدة.

لقد أثبتت سياسة الحياد العُماني أنها ليست مجرد موقف دبلوماسي؛ بل هي رؤية إستراتيجية أسهمت في حفظ الاستقرار وتعزيز مكانة عُمان عالميًّا. وسواء في عهد السلطان قابوس -طيب الله ثراه-، أو في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- ستبقى عُمان نموذجًا للاتزان السياسي والحكمة الدبلوماسية، دولة ترفض الاستقطاب، وتصنع السلام في عالم يموج بالصراعات.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف تغيّرت عقولنا بفعل الإنترنت؟

يخبرنا التاريخ أن آلة الطابعة كانت شرارةَ عصر التنوير في أوروبا، وأن الدولة العثمانية تأخرت في تقبّلها لدخول آلة الطابعة خوفا من التغيير الذي يمكن أن يطرأ على نمط المعرفة والعقل في مجتمعاتها؛ فكان هذا سببا من أسباب التفوق الغربي وصعود حضارته التي مهّدت لثورته الفكرية ثم الصناعية، وسببا من أسباب التراجع العثماني الذي قاد العالم الإسلامي أجمعه إلى جمود حضاري، وعبر هذه المعطيات التاريخية ودروسها، ننظر إلى تاريخ قريب آخر: نهاية القرن العشرين؛ حيث بزغ فجر الإنترنت؛ ليخرج من ضيق الاحتكار العسكري والخاص إلى فضاء المجتمعات الإنسانية الواسع؛ ليُحدث نقلة غير معهودة في العالم غيّرت من نمط العقل البشري ومعارفه؛ فاخترقت هذه الشبكة العالمية أعماق وعينا بهدوء لم ننتبه إليه في البداية، ثم صار -شيئًا فشيئًا- أثرها واضحًا على طريقة تفكيرنا، وأسلوب تذكّرنا، ونمط قراءتنا، وكذلك شكل وعينا بالزمن، ولندرك بعدها أن الإنترنت لم يكن وسيلة لنقل المعلومات وحسب، ولكنه أداة أعادت تشكيل البنية التحتية للعقل الإنساني، وكأننا نُعيد برمجة أدمغتنا بواسطة رمز «كود» رقمي غيّر جوهر التجربة العقلية ذاتها، ونقل بتجاربنا المعرفية والسلوكية إلى مستويات جديدة لا تقل عن تلك التي أمكن لآلة الطباعة أن تحدثه قبل عدة قرون.

يستدعي حديثنا عن ثورة الإنترنت استشرافا للفيلسوف الكندي «مارشال ماكلوهان» أشار إليه في ستينيات القرن الماضي يتمثّل في قوله إن «الوسيلة هي الرسالة»، وكأنه يستشرف فكرة أن التقنيات ووسائلها المتجددة لا تعكس التقدّم الحضاري فحسب، وإنما تُعيد تشكيل إدراكنا للعالم، ورغم أن العالم المدني لم يكن يدرك يومها -في ستينيات القرن العشرين- أن الإنترنت -بوصفه الوسيلة الأشد تغلغلاً في التاريخ- سيغدو بمثابة الأداة التي تفرض علينا نمطًا معرفيًّا جديدًا، وسريعًا، ولكنه في بعض حالاته نراه سطحيا وهشًّا، وتهيمن عليه الصورة؛ لتختفي فيها المعاني المركّبة والقراءات الطويلة، وتتحول بواسطته أدمغتنا إلى أنظمة بيولوجية تتنازل عن ضرورات كثيرة مثل الحفظ والبحث العقلي ومكتسباته المنطقية والتحليلية، ولعلّ إشاراتنا هنا تتعلق بالإنترنت الذي نراه من أوائل الأدوات التقنية التي أربكت العقل البشري وساهمت في نهضته المعرفية، ولكن في الوقت نفسه أركست كثيرا من مهاراته الطبيعية، وهذا ما سبق أن ألمحنا إليه في مقالنا السابق الذي يتعلق بثورة الذكاء الاصطناعي؛ ليعبّر عن مرحلة تقنية ورقمية متقدّمة فرضت هيمنتها على الدماغ البشري؛ فأخمدت فيه نار التفكير ونازعته في قدراته اللغوية والمنطقية.

نحتاج أن ننظر إلى القضية من الناحية العصبية؛ حيثُ يُشير علمُ الأعصاب إلى أن الدماغ البشري يتمتع بمرونة تُعرف بـ«اللدونة العصبية» (Neuroplasticity) التي تُعنى بقدرة الدماغ على إعادة تشكيل شبكاته الداخلية تبعًا للخبرات المكتسبة، وهنا نجد الإنترنت، وبكل ما يحمله من تفاعل، وسرعة، وحافز دائم، يصبح خبرةً عصبيةً متكررة تُعيد برمجة أدمغتنا ببطء، ولكن بثبات، وانتقل الحال بعد مراحل زمنية من الممارسات المتكررة المتراكمة لتضعنا أمام حقيقة أن العقل لم يعد يطيق التريّث أو الصبر على فكرة معقّدة أو نص طويل؛ فصار يطلب التجزئة، والتلخيص، والإشباع الفوري. هنا لمسنا بداية التحوّل الخطير؛ فبدأنا نفقد العمق الذي يشمل العمق في الفهم، وفي التأمل، وفي المعنى، وفي طاقتنا العقلية والعاطفية، ولم تعد القراءة ممارسة معرفية أساسية كما كانت؛ فأصبحت تصفحًا سطحيًّا، تقفز فيه العين من عنوان إلى آخر، ومن نص إلى رابط، دون أن تستقر طويلًا في المعنى، ونجد ما يمكن أن نسميه «عقل الشاشة» لا يملك قدرةَ عقل الكتاب على التجريد والتراكم البطيء للمعرفة؛ فالقراءة عبر الإنترنت تُشبه التهام الوجبات السريعة الذي يعكس إشباعًا لحظيًّا دون تغذية فكرية حقيقية.

كذلك لم تسلم الذاكرة من هذا التحوّل؛ فالعقل البشري -كما بيّن المفكّر الأمريكي «نيكولاس كار» مؤلف كتاب «السطحيون: ما يُحدثه الإنترنت في أدمغتنا»- بدأ يستعيض عن التذكّر الذاتي بالتذكّر الخارجي، إذ أصبح «جوجل» -مثلا- امتدادًا لذاكرتنا؛ فنحن لم نعد نحتفظ بالمعلومة، ولكن نحتفظ بمكان وجودها، وهنا يكمن الفارق الجوهري: من عقل يحتضن المعرفة إلى عقل يعتمد على وسيط خارجي لاستدعائها، ونجد أن هذا الأسلوب من الاعتماد يُضعف وظيفة التذكّر المتعمّق، ويحوّل الذكاء إلى شكل آني هش، يستند إلى الوصول لا إلى الفهم.

لا يُشبع تسارع الإنترنت حاجات العقل فحسب، ولكنه يُعيد تشكيل الزمن الداخلي للإنسان؛ فكنّا نقيس الزمن بأثره، وبطول المعايشة، وبالترسّب البطيء للتجربة، ولكننا اليوم نقيسُ الزمن بعدد الإشعارات، وبالتحديثات، وبلحظات التفاعل على المنشورات، ويحدث كل شيء بسرعة عالية يكاد من الصعب أن ندرك زمنه، وتوسّع الأمر ليشمل جوانبَ إنسانية أخرى مهمة مثل الأحزان والفرح التي صارت حالات مؤقتة، وباتت تُختصر في رموز تعبيرية، ثم تُستبدل بموجة جديدة من المحتوى.

إننا نستشعر هذا التسارع الزمني الذي يُضعف الذاكرة الوجدانية، ويحولنا إلى كائنات لحظية؛ لنعيش لحظات فارغة من معنى الانتماء إلى الواقع الوجودي، وبلا ماضٍ حقيقي، ولا أفق تأملي للمستقبل، وهذا ما جعلنا نستفيق بعد ما يقرب من ثلاثين عاما منذ بزوغ الإنترنت وحتى دخولنا العصر الرقمي وعناصره الكبيرة مثل الذكاء الاصطناعي. إننا نعيش عصر العولمة الرقمية -رغم ما يحويه من منافع كثيرة- الطاغية المستبدة لحقوقنا المعرفية والإبداعية والإنسانية، وإننا ننتقل من مرحلة إلى أخرى؛ لنواجه ما يمكن للفلسفة أن تطرحه من أسئلة منها: هل ما نعيشه هو «تحرّر من الزمن»، أم «انفصال عن المعنى»؟ وهل تعدد مصادر المعرفة وزيادة سعة الوصول إليها جعلتنا أذكى فعلًا؟ أم أننا فقدنا التوازن بين التراكم العقلي وبين التشتت الرقمي؟ يرى الفيلسوف الألماني -من أصل كوري- المعاصر «بيونغ تشول هان» أن المجتمعات الرقمية المعاصرة تعاني من «التعب النفسي الرقمي»، وأن كثافة المعلومات وغياب التريّث أنتجت ذاتًا مفككة تسعى للإشباع لا للفهم؛ فباتت تمارس الاستغلال الذاتي غير العادل دون أن تحس.

رغم ما سقناه من توجسات تعيب زمننا الرقمي بدءا بالإنترنت؛ فإننا لا يمكن أن نتجاهل أن الإنترنت وفّر فرصًا معرفية غير مسبوقة؛ فالوصول إلى مكتبات رقمية، ومقاطع تعليمية، ومحاضرات من جامعات عالمية، نجدها كلها أدوات مهمة في صناعة وعي معرفي جديد، ولهذا؛ فإننا نقرّ أن المشكلة ليست في الإنترنت باعتباره أداة، ولكن في ممارساتنا وسلوكياتنا الرقمية غير المنضبطة، وفي قابلية العقل البشري للانقياد وراء الأسهل، والأسرع، والأكثر إثارة، ولهذا لا يُحصر ما يحتاجه الإنسان المعاصر في ترشيد استعماله للتقنية، وإنما في استعادته للسيادة على عقله؛ ويجب حينها أن نُعيد تدريب عقولنا على الصبر المعرفي، وعلى التأمل البطيء، وعلى القراءة الطويلة، وعلى التحليل بدل التصفح السريع، وينبغي أن نستعيد القدرة على التفكير العميق في زمن السباق الرقمي.

إن أدمغتنا، مثلما تُبنى بالخلايا العصبية؛ فإنها كذلك تُبنى بالعادات الذهنية، وإذا كانت الخوارزميات أمكن لها أن تعيد تشكيل طريقة تفكيرنا؛ فإن بإمكاننا أن نعيد تشكيل هذه الخوارزميات بممارسة الإرادة والوعي والاختيار المدروس، ولهذا نؤكد بأن معركة الإنسان المعاصر ليست مع الإنترنت ذاته، ولكن مع انحرافاته العقلية التي زرعتها الاستعمالات السريعة والمُشوّهة له؛ فالإنترنت أداة، ويمكن أن نعدّها من ضمن الأدوات التقنية الأقوى التي عرفتها البشرية وساهمت في إعادة تشكيل الوعي البشري؛ فإن لم ننتبه، سنجد أنفسنا نعيش في عوالم من السرعة، والسطحية، والقلق المزمن، دون أن نعرف أننا فقدنا البنية التحتية لأغلى ما نملك: عقلنا.

د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني

مقالات مشابهة

  • كيف تغيّرت عقولنا بفعل الإنترنت؟
  • مشاركة 3 ابتكارات عُمانية في "المعرض الدولي للعلوم والهندسة" بأمريكا
  • بالفيديو: عودة الغيث بعد انقطاع.. أمطار الخير تروي مناطق متفرقة من السلطنة
  • استعدادا لموسم الصيف..محافظ مطروح يتفقد مستشفى رأس الحكمة
  • محافظ مطروح يتفقد القافلة الطبية المجانية بشمس الحكمة
  • باحثة عُمانية تشارك ببحثين علميين حول تكنولوجيا السيراميك والزجاج في مؤتمر دولي بكندا
  • مبادرات لدعم الترويج السياحي ضمن خطة التحول الشاملة لقطاع الطيران
  • «قصر السلطان».. قصة نجاح من عبق البيئة العُمانية
  • البشيري يحث التجار على تطبيق سياسة مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية