في تطور خطير للحرب المستمرة في السودان، استهدفت قوات “الدعم السريع” سجنًا ومستشفى بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان باستخدام الطائرات المسيّرة، اليوم السبت، مما أسفر عن مقتل 20 نزيلًا وإصابة 50 آخرين، جميعهم من المدنيين.

ووفقًا لوزير الثقافة والإعلام السوداني، خالد الأعيسر، الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن الهجوم على السجن والمستشفى يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان.

وقال الأعيسر في تصريح لوكالة أنباء السودان (سونا) إن الهجوم وقع باستخدام الطائرات المسيّرة، مؤكدًا أن جميع الضحايا من المدنيين، بما في ذلك النزلاء في السجن.

وأضاف الأعيسر أن ما جرى في سجن مدينة الأبيض يعكس تصاعد العنف في النزاع السوداني، الذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في أبريل 2023. كما أكد أن استهداف المنشآت المدنية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، خصوصًا أن المستشفيات والسجون تعتبر من الأماكن المحمية بموجب اتفاقيات جنيف.

وكان النزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح ملايين آخرين، مما خلق أزمة إنسانية خانقة في العديد من المناطق السودانية.

وواصلت ميليشيا “الدعم السريع” هجماتها على مواقع استراتيجية ومناطق مدنية، مما أثار القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في البلاد. وتعتبر مدينة الأبيض واحدة من المدن الهامة في الحرب الجارية، كونها تعد مركزًا عسكريًا مهمًا في غرب السودان.

في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية على الأطراف المتحاربة في السودان، دعت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وإنهاء الهجمات على المنشآت الصحية والمدنية. ويُتوقع أن يستمر الوضع في التدهور إذا استمر تصاعد العنف في البلاد.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجيش السوداني الجيش والدعم السريع السودان الفاشر الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

نيالا.. جرائم منظمة وفوضى تروع المدنيين

منتدى الإعلام السوداني

نيالا، 23 يونيو 2025 (سودان تربيون) ــ تشهد مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، انهيارًا أمنيًا غير مسبوق، حيث تصاعدت وتيرة الانتهاكات بشكل حاد لتشمل القتل خارج القانون، والنهب الممنهج، والابتزاز، وعمليات الاختطاف للمطالبة بفدى مالية، وسط اتهامات بتورط ضباط كبار في إدارة الجرائم وتنظيمها.

وبلغ الانفلات الأمني ذروته بعد وصول أعداد كبيرة من مقاتلي الدعم السريع من جبهات ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وسنار، عقب الخسائر العسكرية التي تكبدوها هناك.

ووفقًا لمصادر محلية، انخرط المقاتلون العائدون في أعمال سلب ونهب واسعة، مما حوّل حياة المدنيين إلى جحيم، دفع عشرات التجار والموظفين للاختباء في منازلهم خشية استهدافهم.

لكن قوات الدعم السريع تنفي عنها تهمة التفلتات، وتقول إن من يقوم بها هم متفلتون استغلوا ظروف الحرب. ومنذ الشهور الأولى لاندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يسيطر الأخير على مدينة نيالا ومناطق واسعة من أراضي دارفور الكبرى، وينوي أن يعلن هناك عن حكومة موازية ضمن تحالف “تأسيس” الذي تم تدشينه قبل عدة أشهر.

“نعيش أيامًا عصيبة”، تقول المواطنة عائشة من حي الوحدة لـ”سودان تربيون”، وتضيف: “جنود الدعم السريع وميليشيات قبلية متحالفة معهم ينهبون كل شيء، حتى الطعام والخضروات من الأسواق”. وأشارت إلى أن ابنها تعرض للطعن بآلة حادة عندما قاوم مجموعة مسلحة حاولت سرقة هاتفه أمام باب منزلهم، مؤكدة أنها تفكر جديًا في مغادرة المدينة بحثًا عن الأمان.

من جانبه، أوضح تاجر في سوق “موقف الجنينة” أن مجموعات مسلحة من الدعم السريع تبتز التجار وتجبرهم على دفع إتاوات ضخمة تحت ذريعة توفير الحماية. وقال: “السوق أصبحت عبارة عن فوضى عارمة، ينتشر فيها مسلحون، بعضهم أطفال، ينهبون ويسلبون بقوة السلاح”. وكشف أن هذا الوضع دفع كبار التجار للهروب إلى تشاد وليبيا وجنوب السودان.

كما يُرجع الناشط الحقوقي عثمان بدر الدين تصاعد الجرائم إلى غياب سلطة القانون، وانعدام رواتب مقاتلي الدعم السريع منذ بدء الحرب، مما دفعهم للنهب والقتل لتأمين متطلباتهم.

ورغم الفوضى والتفلتات الأمنية التي تعم المدينة، إلا أنها تتركز بشكل أوسع في سوقين رئيسيين:

سوق “قادرة”: يقع جنوب غرب المدينة، وتسيطر عليه عناصر موالية للدعم السريع بشكل كامل. وبحسب بدر الدين، يُباع في هذا السوق كل شيء، بما في ذلك السلاح والذخيرة والمخدرات، مؤكدًا أن “الدعم السريع وحكومته المدنية ليس لديهما سلطة على هذا السوق، بل إن أغلب تجاره هم ضباط وجنود في القوات”.

سوق “موقف الجنينة”: يسيطر عليه تجار من إثنيات تُحسب على القبائل غير العربية، ويتعرضون فيه لابتزاز مستمر. وشهد السوق حوادث قتل دامية، من بينها مقتل ستة من جنود الدعم السريع على يد جندي سابق في الجيش، قذفهم بقنبلة يدوية بعد تعرضه للابتزاز المتكرر.

تؤكد مصادر متطابقة لـ”سودان تربيون” أن ضباطًا كبارًا في الدعم السريع يشرفون بشكل مباشر على المجموعات التي تروع المدنيينوذكرت المصادر أسماء محددة من بينها العقيد محمد شوربة، والمقدم علي عليود، الذي قُتل سابقًا على يد مجموعة من الدعم السريع أثناء محاولته نقل أموال وسيارات مسروقة. كما أشارت إلى المقدم “عينة”، الذي كان يقود مجموعة إجرامية قبل أن يقتله تاجر بقنبلة يدوية في مارس الماضي.

“معتقلات الموت” والاختفاء القسري

تنشط في نيالا مجموعات متخصصة في الاختطاف، حيث سُجّل اختفاء أكثر من 100 شخص في ظروف غامضة خلال شهرين. وتدير قوات الدعم السريع معتقلات متعددة في المدينة، أبرزها “غابة النيم” ومبنى الاستخبارات العسكرية السابق، حيث تحتجز عشرات المدنيين والتجار والموظفين، بالإضافة إلى ضباط متقاعدين من الجيش والشرطة، تحت ذريعة التخابر لصالح الجيش.

وذكر أحد المواطنين أن شقيقه اختُطف قرب المستشفى التركي بعد اتهامه بتصوير المرفق الذي تستخدمه القوات لعلاج جرحاها، وأن المسؤولين عن المعتقل طلبوا فدية قدرها 7 ملايين جنيه سوداني لإطلاق سراحه.

الدعم السريع ينفي

في المقابل، نفى مصطفى محمد إبراهيم، مستشار قائد قوات الدعم السريع، هذه الاتهامات. وقال لـ”سودان تربيون” إن “هذه التفلتات لا تقوم بها قوات الدعم السريع، بل متفلتون استغلوا ظروف الحرب”. واتهم “أذرعًا تابعة للمؤتمر الوطني” بتحريك هذه العصابات لزعزعة الاستقرار. وأكد أن قيادة الدعم السريع وضعت خطة أمنية وألقت القبض على عدد من المتورطين، نافيًا مغادرة التجار للمدينة، ومؤكدًا أن قواته لن تتهاون مع أي فرد من أفرادها يرتكب جريمة.

* ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد “سودان تربيون”، في إطار المتابعة اللصيقة للتداعيات الأمنية الخطيرة التي يعيشها السكان في مدينة نيالا الواقعة بإقليم دارفور.

منتدى الاعلام السوداني الوسومالجزيرة الخرطوم السودان القتل خارج القانون النيل الأبيض جنوب دارفور سنار قوات الدعم السريع منتدى الإعلام السوداني نيالا

مقالات مشابهة

  • بالأسماء.. مجزرة جديدة جنوب غزة باستهداف نقطة مساعدات
  • غزة .. عشرات الشهداء والجرحى في مختلف مناطق القطاع
  • إيران تنشر حصيلة القتلى والجرحى جراء الحرب مع إسرائيل
  • مصرع 40 شخصا في قصف على مستشفى بالسودان
  • السودان: دولتان عربية وإفريقية تعترفان برعاية مليشيا “الدعم السريع”
  • نيالا.. جرائم منظمة وفوضى تروع المدنيين
  • حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب
  • إسرائيل والدعم السريع
  • مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع
  • مقتل طبيبة داخل مستشفى المجلد بغرب كردفان إثر قصف للجيش السوداني