في خضم الحرب الظالمة على اليمن، تطل علينا أصوات تدعي أنها الشرعية بينما هي في حقيقة الأمر أدوات مجرمة تبيح دماء اليمنيين لقاء حفنة دولارات. هذه الأصوات ليست سوى امتدادًا لخطاب الخيانة الذي يحاول تبرير جرائم العدوان الأمريكي-الصهيوني.
اليوم، بعد أن دمر العدوان الصهيوني المنشآت المدنية والبنية التحتية لليمن، اتضح أن هؤلاء “المرتزقة” ليسوا سوى أدوات مجرمة، تبادل كرامة شعبها بدولارات الخيانة.
إنهم يريدون لليمن أن يكون ساحة للذل، بينما يرفض اليمنيون إلا أن يكون ساحة للعزة.
هذه الأصوات لم تكتف بتبرير جرائم العدوان الأمريكي-الصهيوني على الشعب اليمني، بل تحمل أنصار الله مسؤولية استدعاء العدوان وكأن اليمن في دفاعه عن فلسطين قد ارتكب جريمة تستحق العقاب، بينما يغض الطرف عن المحتل الذي يقتل ويدمر منذ عقود.
لقد نسوا أو تناسوا أنهم من استدعى تحالف العدوان السعودي-الإماراتي المدعوم أمريكيًا. ذلك العدوان الذي استمر في القتل والتدمير على مدار تسع سنوات، ونسوا أنهم من أطلقوا يد الغزاة في تشريد الملايين. واليوم، حينما تحول اليمن نحو مواجهة العدو الصهيوني، يتذرعون بحماية المصلحة الوطنية! أي مصلحة تبقى في وطن يباع قطعة قطعة لأجل مكاسب شخصية وتباد كرامته على مذبح التطبيع؟!
قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) هذا هو مقياس الشرعية الحقة نصرة المظلوم، ورفع الظلم، والتصدي للمستعمرين.
يدعي هؤلاء أنهم يحمون مقدرات الوطن فكيف يكون الحفاظ على المقدرات بالوقوف مع من يدمرها؟! كيف تدافع عن اليمن بالتحالف مع قتلة اليمنيين؟! الوطنية لا تباع في سوق النفاق، ولا يمكن لخائن يتاجر بدماء شعبه أن يكون شرعيًا.
تاريخ اليمن يكتب اليوم بدماء الشهداء وبطولات المقاومين، بينما يكتب تاريخ المرتزقة بالعار والازدراء. من يعتقد أن وقوفه في خندق العدوان الأمريكي-الصهيوني سيمرر جرائمه بشعارات جوفاء، فليعلم أن دماء اليمنيين ستطارده إلى أبد الآبدين. أما اليمن، فسيظل صخرة تتحطم عليها مؤامرات الأعداء، وبعزيمة أبنائه سيبقى يرسم درسًا في العزة كلما ارتفع سوط الظلم، ارتفعت أيد تنتزعه من جذوره.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أحمديات: متحف الشمع بمترو الأنفاق
مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يقصد ومقصود لم يفهم فاجعل كلمتك بسيطة حتى يفهم مقصدها.
من محطة رمسيس قطعت تذكرتي في مترو الأنفاق للوصول إلى حلوان بعيدا عن زحام الشوارع والطرقات غير الممهدة في بعض الأماكن والعربات غير المنضبطة في سيرها والميكروباصات وما أدراك بالميكروباصات والأتوبيسات وعوادمها والتكاتك وكوارثها والموتوسيكلات وفظاعتها والدراجات وعشوائياتها والتروسيكلات وبجاحتها والباعة الجائلين وبلطجتهم وعدم وجود أرصفة نسير عليها والمكروفونات المزعجة بلا رحمة لكبير ولا مريض والمشاجرات الدائمة بين الناس على الطرقات والمقاهي والكافيتريات التي تعترض الطرقات والمطاعم التي تغلق الأرصفة بالكراسي والترابيزات والسماعات العملاقة لكل محل وكل بائع وكل عربة وكل توكتوك وكل ميكروباص بحجم ضوضاء كبير.
وإذا بالمفاجأة بنزولي إلى سلم محطة مترو الأنفاق وبمجرد دخولي المترو صمت رهيب تخيلت لبرهة أنه لا أحد بالمترو وبنظرة سريعة على الزحام الموجود والأعداد الكبيرة داخل العربة إلا أنهم صامتون دققت النظر في الوجوه والتي تحولت وكأنك في متحف الشمع وإذا بهم جميعا يمسكون التليفون المحمول في أيديهم وبتركيز عال كل منهم في واديه.
شعرت فعلا أنهم مجسمات في متحف الشمع فالمشهد محير وصمت رهيب وتركيز عال وإذا فجأة صرخة أحدهم فقد فاتته محطته نظرا لانشغاله وتكرر المشهد عند كل محطة الكل لم ينزل في المحطة المخصصة له فيعود إلى التليفون مرة أخرى ممسكا به وينعزل عن الدنيا ويتكرر الأمر.
مفاجأة أخرى تقطع الصمت الرهيب سيدة تتحدث مع نفسها فجأة وبصوت عال وتبتسم مرة وتغضب مرة بداية الأمر تخوفت منها كثيرا اعتقدت أنها مريضة والغريب لا أحد يتعجب مثلي ركزت في وجهها لأجد سماعة في أذنيها تتحدث بها مع طرف آخر على التليفون ولكن المشهد كان سيدة بتكلم نفسها برغم خوفي ابتسمت لهذا المشهد وتكرر الأمر مع آخرين الكل بيتكلم نفسه ثم يعود الهدوء والصمت مرة أخرى مافيش حد نزل في محطته ولا المحطة اللي بعدها واللي عرفته أنهم كلهم حيرجعوا تاني في نفس المترو وطول اليوم على كده كله تايه في متحف الشمع.
قرمشة
قالوا تكنولوجيا قولنا ماشي
قالوا ليها فوايد قولنا ماشي
قالوا ليها مساويها قولنا دي حلاوتها
وعشان كده في إيدينا ياعيني علينا
تحياتي ومن عندياتي.