#سواليف

تناول تحقيق استقصائي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” التناقض الجوهري في السياسات الإسرائيلية المتعلقة بقضية الأسرى الإسرائيليين لدى #حماس في قطاع #غزة، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. فمنذ اللحظة الأولى، أعلنت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أن “عودة الأسرى إلى بيوتهم أحياء هي الهدف الأسمى”، وأن هذه القضية تتقدم على أي اعتبار آخر، بما في ذلك مواصلة #الحرب.

لكن التحقيق يكشف، من خلال #تسريبات ومقابلات مع مسؤولين عسكريين وأمنيين سابقين وحاليين لدى #الاحتلال، أن الواقع الميداني والسياسي بعيد عن هذه الشعارات، وأن عمليات #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، بل وحتى بعض القرارات السياسية، قد أسهمت فعليًا في تعريض حياة الأسرى للخطر، ومقتل بعضهم.

واحدة من أبرز الحالات التي يسوقها التحقيق تعود إلى نوفمبر 2023، حين نفّذ سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي غارة على موقع في بيت حانون، حيث كان يتواجد أحمد الغندور، أحد كبار قادة #كتائب_القسام. استخدمت “إسرائيل” في هذه الضربة قنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-28، وهي مصممة لاختراق الأرض والملاجئ المحصنة قبل أن تنفجر. العملية اعتُبرت في البداية ناجحة من الناحية التكتيكية، لكنها لاحقًا كشفت أن 3 أسرى إسرائيليين كانوا في نفق قريب قد قُتلوا.

ووفقا للتحقيق، لا تتوقف الخطورة عند القنبلة نفسها، بل تتعداها إلى الآثار الثانوية التي تحدثها، حيث تشير تقارير عسكرية إلى أن هذه القنابل، عند انفجارها في بيئة مغلقة كنفق، قد تطلق غازات سامة تؤدي إلى مقتل أشخاص حتى في مسافة بعيدة نسبيًا من نقطة الاصطدام المباشرة. رغم إدراك الجيش لهذه الإمكانية، إلا أن الضربة نُفذت دون ضمان الحد الأدنى من التحقق بشأن وجود أسرى في المنطقة، ما يشير إلى أن استهداف القيادي في القسام قُدّم على أرواح الأسرى الإسرائيليين.

مقالات ذات صلة الأمم المتحدة: حصار غزة دخل شهره الثالث والموت يهدد غالبية السكان 2025/05/11

التحقيق الذي نشرته “يديعوت أحرونوت” لا يكتفي بإدانة تصرفات جيش الاحتلال في #ملف_الأسرى الإسرائيليين، بل يوجه أيضًا نقدًا صريحًا لصناع القرار السياسي، خاصة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين #نتنياهو والكابينت الأمني السياسي. إذ يكشف أن عرضًا لصفقة محتملة، نقل عبر وسطاء مصريين وقطريين في أكتوبر 2023، تضمن الإفراج عن عشرات النساء والأطفال وكبار السن من الأسرى، في مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار وشروط إنسانية. لكن هذا العرض لم يُناقش بجدية في “إسرائيل”، بل رُفض ضمنيًا من قبل نتنياهو وبعض الوزراء. يقول مسؤول أمني كبير لدى الاحتلال للصحيفة: “لو كانت هناك رغبة حقيقية بإنقاذ هؤلاء، لكان بالإمكان إتمام الصفقة، أو على الأقل اختبارها”. ولكن يبدو أن الحكومة فضّلت المضي في المعركة حتى النهاية على حساب أرواح الأسرى.

يؤكد التحقيق أن هناك خلافًا داخليًا واضحًا بين الأذرع الأمنية والاستخباراتية لدى الاحتلال (مثل الشاباك وأمان) وبين القيادة السياسية، فبينما تميل الجهات الاستخباراتية إلى التوصية بإجراء صفقات تبادل كوسيلة فعّالة لاستعادة الأسرى، تصر القيادة السياسية على أن ذلك قد يُفسَّر كخضوع لحماس ويقوض هدف الحرب المتمثل في القضاء على قوتها العسكرية. هذا التوتر خلق حالة من الجمود، أفضت إلى تعريض الأسرى للخطر أكثر فأكثر، خاصة مع تكثيف الهجمات العسكرية البرية والجوية في مناطق يُحتمل أن يتواجدوا فيها.

يشير التحقيق أيضًا إلى أن عائلات الأسرى الإسرائيليين، التي كانت حتى فترة قريبة شديدة الدعم للحرب، بدأت تعبر عن غضبها المتزايد من تجاهل معاناة أبنائها وبناتها. فمع مرور الوقت، ومع تضاؤل فرص النجاة، بدأت الأصوات ترتفع في “إسرائيل” مطالبة بالشفافية وبمعلومات حقيقية حول ما إذا كانت الحكومة لا تزال تضع “استعادة الأسرى أحياء” كأولوية، أم أنها باتت تعتبرهم “أضرارًا جانبية” لا يمكن تفاديها في طريقها إلى حسم عسكري شامل.

كما يثير التحقيق سؤالًا مهمًاا: هل يمكن لدولة أن تبرر مقتل أسراها في سبيل تحقيق هدف عسكري أكبر؟ وهل فعلاً الأسرى باتوا عبئًا سياسيًا على القيادة، تحاول التخلص منه بطريقة غير مباشرة؟ إحدى العبارات التي نُقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع، دون ذكر اسمه، تعزز هذا التوجّه حين قال: “نحن نعلم أن بعض الأسرى لن يعودوا… ولكن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية إعلان ذلك علنًا”.

التحقيق يعكس أيضًا فشلًا استخباراتيًا في التقدير والتخطيط. فقد كان من المفترض أن تكون لدى “إسرائيل” معلومات دقيقة حول مواقع احتجاز الأسرى، أو على الأقل تقديرات موثوقة. لكن العمليات الميدانية تُظهر مرارًا وتكرارًا غياب مثل هذه المعطيات. بعض الغارات نُفذت في مناطق تُعرف بوجود أنفاق اعتقال، دون أي محاولة للتنسيق مع الجهات المعنية بملف الأسرى.

يكشف التحقيق عن فجوة هائلة بين الخطاب الرسمي الإسرائيلي المتعلق بالأسرى، وبين الممارسة الفعلية على الأرض، ويقدم أدلة على أن قرارات عسكرية وسياسية قد تكون ساهمت فعليًا في تعريض حياتهم للخطر، بل وربما في مقتل بعضهم. ويوجه رسالة ضمنية إلى الجمهور الإسرائيلي مفادها أن من يُفترض أن يقاتل من أجل استعادة أبنائكم، قد يكون هو نفسه من دفنهم في ركام الأنفاق.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف حماس غزة الحرب تسريبات الاحتلال جيش الاحتلال كتائب القسام ملف الأسرى نتنياهو الأسرى الإسرائیلیین

إقرأ أيضاً:

مطور عقاري: حكمة القيادة السياسية جعلت مصر أكثر استقرارا وجذبا للاستثمارات

قال المهندس داكر عبد اللاه عضو شعبة الاستثمار العقاري باتحاد الغرف التجارية و عضو لجنة التطوير العقاري و المقاولات بجمعية رجال الأعمال المصريين انه لا شك ان المواجهات بين إيران و إسرائيل تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام و سيكون لها تبعات سلبية على الاقتصاد بالمنطقة و العالم إذا ما استمر التصعيد بينهما وتوسيع دائرة الصراع بدخول أطراف اخرى في النزاع .

توجيه رسمي من وزير الإسكان بشأن مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإداريةزيادة نسبة تغطية الصرف الصحي بالريف إلى 60% خلال 2025

وفيما يتعلق بتأثير التصعيد الإيراني الاسرائيلي على القطاع العقاري قال داكر عبد اللاه انه في حالة اي توترات او صراعات يتم اللجوء إلى عددا من الأوعية الادخارية لحفظ المدخرات و منها التحوط بشراء الذهب او الاتجاه إلى شراء العقار ونحن في مصر لدينا محفظة عقارية متميزة و جاذبة و بها فرص واعدة سواء للسكن او الاستثمار .

و أشار داكر عبد اللاه إلى أن فرص نمو مبيعات العقارات و تصدير العقار المصري ستكون إيجابية نتيجة لرغبة العرب والاجانب في تملك عقار مميز في مختلف المدن المصرية وكذلك رغبة المصريين في الحفاظ على مدخراتهم في شراء العقار .

و اكد ان مصر بلد الامن و الاستقرار و الفرص الواعدة بفضل القيادة الحكمية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعمل بشكل مستمر على الحفاظ على امن واستقرار مصر و صون مقدراتها و حدودها مما جعل مصر بلد مستقر و ذو فرص واعدة بالرغم مما يحدث بالمنطقة من ازمات سياسية و أمنية .

وأضاف داكر عبد اللاه أن موسم الصيف و الاجازات و عودة المصريين بالخارج لقضاء إجازاتهم مع ذويهم و كذلك رغبة الأشقاء العرب في التمتع بقضاء اجازة صيفية على سواحل البحر خاصة في مدينة العلمين و الساحل الشمالي سيكون له دور كبير في تنشيط المبيعات العقارية خلال الفترة المقبلة .

و دعا داكر عبد اللاه الراغبين في شراء عقار سواء تجاري او سكني بسرعة اتخاذ قرارهم لانه رغم خفض فائدة الإقراض البنكي إلا ان هناك تحدي في توقعات بارتفاع اسعار المواد البترولية التي تدخل في صناعة مواد البناء بمختلف أنواعها و هذا بالتبعية لو حدث سيؤثر أيضا على أسعار العقارات .

و توقع داكر عبداللاه نموا ملحوظا في مبيعات العقارات خلال الفترة المقبلة في الساحل الشمالي و العلمين و العاصمة الإدارية و أكتوبر وزايد الجديدة .
 

طباعة شارك التطوير العقاري الشرق الأوسط التصعيد الإيراني الاسرائيلي

مقالات مشابهة

  • وسيط ترامب: صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكنة “خلال أيام”
  • طيران الاحتلال يشن غارة على مواصي خان يونس
  • الاحتلال الإسرائيلي يفشل في تحقيق أهدافه الاستراتيجية ضد إيران.. حرب دون مكاسب
  • طرح 22 مشروعاً عبر “استطلاع” لأخذ المرئيات.. بينها « اللائحة الفنية للمركبات ذاتية القيادة»
  • نتنياهو يعلن تحقيق نصر تاريخي على إيران
  • جيهان مديح: نشدد على ضرورة الاصطفاف الوطني الكامل خلف القيادة السياسية
  • “الأحرار الفلسطينية” تحمل العدو الصهيوني المسؤولية عن حياة الأسرى الفلسطينيين
  • مطور عقاري: حكمة القيادة السياسية جعلت مصر أكثر استقرارا وجذبا للاستثمارات
  • نتنياهو: إعادة الأسرى من غزة ستستغرق وقتا إضافيا
  • نتنياهو يدرس مقترحا جديدا لصفقة أسرى قدّمه ويتكوف