سفير إسرائيلي يُحذِّر: احتلال غزة سيكون كارثة بكل المقاييس
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا، للسفير السابق لدى الولايات المتحدة، العميد مايك هيرتسوغ، أبرز فيه: "الاعترافات الاسرائيلية بأن سلطات الاحتلال انتهجت سياسة التجويع، وساهمت بقراراتها عبر منع وصول جميع المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين، في خلق ضائقة إنسانية، وفوضى في أجزاء من غزة".
وأوضح هيرتسوغ، عبر تقرير، ترجمته "عربي21" أنّه: "إذا كانت هناك حاجة لبعض الخطوات الإنسانية الأولية لإنقاذ أرواح الأسرى، فمن الصواب تنفيذها، بعيدا عن الانحدار على سياسة احتلال القطاع".
وتابع: "بصفتي شخص عايش ما يحدث في أمريكا لسنوات، لا أذكر ضررًا بالغًا لحق بصورة دولة الاحتلال ومكانتها في الولايات المتحدة كما حدث مؤخرًا بسبب حرب غزة، والصور التي خرجت منها تساوي ألف كلمة خرجت من الاحتلال، وقد أثرت فينا بشدة في عالم الوعي".
"كما اخترقت معاقل الجمهوريين، وخاصة بين جيل الشباب، صحيح أننا نتمتع حاليًا بإدارة أمريكية متعاطفة، لكن الخطر على مكانتنا في أمريكا يجب أن يحرم القيادة الإسرائيلية من النوم" بحسب المقال نفسه.
واسترسل: "بعد مرور قرابة عامين على اندلاع الحرب، لم يحقق الاحتلال أيًا من أهدافه التي حددها: الانهيار العسكري والحكومي لحماس، وعودة جميع الأسرى، ويبدو أنه قد ضلّ طريقه في متاهة غزة، وليس لديه أي فكرة عن كيفية إنهاء الحرب، ووصل اليوم عند مفترق الطرق الذي وصل إليه الآن، ما يجعل من الضروري إجراء توازن استراتيجي للإنجازات المتوقعة من مواصلة الحرب بشكل أو بآخر، مقابل الثمن الذي يدفعه، ويتوقع دفعه".
ورصد الكاتب "هذه الأثمان المتمثلة في التآكل الداخلي الاسرائيلي، والانهيار الخطير في مكانتنا الدولية، والعائق أمام قدرتنا على استنفاد وترجمة إنجازاتنا غير العادية في الحرب ضد إيران".
وأورد بأنّ: "هذا التوازن والتوتر بين أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حماس، وتحرير الأسرى يؤدي إلى استنتاج مفاده أن الاحتلال يجب أن يتبنى استراتيجية مشتركة من المبادرة السياسية، والاستقرار الإنساني، والضغط العسكري المركّز، وليس الانحدار إلى احتلال غزة".
وأوضح أنّ: "هذا المقال لن ينشغل كثيرا بالإجابة عن سؤال ما العمل، لكننا نتساءل عن كيفية وضع أنفسنا في وضع تكون فيه جميع خياراتنا إشكالية، ما يستدعي من الاحتلال أولاً وقبل كل شيء الشروع في خطة طوارئ عاجلة لإنقاذ أرواح الأسرى الذين تتعرض حياتهم لخطر داهم، من خلال الضغط الدولي والإقليمي الهائل لإحضار الطعام والماء والدواء إليهم".
ومضى بالقول، إنّه: "حان الوقت للولايات المتحدة لفرض إرادتها على الوسطاء، وإذا كانت هناك حاجة لبعض خطوات الانفتاح الإنساني في غزة لإنقاذ أرواح الأسرى، فمن الصواب تنفيذها".
وأكد أنّ: "الخطوة الثانية المطلوبة تتعلق بالناحية الإنسانية، فلا يمكن إنكار أن القرارات الاسرائيلية مثل منع جميع المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين ساهمت في خلق ضائقة إنسانية، وفوضى في أجزاء من غزة، مما أدى لحدوث تسونامي سياسي علينا، وتقييد حريتنا في العمل، ولذلك يجب عليه أن يفعل كل ما هو ضروري لاستقرار الوضع الإنساني في القطاع من الآن فصاعدًا".
وأضاف بأنّ: "المسار الثالث يأتي في ضوء الفشل الإسرائيلي، حيث تضطر الولايات المتحدة للعب دور أكثر نشاطًا، بما فيها تعبئة الموارد والجهات الفاعلة الدولية، ومواءمة الأمم المتحدة، ولا ينبغي بأي حال جرّها إلى الأخطاء الاستراتيجية المتمثلة في احتلال غزة، أو ضمّها، لأنه من المحتمل أن يكون الاحتلال حكمٌ بالإعدام على المختطفين، ما سيفرض عبئًا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا لا يُطاق على الاحتلال على حساب أولويات أخرى".
وأكد أنّ: "الخطوة الرابعة تتمثل بصياغة خطة مع الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب، تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل انسحاب الجيش من غزة، ووقف الضغط العسكري الحالي، وتوفير حل إنساني مستقر ومستدام لغزة، وحرية عمل الجيش لإحباط أي تهديد قائم أو ناشئ في غزة".
"وجعل إعادة إعمارها مشروطة بنزع السلاح، والتفاهمات مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، الذين دعوا جميعًا مؤخرًا لنزع سلاح حماس، وإبعادها عن السلطة، على أن تكون هذه الخطة المتفق عليها جزءًا من تفاهمات أوسع مع الإدارة في السياق الإقليمي" وفقا للمقال نفسه.
وأشار إلى أنه: "لا يمكن للاحتلال أن يتخلّى عن إمكانية تحقيق الفرصة غير الكبيرة لصفقة أسرى جزئية في مخطط ويتكوف، هذا ليس مخططًا مثاليًا، لأن الصفقات الجزئية إشكالية، لكنها أفضل من لا شيء، وإذا تحقق، فيجب استخدام وقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا للدفع قدمًا بالمخطط المذكور أعلاه لإنهاء الحرب".
وأوضح أنّ: "برميل غزة عميق، لكن له أيضًا قاع، ولذلك ما لا يجب فعله يتمثل أساسا بعدم الانجرار للأخطاء الاستراتيجية المتمثلة في احتلالها أو ضمّها، لأنه سيكون حكماً بإعدام الأسرى، وفرض عبء عسكري واقتصادي وسياسي لا يُطاق على الاحتلال على حساب أولويات أخرى".
وختم بالقول إنّه أيضا: "يعمّق ويسرّع من موجة التسونامي الدولية ضدنا، ويبعد الشركاء الإقليميين والدوليين المحتملين عن دخول القطاع، وتقاسم العبء في اليوم التالي، ما يتطلّب من الحكومة تبنّي وتقديم أفق واستراتيجية واضحة وواقعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة غزة قطاع غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المتمثلة فی جمیع ا
إقرأ أيضاً:
ويتكوف يلتقي رئيس وزراء قطر لبحث خطة لإنهاء الحرب في غزة وتبادل الأسرى
ذكر موقع أكسيوس الأمريكي، أن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة مقترح جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيقدم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل خلال أسبوعين.
وأشار الموقع إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيلتقي، اليوم السبت 9 آب / أغسطس ، في إسبانيا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث خطة لإنهاء الحرب بغزة وإطلاق المحتجزين.
ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي قوله: "إن حكومة بنيامين نتنياهو لا تعارض العمل على التوصل إلى خطة نهائية مع الولايات المتحدة، ولكن حماس لن تقبلها"، وفقا لتعبيره.
وأشار إلى أن الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن إنهاء الحرب "هائلة"، وأن الحديث عن اتفاق شامل الآن "بلا جدوى" , لافتا إلى أن الخطة التي وافق عليها مجلس الأمن المصغر (الكابينت) الجمعة لاحتلال غزة "لن تنفذ فورا"، حيث لم يتم تحديد جدول زمني لبدء تنفيذها , وهو "ما يتيح وقتا للتوصل إلى حل دبلوماسي" حسب قوله.
وأكد المسؤول أن "نتنياهو ترك الباب مواربا لوقف العملية في غزة إذا استؤنف التفاوض للتوصل إلى اتفاق.
ومؤخرا، قال ويتكوف إن إدارة ترامب تُريد اتفاقا شاملا "كل شيء أو لا شيء" يُنهي الحرب، بدلا من "صفقة مُجزأة".
وفجر الجمعة 8 آب / أغسطس ، أقر الكابينت الإسرائيلي خطة تدريجية لاحتلال غزة بالكامل، تبدأ بتهجير سكان القطاع البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية.
من جهتها نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقرير، قالت فيه إنّ: "قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطّة احتلال قطاع غزة، خلال هذا الاجتماع الذي امتد لـ 10 ساعات، وشهد نقاشا حادا جدد خلاله رئيس الأركان إيال زامير، تأكيده أن خطة احتلال غزة فخ إستراتيجي سينهك الجيش لسنوات، ويعرّض حياة الأسرى للخطر.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع صارت فعلا اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذّرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية".
وعلى مدار 22 شهرا من حرب الإبادة الجماعية على غزة، انعقدت عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بشأن وقف الحرب وتبادل الأسرى، بوساطة قادتها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.