تقرير يحدد 25 نوعا من الرئيسيات مهددة بالانقراض
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
حدد تقييم عالمي جديد 25 نوعا من الرئيسيات تعد الآن الأكثر عرضة للانقراض على وجه الأرض، حيث لم تبق منها إلا بضع مئات أو حتى بضع عشرات، وقد يختفي العديد منها خلال العقد المقبل.
وأُعدت القائمة في تقرير بعنوان "الرئيسيات في خطر 2023-2025" من قبل مجموعة المتخصصين في الرئيسيات التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والجمعية الدولية لعلم الرئيسيات، ومؤسسة "إعادة الحياة البرية"، بالتعاون مع أكثر من 100 عالم.
ويحذر التقرير بشأن الرئيسيات المهددة بالانقراض في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا ومدغشقر وأميركا الجنوبية، وتعد الرئيسيات من فصيلة الثدييات تضم القرود والقرود البدائية، وجميع أنواع الرئيسيات الباقية شجرية تعيش معظمها في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في الأميركتين وأفريقيا وآسيا.
وفي كل من إندونيسيا ومدغشقر حدد التقرير 4 أنواع مدرجة حديثا، تليهما الصين وفيتنام ونيجيريا بـ3 أنواع لكل منها، ويظل فقدان الموائل والصيد وتغير المناخ والاتجار غير المشروع بالحياة البرية عوامل مشتركة وراء هذا التراجع.
ويشير التقرير إلى أنه في غابة "باتانغ تورو" المرتفعة في سومطرة بإندونيسيا لا يوجد سوى نحو 767 من "قرود إنسان الغاب التابانولي"، مما يجعل هذا النوع أندر قرد تم تسجيله على الإطلاق، حيث يقدر أنه لم يبق سوى 2.5% من موائله تتعرض بدورها للتآكل بسبب التعدين وبناء سد لتوليد الطاقة الكهرومائية.
إعلانوفي غرب أفريقيا تواجه "غوريلا نهر كروس" خطرا أشد، إذ لم يبقَ على قيد الحياة سوى أقل من 250 حيوانا بالغا في 11 موقعا جبليا على الحدود بين نيجيريا والكاميرون، حيث تفاقم الاضطرابات المدنية المتجددة ضغوط قطع الأشجار والزراعة.
ورغم محاولة إنشاء محميات جديدة ودوريات عبر الحدود فإن التقرير يشير إلى أن فقدان حيوان بالغ واحد يمكن أن يمحو سنوات من محاولة الحفاظ على هذا النوع.
وفي مدغشقر، يهدد الانقراض أصغر رئيسيات العالم، إذ فقد "ليمور الفأر" أكثر من 8% من أعداده خلال السنوات العشر الماضية جراء توسع الزراعة التقليدية في موطنه بالغابات الجافة.
وقال رئيس المحطة الميدانية في غابة كيريندي بمدغشقر بيتر كابلر "اختفى هذا النوع أيضا من معظم الغابات السليمة المتبقية، وقد يكون هذا أول رئيسيات نفقدها للأبد في القرن الـ21".
أما قرد "جيبون كاو-فيت" -الذي يعيش في الحجر الجيري في الصين وفيتنام- فيبلغ عدده نحو 90 قردا مقارنة بأكثر من 100 كان يُفترض وجودها حسب المسوحات السابقة.
ويشير التقرير إلى أنواع أخرى مهددة بالانقراض، من بينها "الليمور ذو الطوق الأحمر"، و"قرود مانغابي ذو البطن الذهبي"، و"قرد باتاس الجنوبي"، و"القرد ذو البطن الأحمر"، و"قرد اللنغور ذو الرأس الذهبي"، إضافة إلى بعض الأنواع الأخرى.
ويؤدي تحويل الغابات إلى أخشاب وبناء مزارع ومناجم وسدود إلى محو الموائل الطبيعية في جميع القارات، ففي سومطرة تُظهر بيانات الأقمار الصناعية أن غابات الأراضي المنخفضة التي تقع على ارتفاع أقل من 500 متر -وهي موطن إنسان الغاب الرئيسي- تقلصت بنسبة 60% بين عامي 1985 و2007.
وفي منطقة مينابي بمدغشقر انخفض غطاء الغابات بأكثر من 30% منذ عام 2012، مما أدى إلى انقسام مجموعات الليمور إلى أجزاء متفرقة.
إعلانوبالنسبة لغوريلا كروس ريفر تفصل الآن مجموعة من القرى والطرق والحقول مجموعات فرعية كانت متصلة سابقا بمسافات لا يمكن لأي حيوان عبورها بأمان.
كما يضيف الصيد والاتجار ضربة أخرى إلى التنوع ويفاقم خطر الانقراض، فرغم أن قرد إنسان الغاب التابانولي يعيش في مناطق شديدة الانحدار فإن صغاره لا تزال تُصطاد في سياق تجارة الحيوانات الأليفة غير الشرعية، في حين يموت البالغون في صراعات المحاصيل أو في مصائد الشراك.
كما يشكل تغير المناخ خطرا محدقا على الرئيسيات، إذ ترهق مواسم الجفاف الأطول الأشجار المثمرة، وتدمر العواصف العاتية الغابات الساحلية، وهو ما لوحظت آثاره في موائل قرود الجيبون والليمور.
ويطالب التقرير بالتوسع السريع في المناطق المحمية، ولكنه يشدد في الوقت نفسه على إنفاذ القانون على أرض الواقع، حيث لا يزال قطع الأشجار غير القانوني وتجارة الحياة البرية متواصلين.
ويدعو التقرير الحكومات إلى تشديد القوانين، ووقف الاستيلاء على الأراضي، وإشراك المجتمعات الأصلية والمحلية كشركاء كاملين.
ويحذر كريستيان روس عالم الوراثة في المركز الألماني للرئيسيات من مخاطر انقراض وشيط لهذه الرئيسيات، قائلا "الوضع مأساوي، إذا لم نتحرك الآن فسنفقد بعض هذه الأنواع إلى الأبد".
ويؤكد روس أن فقدان أي نوع من الرئيسيات لا يعني خسارة لا تعوض للطبيعة فحسب، بل لنا نحن البشر أيضا، فالرئيسيات ليست حيوانات رائعة فحسب، بل هي أيضا أنواع أساسية في أنظمتنا البيئية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع
إقرأ أيضاً:
المبادئ التوجيهية لإعداد التقرير الوطني حول واقع الإعاقة… في ورشة عمل بدمشق
دمشق-سانا
أقامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ورشة عمل، بعنوان “المبادئ التوجيهية لإعداد التقرير الوطني حول واقع الإعاقة”، وذلك في مبنى الوزارة بدمشق.
وتركزت محاور الورشة التي تستمر على مدى خمسة أيام، حول دراسة تطور مفهوم الإعاقة، وصولاً إلى النموذج المفاهيمي للإعاقة، وفق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والنهج المختلفة في التعاطي مع هذا الملف.
وأوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، أن هدف الورشة تعزيز المعرفة والفهم العام لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتعريف بالتشريعات الوطنية، وبناء قدرات المشاركين من جمع وتحليل البيانات وفقاً لمعايير حقوق الإنسان، وبناء مهارات صياغة التقارير بلغة حقوقية وفنية شاملة وتنموية، مشددة على ضرورة تعزيز التشاركية الحقيقية في صنع القرارات والقوانين، والاستماع إلى مقترحات الأشخاص ذوي الإعاقة لتكون السياسات والإجراءات فاعلة على الأرض.
من جهتها، ذكرت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا مورييل مافيكو، أن الصندوق يعمل عبر برامجه على تعزيز مفهوم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، لافتة إلى ضرورة التركيز على تحقيق عدد من الأهداف المتعلقة بقضية الإعاقة في سوريا، منها تعزيز قدرات المجتمع والعمل على بناء قاعدة للبيانات، ورصد للاحتياجات والمعلومات الخاصة بهذا الملف لتطبيق فكرة الدمج مستقبلاً.
بدوره، أشار الخبير في شؤون الإعاقة أسعد السعد إلى أن الورشة تتضمن التعريف بخطوات إعداد وصياغة التقرير الوطني حول واقع الإعاقة في سوريا، لافتاً إلى مشاركة ممثلين عن عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية المعنية بهذا المجال، إضافة إلى عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة، وممثلين عن مراكز الإحصاء والمعلومات.
تابعوا أخبار سانا على