في صباح قاتم من يوم الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، انطفأت عين الحقيقة التي طالما رصدت معاناة الفلسطينيين، حين انطلقت رصاصة غادرة أطلقها قناص إسرائيلي، لتنهي حياة واحدة من أبرز الصحفيات العربيات وأكثرهن تأثيرا، شيرين أبو عاقلة.

تمر اليوم الذكرى الثالثة على تلك اللحظة التي هزت وجدان الملايين، حين سقطت شيرين على مدخل مخيم جنين أثناء قيامها بواجبها المهني.

لم تكن مجرد ضحية عابرة، بل كانت تلك اللحظة إيذانا ببداية مرحلة جديدة من التربص الممنهج بالصحفيين، بلغت ذروتها في الحرب المستعرة على قطاع غزة والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية.

3 سنوات مرت، والشوق لا يخبو والسؤال لا يفتر: أين وجهها الذي اعتادت الملايين رؤيته عبر الشاشات؟ أين صوتها الهادئ الذي كان يخترق قصف المدافع ليروي الحقيقة؟ ماذا كانت ستقول اليوم عن أطفال غزة، عن جوع النساء وخذلان الرجال؟ كيف كانت ستصِف فلسطين وهي بين إبادة وحصار ومقاومة؟

وفي مفارقة قدَرية، كشف تحقيق استقصائي أميركي أن قاتلها، الجندي الإسرائيلي "ألون سكاجيو"، لقي حتفه في يونيو/حزيران الماضي بعبوة ناسفة في نفس المكان الذي اغتالها فيه (مخيم جنين). عاش بعدها عامين محتلا ومستوطنا، بينما تحولت هي إلى زهرة خالدة للحرية والوطن، وأيقونة لا تُنسى.

إعلان منظومة كاملة

لكن الحقيقة الصارخة تبقى أن من قتل شيرين حقا لم يكن فردا أو بندقية أو حتى طائرة، بل منظومة كاملة دعمت الجريمة وتسترت عليها، منظومة الإفلات من العقاب التي جعلت من قتل الصحفيين ممارسة تجري على الهواء مباشرة دون خشية من محاسبة.

لم تكن شيرين كثيرة الصخب في حياتها المهنية، لكنها كانت كالماء في تأثيرها، هادئة لكن عميقة، وما إن غابت حتى تجلت سطوة حضورها الطاغي.

3 سنوات مرت، ولم يستطع أحد أن يملأ مكانها في الصحافة والوجدان، يغيب زملاء فيأتي آخرون، لكن شيرين تبقى حالة استثنائية لا تتكرر.

ليست الصحافة جريمة، هذه بديهية لا تحتاج لبرهان، بل الاحتلال وقتل الصحفيين والإفلات من العقاب هو الجريمة الحقيقية، وعلى دربها يسير السائرون، يد تسلم يدا وصوت ينبعث من صوت.

في الذكرى الثالثة لاستشهادها، تبدو شيرين كأنها ما زالت ترقب من بعيد، تنتظر أن تختم تقريرا لم يكتمل بعد، لكن الحقيقة التي طالما سعت لكشفها تبقى حية: ما ضاع حق وراءه مطالب، ولا حقيقةٌ وراءها مَن هم مثلها، صحفيون يحملون شعلة الكلمة والحقيقة رغم المخاطر.

3 سنوات مضت، والنداءات لا تهدأ بالمحاسبة وإنهاء إفلات القتلة من العقاب، بينما يتزايد عدد الصحفيين الذين يسقطون في فلسطين، في ظل ظروف بالغة الخطورة زادت من مرارة غياب شيرين وافتقادها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إحياء الذكرى الخامسة لرحيل فقيد الوطن الدكتور أحمد النهمي

الثورة نت / أمين النهمي

أحيت أسرة ومحبو فقيد الوطن الدكتور أحمد صالح النهمي عضو مجلس الشورى، رئيس قسم اللغة العربية وأستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب بجامعة ذمار، اليوم، الذكرى الخامسة لرحيله.

وفي الفعالية، التي حضرها مسؤول التعبئة العامة بمديرية جهران يحيى الكبسي، وقيادات محلية، وثقافية، وشخصيات اجتماعية، أكد نائب الأمين العام لتنظيم مستقبل العدالة فؤاد الراشدي، أن إحياء الذكرى السنوية الخامسة للدكتور أحمد النهمي، جزء من الوفاء لأدواره وتضحياته في خدمة الوطن، واستحضار شخصيته الإبداعية، وتاريخه ومواقفه الوطنية، والإنسانية بمختلف أشكالها الأكاديمية، والسياسية، والفكرية، والأدبية، والصحفية.

وأكد أن رحيل الفقيد النهمي خسارة كبيرة على الوطن؛ نظراً لما كان يمتلكه من فكر نير، وعقلية فذة، وشخصية ناضجة استطاع أن يحظى باحترام وتقدير كل من عرفه من مختلف أطياف المجتمع اليمني، ومكوناته السياسية.

في حين تطرق زياد النهمي في كلمة أسرة الفقيد إلى مواقف الدكتور أحمد النهمي، وتضحياته وتفانيه وما حمله من معاني إنسانية.

كما ألقيت عدد من الكلمات، أستعرضت في مجملها أدوار الفقيد النهمي وإسهاماته أديباً ومثقفاً وإعلامياً وأكاديمياً، وسياسياً متألقاً وناجحاً في كافة المناصب التي تقلّدها، سواءً في المجال الأكاديمي أو السياسي، إذ كانت تتجسّد فيه كل معاني الوطنية الصادقة والحب للوطن، علاوة على ما كان يتمتع به من دماثة الخلق والوفاء والصدق والنزاهة والحكمة والتواضع والقيم الإنسانية.

وتطرقت الكلمات إلى إسهامات الفقيد النهمي في مختلف الجوانب العملية والمهنية، التي جسّدها في مشوار حياته، وترك بصمة كبيرة لدى الأجيال في اكتساب العلم وحب العمل، والسلوك الأخلاقي والمهني، والثبات على المواقف الصادقة والمخلصة في مقارعة الفساد والظلم والطغيان والاستبداد.

تخللت الفعالية قصائد شعرية للشعراء الدكتور يحيى حشيدان، و راشد الراشدي، ومحمد الربيح، وفواز وقعه، ود. عبدالولي القفيلي، عبرت جميعها عن مكانة الدكتور النهمي وإسهاماته في الجوانب الأكاديمية والثقافية والاجتماعية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: مصر ترسخ مكانتها كقوة دبلوماسية عاقلة في زمن الاضطرابات
  • إحياء الذكرى الخامسة لرحيل فقيد الوطن الدكتور أحمد النهمي
  • وفاة أيقونة السينما الإيطالية «ليا ماساري» عن عمر 92 عاما
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • من التوبيخ إلى التأهيل.. إجراءات قانونية تحمي الطفل وتمنع العقاب الجنائي
  • تعهد ببذل الجهد لضبطهم.. الرئيس السوري: مفجرو الكنيسة لن يفلتوا من العقاب
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • مصر تطالب بإصلاح الأمم المتحدة وتمنحها هدية في الذكرى 80 لتأسيسها
  • ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟